تقيحات طبقية/ثيوقراطية

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر
(Gamil Alnaggar)

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

على الرغم من أن الهندوس أو "ساناتانا دارما" (الاسم الحقيقي للعقيدة الهندوسية) يعتبرون ملحمة "راما"، الأسطورة الدينية، مثالًا "للدارما"، إلا أنني أرى بأن حياة الهندوس الطبقية هي مثل "راما"؛ لكنها مثال على "الدراما". حيث أفرزت هذه العقائد نظاماً طبقياً، يعجز أي إنسان عن وصفه أو فهم مغازيه ودلالاته. فمن منا لم يسمع عن مآسي العلاقات الرومانسية بين شريكين من الهندوس ينتميان إلى طبقتين مختلفتين؟ أو من منا لم يسمع عن تلك الطريقة العنصرية الفجة التي يهرع بها صاحب الطبقة الأعلى (وهو واجل) إلى وضع أي شيء (كخشبة أو قطعة معدنية أو قماشة أو ورقة... الخ) ليفصل بينه وبين من ينتمي إلى طبقةٍ أدنى؟
حيث تقسم "الفيدا" في الهندوسية المجتمع الهندي إلى أربع طبقات متمايزة بشكلٍ فج وصارخ، بالإضافة إلى طبقة خامسة منبوذة وغير معترف بها. وجاء هذا التقسيم كنتيجة طبيعيّة لتوزيع الأعمال على النّاس في المجتمع، وترسيم حدود صارمة بين الطبقات، لابدّ من احترامها ولا يجوز لأيّ شخص أو جماعة أن تتخطّاها. فإذا حدث واجتمعت مجموعة من الأفراد التي تنتمي لأكثر من طبقة؛ يوضع بينهما حداً كثوب أو حبل أو لوح... الخ. أما الزواج فقصصه يندى لها الجبين؛ أقلها بأن الرجل الذي ينتمي لطبقة دنيا يستحيل عليه الارتباط بامرأة من طبقة أعلى. وتورث المنزلة الاجتماعية للأولاد. وبتفويض إلهي؛ استأثر رجال الدين؛ الكارهين - ككل رجال الدين في كل الأديان- للأعمال البدنية الشاقة بقمة الهرم الاجتماعي، والذي وزعوه على النحو الآتي:
1. "البراهمـة": وتضم رجال الدين.
2. "الكشاترية": وتضم الساسة والمحاربين.
3. "الويش": وتضم الفلاحين والتجار.
4. "الشُّودرا": وتضم أصحاب المهن الوضيعة والخدم والعبيد.
5. "الداليت": وهم المنبوذون.
والغريب أن مثل هذه التقرحات أو الترهات لازالت حتى الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين؛ بسحر الدين المزروع في العقول. والأغرب من كل ذلك أن الطبقة الخامسة (المنبوذون) هم سكان الهند الأصليون!

#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل