أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - بوادر الفساد في البصرة















المزيد.....

بوادر الفساد في البصرة


حامد تركي هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


استيقظ سلوان مجيد مبكرا جدا هذا اليوم، فقد إعتاد أن ينهض الساعة السابعة صباحا، ولكنه اليوم وجد نفسه متحمساً منذ الساعة الخامسة فجرا. بعد أن أخذ حماما سريعا، أعد لنفسه كوبا من القهوة، أزاح الستارة ليسمح لنور الصباح بالدخول الى شقته التي تقع في الطابق العاشر في أحدى عمارات مجمع الفراهيدي السكني الجديد. جلس في الشرفة يستمتع بقهوته ومشاهدة الحدائق الجميلة التي تنتشر بين العمارات السكنية في الحي، والتي تكتسب جمالا خاصا في مثل هذا الفصل الربيعي. وقد فضّل سلوان مجيد السكن في هذا الحي لسبب آخر وهو أن هذا الجزء من المدينة يعمل بالطاقة الشمسية، وقد سجل للسنوات الثلاث الماضية أقل نسبة تلوث وأقل نسبة انبعاث ضار للبيئة. اذ تنتشر أجهزة قياس الانبعاثات الضارة في عموم المدينة وهي أجهزة صغيرة مرتبطة بالأقمار الصناعية تستطيع قياس مئات المؤشرات البيئية من نسب وجود طيف واسع من الغازات، فضلا عن تسجيل مستويات التلوث السمعي، الى غير ذلك.
يقع حي الفراهيدي في قلب مدينة البصرة تقريبا، فهو يشغل المساحة الممتدة بين شارع الخليج العربي وحي الكفاءات وشارع بغداد من ساحة سعد حتى شارع التنانير. حيث تم ازالة كراج النقل العام وكراجات البلدية والمستشفى الجمهوري التي لم يعد لوجودها في هذا المكان أهمية بعد أن تم بناء مستشفيات حديثة كثيرة توزعت على كل رقعة مدينة البصرة الممتدة من الثغر شمالا حتى كوت الزين جنويا، ومن البرجسية والرافضية غربا، حتى الشلامجة والكشك البصري شرقا. وقد تمت ازالة أغلب الأحياء القديمة وتمت اعادة بناء المدينة بموجب تصميم جديد فكرته بسيطة وهي انشاء مراكز عالية الكثافة في بؤر محددة تتسع لعدد من العمارات العالية متعددة الاستعمالات كالسكن والعمل والتجارة والخدمات وبما يضمن خفض عدد الرحلات الى الحد الأدنى، بينما تترك المساحات الواسعة بين تلك البؤر كغابات ومناطق خضراء كجزء من محمية وطنية مترامية الأطراف. يُشغل هذا الحي غالبا من قبل الفنانين والأدباء، و قد بُنيَّ ضمن خطة نفذتها الحكومة المحلية منذ خمس سنوات أطلق عليه خطة التحسين الحضري، Gentrification Plan. فضّل سلوان السكن في هذا الحي لكونه يتوسط المدينة ولا تبعد محطة سعد وهي إحدى المحطات المركزية لمترو البصرة عن شقته سوى بضع دقائق مشيا، حيث بإمكانه أن ينتقل بواسطته الى كل مناطق المدينة تقريبا دون الحاجة الى استخدام الباصات. هو اليوم على موعد مع أصدقائه أعضاء منظمة الحفاظ عند الساعة التاسعة صباحا في محطة سعد للمترو حيث تتقاطع في هذه المحطة أربعة خطوط، هي خط شمال- جنوب الذي يبدأ من محطة الشنانة حتى محطة كوت الزين والذي ستستقله ندى يعقوب الفنانة التشكيلية، وخط غرب - شرق الذي يربط البرجسية بمحطة النشوة وهوخط قدوم أحمد ثابت المهندس المعماري، وخط رقم 3 الذي يربط بين محطتي أبو فلوس والمطار وهو الخط الذي يقع عليه منزل الشاعرة رقية عبد الحسن، أما ليث فريد المهتم بالقصص الشعبية فسيصل على خط رقم 4 سفوان - الثغر. لقد عمل هؤلاء الشبان منذ سنتين تقريبا في هذه المنظمة لاشتراكهم بالاهتمامات عينها، ما ساعد على نشوء علاقة اعجاب بين رقية وسلوان بدأت تتحول الى مشروع زواج. بعد أن يتجمع الاصدقاء الخمسة سينطلقون باستخدام الباص الكهربائي الذي يسير بدون سائق بواسطة نظام حاسوبي دقيق وآمن الى قاعة المدينة حيث سيعقدون مؤتمرا صحفيا الساعة الواحدة ظهرا لشرح أبعاد الفضيحة التي تم توثيقها بالصور الفوتوغرافية من قبل سلوان وأصدقائه، والتي شغلت الرأي العام على مدى الأسبوع الماضي، والتي أحدثت هزّة عنيفة ربما ستطيح بالحكومة المحلية قريبا جدا.
