أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - يحدثونك عن المرأة.. 2















المزيد.....


يحدثونك عن المرأة.. 2


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


يحدثونك عن المرأة (2)

( الجزء الثاني من سباعيات عن المرأة في ذكرى يومها العالمي 8 مارس)

بنعيسى احسينات – المغرب

للتذكير:

لقد تم إعادة النظر مؤخرا في القصيدة المطولة المنشورة سابقا بعنوان: في حضرة المرأة.. وذلك بتعديلها وإضافة سباعيات جديدة لها، وكذا تقسيمها، نظرا لطولها، إلى جزأين؛ هما عبارة عن قصيدتين متكاملتين تحت عنوانين: يحدثونك عن المرأة (1) ويحدثونك عن والمرأة (2)، موجهتان للمرأة والرجل معا. وكذا للاحتفاء بالمرأة بيومها العالمي 8 مارس. أتمنى أن تنال إعجابكم ورضاكم؛ قارئاتي وقرائي الأعزاء الكرام، مع حبي وتقديري الكبيرين لكم جميعا.


الجزء الثاني

يحدثونك عن المرأة، عن حقيقة نكدها..
تمارسه مضطرة، للدفاع عن كرامتها..
من سطوة الرجل، بالعنف يعاملها..
هي نصفه الثاني، لا مفر منها..
فلا حياة أبدا، إلا بوجوده ووجودها..
تحاول بالتنكيد ردعه، لإثبات مقامِها..
فويل لمن لا يرفع بالإنصاف، من شأنها.

***

فوضعيتها تحتاج بكل إلحاح إلى إثارتها..
والحديث عنها ذو شجون في حقها..
للتذكير بكل سيئاتها وحسناتها..
وما تطمح لبلوغه بمقاومتها..
تستحق منا التنويهَ بعطاءاتها..
علينا الاعتراف بكدها واجتهادها..
فويل لمن لا يقبل الإفصاح عن قيمتها.

***

ففي حضرة المرأة، بما لها وما عليها..
بواقعية، نفصح عن أسرار حياتها..
مع الرجل، بحكم ارتباطه بها..
بساديته، لا يكف عن تعنيفها..
وضعفه المستتر، وراء اضطهادها..
وعنفه الدائم، يؤجج أساليب نكَدها..
فويل لمن يتمادى حقا، في احتقارها.

***

والمرأة هنا، لا تعني كل النساء بطبعها..
فشتان بين الصالحة والطالحة منها..
ترتكز عامةُ الناس على سلبياتها..
وتَرْبِطُ الشرف الرفيع بمدى تعففها..
لخطايا حواء، ولمكايد النساء نُحَملها..
كحائط نلصق عليه أخطاء الخلق كلها.
فويل لمن يعمم أحكامه الجائرة عليها.


***

ما نحكيه، يعود إلى كلام الرجال عنها..
في شكاويهم، وفي تظلمهم منها..
من نكد وكيد، وشيطنة أفعالها..
ويتناسى الجميع كل معاناتها..
يَحْصون بالازدراء، مجمل عيوبها..
ويبررون ممارساتهم المشينة معها..
فويل لمن لا يتقي الرحمن في حقها.

***
في كل سباعية من سباعياتي عنها..
حكاياتٌ متداولةٌ، عن ردود أفعالها..
عبر التنكيد، للدفاع عن نفسها..
ضد هيمنة الذكر، في حياتها..
فيها رسائل، تواكب إيجابا تطورها..
وتحذيرٌ للرجال، من الحط من شأنها..
فويل لمن لا يساهم فعلا، في تحررها.

***

ترى ! هل المرأةُ حقا نكدية بطباعها؟
أَكُل الشرورِ آتية من عندها؟
أكُل المساوئِ تجتمع فيها؟
أكُل المشاكلِ تصدر عنها؟
أفي كل النساءِ بعضٌ منها؟
وهل لا يسلمُ رجل من تأثيرها؟
فويل لمن يقع في قبضة حبال شباكها.

