أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - برنامج -اخلع نفسك من نفسك- (تجربتي الشخصية في الانعتاق من براثن الاكتئاب وأنيابه)















المزيد.....



برنامج -اخلع نفسك من نفسك- (تجربتي الشخصية في الانعتاق من براثن الاكتئاب وأنيابه)


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 22:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين سألوا الاكتئاب، في بلادنا: ما هو أصعب موقف واجهته؟ فأجاب: حين عاملوني على أنني أحد الأمراض العقلية، وأنا لم أُصاحِب في حياتي سوى العظماء، من أصحاب العقول النيرة والحس المُرهف! وتخريب العقول ليس من مهامي. لذا؛ فأنا الملك المتوج على عرش ممالك الأنفس الذكية. فسألوه: وماذا كان رد فعلك؟ فقال: ها أنا ذا وحيد غاضب وحسب!

الوظائف العامة للدماغ البشري متشابهة في كل الناس تقريباً. لكن العقل البشري يختلف في بنيته؛ فدائما ما أردد هذه المقولة عند نشوء خلاف مع كل من لا يفهم: "لكل عقلٍ بنيته!"، وعليه؛ أستطيع أن أجزم بأن المشكلة ليست في المواقف الصعبة بقدر ما هي في "كيفية نظر المرء" إلى تلك المواقف. فإما أن يكون النظر بعقلية إيجابية، وإما أن يكون بعقلية سلبية. وهنا وجب علينا الاختيار؛ فإذا ما اخترنا التعامل مع الموقف بإيجابية وشجاعة؛ أمكننا القيام بذلك، والعكس بالعكس. مع ضرورة الأخذ في الاعتبار بأن خياراتنا اعتمدت هنا على مواقفنا ووجهات نظرنا؛ وبالتالي يمكننا التنبؤ بالعواقب. لأن العواقب تتوقف على الاختيارات التي قمنا بها.
فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت صبورًا في لحظة واحدة في "ساعة غضب"، فيمكن أن يكون "خيار الصبر" منجاة لك من عدة سنوات من الندم والحزن. ويعتمد صبرك هنا على مدى قدرتك على ترويض وتهدئة نفسيتك الثائرة وقت الغضب، ولن تتمكن من تهدئة نفسك سوى بالتوقف عن التفكير في الأشياء والأفكار السلبية التي تزعجك.
وهنا تظهر براعتك، و"البراعة" هي مهارة أكثر قوة. ويمكن اختزال "المهارة" في "التجربة" ومع تكرار التجارب تزداد "المعرفة". التي ستساعدنا في التحكم بأعصابنا مع تكرار المواقف الشبيهة. وعندها نستطيع الاقتراب من تحقيق الكمال، الذي يمكن أن يؤهلنا لأن نصبح خبراء أو مفكرين مبدعين. وذلك كفيل بتحسين المزاج العام وكل شيء في الحياة. وعليه؛ فأحد أهم مسببات الاكتئاب هو "التفكير". فما هي ياتُرى طبيعة ذلك "الحيوي المزعج" والمعروف علميا باصطلاح "التفكير"؟
قد يظُن البعض منا بأننا نقضي الكثير من وقتنا في التفكير. لكنني أزعُم بأننا تعودنا على أن نفكر فقط؛ عندما تكون لدينا مشكلة. أما أن نكتشف ما يحدث وما يجب القيام به في الأحوال العادية؛ فنحن أبعد ما نكون عن هذه الحالة؛ لأننا نجهل، من الأساس، "ماهية التفكير". فما بالكم بقدرتنا على إجابة مثل هذا السؤال: متى وكيف نفكر؟ ولماذا؟ لذا؛ كان ذلك من أهم دواعي تخلُف كل الأمم المتخلفة.
ولتبسيط المفهوم بعيداً عن المصطلحات الأكاديمية المنفرة في العادة، التفكير Thinking هو مجرد "نشاط معرفي نهائي". حيث تستخدمه أدمغتنا بوعي؛ لفهم العالم من حولنا أو محيطنا، وتحديد نوعية الاستجابة اللازمة وكيفية الرد على متطلبات ذلك المحيط من حولنا. وإذا أتى الرد بغير وعي، فمعنى ذلك بأن أدمغتنا لا تزال "تفكر". وهذا جزء من العملية الإدراكية الشاملة. ومن الناحية العصبية؛ فالتفكير عبارة سلاسل من الروابط الكهروكيميائية المتشابكة. والتفكير، كخبرة، هو مجرد "أفكار"، و"الأفكار" هي ناتج عملية "التفكير"، فما كتبته أنا وأكتبه الآن، هو مجرد "فِكْر" لفَظتْه عملية "التفكير". والتفكير المجرد يسعى لربط ما نشعر به في عالمنا الداخلي، من بواعث الفهم، مع عالمنا الخارجي، وبالتالي نفعل ونقول الأشياء التي من شأنها أن تغير من محيطنا.
وتتطور قدرتنا على التفكير بشكل طبيعي في الحياة المبكرة. عندما نتفاعل مع الآخرين، فيصبح موجهاً لنا ولتصرفاتنا، على سبيل المثال؛ يكون ذلك عندما نتعلم، في البداية، جملة القيم من آبائنا، ثم معرفة معلومة ما من معلمينا. فمن حيث التنشئة التربوية (الأسرة/المدرسة/الشارع) نتعلم أنه من الجيد أن نفكر بطرق معينة، ومن السيء التفكير بطرق أخرى. ففي الواقع، لكي يتم قبولنا في مجموعة اجتماعية، من المتوقع أن نفكر ونتصرف بطرق تتناغم مع ثقافة المجموعة، ليس إلا.