في تمام الساعة الثامنة كان سلوان مجيد قد أنهى فطوره، وارتدى ملابسه، ووضع كل ما يحتاجه في حقيبة الظهر خاصته ومن ضمنها حاسوبه اللوحي الصغير حيث تم حفظ الصور الفوتوغرافية، وانطلق مشيا على الأقدام باتجاه محطة المترو.
بعد بضع دقاق ظهرت المحطة المركزية بشكلها الفضي اللامع، وكأنها كائن أسطوري يربض على مسطح أخضر، شكلها يشبه الى حد كبير سفينة بصرية تجارية قديمة عملاقة جنحت على شاطيء واستقرت على جنبها، تخترقها فتحتان يمر منهما قطار شمال – جنوب، ولكن الخطوط الأخرى تمر تحت الأرض بمستويات مختلفة. وثمة مدخل كبير ينفتح على ساحة مبلطة تحيط بها أشجار النخيل التي تتخللها مساحات خضراء ومسطحات مائية. سلوان مجيد من المعجبين بأنظمة هذه المحطة وخاصة طريقة تجميع المياه والتي كثيرا ما يتكلم عنها في كل لقاءاته، اذ يتم جمع المياه المتكثفة داخل الهيكل العملاق للمحطة بسبب وجود الرطوبة في الهواء وبسبب ملامسة الهواء للسطوح الباردة للمنشأ حيث يتم تبريد المحطة باستخدام الطاقة الشمسية عبر نظام (CECS) وهو نظام تمت المباشرة بتنفيذه في مدينة البصرة قبل عشر سنوات، ويتم توجيه المياه المتكثفة عبر أنابيب لسقي الحدائق وملئ الأحواض والمسطحات المائية. يتحرك عبر ذلك الممر مئات الأشخاص داخلين وخارجين بنشاط وهدوء تام، ومن دون أن تصدر عنهم أي ضوضاء، وذلك لأنهم يحرصون على ذلك ويرتدون أحذية رياضية لا تصدر أي صوت عند المشي، كما أن طبيعة البلاط المستخدم في إكساء أرضيات الممرات يقلل كذلك من إمكانية انبعاث الأصوات. أما في حال صدر منك صوت فوق المستوى المسموح به من قبل البلدية وهو ( أكثر من20 dB) فستقوم أجهزة التحسس المنتشرة في كل أرجاء المدينة بتسجيله والتعرف على الرقم التسلسلي الخاص بك، وسيتم فورا استقطاع الغرامة المالية من حسابك المصرفي والتي غالبا ما تكون باهضة. لذلك تعد مدينة البصرة من أهدأ مدن العالم حيث لا تسمع عند التجول فيها سوى زقزقة العصافير وخرير المياه وكأنك تسير في غابة.
التقى الأصدقاء المتحمسون عند مقهى الفنجان الساخن الذي يقع في الطابق الأرضي للمحطة. حيث راجعوا على عجل برنامجهم الحاسم لهذا اليوم، ثم انطلقوا باتجاه موقف الباصات الكهربائية التي تسير بدون سائق قاصدين قاعة المدينة عبر منطقة التراث.
كانت منطقة التراث الأولى التي تقع على طريقهم مكتظة بالسائحين على غير عادتها في مثل هذه الساعة من كل يوم. حيث تبدأ الباصات الكهربائية التي تقل المجاميع السياحية بالوصول الى هذه المنطقة عند الساعة العاشرة صباحا، ولكن السائحين اليوم قد بدأوا بالتوافد منذ الصباح.