***

كثيرةٌ هي نكديةُ المرأة، لا نحتاج لعَدها..
فهي لا تُحصى، وغير قابلة للإفصاحِ..
تتنفسها في العشي والإصباحِ..
لتحويل المستحيل إلى المباح..
وإرغام أنانية الرجل على الانبطاح..
لا تتوقف أبدا، عن الشكوى والصياحِ..
فويل لمن لا يمتثل استجابة لمتطلباتها.

***

في كتاب الله حديث عن عظيم كيدها..
في الزواج؛ مَثْنَى وثُلاث ورُباع للواحد..
في الإشهاد؛ اثنتان مقابل رجل واحد..
في الميراث؛ حضها نصفا جض الذكر..
أمَةٌ وجاريةٌ، ومِلْكُ اليمين لدى الحر..
ناقصةُ عقل ودين، عورةٌ ومصدرٌ للشر..
فويل لمن لم ينخرط في استعادة حقوقها.

***

من ضِلْعٍ أعوجٍ خُلِقَتْ، تنْكسِر عند تقويمها..
وهي مُعْوَجة في طباعها وأخلاقها..
فأعوجُ ما في المرأة حقا لسانها..
تحتاج إلى تحمل كل اعوجاجها..
بالتفاهم، بالمداراة، بالصبر عليها..
لا بد أن نعمل دوما، على مجاراتها..
فويل لمن لم يحاولِ التعوجَ ليتلاءمَ معها.

***

تتماها مع الشيطان الرجيم بشر أفعالها..
يوسوس لنا، ونحن لا نراه ولا نسمعه..
بالاستعاذة بالله منه، نطرده..
ينسحب دوما عندما نلعنه..
وهي بالقلب والعقل تجسده..
بكل قوة وإسرار تنفذ مكائده..
فويل لمن يعوذ بالله من شر شيطانها.

***

لها صفات خاصة ملتصقة بشخصيتها..
حنانَة1 ، منانَة 2، نمامة 3..
أنانَة 4، بكاءة 5، حداقَة 6..
أنانية، براقة 7، شداقة 8..
عنيدة، سبابة 9، لعانة 10 ..
مغرورة، ماكرة، غَيْرانَة 11..
فويل لمن يقع حقا، أسيرا في شراكها.

***

فمهما حاولنا، لا نحيطُ فعلا بجل نَكَدِها..
نَذْكُرُ منه حصرا، ما اشْتُهِرَ عَنْها..
وما يروجه الرجال عن تصرفها..
لعَلنا نقف عند مكنوناتها..
إلا أنها أصلا، مُرْهَفةُ الوجدان..
في الحب والمودة، وفي الحنان..
فويل لمن لا يحس اعترافا، بمكانتها.

***

تُرددُ بلا مناسبة: "هل تحبني"، لزوجها؟
باستمرار، بأسئلتها تفاجئه..
إن قال نعم، لا تصدقه..
بل تشك في قوله وتصده.
إن قال لا، ولو مازحا، تصدقه..
وهي غاضبة منه، لا تتحمل رده..
فويل له إن لم يُجبْ بتلقائية عن أسئلتها.

***

تبغي الطاعة والدلال الفائق أبدا من بعلها..
تحبذ دوما سماع: " أنت جميلة"..
وتكرارَ: "احبك"، كل ساعة..
لا تقبل الإصغاء بالمرة..
ترفض النقد ولو بالإشارة..
في كل حديث، تستبد بالكلمة..
فويل له إن لم يعمل جاهدا، على إرضائها.

***

وإذا لم يستجِبْ، بكل استعجال، لطلباتها..
تطلق عليه وابلا من النعوت في الحال..
كمعنف وبخيل، ومقطر على العيال..
إن تَمَكنَتْ، تحوله إلى أتفه الرجال..
تشن دوما عليه حربا بطعم الإذلال..
أمام الجيران، وأمام الأسرة والأطفال..
فويل له إن لم يلبي، بلا تأخير، حاجاتها..

***

تتهمه باستمرار وبجرأة، بمحاولة خيانتها..
تجعل له من الوهم خليلاتٍ..
تبحث في ثيابه عن بصماتٍ..
عن بقايا خيانة وتجاوزاتٍ..
شاكة في أخلاقه بالامتياز..
تتعامل معه يوميا بلغة الابتزاز..
فويل له إن حاول عبثا، ولو مرة، إقناعها.
***
إذا ما غاب لمهمة، تخاف من خيانته لها..
لا تفكر إلا في امرأة، قد تَنْفَرِدُ ببَعْلِها..
فخوف أمه عليه، مُقْتَرَنٌ بِضَياعِ ابنها..
تخشى دوما، فًقْدان فَلَذَةِ كبدها..
والزوجةً تخافً ضياعَا الرجلِ من يدها..
تدعو الأم لنجاته، وهي تعِدُه بوَعِيدِها..
فويل لمن لا تقيه دعوات الأم، من شرها.

***

تُحَولُهُ إلى "مانْكان"10، تُلْبِسُه كل نماذجها..
من المحكي عنهم في جلساتها..
بمغامراتهم وخياناتهم بتفاصيلها..
يتحول كل يوم إلى مُتهم أمامها..
تحاسبه على أفعالٍ لن يرتكبَها..
بالتحقيق الممل يوميا، يتكرر اتهامها..
فويل لمن تنطبق عليه، نماذج ادعاءاتها.

***

تُجري تحقيقات فجة معه، بحسب رغبتها..
مستفزة إياه في كل ليلة..
تتهمه في كل ساعة..
وفي كل دقيقة ولحظة..
بأشياء، في مواضيع تافهة..
لا تستحق أي اهتمام ووقفة..
فويل له إن لم يستجِبْ طبعا، لأوامرها.

***

تقيم له دوما محاكمة جائرة خاصة بها..
في كل صباح، وفي كل مساء..
تُصْدِر في حقه حكم القضاء..
مع التنفيذ المعجل والأداء..
وبالأعمال الشاقة الهوجاء..
تعكر صفوه بعبارات الجفاء..
فويل لمن يحتج ضدا على أحكامها.

***

في غرفة النوم، تولي له غالبا ظهرها..
فيها دائما، تطرح مشاكلها..
فيها تحقق جل مطالبها..
تصده إذا ما لمسها..
تتمارض إذا ما طلبها..
يستجيب فقط لتلبية رغباتها..
فويل له إن عمل على استيقاظها.

***

باحثة باستمرار، عن عيوب زوجها..
أمام الناس، بها تُحرجُه..
وعن أشياء تافهة، توبخه..
بين الأهل أبدا لا تحترمه..
في البيت دوما، لا تقدره..
وفي أي مكان حصرا، تحتقره..
فويل له إن حاول، مرة، الرد عليها.

***

أفراد عائلة الزوج عندها دم أسنانها..
بسبب وبدونه تكرههم..
تُوَقع بينه وبينهم..
تُحَرضه دوما عليهم..
تُحاول عزْلَه عنهم..
تُكَرهُ الأطفالَ دوما، فيهم..
فويل له إن فكر يوما في معاكستها.

***

تُقَولُه باستمرار، بما لم يقله بتاتا لها..
فإن قال: لا.. لم أقل، تكذبه..
وإن أقسم حقا، لا تصدقه..
عليه أن يقبل ما تقوله..
تجعله يشك في نفسه..
ويصدق، مرغما، ما قَولتْهُ به..
فويل له إن حاول ولو لحظة، مناقشتها.

***

تُخَلطُ في المواضيعِ، بلا منطق يجمعها..
وهي غالبا لا تُوَضحُ بدقةٍ مُرادَها..
ولا تَفْصَحُ عن ما يُرادُ منها..
لا تكْشِفُ أبدا عن نواياها..
تطالب بإيجاد رمز سر شفرتها..
وعلى السامع التنبؤ بما بِخَلَدِها..
فويل لمن لم يَفْهَمْ بسُرْعةٍ مَقَاصِدَها.

***

منطق الحديث وهدوئه، لا يُسْعِفها..
تُزبد وتُرعد بدون أدنى سبب..
تَصْرُخُ وتُزَمْجِرُ بدون أدب..
تُقَدمُ أبدا نفسَها ضحية..
وتَخْلُقُ من لا شيء قضية..
وتجعلُ من الباطل الواضح حقيقة..
فويلٌ لمن أراد، ولو بسطا، أن ينصحها.

***

تجعل دوما من "حَبة قُبة" في تقديرها..
تهتم بكل كبيرة وصغيرة..
تحشر أنفها في كل سريرة..
تنبش عن أسرار الناس..
ما بطن منها بالأساس..
تستنجد بالوسواس الخناس..
فويل لمن يحاول إخفاء سِر جديد عنها.
***

مَيالةٌ دوما للسحرِ والشعوذةِ بطبيعتها..
راغبةٌ، ولو سرا، في اللجوء إليها..
ولو أنها تتظاهر بعدم الإيمان بها..
لا تخش الله في صنعها..
قريبة جدا من الشيطان..
بعيدة من الله بالعصيان..
فويل لمن يقع في حبال شراكها.

***

تشعل الفتن بتعصب في ما حولها..
لا تخاف ما يأتي من العواقبْ..
هَمها إبداع وصناعة المتاعبْ..
وحشد جملة من المصاعبْ..
ونشر المصائبْ تلو المصائب..
والتلذذ بما تفرزه عصارة المقالبْ..
فويل له لمن يسارع بتحجيم اندفاعها.

***
تُعَظمُ الأمورَ، رغم تفاهتها، في تقديرها..
اهتمامها بكل كبيرة وصغيرة..
تحشر أنفها في كل سريرة..
تنبش عن أسرار الناس..
ما بطن منها بالأساس..
تستنجد بالوسواس الخناس..
فويل لمن يحاول إخفاء سِر جديد عنها.

***
ناذرا جدا ما تسْتَسيغُ تحَملَ مساءلتها..
فجوابها في الحقيقة بلا دليل..
وأوامرها لا تخضع للتأجيل..
بل تنفذ حرفيا، وبالتعجيل..
لا تقبل الجواب بلا، عند الطلب..
ولا تعرف الانشراح، بعد الغضب..
فويل لمن لا يرضى اقتناعا، بأحكامها.

***
إذا قررتْ أمرا، فلا مخلوقا حقا يعارضها..
طلباتها أبدا تُنَفذُ في الحال..
فلا تهتم بالعواقب ولا بالمآل..
لا تقبل أي عُذْر من الأعذار..
رأيها دوما فوق كل اعتبار..
يَلْزَمُ قبولُه أبدا بكل إصرار..
فويل لمن يحاول يوما، أن يتحداها.

***
إذا تكلمت، لا أحد يستطيع مجادلتها..
لا تعتذر عن الغلط أبدا..
لا تعترف بالخطأ أبدا..
لا تعرف الشكر أبدا..
بدون أي داع دائمة النقار..
كثيرة النقد والانتقاد بالاجترار..
فويل لمن، بأي استفزاز، يشاكسها.

***

تدعي المعرفة في جميع مداخلاتها..
تتكلم أكثر مما تصغي..
لا تعرف أبدا ما تبغي..
تحتاج لمن يصغي لها..
تريد من يقاسم الثرثرة معها..
لا لمن يقدم النصح الجميل لها..
فويل لمن يحاول ولو هزلا، مقاطعتها.

