أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - كفى من تعنيف المرأة وتحقيرها.. / بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

كفى من تعنيف المرأة وتحقيرها.. / بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


كفى من تعنيف المرأة واحتقارها..
( جزء من قصيدة مطولة ستنشر قريبا، حول المرأة، وهو مهدى لها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء)

بنعيسى احسينات – المغرب


***

لماذا نجعل المرأة مادة استهلاك للحط منها؟
لماذا نخاف من ممارسة حقوقها؟
لماذا نخشى أبدا من نجاحها؟
لماذا نبحث دوما عن نقائصها؟
نجعل منها مشجبا، نعلق عليه ضُعْفَنا..
أليس النساءُ شقائقَ الرجالِ في حياتنا؟
فويل لمن لا يرى وجهه في مرآة حقيقتها.

***

هي موضوعٌ للعنف والتحرش في مجتمعها..
في البيت، في الشارع، في العمل..
قيمتها مُدَلسَةٌ كالسم في العسل..
ضحيةُ الخوف والقمع، والاحتقار المُبْتذل..
هي في حاجة للحرية، للاعتراف، للأمل..
تَعْمَلُ، تُنْجِبُ، تُرَبي، تُلَبي رغباتَ الرجل..
فويل لمن لا يعملُ، تقديرا، على احترامها.

***

فالمرأةُ ذاتٌ، لا موضوع استهلاك لأنوثتها..
زمن استغلالها لم يعد مقبولا بالمرةِ..
واحتقارها ولى، لا حق له بالعودةِ..
وتَهميشها لا يسمو بالديمقراطيةِ..
مشاركتها ترقى بالحياة السياسيةِ..
لتحقيق المناصفة، بالاعتراف والعدالةِ..
فويل لمن لا يَعْتَرِفُ، اقتناعا، بإمكانياتها.

***

فهي بلا رجل بجانبها، لا وجود لها..
والرجل لوحده، بلا معنى بدونها..
ولا حياة لكليهما خارج صُحْبَتهما..
فجمعهما حتمية بطبيعتهما..
لا فرق إلا بعلمهما وعملهما..
والصراع وهم مصطنع أبدا، بينهما..
فويل لمن يقر بنواقص واهية عندها.

***

من ضلعه خلقت، مًتخِذَة منه بعلا لها..
يَحِن إلى نفسه، كلما اشتاق إليها..
هي قطعة منه، فلا مفر له منها..
تَحِن إليه دوما، لأنه أصلُ كيانها..
لا انفصال منه أصلا، طِوال حياتها..
فلا مناص حقا، من الانجذاب إليها..
فويل لمن لا يستحضر أسرار وجودها.

***

فكلما ابتعدتْ عن الرجل اشتاق إليها..
وترغب في قربه، كلما نأى عنها..
وعند دُنْوِها منه، لا يفكر فيها..
ولا تهتم به، عند الدنُوِ منها..
فحضوره دوما، غياب لديها..
وغيابه حضور دائم، في مخيلتها..
فويل لمن لا يثبت وجودها من عدمها.

***

فالحب يضعف مع الوقت عنده وعندها..
وتبقى الجاذبية والألفة والعادة بينهما..
وحده الضمير الأخلاقي يحكمهما..
والاحترام والتقدير من واجباتهما..
والحق والواجب يضبطا سلوكهما..
والإحسان والرحمة أبدا، يجمعاهما..
فويل لمن يصدق استمرار الحب معها..

***

ما يربطهما أكبر من الحب لديه ولديها..
وما يجمعهما أكثر من لذة الاشتهاء..
فالحب رغبة زائلة عند الارتواء..
لحظة أنس، محكومة بالانتهاء..
والمعاشرة بالحسنى وبالصفاء..
تستمر بينهما أبدا، عبر طول البقاء..
فويل لمن لا يمنح للألفة حق دوامها.

***

والمرأة والِدَةُ الرجلِ، بعْدَ تِسْعةٍ ببطنها..
قبل أن يكون أباها، أو أخاها، أو بعلها..
فهو يترَعْرعُ بتربيتها وبتنشئتها..
ويبقى أبدا، الطفل المدلل لديها..
سواء كأبيها أو كزوجها أو كابنها..
وباستمرار، يتنكر لها ويتمرد عليها..
فويل لمن لا يقدر اعترافا، بتضحياتها.

***

فعظمة الرجل غالبا، تتحقق بإلهامها..
وفساده حقا، يزيد بكثرة طلباتها..
لا تستمر الحياة أبدا بدونها..
مهما كانت، بخيرها وشرها..
فسر الحياة أصلا، في وجودها..
لا يستقيم في الحقيقة إلا بإنصافها..
فويل لمن لا يشارك فعلا، في تحريرها.

