أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال الربضي - بوح في جدليات – 31 – بعض خواطري – 9.














المزيد.....

بوح في جدليات – 31 – بعض خواطري – 9.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 21:58
المحور: سيرة ذاتية
    


31
"انا الأم التي ولدته
لكن الرياح هي التي ربَّته"
قالها محمود درويش في قصيدته: "لا تعتذر عما فعلت"

و غنى محمد عبده في "مجموعة انسان":
"في عيني اليمنى من الورد بستان
و في عيني اليسرى عجاج السنين"

نصّان يلخصان حياة الإنسان، في الأول استحضار ٌ للإطار العام: ولادة من الأم و تشكيل ٌ من قوى الحياة المرموز لها برياح التغير، أما الثاني فهو عرض ٌ للنتائج: ورود ٌ مُحبَّبة في كفَّة و في الأخرى شظفٌ و تعبٌ و ألم.

حياة ُ الفرد بين هاتين، و لا ثالثة، إنَّما بقوَّة الخيار ينحازُ المرءُ إلى ما يُعطيه إحساساً بسيطرة ٍ مقبولة على مُجريات حياته، حتى لو كانت تلك السيطرة ُ وهما ً أو بعضَ حقيقة، فلا فرق، لأن الكائن البشري ليس عقلا ً إنما تماهي الوجدان مع العقل و غيابهما في بعضهما و استعلان واحد ٍ على حساب الآخر كثيرا ً.

أمَّا ما هو نادر ٌ بحق فهو: أن يكون المرءُ حقيقة ً حُرَّا ً من كل ِّ شيء، هذا إن وجد فهو المُعجزة، لكن: مُنذ متى وُجدت المُعجزاتُ سوى في تلك الروايات العتيقة.


32
أن تختار
تلك هي المُلكيِّة الوحيدة، الاقتناء اليتيم، المقدرةُ المُنفردة، الشئ الذي لا يُمكن أن يؤخذ منك، فأنت حتى لو تحت السيف تستطيعُ أن تقول: لا، فيقتلونك، أو يعذِّبونك، أو يؤذًون عائلتكَ، أو يعزلونك عن العالم و أنت فيه فلا تجد عملا ً و لا صاحباً، أو كل َّ هذا معا ً و أبشع، لكنك ما زلت قادرا ً أن تقول َ لا: حتى لو كان الثمن أن تفقد كل شيء حتى جسدك و صحَّتك و سلامة عقلك و سلام َ نفسك، فلا يبقى لك سوى الخيار، سوى ال: لا، تلك التي تدفع ثمنها: كل َّ شيء، لتفوز بوهمك أنَّك: حر، حتى لو لم تكن تملكُ شيئاً.

في بعض الأحيان، قد يكونُ الصفرُ رِبحاً، و المليون إذا ما اقترن َ بالبيع: خسارة ً رداؤها: العار.


33
لا تصدِّق
إن قالوا: كل ُّ الحقوق مصونة
إن قالوا: الإنسان فوق كل شيء
إن قالوا: نعمل لأجلك
إن قالوا: كرامتنا عزّتنا
إن قالوا: أمنك و سلامك
إن قالوا: أولوياتنا أنتم
إن قالوا: لكم عالم ٌ آخر أفضل
إن قالوا: عين الله ترعاكم
إن قالوا: اسألوا تعطوا
إن قالوا: نقشتكم على كفي
إن قالوا: رموزنا
إن قالوا: أبطالنا
إن قالوا: مقدساتنا
إن قالوا: أعزُّ بني الدنيا و أعلى ذوي العُلى
إن قالوا: تهون علينا في المعالي نفوسنا

إنَّما صدقهم إن قالوا: تهونُ علينا نفُوسنا


34
لقد أصبحُ كل ُّ شيء ٍ خاصَّاً:
الشركات
الخدمات
الأملاك
المرافق

إلا الإنسان فهو عامٌّ مُنتهكٌ مُتاح:
GPS يُراقب
مواقع التواصُل الافتراضي (الاجتماعي) تُراقب
الكاميرات في كل ِّ شارع تراقب
الكاميرات في كل ِّ متجر ٍ و سوق ٍ تراقب
صاحب رأس المال في العمل يراقب

حتَّى تكون خاصَّا ً لنفسك: دُسَّ جسدك في الفراش، و انشر عليك َ غطاءكَ بعد أن تُغلق النوافذ و الستائر، و تُطفئ كل ضوء ٍ، و تُخرج الموبايل و الأجهزة جميعها من الغرفة، و نم، لكن لا تحلم، لأن دماغك َ في الحُلم سيُحضرُ إليك كل ما تركته خارجاً، و عندها ستعلم أنك لا يمكن أن تكون أبدا ً لوحدك.

