- ضاية الرومي - وما أدراك ما - ضاية الرومي -.. / بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 18:36
المحور: الادب والفن
    

" ضاية الرومي " وما أدراك ما " ضاية الرومي "..
(مساهمة في أيام "ضاية الرومي" للنظافة والتوعية)
بنعيسى احسينات – الخميسات

ملحوظة: تعريف موجز " لضاية الرومي " بالخميسات - المغرب:
" تقع " ضاية الرومي " بسهل زمور على بعد 15 كيلومترا جنوب الخميسات، وبحوالي 75 كيلومترا شمال الرباط بالمغرب. وتمتد على مساحة تفوق 87 هكتارا من المياه العذبة، وسط غابة غطاؤها النباتي مكون من الكاليبتوس والصنوبر على ضفافها، وأشجار الزيتون والتين بالهضاب المحيطة لها، إضافة إلى أزيد من 80 نوعا من الأعشاب. ويصل عمق البحيرة ما بين ثمانية وتسعة أمتار، ومحيطها إلى حوالي خمسة كيلومترات، وهي مياه توفر الحياة لعدد كبير من الأسماك والطيور المهاجرة المائية منها وغيرها. وتعتبر فضاء مناسبا لممارسة الرياضات المائية مثل الجيت سكي وغيرها، إلى جانب أنها فضاء للنزهة، إذ توفر غاباتها فضاءات شاسعة لاستقبال هواة الطبيعة والهدوء بعيدا عن صخب المدن خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل استمتاع أفراد العائلة بأوقاتهم وسط طبيعتها الخلابة. وهي عبارة عن منتجع من بين المناطق الرطبة القليلة بالمغرب، وهو عبارة عن بحيرة طبيعية ظلت صامدة في وجه الزمن، وتوالي سنوات الجفاف من جهة وتدخل يد الإنسان لقهر الطبيعة الجميلة المحيطة بها من جهة أخرى."

- 1-

ضاية الرومي وما أدراك ما ضاية الرومي..
هبة من عند الخالق الرحمن للطبيعة وللعموم..
بين سهول وهضاب زمور المعطاء..
منطقة رطبة فريدة بمناخها الحار صيفا والبارد في الشتاء..
أهي قطعة من زرقة السماء بين أحضان البرية؟
أم هي بنت البحر، بلا الرمال، بلا الأمواج، بلا الملوحة، ؟
لم ينل منها الجفاف ولا شرور يد الإنسان..
لقد ضلت شامخة عبر الزمان..
تتحدى مكايد البشر، ولامبالاة الجيران..
والقمر تستحم بين النجوم في أحضانها..
تزفها، بوجهها الوهاج، نحو مغيبها.
تشرق الشمس فتبعث الحياة فيها..
وتغيب وهي تجر خيوطها من أعماق أعماقها..
غروب ممتع بألوان الطيف يغري مشاهديها..
يخال لمراقب الغروب، أن الشمس تغيب في أعماقها..
محاطة بنباتات مختلفة، وأشجار نستظل بظلالها..
من أصناف الأوكاليبتس والصنوبر وغيرها..
وبحقول وهضاب مكسوة بأشجار التين والزيتون..
تعيش فيها أسماك وطيور مائية من كل البطون..
تجري فوقها رياضات مائية عند الميعاد..
وتقام بها تظاهرات وطنية ودولية بكل استعداد..
وندوات ومؤتمرات حزبية، تنظم بفضاء فندقها الوحيد.
ويمارس فيها عشاق السمك هواية الصيد..
بالقصبة والصنارة في ضفافها الفيحاء..
وعلى الفلك السابحة بين الماء والسماء..
تملأ فضاءها زقزقة الطيور، وصداح بط ودجاج الماء.