***

على المرأة اليوم، أن تُعْلِنَ عن تَحَدياتها..
على أنها قادرة على فرض كيانها..
قادرةٌ على تعويض النقص فيها..
قادرةٌ على رفض التعدد بإرادتها..
فهي تقبل أو ترفُض من يتقدم لها..
لتحقيق المساواة التي تنادي بها..
فويل لمن لا يؤمن، بكل إنصاف، بقدراتها..

***

عليها أن تُظهر للرجل، بفعلٍ وإصرارٍ، نَديَتَها..
لا بالاتكال والدلال، لا بالغُنْج و البكاء..
لا بالمناشدة و"الكُوتَا"4 والرجاء..
لا تحتاج إلى الصدقة من البخلاء..
لا تحتاج إلى الاعتراف من الجهلاء..
عليها أن تأخذ حقها فعلا، بكل كبرياء..
فويل لمن لا يُقَدر اعترافا، قيمةَ نضالاتها.

***

فالمرأة بجدارة وإقدام، تعبر، عن قدراتها..
لقد بدأت تخترق بثبات، جل المهماتِ..
ناجحة بثقة، في كل المسئولياتِ..
مهيأة بحزم، لولوج مراكز القراراتِ..
تمتلك الكفاءة في كل المجالاتِ..
والمناصفة آتية حتما، بطعم المساواةِ..
فويل لمن يضع العصا ظلما، بعجلة تقدمها.

***

واليوم، تتقاسم القُوامَةَ مع الرجل باجتهادها..
رافضة للتمييز المُكَرسِ لمكانتها الدونيةِ..
هي واحدة مكتملة، غير قابلة للقسمةِ..
قادرة فعلا، على إثبات ذاتها المُتمكنةِ..
بالعلم، بالعمل، بالتحدي، بقوة الإرادة..
تحتاج إلى اعتراف وتقدير، وحسن المعاملةِ..
فويل لمن لا يشارك عدلا، في الإقرار بكيانها.

***

فحركات صحوة المرأة حقا، آتية لا ريب فيها..
بعزيمة من فلاذ، لا مناص من إقرارها..
تؤسس، في عالم الرجال، مكانتَها..
باجتهاد صادق جاد، مؤكدة وجودها..
لا بشكليات ذاتية، بمظاهر أنوثتها..
ناجحة بجد، في كل امتحانات تخوضها..
فويل لمن لا يفسح المجال كليا، لتَفَتحِها.

***

فلاتكافؤُ المرأةِ مع الرجل، راجعٌ لطبيعتها..
لكن المفاضلةَ والتمايزَ، لا يقْبَلهُ اختلافُهُما..
فالتجاذُبُ والتكامُلُ، مَكْفولٌ بقوة وجودهِما..
بالمودة، بالرأفة، بالرحمة يحكمُوهُما..
بالتفاهُم، بالتسامُح، بالتعاوُن يجمعُوهما..
والمجتمعات اليوم، ترقى بالتكامل بينهما..
فويل لمن لا يعتقد بأحَقيَة ومِصْداقِية أدوارها.

***

كفى من ترويج النكَد، وجعله قوتَ يومها!
كفى من التبعية والحرمان من حريتِها!
كفى من التعنيف دوما والتحرش بها!
فإلى متى نَبْخَسُها ونتجاهلُ قيمتَها؟
وإلى متى نخاطب جسدها لا عقلَها؟
ألم يأت وقتٌ لمراجعة نظرتنا لإنصافِها؟
فويل لمن لا يؤمن بقيمة التغيير بمسيرتِها.

---------------------------------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاشة كبرى تنبعث من جديد بالخميسات
- الثالوث المتحكم في الانتخابات (السلطة والمال والدين)
- في الانتخابات (سبع قصائد) / بنعيسى احسينات - المغرب
- قصيدة: من أيلان(1).. إلى عمران.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- إلى إرهابي
- عيد الحب !! /
- في يوم عيد الحب.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- لا تسألوني.. / بنعيسى احسينات – المغرب
- إلى الصيدلية.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- الانتخابات في المغرب بين الدولة والأعيان / أذ. بنعيسى احسينا ...
- أيْلان كردي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- الأقصى يستغيث
- إيلان.. (الطفل السوري الغريق، هروبا من ويلات الحرب والدمار م ...
- مقامات انتخابية.. (سبع مقامات عن استحقاقات 2015) / أذ. بنعيس ...
- تقرير عن الانتخابات.. (لسان حال الأغلبية الصامتة في قصيدة) / ...
- المرأة.. (بين النكد والطموح)
- ماذا عن الحرية الفردية وحرية التعبير والإبداع بالمغرب؟ / أذ. ...
- وجهة نظر في الحرية الفردية وحرية التعبير والإبداع / ذ. بنعيس ...
- قصيدة: ملقبة بالضاد.. / بنعيسى احسينات
- لغة الضاد.. / / بنعيسى احسينات


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - كفى من تعنيف المرأة وتحقيرها.. / بنعيسى احسينات - المغرب