كما أن نمط التفكير يرتبط بمدى وضوح "المعاني" و"المفاهيم" داخل كل مجموعة. فمعنى "حُلكة منتصف الليل" لطفلٍ ذا خلفية خرافية مروعة؛ هو مملكة للخوف والرعب. وعندما كبُرَ وأصبح تلاميذاً بالمدرسة؛ اصطحبته الرفقة الصبيانية إلى خلاء البادية أو الغابة للمرح واللعب، فواجهوا، من ناحية، بعضهم البعض، ومن ناحية أخرى؛ واجهوا العالم الخارجي المستكشف من توه، وعندما بدأوا يستخدمون معنى "حُلكة منتصف الليل" أثناء محادثاتهم، ستلحظ بأنهم أصبحوا يتفهمون شيئا مختلفا عن ذي قبل. رآه طفل الأمس الخائف معنًى جديدا يحمل في طياته لحظات مرحة ومشرقة. ما أود قوله: بأن هناك عوامل لا تعد ولا تحصى للإحساس من ناحية والتعبير من ناحية أخرى عن معنى الكلمة أو المفهوم.
حيث تعتمد الكلمات بمفاهيمها ومعانيها على صحة وجودة حواس المستمع، وبيئة السرد، وتعابير الجانبين، والمعنى المتأصل لتصورات الأشخاص لشيء ما، وترتيب الكلمات في الجُمل والعبارات. فالكلمات، التي تحتوي على صوت حاد؛ تحمل في ثناياها بعض المعاني الحقيقية لا يشعرها إلا من تلقاها. والكلمات، التي تحتوي على أصوات حانية؛ تترك بعض التأثير اللطيف والمهذب والمريح على المستمعين. لكن في بعض الأحيان، تتحد الكلمات المنطقية الحادة والحانية/المُهذبة في كلمة واحدة؛ عندها؛ لاشك في أن المؤثرات ستتغير إلى نوع آخر من المشاعر المختلطة بين الرغبة والرهبة، وهكذا.
الأمر الذي يفسر توليد الخوف للفضول بجانب القلق، والفضول هنا؛ يمكن أن يُشعل الغريزة؛ وسيظهر تأثير الغريزة على المزاج الشخصي بالحتم؛ وذلك لعلاقتها بالهرمونات، كعلاقة الخوف بهرمون الأدرينالين على سبيل المثال. وبالتالي فإن المزاج يتناسب في جملة من العلاقات الطردية/العكسية التبادلية المعقدة مع المشكلة. فعدم استقرار المزاج هو مقدمة لظهور الصعوبات في العلاقة الزوجية، كما أن توتر العلاقة الزوجية؛ يمكن أن يتسبب في تعكير المزاج. ومن هنا؛ ومع تعدد المشاكل وتباينها وتفاقمها؛ يمكن أن تكون أحد أهم أسباب تعكير الصفو والمزاج الجمعي العام للمجموعات؛ ما يمكن أن يساهم بدوره في اتجاه تخلف المجتمعات.
وبغض النظر عن مدى تخلف المجموعة من عدمه؛ يظل الفارق في طبيعة أفكارها التي تقودها، هل هي سويَّة أم عكس ذلك؟ هذا فضلاً عن جهلنا بمفاهيم ومعاني ذهنية أخرى كالتمييز Recognizing، والتذكر Remembering، والتصوُّر Imagining، والتفكير المنطقي Reasoning، وتجييش العواطف Emoting، والقدرة على التقرير والحُكم على الأمور Deciding...الخ. وكلها عمليات ذهنية يتوقف عليها الكثير من أمورٍ لها دورها الحاسم في تقرير المصير وتصريف الشؤون، ونحن في ذلك أكبر من أكبر الغافلين/الخاسرين!
وقد يسأل البعض: وماذا في ذلك؟، أو كما يقال في الأوساط التقدمية المتحضرة: So what?. والإجابة المنطقية هي: مجرد طرح مثل هذا السؤال يعكس طبيعة ما نحن عليه من سوء الأحوال.
وفي معرض حديثي عن "التفكير"، دائماً ما أردد عبارتي المازحة: "لا أكونُ قبيحاً؛ إلا عندما يتوقف ذِهني عن التَفْكير. لذا؛ لا أبدو أبداً قبيحاً". ولهذا؛ ولعوامل أخرى مرتبطة بتجربة "كراهية كريهة" علِمتها وتعلمتها؛ فأصابتني بلعنتها في مقتل، أثناء عملي بإحدى الجامعات العربية؛ الأمر الذي ساهم كثيرا في وقوعي أسيرا في براثن الاكتئاب، وزاد من حدته ما رأيته من أفعال الإسلاميين حين قاموا بذبحِ شاب في عمْر أولادنا. وما زاد الطين بلة؛ إلا بتركي لأبحاثي الأكاديمية وانغماسي في دراسة اللاهوت وعلم الكلام، بدءً من الديانات "الشامانية" وصولا للديانات الابراهيمية، بخاتمتها، المتوجة بـ "شرعنة" التمييز والحض على الكراهية والقتل والسبي و"مِلك اليمين" وسلب واستلاب الأنفال وفرض الجزية (الإتاوة) على الشعوب المقهورة... الخ.
وبعدما تفاقمت حالتي؛ وضاقت على صدري صحاري مسلمي الأعراب الخانقة بما رحُبت، وتقطعت أنفاسي ولم أعد طبيعياً ولا أستطيع استرداد أنفاسي إلا بأنابيب الأكسيجين كل بضع دقائق؛ وحار معي أطباء المسلمين بوصفاتهم الشهيرة (عليك بعسل النحل وحبة البركة وصلي ركعتين واستغفر ربك وداوم على قراءة القرآن، ولم يكن ينقصني سوى أن يقوم أحدهم بالمسح على مؤخرتي بالرقية الشرعية، ويُسقيني بول الإبل مع حليبٍ مغموس فيه ذبابة بجناحيها)؛ إلى أن قيدَت لي الظروف الطيبة طبيبا أوكرانيا حاذقاً استطاع أن يُشخِصَ حالتي التشخيص السليم؛ ومن بعدها عشت على المهدئات، التي كادت تقتلني بالفعل. ولم أعد أستخدم منها سوى نوعاً واحداً بالإضافة إلى نوعين آخرين يساعداني على تحسين المزاج. وما تحسنت حالتي وانعتقت من الموت البطيء سوى بفكري وثقافتي التي أتاحت لي تطبيق هذا البرنامج الذي أتشاركه معكم؛ عله يصدف أحداً يمر بما مرت عليَّ به الأيامُ؛ فيستفيد، ويتمنى لي الطيب.