ينتقل السواح عادة من منطقة الفنادق الشاهقة التي يقيمون فيها والتي تقع على الضفة الشرقية من شط العرب عند منطقة الصالحية بواسطة الباصات الكهربائية التي تتوقف في موقفين كبيرين متعددي الطوابق، أحدهما يقع في منطقة الهارونية في ما كان يعرف سابقا بمحطة بضائع نظران أو معمل المسامير، حيث يمكن للسواح ولوج منطقة التراث عبر جسر الغربان، والموقف الثاني يقع في منطقة المشراق، حيث يدخل السواح منطقة التراث عند جامع الكواز التاريخي. وبإمكان السواح التجوال مشيا على الأقدام أو ركوب السيارات الكهربائية المكشوفة الصغيرة والمزوّدة بصفوف من المقاعد، حيث بإمكانهم الاستمتاع بمشاهدة التحف المعمارية الفريدة من نوعها المتمثلة بالدور التراثية والشناشيل الخشبية المدهونة بالدمكلوك والتي تنبعث منها رائحة العود، حيث قامت الحكومة المحلية بصيانتها واعادتها الى الحياة بالتعاون مع اليونسكو ضمن مشروع الحفاظ الذي بدأ قبل عشر سنوات. يتوقف السواح في أي مكان يشاءون، وبإمكانهم أن يدخلوا أي مبنى، اذ ان جميع المباني تكون مشرعة الأبواب لاستقبالهم. وقد تم تحويل بعض الأبنية الى مطاعم، أو مقاهي، أو مكتبات، أو متاحف صغيرة متخصصة. وثمة أبنية تم استغلالها كسوق لبيع الهدايا.
ويوجد في منطقة التراث متحف لكل شيء تقريبا، فهناك متحف للملابس التقليدية، ومتحف للأدوات المنزلية التقليدية، ومتحف للعب الأطفال وهكذا. أما المتاحف الكبرى فتقع في المجموعة الثقافية التي تضم الجامعة والمكتبات العامة فضلا عن أكبر متحف في المدينة والذي يستقطب أعدادا غفيرة من الزوار سنويا والذي يقع على ضفاف نهر كرمة علي، ويسمى متحف الزمن الرديء. سلوان مجيد وأصدقاؤه يُعَدون من الزوار الدائميين تقريبا لهذا المتحف، فهم يحرصون على زيارته لتجديد نشاطهم وللتزود بالطاقة النفسية اللازمة للاستمرار بعملهم التطوعي. ففي متحف الزمن الرديء هذا يتم عرض أحوال غريبة ولا يمكن تصديقها مما كان يجري في البصرة منذ عقود خلت. وقد أعتبر الكثيرون أن الصور والأفلام والمجسمات والاحصائيات والحالات الموثقة المعروضة في متحف الزمن الرديء لا تعدو أن تكون مبالغة أو شيء من الخيال الجامح. فكيف يمكن أن يعقل على سبيل المثال لا الحصر أن البصرة كانت تحتوي على آبار نفطية يتم فيها حرق الغاز المصاحب؟ وقد اعتبر الكثير من زوار المتحف أن ما يُعرض في قاعة النفط مثلا لا يمكن تصديقه. أما في قاعة المياه مثلا فبإمكانك أن ترى فلماً سينمائاً يُعرض على جدار بانورامي ضخم يصور مياه آسنة ومالحة كانت تجري عبر الأنهار، وأن الأسماك والكائنات الأخرى تنفق بالآلاف. شيء رهيب لا يمكن تخيله.
أما في قاعة الحضر في المتحف فيتم عرض صور للشوارع وقد تراكمت على أرصفتها الأزبال! وثمة فلم تم تصويره بواسطة طائرة مسيرة يبين كيف ان كتلة المدينة كانت تتكون من مساحات هائلة من الدور السكنية العشوائية والتي تفتقر للمساحات الخضراء! وهناك قاعات كثيرة تعرض صوراً عجيبة عما كانت عليه الحياة قبل نصف قرن من الزمن. ففي قاعة الزراعة مثلا يتم عرض كيف ان الفلاحين كانوا يستخدمون مبيدات حشرية وأسمدة كيمياوية في الزراعة! أمر لا يصدق. ويضم متحف الزمن الرديء أيضا قاعات أخرى لا يجرؤ سلوان مجيد على دخولها. وقد سمع عنها، كتلك القاعة التي تعرض صورا لمدارس مكتظة بالأطفال، أو مستشفيات قذرة، أو صورا لأناس تم قتلهم باستخدام مسدس كاتم للصوت في وسط الشارع!