***

فاقدة للثقة في نفسها وفي غيرها..
تشك في الشك ذاته..
الآخر عندها جحيم بوضعه..
ولو كان أطيب الناس بطبعه..
بغير سبب تفتعل المواجعَ..
ناقمة منفعلة، تُقض المضاجعَ..
فويل له إن لم يخضع حقا لسيطرتها.

***

فمفهوم الزمان الواقعي، ينمحي عندها..
والزمن النفسي، طاغ على سلوكها..
والموضوعية غائبة في تقديراتها..
والذاتية عُمْلة فريدة تتعامل بها..
ماضيها يعيش دوما في حاضرها..
لا أحد، مهما فعل، يستطيع إقناعها..
فويل لمن لا صبر أيوب لديه دوما معها.

***

لا تُعِرْ للعواقب أي حساب في تصرفاتها..
مندفعة، بلا منطق يتحكم فيها..
تجر إلى الجحيم كل من معها..
تميل إلى التبرج ولو بخسارة أهلها..
لا فرق بين النجاح والخسران عندها..
تقدم نفسها عند الفشل ضحية غيرها..
فويل لمن يصدق، بكل جهالة، إدعاءاتها.

***

بعض النساء يكرهن الثقافة في مجملها..
باستثناء السحر والشعوذة لديهن..
فالكتاب عدو لذود، منه يَغِرْن..
والأغاني الراقصة هِوايتهن..
ومجالس النميمة من اختصاصهن..
والمسلسلات والحفلات ضالتهن..
فويل لمن لا يلبي حاجتهن في موعدها.

***

لا العائلة ولا الأبناء، عن النكد يَصُدونها..
عندما تغضب، لا ترى حقا إلا نفسها..
تتحول إلى نار تأتي على ما حولها..
يمكن أن تضحي بأعز ما عندها..
وتخرب بالطيش، وسوء التدبير بيتها..
لا تخاف رب العالمين في شر أفعالها..
فويل لمن يقع يوما، ضحية نوبة غضبها.

***

من النكَد أن تتحكم المرأةُ في زوجها..
تراه يتنازل عن كرامته لإرضائها..
ليستجيب قهرا لرغباتها..
ليتحمل خاضعا لتجاوزاتها..
ليلبي رغما عنه طلباتها..
ليخضع مرغما لكل أوامرها..
فويل لمن يتمرد محتجا، عن نهج خطها.

***

بعض الرجال، ضحايا عنف المرأة بقوامتها..
يتلقون الضربات تلو الضربات يوميا منها..
لخوفهم من الفضيحة يمتصون عنفها..
لا يجرئون على البوح أو صدها..
ففي كل وقت وحين يخشونها..
خارج البيت يتظاهرون برجولتهم معها..
فويل لمن لا يمتثل استجابة لكل أوامرها.

***

ويبقى الرجل دوما، طفلا مذللا بحضنها..
كيف ما كانت؛ أُما أو زوجة أو غيرها..
فرجولته تذوب أمام قوة شخصيتها..
فيصبح أبدا، طيعا وذليلا أمامها..
فهو يترجل على الضعيفات منها..
ويمارس ساديته، بلا ضمير، عليها..
فويل لمن لا يمنح لها في الحياة حقها.

***

لكل زوج أصلا، نصيبه الكافي من نَكَدها..
قد يصل إلى التعنيف أحيانا، من طرفها..
ما دام مستسلما أبدا أمامها..
عاجزا بصمت، عن مقاومتها..
وما دام لم يعترف بمكانتها..
ولم يعمل على تقدير قيمتها..
فويل لمن يتجرأ جهرا، على احتقارها.


***

سوقُ النساءِ، عند المجذوب11 مُلْتَهِبٌ بها..
يُغْري بالربْح، ورأسُ المال يَضيعُ معها..
وهي من ضعفٍ، مهددة بإخضاعها..
مضطرة، لتلبية كل دعوات طالبيها..
إلا، لعدم وجود طلب، للراغبين فيها..
أو لعلة، تمنعها من تحقيق ما يُراد منها..
فويل لمن لا يتوقع المقاومة من جانبها.