الخطوة الأولى: أن تحرص على البقاء في حالة "مزاجية إيجابية"؛ وقد أكدت أحدث الدراسات التي تناولت "المزاج العام" على أن عقل الإنسان يميل إلى تذكر الشيء السيء والسلبي أكثر من الشيء الإيجابي والخيِّر؛ فيما يعرف علميا باصطلاح: "التحيز السلبي". والطريف في الدراسة أن الشيء "السلبي الوحيد" لا يمكن تجاوزه إلا بعدد خمس "أشياء إيجابية" متتالية على الأقل. أي يجب أن تكون نسبة المواقف الإيجابية إلى السلبية 5: 1".
ونرى بأن هذا هو السبب باستمرارك في التفكير السلبي أكثر من الإيجابي، لذا؛ تظل مشغولاً في كيفية إهانة زميلك في العمل لمظهرك وهندامك؛ على الرغم من سماع مجاملة من أحد عملائك! وأرى؛ أن مثل هذه النتائج تفسر حضور المتعة والرضا والسعادة كــ "عارضٍ" أو "استثناء" في حياتنا بقوة. ومن أجل أن يعود عقلك إلى حالته المتوازنة وينعتق من حومة المشاعر المختلطة تلك، والتي تتسم بالتعقيد وتؤثر سلباً على مزاجك العام؛ يجب أن تكون نظرتك إلى الأمور نظرة "رواقية". لتصل بك، مثلاً؛ إلى "الحقيقة"؛ عندما تبحث عنها بعد إعمال الفكر، أو تصل بك إلى السكينة "النيرفانا" كنسخة شرقية للرواقية اليونانية.
وكل ذلك يقتضي منك أن تضع يدك على الأسباب أو السبب الرئيسي في حالتك. وهو في حالتي: "التفكير السلبي"، حيث سيطرت – طيلة الوقت - على ذهني ووجداني أفكار "الشيطنة الشرعية" التي حبكَها "قُثم" لتفوت على النابهين من أتباعه. إذن؛ فالسر هنا يكمن في: كيف يتثنى لك أن تبقى تحت "مظلة التفكير الإيجابي" طوال الوقت؟ وتنعتق من بوتقة التفكير السلبي الذي أصبح لزمة/لازمة تلازمني بصحوي ومنامي. وحرصك الإيجابي ذاك ضروري، خاصة؛ إذا كنت تشتغل بـ "الفكر". ذلك الشغل الشاغل لكل المفكرين. وضع في اعتبارك بأنه لا يوجد سوى نوعين من التفكير: "التفكير المتشائم"، والتفكير المتفائل". واعلم بأن النوع الأول سلبي أو مُظلم، والنوع الثاني إيجابي أو مشرق. وستجعل وجهة النظر المتشائمة، العالم من حولك قاتما؛ ولن يكون هناك "مستقبل". أما وجهة النظر المتفائلة (بتفكيرها المتفائل) ستسمح لك بالنظر إلى الجانب المشرق من الموقف والعالم كله، وبالتالي ستعيد التفكير في المستقبل. والطاقة، سواء كانت سلبية أم إيجابية، تتبع التفكير. والحقيقة العلمية تؤكد على أن أفكارنا وسلوكياتنا تلعب دوراً كبيراً في خلق واقعنا.
وأمر آخر سيساعد كثيرا في تحسين المزاج وهو أن تكون لديك "نوايا" طيبة، وإذا لم تكن تمتلك مثل تلك النوايا؛ فعليك بامتلاكها بأي ثمن؛ وذلك يتأتى بالتدريب النفسي على امتلاك النوايا الطيبة. فعليك أن تعقد العزم على أن تغير من نفسك، وتتحول من مجرد أحد أفراد "النوع بشري" إلى "أنسان"، يرتدي عباءة الإنسانية بالرقي والتحضر والتخلص من "التعصب والعنصرية" (بذرة الأديان الخبيثة)؛ فتحب كل الناس (الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي)، وتعامل الكل على أساس من الحب والاحترام المتبادل.
واترك من ورائك الأفكار الشيطانية اللئيمة مثل: "دار الكُفر ودار الإيمان" و"لن ترضى عنك اليهود والنصارى" فهؤلاء لم يعد يهمهم دينك أو عرقك؛ بدليل أنهم سمحوا لك ببناء المساجد في ديارهم وتركوا لك حرية العبادة واقامة المشاعر، وتهاجر اليهم وتعيش بينم متخفيا أو في العلن وفي النهاية تقوم بعمليات ارهابية، أوصاك بها دينك المتلوِّن كالحرباء بتناقضاته التي تنطوي عليها نصوصه الزئبقية؛ قاتلا إياهم. المتحضرون يحبون الجميع لا يفرقون بين مسلم وهندوسي أو يهودي وبوذي؛ وانظر من حولك على "وثيقة حقوق الإنسان"؛ فهم من وضعوها. ولا يكرهنا منهم سوى من "أجبرناه على كراهيتنا" بأفعالنا البدوية الهمجية البائدة، فنحن أمة تستحق الكراهية بامتياز. وهذه بعض الأمثلة على "تدريب النفس"؛ لجعلها نفسية سوية. ولا ضير من أن نخلع عنا ثيابنا الصحراوية الخشنة ونتعلم شيئاً رقيقاً من الثقافات الأخرى. فلك أن تعلم بأن مُدربي "مدرسة الحياة" تعلموا من ممارسي "اليوجا" فكرة " نقاء النوايا". وتعني بالسنسكريتية "الإلهي في داخلي، يرى الإله فيك" أو "نحن نفس الشيء، فنحن واحد". وهي فكرة نابعة من الاعتقاد بأن الجميع وكل شيء متصل. فعندما نساعد الآخرين؛ فإننا بدورنا نساعد أنفسنا، وعندما نساعد أنفسنا، يتم مساعدة الآخرين في المقابل وهكذا. حتى تعتاد الاعتقاد في أن النوايا الإيجابية تظهر لنا أفضل طريق.
ولي في هذا الشأن بعضاً من الحِكم وأبيات الشعر، أسوقها لك، وستعرف لاحقاً مدى أهمية الاستعانة بمثل هذه الوسائل كحِكمٍ إنسانية؛ تساهم كثيرا في تحسين "المزاج الشخصي والجمعي العام". خاصة؛ إذا كنتَ من "الذواقة"، وإن لم تكن؛ فسيتعين عليك أن تكون.
تحت عنوان "مُحالٌ على المَحَك" أقول:

