بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 21:51
المحور:
الادب والفن
في الشارع..
تحمله أقدامه..
يسير وحده..
لا يدري اتجاهه..
يضيق به الرصيف..
يخطو خطوات..
بطيئة متثاقلة..
ترافقها من قلبه خفقات..
لا يدري..
أهو بمشي على قدميه..
أم يمشي على قلبه..
أم ترى يسير على جفنيه..
تجره فوضى أفكاره..
تتقاذفه أكتاف المارة في الزحام..
ككرة تنتقل من شخص إلى شخص..
والوجوه تتراءى له كأشباح..
تخترقه النظرات..
تلاطمه الكلمات..
من هنا وهناك..
من أمامه..
من خلفه..
في الغالب لا بفهم معناها..
لا يتبين من هم هؤلاء..
وتفكيره غارق في هم غامض..
ربما جملة هموم تتقاسمه..
لا يدري إلى أين هي وجهته..
تعصره في مسيره بدون هدف..
إلا أن منبه سيارة من خلفه..
كصاعقة الموت..
بغتة وبدون سابق إنذار..
أيقضه من تيهه..
من حلمه الأسود..
وجد نفسه ملقا على الأرض..
وحوله عيون المارة تتفحصه..
تسأله عن ما وقع..
يمتصه صمته وهو جاحظ العينين..
تضيق الكلمة في فمه..
يتلمس بأصابعه ما حوله..
يحاول النهوض..
وقدماه لا تسعفه..
أيادي تُمَد إليه لإسعافه..
أوقفوه بعناء..
سقوه قطرة ماء..
انتعش فترجل..
سألوه من جديد عن ماذا وقع..
تذكر.. فقال لهم:
كنت ذاهبا إلى الصيدلية..
لأجلب دواء الضغط الدموي..
---------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