***

ما يحصل لها، سَبَبُه في الغالب نكدها..
من عُنْف وتَبَرم، وهجر الزوج لفراشها..
تُحَوِلُ حياتَه إلى جحيم بتصرفاتها..
لا تراعي ظروفه ومستقبل أبنائها..
عصبية وأنانية، لا تفكر إلا في نفسها..
بالتباهي والتفاخر، بعيدا عن مصلحتها..
فويل لمن لا يتحمل صبرا، عواقب سلوكها.

***

حتى هي نفسها لم تنج من شر نكدها..
ضحية سهلة لمزاجها..
فريسة صائغة لعنادها..
ظالمة لنفسها وغيرها..
تطبق دوما قبل التفكير..
تعلق أخطاءها على الغير..
فويل لمن لا يكون، باسمرار، بجانبها.

***

شقية، لا تدري فعلا أبعاد مقاصدها..
هي نكدية بالرغم عن أنفها..
لم تختر بإرادة أبدا سلوكها..
مضطرة حقا، رغما عنها..
ليست شريرة أصلا بطبعها..
إنسانة هي، نتاج لأسلوب تنشئتها..
فويل لمن يتجاهل متعمدا جلالَ قدرها.

***

فمهما وصفنا، ومهما أطلنا القول فيها..
لم نف بالغرض المطلوب إلى الأبد..
لم نفصح عن طبيعة النكَد..
الكامن في نبض الأعماق..
الغارق في سرداب الأنفاق..
الخارج عن صيرورة الأنساق..
فويل لمن لم يعمل على فهم قصدها.

***

والمرأة أصلا، محتضنة لأفراد أسرتها..
وآفة العائلة، قلة التواصل والإصغاء..
وغيابُ الثقة، وتغذيةُ فعل الجفاء..
وتوزيع الاتهامات، خارج الوفاء..
وتسميم العلاقات والأجواء..
بين الزوجين، بتعكير جو الصفاء..
فويل لمن لا يرقى بأسرته ويحميها.

***

ومهما قلنا فيها، ليس حقا تحاملا عليها..
وهي مُتمسكةٌ ببعض أفعالها السائدة..
في النكد والكبوة الشيطانية..
شخصنا أوضاعها المزرية..
الظاهرة منها وكذا الباطنة..
ندفعها نحو المزيد من الحرية..
فويل لمن لم يعمل جهرا، على إنصافها.

***

فرغم ما قيل ويقال عنها، وعن جم نكدها..
تبقى أُما وأُختا وزوجة، وكذا بِنْتا ورفيقة..
تفيض حبا وحنانا، ومودة وتضحية.
تُرَبي، بتفانٍ، ونكرانِ الذاتِ الأجيالَ..
تشارك في العلم والأعمال الرجالَ..
طامحة للمزيد، لو فَتَحوا لها المجالَ..
فويل لمن يَقِفُ حَجَرةَ عثرةٍ لعرقلة سيرها.

***

إذا كان النكد، في حياة المرأة، يميز وضعها..
فأغلب النساء مغلوب على أمرهن..
والنكد سلاح المستضعفات منهن..
والخضوع والمسكنة لا ينفعهن..
للدفاع عن استقلالهن ومكانتهن..
لتحقيق المزيد من حقوقهن واحترامهن..
فويل لمن لا يفهم جوهر المرأة في حقيقتها.

***

من المستحيل عدلا، تعميمَ ما يقال عنها..
في النساء، مَنْ هن بألف رجل بالإشهاد..
بالقدرة، بالإرادة، بالعمل، بتربية الأولاد..
بالشجاعة، بالمبادرة، بالجهاد..
مخلصاتٌ في العمل، بالكد والاجتهاد..
صادقاتٌ في القول، وفي الفعل بالسداد..
فويل لمن لا يقبل اعترافا، بإمكانية قُدُراتِها.