كُنْ ذلك الرَجُلَ الودود الوديعْ
الذي إذا رحَل؛
افتقدتْهُ الحياةُ
ونعاهُ الجميعْ.

ولتكن أهدافك في الحياة بناءة، ومن ضمن أحد أهم أهدافك هو أن تتخلص من "الاكتئاب"؛ فهذا هدفٌ بنَّاء، بل وهدفٌ نبيل من أجلك ومن أجل ذويك وكل من يحبونك. فنواياك هي من تُزاوِج بين قيمك وأفعالك؛ فزوِّج أنتَ، نواياك لأهدافك. ومتى ما باتت الوسيلة بين يديك؛ فكن على يقين من أن "الأهداف والنوايا" هما قوتان جبارتان/رائعتان لمساعدتك على خلق حياة ناجحة بشكل جنوني. ويمكن أن تفشل بعد أن تكون قد قمت بتحديد جميع أهدافك ونواياك؛ فتظن بأن هذا الأمر لن ينجح حتى في تحريك "إبرةً" من موضعها. لا تقلق فجميعنا أخفقنا في ذلك، لكن بإعادة المحاولة من وقت لآخر؛ حتما سيفلح (ثق في ذلك، عن تجربة).
واحرص على تجاهل الفشل بمنتهى البساطة؛ فقد يُعزى "الفشل في تحقيق الأهداف" إلى أحد الأسباب لا أكثر: "كعدم وضوح الصورة" فلا تعرف من أنت؟ أو ماذا تريد أن تكون؟ أو لا تعرف إلى أين تريد أن تذهب، وكيف؟ فغالباً ما يكون "تكوين رؤية لأنفسنا" هو الجزء الأصعب في الموضوع. فإذا كنت واقفاً في النقطة "س" ولا تستطيع رؤية النقطة "ص" على الإطلاق؛ فيتسرب إلى نفسك القلق والخوف والشعور بالانزعاج، وما إلى ذلك؛ وذلك أمرٌ طبيعي. دع عنك "القلق والانزعاج" واعتبر ذلك نوعاً من أنواع التدريب النفسي الشاق. وعندما تتمرس؛ لن تحتاج لاحقاً سوى أن "تخبر نفسك" ببعض أو بمزيد من الأشياء الإيجابية اللازمة لتغيير حياتك تلقائيًا؛ عندما يقتضي الأمر تغيراً.
ويمكن أن يعينك التخلص من المشاعر السيئة حيال ما حصل، في ألا تضعف أما مسئولية رسم مسار جديد أو "إعادة توجيه الهدف" واتخاذ الخطوة التالية. فحالما تبدأ في "التحرك" على طول المسار الذي يتماشى مع قيمك وأهدافك؛ ستصبح الرؤية أكثر وضوحاً؛ وستبدأ الصورة الكاملة في الكشف عن نفسها. تحتاج فقط إلى البدء واتخاذ القرار بالخطوة الأولى، حتى وإن كانت خطوةً خجلى. والوصول إلى الهدف النهائي لا يأتي من خطوة واحدة، مهما كبُرت أو عظُمت، إنما يتحقق بعدة خطوات تدريجية على التوالي. ومع توالي الخطوات تتضح لك الأمور شيئا فشيئا، حتى يتضح أمامك هدفك النهائي يتلألأ في عينيك فرحا بك كفرحك أنت به. فقط؛ تحرك. حتى وإن كنت لا تعرف – في هذه المرحلة- الاتجاه الذي يجب عليك أن تسلكه. لأنك حتما ستعرفه؛ فقط بقليلٍ من "التركيز" و"الدقة"، فالتركيز والدقة في حل المشكلة؛ يُشعرانك دوماً بأنك "تؤدي" وهذا وحده كفيلٌ بإذابة أعتى جبال الجليد، ويُسهِل من مثل هذه الأمور المحبطة (للغاية).
واعلم بأن "الوسائل والأهداف والنوايا" لها جميعاً من القواسم المشتركة؛ ما يجعلنا نضعهم مع بعضهم البعض في سلةٍ واحدة. فكلها تقوم بعملها الساحر في مجال نفوسنا المتعلقة برغبتنا في تحقيق النتيجة المرجوة. والفرق الرئيسي بينهم يتمثل فقط في "الإطار الزمني" حيث تعمل الوسائل على سحرها فيما عقدناه وبيتناه من عزمٍ؛ بات من الماضي. بينما تعمل النوايا على سحرها الآني (في الوقت الحاضر). في حين تعمل الأهداف على سحرها في المستقبل الآتي.
فعمل هذه القوى مع بعضها؛ يجعل منها "قوة عظمى" تُضَخِم من بعضها بعضا. فعندما نضع نوايانا، على الضفة الأخرى من طيف تحديد الهدف، بدون وسيلة ناجزة أو بدون رؤية واضحة، أو نتيجة مرجوة، غالبًا ما تكون نوايانا، في هذه الحالة، غير مقصودة بالمرة، ما يعني بأنها، في الغالب، فاقدة للوعي، ولن تقربنا مما نصبوا إليه أو نريد تحقيقه. ولا يصح أن نرمي بأحد الأشقاء الثلاثة بعيداً؛ ونتوقع الحصول على نتيجة.
فقط؛ استخدامها مجتمعة بشكل فعال وبشيء من المواءمة؛ ستصبح هي "قوتك العظمى"، بل ويمكن أن تُحيلك أنت شخصياً إلى "قوةٍ عظمى"، فهل تخيلت نفسك يوماً ما "قوة عظمى"؟ صدقني؛ عندما تصل إلى هذه الحالة؛ حالة اتساع "مجال قوتك" وأنت تحرث في الماء أو عبر "العقبات" والجبال الوعرة؛ وتدور في دوائر لا نهاية لها من البحث عن أفضل شيء قادم، أو أشياء مليئة بالأفكار البسيطة والعبقرية. وتنأى بنفسك عن أراضي "المصطلحات البراقة/الرنانة واللطيفة" للتنمية البشرية، وتأبى نفسك الاستعانة بـ "الخطط المطبوخة الجاهزة" والتي لا تصل بنا أبدًا إلى أي مكانٍ قريبٍ أو بعيد. يمكنك، عندها، أن تشعر بقدرة هائلة (حتى ولو بشكل افتراضي) على تحريك الأشياء بعقلك، أو بأنك تطير فوق الغيوم، حالة ستبدو معها وكأنك قد استفدت من قوة سحرية في هذا الكون اللانهائي البديع.
وإذا شعرتَ باليأس؛ فتخيل بأنك لن تخبر عقلك بهذا الشعور السلبي، فإن فعلت وأخبرته: فلن يمكنك التحكم في "هذا أو ذاك" ولن تجيد فعل "هذا أو ذاك"؛ وسينعكس كل ذلك عليك ويعززه الشعور السلبي المتنامي كالفطر السام بداخل نفسيتك المقهورة. وتذكر حكمة "نعيش بالأمل ونموت بالقنوط" للروائي الفرنسي الجنرال "ألكسندر دوما" صاحب "الكونت دي مونت كريستو" و"الفرسان الثلاثة"، أو حكمة الزعيم المصري مصطفى كامل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس". فقط؛ كرر المحاولة؛ وانفق فيها بعضاً من وقتك، حتى وإن كان ثميناً؛ فالأمر يستحق. ولي حكمة في هذا الأمر تقول: " دعنا ننتظر، فاستجلاء الحقيقة يستحق منا عناء الانتظار!". فالوسائل والأهداف والنوايا هي الطريق الصحيح لتبدأ من "هنا" وتصل بك إلى أبعد مدى "هناك". فلديها - مجتمعة- القدرة على تحقيق النجاح وتقريبك من أحلامك في الشفاء والتعافي. حالما يستعيد جسدك قدرته على ضخ "الدوبامين" الذي سيجعلك تشعر بالرضا والراحة والسعادة.
الخطوة الثانية هي: الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، وفي طليعتهم الأغبياء من حولك، واقضي المزيد والمزيد من الوقت مع الأشخاص الإيجابيين، وفي مقدمتهم المتفائلين والأذكياء. فالبحث عن صديق أو شريك يقبلني كما أنا. لهي بالخطوة المهمة في هذا البرنامج. وتجربة تدشين "علاقات داعمة" ومفيدة للطرفين؛ وقضاء المزيد من الوقت مع هؤلاء الداعمين الإيجابيين؛ سيكون له أثره الفارق على نفسيتك. والعمل - بالتوازي- على إزالة أي "علاقات سلبية" من حياتك. واحرص في علاقتك مع "الصحبة الإيجابية" على ارساء المحبة وإشاعة الأجواء المبهجة والانخراط معهم في الأنشطة الترفيهية الممتعة، سواء كانت أسبوعية أو شهرية (كلما قلت المدة كان ذلك أفضل). وفي هذا الصدد أنصحك بالبحث عن أصدقاء "بُدناء"! لا تستغرب، فهذه النوعية من الأصدقاء، في الأغلب الأعم، هي الأكثر عطفاً وعاطفةً وطيبة ومرحاً وخفة ظل وتناغم (عن تجارب عديدة).
والخطوة الثالثة: هي تحفيز نفسك دائمًا بألا تقول "لا أستطيع"، وأقنع عقلك دائمًا بأن كل شيء "في الإمكان"، ولن يساعدك على تحقيق ذلك؛ سوى إيمانك بنفسك وثقتك الكبيرة فيها. والخطوة الرابعة هي: كشف المناطق السلبية بداخلك والتصميم على تغييرها، والأخرى هي كتابة كل الأفكار الإيجابية ووضعها في أماكن يمكنك رؤيتها دائماً، واكتب كل الأفكار السلبية في ورقة ثم احرق تلك الورقة أو قُم بتمزيقها. وإذا آلامك أمر ما؛ وجربت كل الحيَّل دون جدوى؛ اهرع إلى الكتابة. فالكتابة هي المتنفس الهادئ الرتيب لكل نفسٍ أزعجها الفقر والجرب والجهل والتطرف والتخلف (فليس هناك أبشع من زلازِلِها؛ خاصة إذا اجتمعت في أمة؛ تراثها الفكري أُعجوبة). ولي في هذه التفصيلة المهمة تجربة؛ بُحتُ بها على "فيسبوكي" في اليوم التالي من وقوعها؛ عندما وجدتني لا أستطع السيطرة على نفسيتي الموجوعة بشدة؛ كتبتُ القصةَ الواقعية الآتية:

