أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية














المزيد.....

خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما أعلن وزير الداخلية السيد المالكي عن خطة أمنية أشار إلى بعض مفاصلها حيث أكد على نقاط عدة في مقدمتها " مراعاة كرامة الإنسان، عودة المهاجرين قسراً إلى ديارهم، الخطة لا تستهدف منطقة دون سواها " فضلاً عن بعض القضايا الأخرى وبما أن الخطة تهدف إلى تأمين بغداد فهي حتماً سوف تراعي امن وسلامة وكرامة جميع المواطنين العراقيين الذي ينتظرون ساعة الفجر للخلاص من الفوضى الأمنية وتردي الأوضاع بما فيها الأعمال اللاقانونية والمدرجة تحت المخطط الإرهابي التي تنسب إلى قوى ومليشيات تردي زي الشرطة أو وزارة الداخلية.
وعلى الرغم من مرور الأيام ووطأة الأحداث والضغوط النفسية والرعب وحالة الخوف من المصير المجهول فقد تواصلت الأعمال الإرهابية في مدن متفرقة، كما أصبحت مليشيات جيش المهدي هذه المرة تتحرك بشكل أكثر علنية حاملة السلاح بحجة حماية المساجد والمصلين ولكنها في القوت نفسه تفرض نفسها كقوة مسلحة بحجة القوانين فوق القوانين أسوة بالبقية الباقية من القوى الإرهابية والمليشيات المختلفة، وبقت الاغتيالات على حالها وفي كل يوم مزيداً من عمليات الخطف الفردي والجماعي وقطع الرؤوس والتعذيب والجثث التي تحملها الأنهار طافية بدون أي رقيب أو حسيب ودائماً الضحايا من عامة الناس، ولم ينقطع مسلسل التفجيرات والمفخخات والعبوات الناسفة والسيطرة على مناطق وأماكن في وسط العاصمة وتبادل إطلاق النار في وضح النهار وكأن الخطة الأمنية حبر على ورق وعلى ما يبدو أنها معدة لبعض المناطق دون غيرها وكنا قد أشرنا أنها من الضروري أن لا تنحصر بمنطقة أو حي من الأحياء السكنية لإبعاد النفس الطائفي وتعريفها باعتبارها حملة وطنية ضد الإرهاب وفول النظام الملطخة أيديهم بدماء أبناء شعبنا من الأبرياء والمسالمين، والمليشيات المسلحة غير القانونية والعصابات المافيوية ولقد أكدت الأحداث والأعمال غير القانونية على اعتقال مسؤول في تيار الصدر متهمين إياه بعمليات الخطف والقتل على الرغم من الضجة الإعلامية المفتعلة ببراءته وهكذا كلما القي القبض على رأس من هذه الرؤوس نرى البعض من المسؤولين في المحافظات يرفعون عقيرتهم ويتحدثون عن خرق لوائح حقوق الإنسان لكنهم يصمتون صمت القبور عن حقوق مئات الضحايا من الأبرياء الذين يلقون حتفهم بمختلف الأدوات الإجرامية.
أما اندلاع القتال في مناطق الرحمانية وشارع حيفا قبل أيام الذي استمر لساعات طويلة ثم تدخل الجيش والمشاركة في القتال فقد ظهر أن القوى التي استعملت السلاح هي القوى نفسها التي تتحدث عن وحدة العراقيين وترفع شعارات ضد الطائفية، وقد أتضح بشكل لا يقبل الدحض أن جيش المهدي التابعة لتيار الصدر هو الذي توزع في الشوارع ليأخذ على عاتقه مهمات الشرطة والجيش مما أدى إلى مصادمات بين مسلحين موزعين ومتربصين وهذه مسألة معروفة كان من الضروري تداركها ولجم هذه العناصر لكي يعم الاستقرار والأمن.
ملخص القول ان الخطة الأمنية يجب أن تركز كل أدواتها وإمكانياتها من اجل الخروج من دوامة العنف وان تراعي ــ أنها ليست ضد طرف دون طرف آخر يتحمل المسؤولية نفسها في تردي الأمن أيضاً كما هو الآخر، بل يجب ان تكون لصالح المواطنين جميعهم وبالضد ممن يحملون الكراهية والحقد ويمارسون الجرائم ضد الأبرياء وممتلكاتهم ومؤسسات الدولة ومنتسبيها وان ان تتماشى مع مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلن عنها لأن المبادرة والمصالحة بروح المسؤولية ستحقق الكثير من النجاحات مع القوى التي تؤكد التزامها بمشروعية محاربة الاحتلال وأيديها غير ملطخة بدماء العراقيين لا في الوقت الراهن ولا في زمن النظام الشمولي وهؤلاء الآخرين هم بالذات مَن رفضوا منذ البداية المبادرة والمصالحة لأنهم يعرفون تاريخهم وأعمالهم الشريرة، يعرفون بان الناس تعرفهم وتعرف تاريخهم ولن تغرهم بياناتهم وشعاراتهم لا في السابق ولا في الوقت الراهن التي كانت وما زالت في وادٍ وأعمالهم وسياستهم في واد آخر، سياستهم البشعة وحكمهم المملوء بالظلم والقهر والإرهاب.
ان الخطة الأمنية ومبادرة المصالحة الوطنية ستنجحان بالتأكيد إذا ما اعتمد فيها معايير الحوار الوطني المباشر والصريح ووضع خطة واضحة تحتوي على جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية تتزامن مع بناء الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وتدابير سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تخدم مصلحة الجماهير الواسعة وكل ذلك يخضع لشرط غاية في الأهمية وهو النوايا الحسنة والطيبة والخيرة والمخلصة في وطنيتها ولا يهدف من ورائها إلا الخير للوطن وتحقيق الأمان والاستقرار لشعبنا والعمل على إعادة البناء وفق الشروط الوطنية الصحيحة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية لإقليم كردستان ولكن أية فيدرالية
- مغزى تعزيز العلاقة التاريخية بين العراق وسوريا عن طريق الحوا ...
- تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسر ...
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم
- ** الحقيبة البودابستية على الرصيف رقم 7
- ظلاميون -مودرن- وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة
- المطالبة بحل الشرطة والجيش لتوسيع عمليات قتل النساء وقطع الر ...
- النصب التذكارية لشهداء الشعب العراقي شهداء الحركة الوطنية ال ...
- موقف أكثرية الدول العربية من الأوضاع في العراق
- البرنامج الحكومي بعد المارثون الطويل ما بين التمويه والتطبيق ...
- فضيحة الملايين من الدولارات ومفوضية الإنتخابات
- بعد خراب البصرة الجزئي.. ألم تخرب البصرة كلها بعد؟
- طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس
- فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري
- شجون العزاء شجون الأيائل
- ايار رمز للتضامن ولنضال الطبقة العاملة العراقية الوطني والطب ...
- جريمة اغتيال وخطف النساء كرهائن بديلاً
- المحاصصة الحزبية والطائفية لن تخدم التوجه لبناء العراق الديم ...
- المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية