أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - تقرير عن الانتخابات.. (لسان حال الأغلبية الصامتة في قصيدة) / بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

تقرير عن الانتخابات.. (لسان حال الأغلبية الصامتة في قصيدة) / بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


تقرير عن الانتخابات..
(لسان حال الأغلبية الصامتة في قصيدة)
بنعيسى احسينات - المغرب



لعبة الانتخابات في البلاد، بعد حين، تعودُ..
كالمعتاد، بعادتها القديمة الجديدة تعود..
في كل دورة، بمهرجانات أحزابها تعود..
كالأمس، وما قبله، وما بعده تعود.
بنفس الأساليب الماكرة تسود..
بنفس الخروقات والتجاوزات تعود..
بنفس الوعود المتكررة أبدا تعود..
بنفس اللاعبين المحترفين تعود.
بنفاق وقلة حياء المرشحين تعود..
بتوزيع أموال مشبوهة المصدر تجود..
بشراء الذمم وتسويق الأوهام تعود..
بنفس الوجوه القديمة الجديدة تعود..
بنفس السماسرة المتمرسين تعود..
كأن الزمان عند الخلق لم يعد له وجودُ.
بنفس الخداع والنصب والاحتيال تعود..
بالتوسل والعناق وتقبيل الرؤوس تعود..
بالاستجداء والتملق، وبروح النفاق تعود..
كأن ذاكرة الناس أصابها التلفُ والجمودُ..
لم تعد تستوعب ما جري، وما قد يعود..
وتنسى ما فات، وتتبخرُ الأماني والوعودُ.

إذا كان من الواجب الوطني أن نصوت فعلا..
ونمارسُ حقنا كمواطنين مسئولين عقلا..
ونختار فينا، بحرية، مَنْ سينوب عنا عدلا..
فمن يستحق بيننا، أن نضع الثقة فيه أملا؟
ولمن ياترى، سنمنح أصواتنا الغالية أصلا؟
وبرامج الأحزاب، بغموضها تطرح استفسارا..
جميعها متشابهة، يسودها الاجترار تكرارا..
والأعيان، يتزعمون مقدمة اللوائح احتكارا..
مسلحون بالنفوذ وسلطة المال استكبارا..
والكل يباع ويشترى في سوق الانتخابات.
يُسْتعمَلُ الناخبون قناطرَ وجسورا كعبارات..
من أجل العبور الآمن إلى ضفاف الامتيازات.
تُسْتعمَلُ أصواتُهُم كالسلالم بألف مدرجات..
من أجل الصعود إلى أعلى، لجني الثمرات.
لم يتغير أبدا شيء في كل الاستحقاقات..
وتبقى حليمة عندنا متمسكة بأقدم العادات..
ثابتة أبدا في مكانها، تردد نفس الاستنتاجات..
فلا تغيير ولا تحديد، ولا تقدم في أفق الآتيات..
الكل يلهث وراء نصيبه الوافر من مجمل الكعكات..
ومصير الوطن في مهب الريح يئن خارج الحسابات.

تُؤلهُ الأحزابُ الديمقراطيةَ في مظاهرها الخداعة..
لخدمة الخاصة، وللتغرير بإرادة وحقوق العامة..
بالكذب، بالنفاق، بالمؤامرة، بالوعود الفارغة..
لقد جعلوا الانتخابات مرتعا خاصا للسماسرة..
وظفوا فيها الفقر والخوف، لاستمالة الرعية..
وبأرانب السباق، تكتمل اللوائحُ الانتخابية..
للاستفادة دوما من دعم الدولة السخية.
لقد رموا الناخبين المواطنين بكل حقارة..
حولوهم إلى قُطعان، تُعْرَضُ كالبضاعة..
تباع وتشترى في الأسواق بالخسارة..
رعاعٌ تابعين، لا مواطنين أحرارا بإرادة.
جعلوا من المصوتين عَبارات مصطنعة..
من أجل عبور لمحترفي السياسة.
اتخذوا من احتياجاتهم سلالم مدرجة..
لصعود ذوي مال الحرام لاحتلال الواجهة..
للتحكم في مصير البلاد بالابتزاز والمكيدة..
بنشر الفساد في الظاهر والباطن بالجملة..
بدون محاسبة الضمير ولا سلطة المراقبة..
لاستنزاف خيرات البلاد على حساب الأمة..
لتخريب الوطن ظلما، بخدعة الديمقراطية.

هي أحزاب بالعشرات، تتناسل عبر الانشقاق..
تتكاثر أبدا بالاستنساخ، قبل وبعد الاستحقاق..
تتوالد بين عشية وضحاها من خارج الأنساق..
فهذا حزب يميني.. وذاك حزب يساري..
وهذا حزب حداثي.. وذاك حزب إداري..
وهذا حزب محافظ.. وذاك حزب تقدمي..
وهذا حزب شيوعي.. وذاك حزب إسلامي..
وهذا الحزب بيئي.. وذاك الحزب قومي..
وهذا حزب اشتراكي.. وذاك حزب ليبرالي..
وهذا حزب وطني.. وذاك حزب مخزني موالي..
تلك أحزاب بالجملة، تظهر وتنمو كالفطريات..
تتقاطع فيما بينها في البرامج والتوجيهات..
غالبيتها تكاد تتماثل في المرامي والغايات..
بهيمنة جشع الأعيان، بذريعة التمويلات..
إلا أنه وإن اختلفت حقا في التسميات..
وكذا اختلافها في الألقاب والمسميات..
وحتى الاختلاف في الرموز والشعارات..
تبقى الأحزاب كلها، كالقنافذ المتشابهة..
ليس فيها أملس يليق بالاعتراف والتزكية..
لا يستحق مرشحُها التقدير من الساكنة.