الواقع الانتحاري
(قصة من الواقع)

لم أستطع أن أكتب عن حادث انتحار مأساوي حدث أمامنا، كأسرة، البارحة صباح الخامس من أبريل 2020؛ وذلك لأنني لم أكن متماسكاً؛ لأكتب؛ ولم يغمض لي جفن من وقتها للآن؛ من فرط تعاطفي مع شابٍ، علمنا لاحقاً، بأنه كان يعاني الاكتئاب من سنين في العمارة التي انتقلنا إليها منذ الشهرين، ولم أكتب إلا بعد أن هدأتني زوجتي وأولادي نسبياً؛ بتحنانٍ تعودناه مع بعضنا البعض في مثل تلك المواقف الصعبة والحزينة؛ وكانوا خائفين على صحتي من أن يعاود الاكتئاب ويتسلل مرة أخرى إلى نفسي؛ بعدما تخلصت منه مؤخراً، بشِق الأنفس، ومن أنيابه التي كانت تنهشُ في نفسيتي بلا رحمة طيلة سنوات؛ وما كانت شروخي النفسية النازفة ومنها اكتئابي؛ إلا بسبب قرفي وغضبي من الأفكار الغبية والقناعات العبيطة بمحيطنا الثقافي وبيئتنا الفكرية المباركة، وحتى لا أُطيل عليكم؛ تتلخص القصة في الآتي:
بينما كنت في حجرة مكتبي بشقتي سمعت صوت "جعير" وأنين بجوار شقتنا بالدور الأرضي الساعة السادسة صباحاً؛ فهرعت وأنا أرتجف لأطمئن على أولادي؛ ظناً مني بأن هذا الصوت هو لأحد الأولاد، فوجدت البعض منهم قد خرج من حجرة نومه إلى الصالون؛ ليستعلم عن مصدر هذه الأصوات واستيقظ الجميع، وتتبعناها فوجدناها بمدخل العمارة لشابٍ مُلقى أمام درجات السلم مدرجا في دمائه؛ بعدما ألقى بنفسه من الدور الرابع، وبجواره أبيه الأستاذ بكلية الهندسة والذي يعاني هو الآخر من إعاقة في الكلام لا نعرف أسبابها، فخرجنا مسرعين مذعورين، فوجدناه يكابد سكرات الموت لمدة الربع ساعة تقريبا، بعدما اتصلنا بالنجدة والطوارئ ولم يصل أحد لنجدتنا إلا بعد فوات الأوان ولفظ هذا الشاب المسكين أنفاسه الأخيرة. ولا زلنا أسرى أحزان تعتصرنا بلا رحمة؛ بعدما عشتُ وعاشت معي أسرتي صدمة؛ أرانا لن نتعافى منها بسهولة حتى على المدى البعيد.
وما هالني؛ سوى تلك السِحن الجامدة التي مرت علينا ونحن وقوف بجانب جثة تطهرت لتوها من بشريتها، تاركة إياها بوحشتها ووحشيتها وبشاعتها لتلك الوجوه الخشبية الخشنة بأحاسيسها اللامبالية وهي تراقب من علٍ! ولما قال الدكتور (أحد الجيران): بأن هذا الشاب حاول أن ينتحر بالأمس؛ لأنه انقطع عن علاجاته؛ فقلت متأسياً: " طب كان المفروض أن يُنقل للمستشفى منذ الأمس؛ بدلا من أن تتركوه لعذاباته القاسية تلك" على اعتبار أن هذا هو التصرف العقلاني والإنساني الواجب اتخاذه في مثل هذه الحالات المرضية الخطيرة. ففي الدول المتحضرة كم من أنفسٍ شبيهة تَمّ إنقاذها من براثن الموت في الوقت المناسب؛ فرد الضابط والأستاذ الجامعي وهم ينهروني؛ وكأني برأيي هذا قد كفرت بالفردوس الأعلى ونعيمه، قائلين بأعصابٍ باردة وأحاسيس متبلدة إن لم تكن ميتَة وبنبراتٍ لا تخلوا من الإرهاب الفكري الأشد إيلاما من كل أشكال الإرهاب المادي الأخرى: "انت بتتكلِم في إيه؟ الراجل مات خلاص، ودا قدره، انت بتتكلم في ماضي"؛ فدخلت وأنا في قمة الغضب من قدريةٍ مُحْكَمة الحبْك والغلْق والانغلاق، قدرية حكمت عقولا جمعية غبية خانقة على هذا النحو الخانق، فأرضختنا طائعين لتصوراتٍ استسلامية انهزامية بلهاء لا فكاك منها؛ طالما أننا معتقدون بأن كل شيء يحصل لنا هو قدرٌ محتومٌ؛ يوجب معه كل هذا "الإذعان الغبي" والرضا بكل ما يحصل من أحداث دون أي تدخُل منا، أو حتى محاولة التفكير والتوجيه، لنبرهن للمنطق بأن أدمغتنا ما هي إلا ملاجئ ظلامية عششت فيها الخرافة وترعرع بها الجهل!
فالمعروف أن لكل مشكلة تحصل أسبابها التي يمكن التنبؤ بها؛ بالضبط كقدرة خبراء الأرصاد على التنبؤ بأحوال الطقس، وهذا ما يُميز الإنسان الذكي عن أي كائن آخر غبي؛ فيحتاط ليمنع وقوع المشكلة، أو التخفيف من آثارها إذا حدث ووقعت، أما عندنا، فبدلاً من البحث في الأسباب المُسببة للمشكلة؛ تجدنا نسارع في تعليقها على شماعة القدرية! ومثل هذه القدرية، ذات الدائرة الجُهنمية محكمة الغلق، لا تمنحنا أي فرصة أو أي مجال للاعتراض أو حتى التفكير في طبيعة الأمور التي لها نتائجها المرتبطة بأسبابها الطبيعية؛ وفقاً لمبدأ السببية العلمية؛ كما تفعل بقية الأمم التي انعتقت من مثل هذه الأفكار المتخلفة وانطلقت بمنتهى العقلانية الآخذة بالأسباب؛ فتقدمَت واحتلت مراتب إنسانية مرموقة؛ ارتقت من خلالها، مثلا؛ بالرعاية الصحية، التي أطالت الكثير من أعمار مثل هذه الأنفس والأرواح الحائرة.
وتملّكني هذا الشعور الأوحد: بأن كل هذه الأُمة المتخلفة قد اجتمعت على أن يدفنوا هذا الشاب البائس حيَّا! وما كان مني إلا أن تمتمتُ مع نفسي (خشية أن يقتلني الرعاع بتهمة الزندقة) وأنا أدخل شقتي قائلاً: فلتحيا القدرية القادرة على أن تحل كل مشاكلنا وتُحيي موتانا. انتهى
وبعد أن تنفست بالكتابة؛ حاولت أن "أخلع نفسي السوية من نفسي المكتئبة" لكن دون جدوى؛ عاد وتسرب إليَّ الاكتئاب مرة أخرى، فشرعتُ في تطبيق "برنامجي" الذي تمرست عليه، واستفاقتُ ليومين جيدين فقط، ثم عاد كل شيء إلى ما كان عليه، لكنني قررت بأنني لن أتركه – هذه المرة- ليفوز. وأقصد به (رأسي، الذي بات، بأفكاره السلبية الموحشة، غريباً عني). مع العلم بأن رأسي ليس هو الغريب – في حقيقة الأمر- إنما هو محيطي الغبي!
وحاولت العودة مرة أخرى بتطبيق برنامجي الذي عودني على أن "أخلع نفسي الطبيعية من نفسي المضطربة". وعاودت الكتابة مع تطبيق بعض الخطوات الروتينية المرافقة. وكان لِمَ كتبتُ هذه المرة وقع السحر في نفسي، ولا أدري؛ هل لأنني لمزتُ القَدرَ الخانق بنبرة تحدي؟ يمكنكم استكشاف ذلك في الآتي:

