أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - رباعيا - كورون المستجد -..















المزيد.....

رباعيا - كورون المستجد -..


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 17:34
المحور: الادب والفن
    


رباعيات " كورونا " المستجد..
ملحوظة:
(ألتمس وأرجو إعادة نشر قصيدة: " كورونا " ينتفض.. بعنوانها الجديد: رباعيات " كورونا " المستجد.. بعد التصحيح والحذف والزيادة، وإضافة عشر رباعيات جديدة.. فشكرا لتفهم إدارة الموقع الرائع، وشكرا للقراء الأعزاء، على تحملهم لهذه التغييرات الضرورية الملحة، في هذه الظرفية العصيبة).
بنعيسى احسينات – المغرب

"كورونا" ينتفض في كل مكانِ..
يجتاح العالمين، بلا استئذانِ..
انتقل من مملكة الحيوانِ..
واستقر بمملكة الإنسانِ.

"كورونا" حقا، خارج السيطرةِ..
يزرع الرعب في البسيطةِ..
يتربص بحياة الإنسانيةِ..
يزهق الأرواح الآدميةِ.

"كورونا" ينتعش من صدورنا..
من المس والرذاذ، يصيبنا..
طعامه المميز، من رئتَيْنا..
بالسعال تُخْتَنَقُ أنفاسُنا..

أهو عقاب الرحمان الرحيمِ؟
أم من صنع شيطان رجيمِ؟
أم من شر طبيعة العالمِ؟
أم من اختراع بني آدمِ؟

إنه "كوفيد" التاسع عشرْ..
لا يُبْقي أحدٌ وراءه ولا يذرْ..
فتاك، قاتل لفصيلة البشرْ..
من ضعاف المسنين الكبرْ.

يجتاح العالم بكل بلاء وابتلاءِ..
لا يفرق بين الفقراء والأغنياءِ..
يهدد الإنسان بالعزل والفناءِ..
بالخوف، بالجائحة العمياءِ.

لقد أثبتت الطبيعة حقا، قوتها..
وعرت مزاعم التفوق عليها..
أبرزت في الحقيقة عدالتها..
فلا تمييز بين البشر فيها.

تَدَخلُ الإنسانُ فيها اسْتَنْزَفَها..
لَوثَ بمواده الكيماوية بيْئتَها..
طور سلالات فيروسية فيها..
وتلاعبَ كثيرا بمقدراتها.

انتشرت مظاهر غريزة البقاءِ..
تَعُم العالمَ بخوفها من الفناءِ..
بالسباق نحو إيجاد الدواءِ..
بأنانيتها الخارقة الجوفاءِ.

علماء العالم، كلهم معتكفونَ..
للبحث عن اللقاح، يَتصدونَ..
بجهودهم الغالية، يُضحونَ..
وأئمتنا، بالأدعية يتضرعونَ.

هل كورونا غضب من الله وعقابُ..
وأن لكل حدث في الكون كتابُ..
وعند الله، أن لكل أمر حسابُ..
وأن لكل شيئ حقا، أسبابُ.

فَيْروسٌ حل بعقولِ المسلمينَ..
من كلام المشايخ منذ سنينَا..
عطلوا التفكير والمنطق فينا..
حاربوا أي ترياقا قد يشفينا.

فامتدت العدوى بين المؤمنينَ..
لقرون خلت، ولا تزال تغذينا..
بخرافات قد ألصقت بعقولنا..
وللعلوم الحقة غير منتجين.

واليوم حقا، نحتاج إلى العلماء..
وإلى مختبرات لإيجاد الدواء..
لإنقاذ البشرية من الوباء..
لا إلى الاستسلام للفناء.

ليس بأفعال الشعوذة نقاومهُ..
ليس بالرقية والابتهال ندفعهُ..
ليس بالحبة السوداء نعالجهُ..
ليس حقا، ببول البعير نصدهُ.

الوباء من عند الله ككل أمراضهِ..
بمعرفة كتابه، نحد من تسللهِ..
باجتهاد العلماء، نسيطر عليهِ..
بالعلم والبحث نقضي فيهِ.

لنتعلم من تعاليم خاتم الأنبياءِ..
في النظافة، والوقاية من الوباءِ..
لقد أوصانا بالحجر عند الابتلاءِ..
بعدم المخالطة لمواجهة البلاءِ.

لم يوصِ أبدا بالتذرع والابتهالِ..
لمواجهة الحاصل من الأهوالِ..
بل قد أوصى بالأخذ بالأفعالِ..
بِعَقْلنَةِ الأمورِ قبل الاتكالِ.

"ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التهلكةِ"1..
تلك وصية من رب الخليقةِ..
وسُنةُ رسوله للبشريةِ..
تَرْبِطُ الإيمانَ بالنظافةِ..

لقد علمنا "كورونا" النظافةَ..
علمنا التضامن والاستقامةَ..
علمنا التسامح والتضحيةَ..
علمنا النظام والمواطنةَ.