في كل جولة، عداءو الانتخابات يظهرون..
بعد غياب طويل، بالمواطنين يتصلون..
نسمع باستعداداتهم، وهم مَفْتُونُون..
تراهم في الأسواق و الشوارع يهيمون..
بسياراتهم الفارهة يجولون ويتجولون..
في وجوه المارة، بشماتة، يبتسمون..
حتى على الأبواب الموصدة يسلمون..
ومع المتسكعين، لصور تذكارية يلتقطون.
أمام الملء، على المتسولين يتصدقون..
للولائم والتجمعات، عند الأتباع، يُقيمون..
في الأفراح والمآتم، بوقاحة، يحضرون..
بمصاريفها، أمام الجيران، قد يتكفلون..
بالسر والعلن، للمال والسلع يوزعون..
بالترغيب والترهيب للناخبين يتوعدون..
والشباب العاطل، لحملاتهم يُجنَدون..
بدون خجل للوعود القديمة يكررون..
والمبعدون منهم، بدون رقيب يعودون..
وأصحاب السوابق بلا حسيب يتأهبون..
لمعركة الاستحقاقات الآتية يختطون..
بلا حياء، على ذقون الناس أبدا يضحكون.


في كل الاستحقاقات، يتحول الدهماء إلى فاعلين..
بقدرة قادر، وهم حقا، طوال حياتهم غير مٌعْتَبَرِين..
باسم الحق والواجب، تحت ضغوط السياسيين..
لإكراهات الحياة، من عوز وحاجة، مستسلمين..
يلبون طواعية، نداء الوطن وهم للواجب منفذين..
يتوجهون للتصويت على أشباح من المرشحين..
في كل أربع سنوات، ربما أكثر، لمجرد جولتين..
جولة للجهة وللجماعيين، وجولة للتشريعيين..
ويظلون أبدا مفعولين به قهرا، لباقي السنين..
ليتم التحكمُ في مصير حياتهم وهم صاغرين.
مع نهاية الانتخاب، تنكشف اللعبة للمتتبعين..
يتوزع الفائزون دوما على أغلبية ومعارضين..
يظهرون حينا، ليغيبون مع المتغيبين سنينَ..
يتناوبون ظاهريا، على السلطة كخادمين..
مُتَحكم فيهم عن بعد، بالخضوع للآمرين..
لا حول ولا قوة لديهم أمام المحظوظين..
من حكومة الظل، لمستشارين ومقربين.
لخيْرات البلاد، بدون مراقبة، مستنزفين..
بلا حسيب ولا رقيب، ولا لومة اللائمين..
على رقاب الخلق، بلا موجب حق، جاثمين..

نحتاج إنصافا، إلى أحزاب حرة، مستقلة قوية..
تقوم بالتأطير والتكوين، واقتراح حلول مفيدة..
لتدبير شأن البلاد، بإرادة وحزم ومسئولية.
لا نحتاج لأحزاب ضعيفة، مفبركة، هجينة..
لا هَم لها إلا الابتزازَ بخلفيات ديمغوجية.
نحتاج إلى كفاءات علمية ومصداقية..
تعكس طموحات المواطنين بفعالية..
تدفع البلاد نحو ديمقراطية حقيقية..
لا إلى أصحاب المال ومآرب ذاتية..
لا إلى الباحثين عن امتيازات وحصانة..
لا إلى أميين وأشباه متعلمين وجهلة.
نحتاج إلى شفافية وبرامج موضوعية..
لا إلى ديمغوجية رثة، ووعود كاذبة..
سئم منها الجميع، بتكراراتها المملة..
لم يعد يتحملها أي أحد من الخليقة.
كفى استهتارا بإرادة الناخبين السخية..
كفى استخفافا بذكاء المواطنين البررة..
أَلاَ يمل هؤلاء من ألاعيب النفاق الدنيئة..
وينضبط الكل، لمحاسبة النفس اللوامة..
بالعودة إلى الرشد قبل سقوط الأقنعة؟؟

----------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب






























#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة.. (بين النكد والطموح)
- ماذا عن الحرية الفردية وحرية التعبير والإبداع بالمغرب؟ / أذ. ...
- وجهة نظر في الحرية الفردية وحرية التعبير والإبداع / ذ. بنعيس ...
- قصيدة: ملقبة بالضاد.. / بنعيسى احسينات
- لغة الضاد.. / / بنعيسى احسينات
- لعبة الانتخابات.. (سبع قصائد بعنوان واحد) بنعيسى احسينات - ا ...
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. بنعيسى احسينات - المغرب
- قصيدة: سباعيات امرأة نكدية.. / بنعيسى احسينات
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- غزة تستغيث.. (قصيدة قديمة بعنوان جديد)
- وضعية اللغة العربية الفصحى أمام اللهجات المحلية في العالم ال ...
- العلم المغربي واستعمالاته السيئة: وجهة نظر نقدية.. / ذ. بنعي ...
- سيدة السيدات.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- أسئلة حول النظافة والأمن وما بينهما بالخميسات.. / أبو أمل
- من فظلكم، دعوني وشأني.. / بنعيسى احسينات (المغرب)
- وداعا (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- الإنسان والبحر (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب ...
- قمر الحفلة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - تقرير عن الانتخابات.. (لسان حال الأغلبية الصامتة في قصيدة) / بنعيسى احسينات - المغرب