رسائل دامية
(عَشر رسائل خُطَّت بالدماء، وخُطَّت الحادية عشر بأحبار الخِزي والعار)

تعريف وجداني للانتحار
الانتحار؛ هجرٌ انتقاميّ للمقربين؛ يُلحِق بهم العار!
************

التحذير الانتحاري
كم مرةٍ أشهَر الاكتئابُ المتَوَّجُ في وجوهِنا كروتَ التحذيرِ بتقلُباتِه المِزاجية الدرامية الممزوجة بالألم والغضب؛ ونحن لا نفهم؟!
************

رسالة المُنتحِر لذويه
"أردتُ بموتي ألا أموت أكثر من مرة!"
************

رسالة المُنتحِر للمُزايدين الجُهلاء
الانتحار ليس بالعقاب الذاتي بقدر ما هو تعذيبٌ للآخرين لو يفقهون!
************

رسالة المُنتحِر للقائمين على مراسم الدفن
ثكِلتْكُم دمعاتكم، لا تُغسلوني؛
فتُدنسوني بأصولِ فقهكم،
ولعِلمكم وهْمكم غِسْليني!
************

رسالة المُنتحِر لخبراء علم النفس الإكلينيكيين
أنهيتُ حياتي بيدي؛ لأطهِرَ نفسي من أناتها بمعاناتها؛ ليس إلا!
************

رسالة المُنتحِر للمجتمع المتخلف
أنتم من مزقتموني؛ فنازعتني نفسي بين أن أقتل نفسي، أو أخطط لقتل كل الأغبياء من حولي؛ فوجدتُ الشجاعة والنُبل والإيثار في قتل نفسي، لذا؛ لن تفهموا أبداً دافع رحيلي الملهم؛ تاركاً لكم الأسوأ من ورائي!
************

رسالة المُنتحِر إلى المصير
لا تأسَى أو تتردد؛ فرغبتي مسكونة برائحة النفور والموت!
************

رسالة المُنتحِر إلى الرثاء
يا من راودته عبثيته، على مرأى من ظلالها، بالرزيلة.
كَفْكِف دموعك الرِبويّة البَريَة،
وصُراخك الرَخص
وسلوانك البخس
فلا عزاء اليومَ
حتى للمروءةِ والفضيلة!
************

رسالة المُنتحِر إلى السماء
لو كنتي تسمعين؛ اشهدي بأنني شهيدي؛ وأنا من صنعتُ موتي بيدي؛ لو تعلمين!
************

