مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ الخلاصة الأبسط لإتفاق أوسلو ولأسلو في الحقيقة خلاصات متعددة ، لكن خلاصة اليوم وحسب الواقع الحالي ، أن إسرائيل باتت تفتح سفاراتها في العالم العربي وسفارات منظمة التحرير الفلسطينية يتم إغلاقها ، وبالتالي المنطق يشير إلى هذه الحقيقة الدامغة ، إذا أفترض المرء ، بأن رئيس الوزراء نتنياهو شد حيله أكثر هذه الأيام وأقنع دول عربية أخرى بالابتعاد عن المماطلة والشروع على الفور بتوقع معاهدات سلام أخرى ، بالتأكيد لن يبقى للمنظمة الفلسطينية سفارة واحدة في العواصم العربية ، بل إذا نقلت سفارات العالم سفاراتها من تل ابيب إلى القدس ، ستفقد المنظمة دبلوماسيتها تماماً ، فتصبح عارية من أي درع عسكري ودبلوماسي .
الأمر الآخر ، هو ايضاً بسيط وأكثر اتساقاً مع واقع الحال وايضاً مع معطيات سنوات حزب الليكود في الحكم ، وبالتالي الفارق بين الحزبين / الليكود والعمل ، بأن الأول واضح الرؤية ورؤيته لا تحتاج إلى تحليل أو العوم في مآلات تضييع الوقت ، لهذا ، كانوا مقاتلون حركة فتح بالطبع أقصد هنا قوات العاصمة ، وبالتالي لا أتكلم عن تنظيم الحركة بصفة عامة ، لأن الحركة لديها أجنحة مختلفة ، أي بالمعنى التفصيلي الذي يساعد القارئ فهم القصد ، هناك على سبيل المثال ، من اشتغل في المجال الطلابي أو الكثير كانت وظيفتهم مكتبية أو خدماتية أو زغاردتية ، إذن هذه الفئة لم تشعر بالتغير العميق ، لأنها لم تقم بدفن رفاق السلاح في أرض المعركة ، أما مقاتلين العاصفة على الأخص ، كانوا قد رسموا للأمة خط ، سعوا من خلاله تحرير القدس لكي يتمكن العالم من الصلاة بالمسجد الأقصى وبالطبع بفضل فقدان الإدارة فقدوا التوازن ، وبالتالي أتاح الواقع اتفاق أوسلو الذي حول الحلم من تحرير وصلاة في الأقصى إلى استجداء المحتل لكي يحصلوا على تصاريح لزيارة القدس ، باستثناء شهر رمضان ، فالاسرائيلي يضطر إضراراً ازارحة الحواجز أمام الجماهير المتدفقة من كل حدب وصوب كما وصفتها يوما ما فيروز ، إليك يا قدسُ / عيوننا لك ترحل ، إذن الحكاية تحمل مسألة جوهرية ، وجوهرها تكمن بوحدة الشعب والتى لا تحصل سوى في شهر رمضان ، وعلى هذا النموذج الفلسطيني تماماً ينطبق الشأن العربي ، لهذا لا يصح لوم الآخر بينما اللائم يتجاهل نفسه .
ايضاً باتت المسألة الفلسطينية محكومة بسلسلة ظنون ذرائعية غير موزونة ، غالباً تفشي إلى تضيق طوعي واطواراً إلزامي ، لكنها تؤكد على مسألة غاية من الأهمية ، بأن من أقدم على إبرام إتفاق اسلو كان مقامر من طراز نوعي ، وبالتالي يحصد اليوم الفلسطينيون حصاد المقامر . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