عادة ما يتجول السواح نهارا كاملا في منطقة التراث، وتمتد جولاتهم الى المساء، حيث يستمتعون بمشاهدة فعاليات ثقافية غاية في الجمال، مثل حفلات الخشّابة التي تقام في الهواء الطلق صيفاً في أماكن محددة، أو في أحدى الدور التراثية، أو الاشتراك في رقص الهيوا التي تجرى في بعض الأزقة مساءً. أما السواح من البلدان العربية فيحرصون على حضور الى الأمسيات الشعرية التي كانت تجري كل مساء على قاعة السياب ضمن مجمع اتحاد الأدباء المهيب.
تحظى منطقة التراث الأولى ( البصرة القديمة) إسوةً بشقيقتها منطقة التراث الثانية ( العشّار) باهتمام بالغ من قبل جميع السكان. فنشطاء الحفاظ على التراث كسلون مجيد وأصدقائه، والفنانين، ورجال الأعمال الذين أنشأوا لهم أنشطة اقتصادية هنا، وكذلك الشباب الذين وجدوا لهم فرص عمل في المطاعم والمقاهي والمتاحف والمكتبات وصالات العروض الموسيقية، فضلا عن رجال الحكومة، الجميع يعتني بهذه المنطقة التي أصبحت محط احترام عالمي، واكتسبت شهرة دولية فريدة. حيث تتحدث الاحصائيات عن قدوم أكثر من ثمانية ملايين سائح في الموسم السابق من مختلف دول العالم خاصة بعد تشغيل القناة الجافة قبل عشر سنوات.
الفضيحة التي نشر تفاصيلها سلوان مجيد متعددة الطبقات وخطيرة وتهز النظام الاداري للحكومة بالكامل. وتضع كامل النظام أمام مسائلة تاريخية. هي ليست خطأ أو أهمال حصل في مواصفة بنائية أو اهمال في تنتفيذ بروتوكول معين. ولكن هذه الحادثة تثير أسئلة في غاية الخطورة، والتي قد تقود الاجابة عنها الى استنتاج مفاده أن الفساد قد بدأ يتغلغل الى عمق منظومة العمل. فكيف وصلت المواد غير المطابقة للمواصفات الى مخازن الشركة المسئولة عن أعمال الصيانة؟ وكيف يمكن للمرء أن يتقبل أن مترا مربعا حتى ولو كان في زقاق ضيق لا ينفذ لم تتم تغطيته بكاميرات المراقبة؟
لقد وفرت الأنظمة الالكترونية التي تطبق في البصرة من مدة طويلة امكانية الوصول الى منشأ ومواصفات وتاريخ انتاج وتاريخ نفاذ الصلاحية لاي سلعة بمجرد تصويرها بهاتفك المحمول. وهذا ما قام به سلوان مجيد بالضبط عصر يوم الجمعة الفائت. فقد صور كيس أسمنت، وطابوقة باستخدام هاتفه المحمول، ثم قام بمطابقة الرقم التسلسلي لهذين المنتجين مع موقع منظمة اليونسكو، وهو أمر بسيط ومتاح للجميع القيام به بلمح البصر، فاذا كانت تلك المواد مصرح بها سيظهر اسمها على هاتفك باللون الأخضر، أما اذا لم تكن مطابقا فسيظهر الاسم باللون الأحمر مع اشارة صوتية تحذيرية كتلك التي حدثنا عنها أجدادنا عند قرب حدوث غارة جوية في زمن الحروب.
في مبنى مجلس المدينة، تلك البناية الزجاجية المكعبة التي تتوسط بحيرة ماء، كان حشد من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية بانتظار أعضاء منظمة الحفاظ للاستماع الى شرح مفصل عن تلك الفضيحة المدويّة ومشاهدة الصور الفوتوغرافية للفاجعة. قبل بدأ المؤتمر الصحفي اقترب أحد موظفي المجلس من سلوان مجيد، وهمس في أذنه بضع كلمات، طالبا منه لقاء المحافظ قبل أن يتحدث الى الصحفيين؟
وافق الشباب على إجراء لقاء قصير وخولوا سلوان مجيد بالقيام بذلك. في مكتب المحافظ، الذي وجده سلوان واقفاً قرب الجدار الزجاجي المطل على الماء شاحب الوجه، مرتبكا، فيما كان مدير البلدية يذرع الغرفة ذهابا وإيابا كمن ينتظر لحظة تنفيذ حكم الأعدام بحقه. ما إن دخل عليهما سلوان، حتى هبّا اليه مرحبين. طلب المحافظ من سلوان أن يتحدثا بهدوء، الا أن سلوان اعتذر.