رسالتي إلى كل المنتحرين
يا أحرار الأرض؛ أُصَدِّقكم أيها الأطهار، فأنتم السادة ونحن العبيد؛ لأنكم صَدقْتُم بكل ما فعلتم؛ يا أرباب الكلام الأقل، وكلنا متهمون؛ لأننا لم نهتم بما فيه الكفاية!
************
وبعدما انتهيتُ؛ استفقتُ تماماً وعدتُ معافى منتعشاً، أضحك وأمزح وأتسامر وأتناقش وأتحاور وأحاضِر وأتابع بحثي العلمي... الخ.
والخطوة الخامسة هي: عليك الالتزام ببرنامج للتغذية الصحية، مانحاً جسدك أفضل العناصر الغذائية، ولا مانع من تناول مكمل غذائي أو بعض الفيتامينات يوميا، ويُفضل أن تتناول 3 وجبات مغذية يوميا؛ كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا. ويُفضل أن تُقبل على تناول الأطعمة المحلية والمزروعة عضوياً، إن أمكن، واحذف من وجباتك عنصر أو عنصرين من عناصر "قائمة البقالة"، قدر الإمكان، واستبدالهما بمواد غذائية عضوية. فالنظام الغذائي السليم يعني إمكانية الحصول على جسم قوي وصحي خالٍ من (المرض والألم والتوتر وما إلى ذلك) وتجنب تماً تعاطي أي مواد من شأنها أن تضر وتجهد جسدك.
والخطوة السادسة هي: ممارسه الرياضة، يضمن اتباع برنامج للياقة البدنية 3-5 مرات في الأسبوع؛ أن يصبح جسمك أكثر تناغما وأكثر قوة وحيوية؛ فضلا عن اكتسابك لعنصر المرونة اللازم لأداء المهام البدنية والحركية بسهولة. ويسهل على الجميع في هذه الأيام الحصول على تدريب قوي للجسم. وإن اعتادت على القيام بمثل هذه الممارسات البدنية لمدة 30 دقيقة 3 مرات أسبوعيا؛ سوف تحيا نمطا حياتيا نشطا من الناحية البدنية، حتى ولو مارست فقط رياضة المشي الخفيفة في الخارج يومياً. سيحافظ ذلك على وزنك ولياقتك البدنية. فتمتعك بمظهر رائع؛ سينعكس على معنوياتك بالإيجاب؛ ويمنحك شعورا رائعا يتخللك من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل.
والخطوة السابعة هي: ادارة الاجهاد، أن أكون قادراً على التعامل مع الإجهاد وإدارته بسهولة وتحديد السبب الجذري للإجهاد والضغوطات التي تنتابني من وقتٍ لآخر؛ لهو بالأمر المميز. ويفضل بأن تتمكن من إدارته والتعامل معه عند نشوئه؛ حتى تنعم بالشعور بالهدوء والتركيز. وننصح هنا بممارسة عادة "التأمل الموجه" لمدة 10 دقائق كل صباح. وسوف تشعر هنا بالفارق الذي سيساعدك على ترتيب أولوياتك، من خلال القيام بالحفاظ على الجدول الزمني للتوازن بين العمل وبقية الأنشطة الحياتية على مدار أسبوع.
ويأتي على رأس أولوياتك: تخصيص وقتا لنفسك ولعائلتك وأصدقائك. وذلك سوف يساعدك على التحكم في قلقك عندما تكون في مواقف مرهقة أو حرجة. كما يمكنك من خلال علم النفس أن تتعلم "استراتيجيات إدارة القلق" كما "استراتيجيات إدارة الغضب" وكلها استراتيجيات تساعد على كيفية التعامل مع هذا الضغط النفسي أو ذاك، وتمنحك دينامية في التعامل مع المواقف الصعبة والعصيبة. والتي يمكن أن تمر بسهولة عندما تستخدم "استراتيجيات التكيف" تلك. والخطوة الثامنة هي: الثروة والمال، أن يكون لديك ما يكفي من الموارد المالية الكافية والآمنة، والتي تسهل لك من حرية الحركة. سيكون ذلك، بلا شك؛ أمراً في غاية العظمة والروعة. وابذل قصارى جهدك في وضع الخطط التي تحقق لك الموارد المالية للعيش بحرية وكرامة؛ وتجعل كل شيء في متناول يدك. أنا دائماً أقول لشريكي: صاحب "الفكة" تُصاحبكَ، أقصد المال. ومعنى أن تكون علاقتك صحية بالمال، وتتعلم المهارات اللازمة لإزالة المعتقدات المقيدة لكسب المال؛ لا شك في أن ذلك سيدعمك، فالمال شكل من أشكال الطاقة؛ اسمح لها بالتدفق بحرية في حياتك. الثروة والوفرة في حياتك، أنت المسئول الأول والأخير عن خلقها وتدبير شئونها، وذلك من خلال عمل "ميزانية واقعية" تتمسك بها وتلتزم، حتى تتيح لك الأشياء التي تريدها بسهولة، وتُحسِن كثيرا من المزاج الشخصي في الحياة بأسرها. الخطوة التاسعة هي: أنت والعمل أو الوظيفة، إذا كان لديك وظيفة أو مهنة تحبها وتستمتع بها وتدعمك أيضاً؛ فهذا شيء طيب؛ يساعد على الاستقرار النفسي. وإذا لم يكن لديك عملاً يدر عليك مالا؛ فعليك البحث بشكل جاد ونشط لإيجاد وظيفة تتوافق مع تخصصك أو مؤهلاتك. في محاولة منك لأن تستفيد بشكل جيد من مهاراتك وتتماشى مع ما تصبو إلى تحقيقه من مستوى معيشي جيد من الناحية المالية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ تسمح لك بالنمو والاستمرار في التدريب والتعلم لاكتساب مهارات إبداعية جديدة أو معارف أرقى؛ تصقل مواهبك وترتقي بمكانتك في مجال عملك. وإذا كنتً غير مرتاح في عملك؛ ابحث عن عمل آخر يعيد ترتيب أهدافك ويتماشى مع قيمك وتجد فيه معنًى لنفسك. أو انخرط في مشروعات ذات مغزى وجدوى من الناحيتين المالية والمعنوية.
الخطوة العاشرة هي: الترفيه واللعب، أثبتت تجارب “الأنشطة الترفيهية المرحة" لمرةٍ أو مرتين في الأسبوع؛ جدواها في تحسين المزاج الشخصي والعام. وحبذا لو كانت مصحوبة، في بعضها، بالمغامرة مع الأصدقاء والأحبة؛ يمكن أن تعزز الإبداع بداخلك، وتساعد كثيرا في الخروج بك من حالة الرتابة والنمطية، التي يمكن أن تتسبب في تراكم رواسب نفسية شاردة ضارة بالمزاج الشخصي والصحة العامة. وابق نشيطا دائما، من خلال اشتراكك في رياضة أو هواية، أو انضم إلى فريق رياضي محلي أو مجموعة مجتمع محلي من أجل هواية تستمتع بها تجتمع من أجلها بأحد الأندية الرياضية مرة أو مرتين في الأسبوع. واحرص على أن تسافر إلى أماكن جديدة وأخرى تحب أن ترتادها ولو لمرة واحدة، على الأقل، في العام.
حادي عشر: الرعاية الصحية، البقاء بصحة جيدة من النواحي الجسدية والعقلية، هو أمرً ضروري وجيد للصحة النفسية. قم بجدولة الأنشطة التي تتحدى جسدك وذهنك. وخصص جزءً من مدخلاتك المالية لتغطية تكلفة الرعاية الصحية الدورية والآمنة عند اللزوم.
وادعم تدابير الرعاية الصحية الوقائية لتقييم حالتك الصحية الحالية، وتحديد الحالات التي يمكنك إجراء بعض الفحوصات أو التغييرات البسيطة لتحسينها والحفاظ عليها والوقاية من الأمراض السارية إن وجدت.