***

فجل الرجال يتحدثون عن أمور نكدها..
ناسين ما تكابده من تصرفاتهم معها..
فنكدها ناتج عن موقف الرجال منها..
محاوِلة لتحقيق رد الاعتبار لها..
لإثبات ذكائها، وإبداعها، وقدراتها،..
في مواجهة ممارسات سيئة عليها..
فويل لمن يتجاهل في الواقع إمكاناتها.

***

ولكن هناك من الرجال، من هو أنَكَدُ منها..
يحولون حياة أسرهم إلى الجحيم..
بالتسلط البشع، بالقهر الأثيم..
بالرعب الفظيع، بالعنف الأليم..
وزرع الذعر في قلوب النساء..
والتهرب من مسئولية الأبناء..
فويل لمن لا تقوم نفسُهُ اللوامةُ بواجبها.

***

بالنكَد غالبا، تدافع المرأة عن كرامتها..
من هضم الرجال لمجمل حقوقها..
من جهل المجتمع لحق مكانتها..
من عدم الاعتراف بقيمتها..
دوما تبرهن للجميع عن إمكاناتها..
على أنها قادرة على فرض وجودها..
فويل لمن لا يفهم إنصافا، سر حقيقتها.

***

فالمرأة كالطفلٍ الصغير، في بيت عائلتها..
تحتاج باستمرار، لحسن المصاحبة..
مع الحب والتقدير، وتلبية الحاجة..
وهي كمجنون بين أهله وذويه..
يتوقعون منه كل مكروه بسلوكه..
يتحملونه بكل رفق وحنان، لرعايته..
فويل لمن لا يتحمل بالصبر، كل تصرفاتها.

***

فتنة لدى الذكور، ملزمة بالتستر لتحجيبها..
لألا تفتن الرجلَ، عندما يكون بجوارها..
فهو غير قادر على مقاومة مفاتنها..
لقوة شهواته، ولضعفه أمامها..
ولتحقيق فحولته، يلجأ لتعنيفها..
والجميع يتجاهل متعمدا، قيمتها..
فويل لمن يقر أن الفتنة خاصة بها لوحدها.

***

والذكر يُفْتِنُ الأنثى، بسر رجولته يجذبها..
بقوته وهمته، بماله وجاهه يستبيحها..
بسيطرته، بقمعه، بتعنيفه يُخضعها..
فالمرأة تنجذب إليه، وهو يشتهيها..
أين الحق، وأين المساواة في إنصافها..
ألم تستحق أن تكون حرة في اختيارها..
فويل لمن لا يتنازل عن تضخم أنانيته معها.

***

لدى كل امرأة في جل الأفعال ما يبررها..
في الأصل، تعاني من وضعها..
في الواقع، تشكو من دونيتها..
في العائلة، تفتقر لقيمتها..
في المجتمع، تفتقد لمكانتها..
في العالم، تحتاج إلى إنسانيتها..
فويل لمن يحاول ظلما، أن يهضم حقوقها.

***

هي في الغالب، غير ملومة عن تصرفاتها..
مُسَيرةٌ، لا مُخَيرةٌ في أفعالها..
الخطأ آت دوما، من تربيتها..
من وسطها، من محيطها..
ندعو لها بالصلاح والهداية..
وبكثير من التوبة والمغفرة..
فويل للتي، بالنكد ابتلاها بالفعل، خالقها.

***

محبوبة الكل، معشوقة، نطمع في رضاها..
أمٌ، أختٌ، زوجةٌ، بنتٌ، هن يجْتَمِعْن فيها..
أولُ مخلوقة، عند الميلاد، تُرْضِعُنا لبنها..
إنها الحاضنة لنا، بتسعةِ حَوْلٍ ببطنها..
نجد السكينة والدفء، عند الاقتران بها..
فلماذا نُبْخِسُ، بالتنقيص والتعنيف، قَدْرَها..
فويل لمن لا يقيم وزْنا لكل تفانيها وتضحياتها.

***

تبغي من الرجال، واجب الاحترام والتقدير لها..
نرجو المعذرة والصفح، إن أخطأنا في حقها..
فمهما فعلنا، لم نُسْدِ ما بذمتنا من أجلها..
فنحن، عن ما قدمته لنا أبدا، لم نكافئها..
فحقها علينا لا يقدر بثمن، ولو تم إنصافها..
نعوذ بالله من كيد رجال، لا يقدرون دورها..
فويل لمن لا يعير اعتبارا لمقدار كل عطاءاتها.

***

في الأصل، ليست كل امرأة نكدية بطبعها..
فهي أكثر فَهْما، إذا ما تَعلمتْ..
وأكثر مردودية، إذا ما عَمِلتْ..
وأكثر مسئولية، إذا ما تحررتْ..
وأكثر اجتماعية، إذا ما قُدرتْ..
وأكثر إنسانية، إذا ما احْتُرِمتْ..
فويل لمن لا يعمل بالفعل على مساندتها.

------------------------------------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب


هوامش:

1- حنَّانة: كثيرة الحنين إلى أهلها، وبيت أهلها.
2- منَّانة: كثيرة المنِّ على زوجها، أي تعداد النعمة عليه. فهي لا تعطي شيئاً إلا مِنّة.
3- نمامة: كثيرة الكلام عن الناس، وتنتقدهم بشدة.
4- أنانة: كثيرة الأنين من أوجاع جسمية، وهي واهمة ذلك في الغالب.
5- بكَّاءة: كثيرة البكاء، خاصة عند المناقشة مع الزوج.
6- حداقة: تنظر إلى زوجها مكشرة بحدة مخيفه.
7- براقة: تتزين عند الخروج لغير زوجها.
8- شداقة: كثيرة الشتم والإهانة لزوجها، رافعة لصوتها في ذلك.
9- غيرانة : كثيرة الغيرة.
-10مانْكان: تمثال لعرض الملابس ونحوها أو عارضة أو عارض أزياء.
11- المجذوب: هو عبد الرحمان المعروف بالمجذوب. توفي سنة 1568. شاعر زجال وصوفي مغربي. ترك من الأزجال ذخيرة، خصوصا ما يعرف بالرباعيات، التي لا زالت تحتفظ بها الذاكرة الشعبية إلى عصرنا هذا، وتتغنى ببعضها الطوائف الصوفية الطرائقية كعيساوى وغيرها.
يقول في النساء والمرأة: 1" سوق انسا سوق مطيار، إوريك من الربح قنطار وضربك في رأس المال". 2" لمرة واقفة على عود راشي، غير إلى ما قادة على شي أو ما قلت لها شي".




#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدثونك عن المرأة..
- حكاية البداية والنهاية..
- رحلة البشر.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- خطوات (Les pas).. / لبول فاليري Paul Valéry / ترجمة: بنعيسى ...
- يسألونك عن السحر.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- الحقيقة(La vérité) / (لبابلو نيرودا Pablo Neruda) / ترجمة: ب ...
- الشعر.. / لبابلو نيرودا Pablo Neruda)) ترجمة: بنعيسى احسينات ...
- الخميسات: هدية ملغومة في رمضان، من اتصالات المغرب لساكنة حي ...
- ثلاث قصائد في الفساد..
- أرجوكم
- في حضرة المرأة.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- كفى تعنيفا للمرأة
- كفى من تعنيف المرأة وتحقيرها.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- شاشة كبرى تنبعث من جديد بالخميسات
- الثالوث المتحكم في الانتخابات (السلطة والمال والدين)
- في الانتخابات (سبع قصائد) / بنعيسى احسينات - المغرب
- قصيدة: من أيلان(1).. إلى عمران.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- إلى إرهابي
- عيد الحب !! /
- في يوم عيد الحب.. / بنعيسى احسينات - المغرب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - يحدثونك عن المرأة.. 2