- سيدي لم يتبق على موعد المؤتمر الصحفي وقت كثير، بإمكانك قول ما تريد بسرعة، كلّي آذان صاغية.
- حسن، كل ما نريدكم أن تعرفوا أن ذلك الخطأ كان بسبب أحد المهندسين الجدد.
- جدد؟ ومن المسئول عن تدريب المهندسين الجدد سيدي؟
- ربما أساءوا التقدير، اعتقدوا أن الجدارغير ذي أهمية. أنت تعرف كم بذلنا ونبذل من جهود مضنية للمحافظة على سمعة المنطقة التراثية وادامتها ونظافتها وصيانتها على وفق مواصفات اليونسكو سيد سلوان. لقد صار هذا الأمر معلوما من قبل الجميع على ما أظن. ولكن كما تعرف يا سيد سلوان فمثل هذه الأخطاء الصغيرة تحدث.
- صغيرة! استميحك عذرا سيدي، هذه أخطاء فادحة لا يمكن لمنظمتي التهاون بشأنها. مثل هذه الأخطاء يا سيدي تطيح بسمعة ومكانة منطقة التراث التي نعتز بها والتي أصبحت جزءً من هويتنا. ليس هذا فحسب، فنسبة مهمة من الأعمال تجري هناك، وأنت تعلم أكثر مني ربما بالاحصاءات. أنتم تعرفون مساهمة هذه الأنشطة بالدخل الذي تجنيه المدينة، أم أنني بحاجة الى تذكيركم سيدي؟ لابد من أن نحصل على ضمانات كافية بعدم حصول مثل هذه الأعمال غير المسئولة مستقبلا، أرجو المعذرة، أسمحوا لي فالصحافة بانتظارنا. وخرج من مكتب المحافظ.
قصة الفضيحة التي هزّت المدينة تتلخص في أن سلوان مجيد كان يتجول عصر يوم الجمعة من الأسبوع الماضي في المنطقة التراثية، وفي ساعة متأخرة من النهار لاحظ وجود أعمال صيانة في أحد الأزقة الضيقة التي تقع في منطقة السيف خلف كنيسة الأرمن الأرثودوكس. وعندما اقترب من مجموعة العمال، وجدهم يقومون بصيانة جدار ظهرت عليه آثار تشققات ورطوبة. ولكن الأمر الذي أستفزّه هو أن أعمال الصيانة تلك كانت تتم باستخدام مواد بناء غير مرخص بها من قبل اليونسكو. التقط سلوان مجيد صورا فوتوغرافية لتلك الأعمال، ونشرها فورا على صفحته، الأمر الذي أثار ضجة لم تهدأ حتى هذه الساعة.
فيما كان سلوان وأصدقاؤه يستعدون للبدء بالمؤتمر الصحفي، كان كلّ من مدير البلدية والمحافظ يكتبان استقالتيهما.



#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الهواء يا أمي
- صديقي صالح
- سلسلة فنارات - ج2 - الحاج سعود الفالح
- الحَمَر
- لوحة گلگامش التي ستهزّ العالم
- صورتان وأربعة وجوه
- كائنات غريبة
- سلسلة فنارات - ج1 - علي قاسم
- القسم رقم 8 - الحلقة الثالثة - همس الفتيان
- أم سالم
- الانتصار على الألم
- السيرة الذاتية لعراقي- قصيدة
- ليلة قدر
- القسم رقم 8- الحلقة الثانية - همس الجيران
- القسم رقم 8 - الحلقة الأولى - همس الجدران
- لوحة ( الشمس الساطعة)
- ذكرى قديمة جدا
- حكاية لا يعلم بها أحد
- سلسلة قصص الجنون - تنويه ختامي
- سلسلة قصص الجنون 8- -عقل- المجنونة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد تركي هيكل - بوادر الفساد في البصرة