ثاني عشر: علاقتك بالبيئة والمجتمع، احرص على قضاء بعض الوقت في الخلاء، فالخروج للاندماج مع الطبيعة بشكل يومي، حتى ولو كان بغرض المشي لمدة ربع الساعة فقط؛ هامٌ بالنسبة للمضغوطين نفسيا. وستجد السلوى في مساعدة الآخرين من المرضى وكبار السن بالمجتمع الذي تعيش فيه، ممن لا يستطيعون مساعدة أنفسهم في البحث عن نزهة ترفع من معنوياتهم؛ فذلك يُشعِركَ بروح العطاء المجتمعي.
كما أن الانخراط في الحفاظ على نظافة مجتمعك عبر منظمة محلية تسمح لك بالمساعدة في الحفاظ على نظافة المجتمع من خلال التطوع ببعض وقتك سيشعرك بأنك عضو فاعل ولديك القدرة على إعادة تدوير نفايات بيتك وبيوت الآخرين، ويمكن من خلال هذه العملية أن تعثر على أشياء أو منتجات تستخدم بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري يمكن استبدالها أو تبادلها مع الآخرين وكل ذلك مهم للمنفعة العامة والشخصية ولبيئة مستدامة.
ثالث عشر: الثقة بالنفس واحترام الذات، كن مصدر إلهامٍ للآخرين؛ يقبلون ما تعظ به. مارس آلية "قبول الذات" ذاتك كما هي، وابتعد عن أي أحاديث سلبية تقلل من شأنك وذاتك. وأستخدم دائما التأكيدات الإيجابية لتعزيز "حب الذات" وقبولها. أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين، وانفتح على الباحثين عن الخبرات والأنشطة المليئة بالأعمال الإيجابية. سيساعونك في تحقيق ذاتك. وافرج عن "العقلية السلبية" الموروثة من معتقدات مقيدة ومكبلة للذات. تنفيذ ممارسة التأمل أو "الرياضة الذهنية" اليومية، التي تركز على تطوير عقلية إيجابية من خلال التأمل اليومي في ظواهر الأمور وباطنها، والدوام على ممارسة "التمارين الذهنية" كل ذلك يجعلك تشعر بمزيد من الإيجابية والقدرة على أن ترى الجمال في نفسك وفي الآخرين.
رابع عشر: قيمك الشخصية وقيم تثمين الحياة وضرورة فهم مغزاها، قدرتك على التعبير عن حقيقية نفسك، والعيش بشكل سوي ومنفتح؛ مرتبط بمدى قدرتك على تطوير ممارسة الاستماع إلى ضميرك "دليلك الداخلي" الشجاع والحكيم؛ وذلك عن طريق مسائلة نفسك أول بأول عما يجب أن تفعل من أجلك ومن أجل عائلتك والآخرين. وامنح عواطفك فرصة التعبير بشغف عن فرحك لنفسك وذويك وللآخرين في السراء، ومواساتك لهم في الضراء.
الخطوة الأخيرة: وهي ما اصطلحوا على تسميتها بـ "الجوانب الروحانية"، يحقُ لي كعلماني أو يساري أو ليبرالي أو غيره أن أنتقد الأديان؛ لشرورها المستطيرة؛ وللتنفيس عن غضبي منها ومن رموزها الأدعياء والدجالين، خاصة؛ بعد أن عرفت حقيقتها. لكنني أنصح في الوقت عينه بعدم مهاجمتها بشراسةٍ بغرض هدمها. على الأقل في ظروفنا الحالية، لأنه قد تبين لي، من خلال دراساتي المتعمقة/الواسعة، إن للأديان دورها في الحفاظ على سلامة واستقرار المجتمعات، خاصة؛ إذا كانت مجتمعاتٍ مثل مجتمعاتنا شديدة التخلف، وليته تخلف في كل المناحي وفقط؛ إنما المشكلة بجانب هذا التخلف المزمن توجد مشكلة أفدح وأفضح وهي "مشكلة العقلية"، فبجانب غبائها الفطري، تتجذر فيها الخرافة بشكل موحش، ويصعب بل يستحيل تطهيرها من هذه الأوهام. فلو سقطت الأديان منا ونحن في الطريق؛ ضاعت هذه المجتمعات. فأكثر أفرادها همج لا يرعوي الشخص منهم أن يفعل أي شيء وبمنتهى البربرية والتوحش. ولا تتعجل هدم الأديان، فأنا على قناعة بأن كل "الأديان تحمل في أحشائها بذور فنائها" فهي حتماً إلى زوال. آجل أو عاجل؛ لخرافيتها وعدم منطقيتها وتناقضاتها التي وقفنا على أسبابها ودواعيها. فلنتكاتف ونجعلها "آجل" بدلاً من "عاجل". على أمل أن تكون التركيبة السكانية أو النوعية السكانية لمجتمعاتنا، قد تغيرت، وأتت أجيال أكثر وعيا، ولو نسبيا، وأصابها وابل الحداثة والتنوير، وهو آتٍ لا محالة. فإن كانت الأديان هي السبب الرئيسي في تخلف المنطقة وهي الداءُ؛ فهي، وللأسف الشديد، الدواءُ.
فلندع العامة والبسطاء والدهماء منهم لإيمانهم وخشيتهم ( تلك الجوهرة الدينية)، توجههم باتجاه "الحب العنصري في الله". وتهديهم إلى نور السراط المستقيم ويقومون بتوزيع نورانيتهم على الآخرين من أمثالهم. ويرقصوا في صوفيتهم رقصاتهم المقدسة التي ورثوها من أسلافهم أصحاب "الديانات الشامانية"؛ فتوحدهم على قلب رجل واحد؛ وينعم المجتمع بهدوئه. فهم الأغلبية الساحقة، ونحن الأقلية النادرة؛ فإن نبذونا؛ فنحن أقلية لن تؤثر كثيرا في مصائر مثل هذه المجتمعات المهترئة. ودعهم يتهدجون لإلهم الصامت للأبد، ويتواصلون مع الروح القدس في ممارسة روحية يومية تساعدهم على التخلص ولو بالقليل من عنفوانهم وشرورهم. أما "المسلمين منهم على حق"، وأقصد بهم شيوخ وقادة "الجماعات الإرهابية"، الأكثر تفعيلاً للفروض الإسلامية؛ فالمجتمع الدولي كفيلٌ بهم.
وأخيرًا وليس آخرًا؛ حاول تذكير نفسك دائما بالمقولة القديمة: "إذا كان هناك نصف كوب فارغ؛ فيكفيك أن ترى الكوبَ نصف ممتلئ؛ وذاك "تفكير إيجابيّ".
وإذا فشلت في الاختبار، أكرر؛ فلا ترى هذا على أنه فشلا؛ بل اعتبره درسا، كأي درس من دروس الحياة؛ لأنك بالحتم قد تعلمت شيئا من هذا الذي حصل. ولا تنسى دائما التفكير الايجابي هو: مفتاح "السعادة والنجاح".



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال كان محط خلاف
- أسلافنا البدائيين كانوا على دين الدُهاةِ منهم
- الميكروبيولوجي بلا تهويل أو تهوين
- سطوة هرمون
- -مشروع تثقيفي- لتطهير الذهنية البرلمانية
- الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن
- مختبرات في حياتي
- عندنا المخطِطون مُحَنطون
- -الكامات- تحكم الأرض
- أنا والأنا
- تأملاتٌ فكرية حيرى بين التقدمية والرجعية
- تعرف على طبيعة فِكرك
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - برنامج -اخلع نفسك من نفسك- (تجربتي الشخصية في الانعتاق من براثن الاكتئاب وأنيابه)