علمنا كيف نتخلى عن أنانيتنَا..
علمنا كيف نكون متواضعينَ..
علمنا كيف نحب الآخرينَ..
علمنا كيف نساعد غيرنَا.

كفى من أسلوب الميز المشينِ..
كفى من الجشع القاتل المكينِ..
كفى من احتقار البشر الدفينِ..
كفى من التهور الممل المبينِ.

لننظر إلى ما وراء آفات "كورونا"..
إلى الإنسان الكامن بأعماقنا..
إلى أوامر النفس اللوامة فينا..
إلى المحاسبة الدائمة لذواتنا.

لقد أبانت جل الدول عن فشلها..
في نظمها الصحية بمجملها..
وفي النقص في إمكانياتها..
وفي غياب الشفافية فيها.

لقد ملأ الرعب المعمورة كلها..
وحرمت المصافحة بين أهلها..
واشتقت الناس لرؤية بعضها..
وحجزت الأنفس بمنازلها.

وأقفرت عن بكرة أبيها الأزقةُ..
لقد هجرتها العربات والمارةُ.
تتجول فيها الكلاب الضالةُ..
تحتلها الدوريات المتجولةُ.

لقد استطاع كورونا أن يقهرنا..
وأن يفرض منع التجول علينا..
وأن يجعلنا نخاف من بعضنا..
للوقاية من أي خطر يَتَهَددُنا.

بِلا جيش، بِلا دبابات يحاصرنا..
دون أن نشمه أو نذوقه يُنَفرُنا..
دون أن نراه أو نلمسه يُخيفُنا..
تحول إلى كابوس يسكن فينا.

إذا ما كان بنو البشر هو خالقهُ..
فهو لا محالة غير مُنْفَلِتٍ منهُ..
وإذا كان من وراء عمله ربحهُ..
فما نال منه أبدا، إلا خسارتهُ.

أي ربح هذا، بعدما عُممَ القَتْلُ..
متى كان الفتك يقبله العقْلُ؟
بِأنانيةِ وجشعِ، يضيعُ الأملُ..
بِتراجعِ البقاءِ، يقتربُ الأجلُ.

شكرا للصين على تجربتها الفريدةِ..
لدَرْسِها المُقتدى به في المعمورةِ..
شكرا "كورونا"، بتجديد الإنسانيةِ..
أيقض ضمائرنا للتعاون والتضحيةِ.

شكرا جزيلا للعلماء الباحثين الأجلاءِ..
عن نكران الذات، للبحث عن الدواءِ..
وعن تفانيهم، لإنقاذ أرواح الأبرياءِ..
طوبي لمن ينقذ الأرواح من الفناءِ.

شكرا لمن ساهم في محاربة الوباءِ..
ولمن تحمل العناء، من جنود الخفاءِ..
فالشعوب مدينة لمن عمل بسخاءِ..
ولمن ضحى، للحفاظ على البقاءِ.

مهما يطول الوباء، سيحتويه الإنسانُ..
عندما يزول الجشع، ويبقى الإحسانُ..
عندما يحضر العقل، ويغيب الشيطانُ..
عندما يسود التضامن، ويحل الأمانُ.

فالإنسان حقا، يتعلم من ألمه ومحنهِ..
رُب نقمةٍ وراءها نعمةٌ، في مسيرتهِ..
يقاوم كل الأهوال، بحنكته وإرادتهِ..
لا بِالشعوذةِ والاتكالِ، بل بعلمهِ.

وقفة إجلال لجميع العلماء والباحثين..
وهبوا حياتهم لخدمة البشر أجمعين..
ولإيجاد علاج لكل داء، عند المصابين..
سيهزمون "كورونا" في العالمين.

فنعمة الحياة، تكون بتحسين البقاء..
بالذرية الصالحة، تستجيب للنداء..
بتوفير المحبة، والصدق، والوفاء..
بالأمل والدلال، بالندى والصفاء.

--------------------------------------------------

بنعيسى احسينات – المغرب






----------------------------------------------------


1 - آية في سورة البقرة/ 195 (قرآن كريم).



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كورونا- ينتفض.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- في رثاء محمد شحرور.. بنعيسى احسينات - المغرب
- محمد شحرور بين الغياب والحضور.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- نعمة الحب.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- شر البشر وحب الناس.. / بنعيسى احسينات – المغرب
- قصيدة: قمةُ التواضعِ المطلوبِ..
- جدلية نعم ولا.. //
- قصيدة: نعم.. لا.. ((في ثنائيات المتضادات) / بنعيسى احسينات - ...
- ماذا يريدون منا.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- نداء حنين العودةِ.. (مسيرات العودة) / بنعيسى احسينات – المغر ...
- مسيرات العودة.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- الجشع المعيب.. / بنعيسى احسينات
- أوطان من دون مواطنين
- عن قصائدي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- قصائدي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- في الدين والعلم.. (ثلاث قصائد) / بنعيسى احسينات - المغرب
- في السحر.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- يحدثونك عن المرأة.. 2
- يحدثونك عن المرأة..
- حكاية البداية والنهاية..


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - رباعيا - كورون المستجد -..