إذا ً و الحال هذه: إعتنق الحياة، و احيا، و اختر ما تريد، و الزم خيارك، و أيضا ًو أيضا ً أعودُ للقول: إعتنق الحياة!

أقطف نهارك Carpe Diem

35
لا يوجد خلاص جمعي
لا يوجد حلٌّ واحد للشعوب جميعها
لا يوجد نظام ٌ موعود ٌ قائم
لا توجدُ خطَّة ٌ كونية تعملُ لهدف ٍ أو نتيجة ٍ مستقبلية

إنما يوجدُ: الوجود الذي تتفاعلُ مكوِّناته مع بعضها البعض فتخرجُ النتائجُ التي يُلقي عليها الإنسانُ أحكامه الشخصية غير المُلزمة للحقيقة في شيء، و يبنى تصوُّراته التي ما هي إلا نتاجُ نفسه النَّاظرة ِ إلى ما في خارجها و التي تفسِّره فتظنُّ أن التفسير حقيقة، و أن الفهم الوجداني العقلي انكشافُ أسرارِ الكون، بينما لا يعدو كونه: نظرة الكائن البشري إلى ما في خارجه، فقط، و لا شيء غير ذلك.

نحنُ لا نُلزم الحياة أن تتغير أو تجري كما نعتقد، إنَّما نعتقدُ أنها تفعل، و التاريخ يضحكُ في وجوهنا ساخرا ً، صارخا ً: افتحوا عيونكم و انظروا، لم لا تفهمون؟!

الجواب: لأننا بشر، لحمٌ و دم ٌ ووجدانٌ يظنُّ أنه يعرف، لأن العقل الذي يُميِّزه عن الحيوان هو ذاته الذي يُعميه بالكبرياء عن حقيقةِ أننا: حيواناتٌ لها عقول. هذا الجذر في المملكة ِ الحيوانية يُحبُّ نفسه كما يُحبُّ الحيوان الأدنى نفسه بذات المبدأ، لكن بشكل حضاري عاقل، أعمى عن الحقيقة، و أعلى وهما ً من فرحِ الالتصاق ِ بالأرض.


36
لا تعذليه ِ إن العذل َ يولعُه
قد قلت ِ حقَّا ً لكن ليس يسمعُهُ

صدق َ ابن زريق البغدادي.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في العلمانية – 12 – عن علاقتها مع الكرامة الإنسانية – ...
- قراءة في استحقاقات فايروس الكورونا – الردود التلقائية للأفرا ...
- قراءة في العلمانية – 11 – عن علاقتها مع الكرامة الإنسانية.
- ضوءان على أعتاب الفجر
- ما وراء البحر
- قراءة في الحب - الوجه الآخر نابعاً من البيولوجيا.
- قراءة في العلمانية – 10 – ما بين بُنى الوعي و القرار السياسي ...
- قراءة في العلمانية – 9 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- عن سام نزيما و ملفيل أديلشتاين – شهادةٌ على انتصار الإنسانية ...
- بطاقة إنسانية من السِّياق الفصحي.
- قراءة في الذاكرة – الموثوقيِّة بحسب القياس العلمي.
- يا سوداء الصخرة ِ: كوني.
- انهضا – أفلا تقبِّلين.
- المُسافر لا يعود.
- قراءة في ظاهرة التحرُّش الجنسي – التعريف، السلوكيات، الأسباب ...
- بوح في جدليات – 30 – بعض خواطري – 8.
- قراءة في العلمانية – 8 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- بوح في جدليات – 29 – بعض خواطري - 7
- قراءة في العلمانية – 7 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- بوح في جدليات – 29 – ما يُوجد، مقابل َ، ما نُريد - 1


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال الربضي - بوح في جدليات – 31 – بعض خواطري – 9.