-2-
في الربيع تكون عروسا بزينتها بكل بهاء..
بصفاء مياهها الزرقاء، تعانق زرقة الفضاء..
ومحيطها الأخضر المزركش بألوان الأزهار في الضفاف.
وفي الصيف والخريف، يقصدها عشاقها للاصطياف..
هروبا من الفراغ وحر الشمس المحرقة..
للنزهة والاستمتاع، بمناظرها الخلابة..
وممارسة الصيد، والمشي، والسباحة..
وفي الشتاء، تخلد للاستجمام والراحة..
تَقِل في محيطها كثرة الزيارات المتكررة ..
تستقبل فيه سيول مياه الأمطار والعيون الفياضة..
تستقر بأعماقها، وتتباهى بامتلائها بالتمام والكمال.
لكن يد البشر تمتد لها بشر الأفعال والتجاوزات..
بعدم احترام حرمتها، وما يعيش بها من الكائنات..
بِرَمْيِ النفايات والقمامة وقطع الأشجار..
وقنص الطيور والصيد بالشباك وإشعال النار..
وتلويث كل بقعة، بدون ندم أو الشعور بالعار..
فمتى يعي زوارها أهمية نظافة البيئة والمجال..
والعناية بالبحيرة الزمورية الرائعة الجمال..
الفريدة من نوعها، المتخلى عنها من أصحاب الحال..
من رؤساء ثلاث جماعات محاطة بها..
من دون أي مردود يذكر، يتقاسمن النفوذ عليها..
وأهل الحل والعقد، يستفيدون من سكن بجوارها..
يستغلونه لقضاء حاجات خاصة مناسباتية بها..
والمضاربة العقارية الحامية الوطيس، تشتعل بجنباتها..
في غياب تصور شمولي مستقبلي لمنتجع أصيل..
يساهم في السياحة الداخلية، وتنمية الإقليم الجميل..
فمتى يعي القائمون على الشأن العام مصلحة البلاد؟
والتخلي عن صراع المصالح الخاصة بكل عناد؟

-3-

ضاية الرومي المسكينة، كمطلقة أو أرملة بلا معين..
تنتظر العناية من المحسنين إذا ما وجدوا، بكل يقين..
وتتوقع التخريب والتسيب لمن لا ضمير لهم..
في كل الأوقات وفي كل حين، تنتظر ردود أفعالهم..
كل صيف تستغيث بأبنائها وعشاقها لنظافتها..
وإزالة الغبن والحقارة منها ومن ضفافها..
فمتى يتم التفكير في تهيئتها وإعادة الاعتبار إليها؟
لتكون جوهرة جميلة، جذابة لمنطقة زمور ورجالها..
لتكون محج الساكنة في الربيع والصيف الحار..
بديلا قريبا، عن بُعْدِ المسافة، وتكاليفِ شواطئ البحار..
مع جلب الاستثمار لاستنبات مشاريع في محيطها..
في الفلاحة والتكوين، في الصناعة والترفيه الخاصة بها.
من العيب والعار أن تضل ضاية الرومي على ما هي عليها..
تقاوم نوائب الدهر بمفرها مع ثلة قليلة من أبنائها وعشاقها..
أولائك الذين يهُبون من حين لآخر للعناية بها ولنجدتها..
للتخفيف من تلوثها المستمر، ومن معاناتها..
بإمكانيات خاصة قليلة، تكاد تكون شبه منعدمة..
باستثناء إرادة المتطوعون بكل أريحية..
حتى تبقى على قيد الحياة بكل كيانها..
وتستمر في مقاومة الجفاف وندرة المياه بتحديها..
وصعوبة الحياة للكائنات الحية فيها وبجوارها..
لماذا لا تستثمر فائض الجماعات في تهيئتها؟
والاستفادة من مشاريع منتجة تقام عليها؟
جماعة "بوقشمير" تعرف فائضا كبيرا تغدق به على غيرها..
فلماذا لا تُسْتَثْمَرُ في خلق منتجعات سياحية بمنطقتنا..
بضاية الرومي، بسد القنصرة، بعن للا حيا بولماس بإقليمنا..
لماذا فائض أموال إقليمنا تذهب لأبناك خارج جماعاتنا؟
كفى من تجاهل الحقيقة والتركيز على المصالح الخاصة !!
كفى من التبرم، يا أصحاب القرار والتشريع، في حق الساكنة !!
كفى من رفع شعار المصلحة العامة من غير ائتمان وأمَن !!
فطوبى لشبابنا الملبي لنداء ضاية الرومي ولنداء الواجب..
فوراء كل عمل تطوعي، إرادة وعمل وإخلاص، لفئة الشباب..
ما ضاع حل لأي ضائقة، أو جائحة أو حاجة، إلا بمساهمة الطالب..
فلا بد من إطار جمعوي موحد، يوحد الجهود للدفاع عن المطالب..
طوبى لكل من ساهم ويساهم دوما وأبدا، خارج أي حساب..
فالشكر الجزيل للجميع على تلبية النداء، فأجركم عند ربنا التواب.

------------------------------------------------------------------------

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل