أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - احمد الحاج - تلطيف العبارات ..!














المزيد.....

تلطيف العبارات ..!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 17:41
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


م.م علي العنزي
تلطيف العبارات، هو مصطلح شاع استخدامه اليوم مع تطور وسائل الاتصال، فبدل استعمال الشذوذ الجنسي أو الفاحشة أو عمل قوم لوط تستخدم عبارات ألطف مثل المثلية، وبدل الزنا والفجور تستخدم عبارات مثل ممارسة الحب أو الاتصال جنسي، وبدل السرقة والابتزاز بالقوة المفرطة تستخدم عبارات الضرائب والاستقطاعات، وبدل غصب ممتلكات الآخرين بغير وجه حق تستخدم عبارات مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة، وبدل الطاغية المستبد تستخدم الرئيس أو الملك، لماذا؟
سأتكلم في اختصاصي وهو علم اللغة، فالدماغ يخزن الكلمات بمعانيها بشكل قريب جدا من طريقة وضعنا لحاجياتنا في الخزانة، ولكن الدماغ يخزن مع هذه الكلمات معان مرتبطة بها فالشذوذ الجنسي مثلاً يخزنه العقل بمعناه (فعل الفاحشة بين شخصين من نفس الجنس) ويربط معه كونه مخالفاً للفطرة الإنسانية (الشذوذ) وكونه داعياً للازدراء الاجتماعي لأنه مخالف للعرف وكونه سبباً في غضب الرب لأنه يستحضر في عقولنا صورة سدوم وعمورة اللتان أهلكهما الله بسبب الشذوذ. فحينما نسمع كلمة الشذوذ الجنسي أو عمل قوم لوط فاننا نستحضر كل الصور البشعة السابقة فتأباه أنفسنا ويقشعر منها جلدنا فنتبعها بكلمة (والعياذ بالله). أما اليوم فمع شيوع صور الشذوذ في أغلب الأعمال (الفنية) لا بد من استعمال ألفاظ لطيفة لا تستدعي صوراً ينفر منها الذوق السليم، كلفظ المثلية لترتبط هذه الألفاظ بالصور الجميلة التي تعرضها تلك الأعمال الفنية. وهنا أمر مهم وخطير، سيرى العقل إن ثمة تناقض بين لفظتين من حيث الاستخدام ومن حيث ما تستدعيه كل كلمة من معان مرتبطة بها، وستكون الغلبة بالطبع لما تراه العين، أما لماذا؟ فهو أمر تطرقت إليه في منشور قبل سنوات عن مقدار المعلومات التي تدخل عن طريق العين ومقدار ما يتعرض منها للمعالجة، ولعلي اعيد نشره أو أضيف إليه ما أراه ملائماً.
لقد وعدتكم بنشر بعض الكلمات المتعلقة بمقدار المعلومات التي تدخل أدمغتنا عن طريق العين، وهو موضوع متعلق بشكل كبير ببرامج التحكم بالعقول...
كيف تعمل برامج التحكم بالعقول..
هذا الموضوع واسع ومعقد بعض الشيء.. وسأحاول الاختصار بقدر الإمكان ومناقشة زاوية محددة فقط ألا وهي الرسائل اللاشعورية.
لقد درست علم اللغة النفسي وعلم اللغة العصبي واطلعت على الكثير من المعلومات القديمة والحديثة. واكثر ما اذهلني هو ارتباط الحواس بالعقل الظاهر والعقل الباطن.
لقد خلق الله لنا الحواس لتكون بمثابة أبواب لإدخال المعلومات الموجودة في الخارج. هذه المعلومات تخضع للمعالجة الدماغية والمقارنة بالمعلومات السابقة ليتم خزنها في العقل الواعي ثم تذهب إلى العقل الباطن بعد أن يتم إعطاؤها علامة الصواب أو الخطأ. هذه عملية إدخال المعلومات باختصار شديد جدا وأرجو أن لا يكون مخلاً. وهذه العملية تتم والعقل في حالة (بيتا) وهي مرحلة التيقظ والنشاط والتقاط المعلومات ومعالجتها. وهذه الحالة هي الحالة الوحيدة للعقل الواعي. هناك ثلاث مراحل اخرى للعقل وهي مرحلة الفا ودلتا وثيتا. هذه المراحل خاصة بالعقل اللاواعي أو العقل الباطن.
إن مهمة برامج التحكم بالعقول، سواء كانت عن طريق الدعايات أو الأفلام أو الأغاني هي ايصال المعلومة الى العقل الباطن من دون معالجة واسهل طريقة لفعل ذلك هي الافلات من عملية المعالجة الدماغية. وهناك عدة طرق لفعل ذلك وسابين هنا طريقة واحدة فقط تتبعها الإعلانات المرئية. هذه الطريقة تتلخص في وضع صور داخل المادة المرئية تمر بسرعة فائقة أو توضع في زاوية غير مهمة من الاطار. نحن لا ننتبه اليها لان عقلنا الظاهر لم يعالجها ولكن أعيننا نقلتها بالتأكيد.
ولكن كيف تنقل أعيننا أشياء لا ننتبه إليها؟
يقول الدكتور (جوزيف ديسبينزا) ان العين البشرية تمرر معلومات بمقدار 10 ميكا بايت في الثانية الواحدة ولكن عقلنا ليس بمقدوره ان يعالج اكثر من 1.25 ميكا بايت من هذه المعلومات في الثانية الواحدة!! اي ان اعيننا ببساطة تنقل عشرة ملايين معلومة في الثانية (اذا قربنا البايت الى كونه معلومة واحدة) ولكننا لا ننتبه الا الى مليون وربع المليون معلومة في الثانية.
ولكن ماذا عن الثمانية ملايين وسبعمائة وخمسين الف معلومة الباقية؟ اين تذهب؟
انها تذهب مباشرة ومن دون معالجة إلى العقل الباطن وتخزن من دون إعطاء علامة صائب او خاطيء. وبتراكم المعلومات المماثلة في العقل الباطن تتحول هذه المعلومة إلى قناعة او معتقد يتصرف المرء على أساسه مع العلم انه لم يكن له يد في تحديد ثوابت أو متغيرات هذا المعتقد، فقد غرزت هذه الأفكار في عقله الباطن غرزا.
وبمقارنة عقولنا للمعلومات التي نشأنا عليها وتلقيناها من مجتمعنا أو آبائنا وأمهاتنا مع المعلومات التي يتلقاها من وسائل الإعلام فستكون الغلبة بالتأكيد للأخيرة نظراً لمقدار الضخ الهائل للمعلومات المرئية والمسموعة المصحوبة بارتباطها بالحداثة والتطور ولن يكون بوسع العقل سوى إلقاء المعلومات القديمة أو ربطها بمعان مبتذلة كالتخلف أو الرجعية ...الخ ولكم أن تتصوروا مصير من يرددها أو يدافع عنها أو يتبناها.



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الافتاء السياسي المعاصر- كتاب جديد يعالج مقومات وخصائص الفت ...
- المغيبون والمفقودون والمختفون قسرا خرم للعدالة..إهانة للانسا ...
- الياسمين والقداح لكتابة مقال بعطر فواح !
- دور الحكم والامثال في طبخ وتجميل المقال وبيان واقع الحال !
- معركة الوعي ماضية وحرب - الاستحمار- كذلك !
- بدأنا ب-طالع-..ثنينا ب-قانع-..ثلثنا ب-نازع-!
- الشعب اللبناني بحاجة الى مساعدات انسانية رحمانية عفيفة..لا ا ...
- -سعدي البديل- خلاصة الواقع العراقي الهزيل !
- حدث في 8/8/1988 أن زعل الحظ الأسمر ولم يقل لي بعدها مرحبا !
- أنطق ياحجر ...وإصرخ ياضمير !
- نعم أخطأت وأعترف ...ومحزن أن تعترف بالخطأ متأخرا !
- الطبيب مشالي ليس الأول ولن يكون الأخيرة !
- -القطة جلي- التي أطلعت البشرية على جوانب الرحمة في الاسلام ب ...
- تراحموا ...وشكرا للعراقي الرحيم - محمد كريم- !
- لنصحح مفاهيمنا المغلوطة ولنبدأ بالمناهج والإعلام ..!
- شكرا نبيل جاسم ..وداعا هشام الهاشمي !
- مصري عشق عراق الحضارات فكتب ...وعراقي أحب مصر الكنانة فرد !
- زغردي يابهية نورا صارت نور ..وسعيد صار سعدية !!
- صدور كتاب (التوطئة في أحكام الأوبئة في ضوء الفقه التكاملي)
- ليست عتبا ولا ملامة بل غضبة للحق لعل الضمير النائم يصحو !


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - احمد الحاج - تلطيف العبارات ..!