أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل النجار - مصر بإسلامييها إلى أين؟















المزيد.....

مصر بإسلامييها إلى أين؟


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 02:10
المحور: كتابات ساخرة
    


"العام ستمائة وأربعون"
لولاهُ؛ لكانت مِصر الآن في مصافِ دولٍ ككوريا الجنوبية على أقل تقدير.

عبارةٌ قلتها في نقاشٍ مع بعض الإسلامين الذين بمجرد أن يتعرفوا على تخصصي الدقيق؛ إلا ويسارعوا بربطه بآيات من القرآن. ولأني قتلت كل اللاهوت وعلم الكلام بحثاً؛ وأعرف الحقيقة الناصعة؛ لم يعد عندي قدرة على تحمل مثل هذه الترهات والأوهام والتهيؤات التي تستقطبنا ونغرق فيها حتى النخاع. فأزوغ منهم وأهرب من النقاش بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة؛ لأنني أعرف سلفاً بأن النقاش في الأمور الدينية لا يفضي إلى أي نتيجة وسيأخذنا في متاهة لن نخرج منها سالمين، لكنهم في المقابل يصرون على إسماعي كلاماً أنا أراه خاطئاً وينطوي على مغالطات ومبني على التلفيق والتضليل والتدليس والتلبيس، ولأنني أعرف مسبقاً أيضاً بأنني إذا تجاوبت معهم في الحوار وقلت لهم الحقيقة المنطقية المطلقة؛ سينكرون أو يبررون أو يغضبون ويثورون كالأطفال. وكان عامي هذا – ولحظي العاثر- مليئاً بهذه الأشكال، وكان أخرهم أمس؛ حين عدتُ إلى شقتي وسارعت في كتابة مقال "ما الوقت؟"؛ لعلةٍ جدلية مع بعضهم ممن تخصصوا في "الميكانيكا والجيولوجيا".
والقصة تبدأ عندما عثرتُ وأنا أتجول في الشبكة العنكبوتية الرائعة (النِتْ) على مقطع فيديو يعرض لظاهرة النوافير الرملية الطبيعية في شبه جزيرة العرب، فقمتُ بسياحة خلال المواقع ذات الصلة؛ عللي أعثر على تفسير علمي لهذه الظاهرة من قِبَل أساتذة علوم الأراضي (التي أنتسبُ إليها) وعلى رأسها الجيولوجيا؛ فلم أعثر على أي تفسير علمي للآن؛ سوى التعليقات الدينية – كما هي عادتنا- مُرفقة بعبارات التسبيح والتكبير، بل وإرفاقها بتلاوات قرآنية أناء الليل وأطراف النهار، لا علاقة لها - من قريب أو بعيد- بالظاهرة، كما هو الحال في "نافورة الإحساء"، والاكتفاء بتوثيقنا لها على أنها مُعجزة إلاهية، رغم أن العلم الحديث أثبت بما لا يدع مجالا للشك ارتباط الإيمان بالمعجزات بالعقول البدائية المتخلفة.
وفي مقابلات مماثلة أصر أساتذة في الجهاز الهضمي والبساتين، ممن حصلوا على درجاتهم العلمية الرفيعة من أوروبا وأمريكا، على أن كتابنا المقدس يحتوي على كل النظريات العلمية التي سرقها منا الغرب الكافر بعلمائه من أمثال "ماكس بلانك" و"آينشتاين" و"شرودينجر"... الخ. وعندما سألتهم – ردا على هذا الجِنان- " طب لما كتابنا فيه كل هذه النظريات العلمية الخطيرة؛ لماذا لم يستخدمها علمائنا وأئمتنا وعلى رأسهم نبينا ورسولنا صاحب هذا الكتاب وأخذوا بأيادي هذه الأمة وأخرجوها من هذا العار والتخلف إلى المدنية والرقي والتقدم التقني الذي تقدم به الغرب؟!!!" "أنا شخصياً كنت ها ابقى أسعد إنسان في الدنيا؛ لأن حال أمتنا هو وجيعتي وجرحي دائم النزف، يعني ما كانش حد فينا ها يكره إن تراثه يكون بالحلاوة دي" .. يا جماعة الخير " اللي أنا مقتنع بيه هو: ان لو الغرب، مثلاً؛ طبق عنده "الفكر الإسلامي" - كفكر- وتقدم به وحقق هذه الطفرة الصناعية والاجتماعية والعسكرية والسياسية والنفسية؛ ها يكون حُكمي وحكم كل العاقلين على "الفكر الاسلامي" بأنه أعظم فكر والعكس صحيح "، ولو أننا في هذا الشرق الأوسخ، مثلاً؛ طبقنا عندنا "الفكر الليبرالي" - كفكر- وتخلفنا به ولم نحقق نفس الطفرة؛ ها يكون حكمي وحكم كل العاقلين على "الفكر الليبرالي" بأنه "أوسخ" فكر والعكس صحيح! "؛ أليس هذا بمنطق؟!!! وكان ردهم عليَّ انهم - كالعادة- راغوا وزاغوا بردود وذرائع وتبريرات عرجاء مثلهم، ليس هذا فحسب؛ بل غضبوا جدا مني ومن منطقي وصنَّفوني وقاطعني بعضهم!
ومنذ وقتٍ ليس بالبعيد، تقابلت صدفة مع أحد أساتذة الجيولوجيا المرموقين من ذوي الأصول والتوجهات الإسلامية، في باحة الكلية التي أُحاضِرُ بها، وبرفقتي زميلة، أقل ما توصف به أنها سيدة راقية لطيفة cute lady، وكانت في طريقها للالتقاء مع باباها سعادة المستشار، الذي كان ينتظرها بالخارج؛ ما يعني بأننا كنا في عَجلةٍ من أمْرِنا، وما أن ألقينا التحية على أستاذ الجيولوجيا ذاك؛ إلا واستوقفنا وبادر إلى التعرف على رفيقتي سعادة الدكتورة، وما أن عرِف بأنها متخصصة في اللغة الإنجليزية؛ فراح يُمطرها بأسئلة عن الترجمة اللغوية لبعض آيات الإعجاز العلمي للقرآن، وهي لا علاقة لها بمثل هذه "المُهاترات" ويحاول - تدليساً- أن يُسبغ الآيات بالعِلم، وفَرَض نفسه وفكره علينا دون أدنى استئذان، ولم أشأ التدخل في البداية؛ لعلمي بأن النقاش في مثل هذه الموضوعات العبيطة" لا يُفضي إلى شيء ولا يُثمن أو يُغني من جوع، لكن لما رأيته " يُهرتِل" بمعلومات فلكية وجيولوجية خاطئة؛ تَدخلتُ مُصوباً بمنتهى اللُطفِ؛ فعزَّ عليه الأمر – خاصة وأنه القرآني- فراح يُهاجمني لدرجة أنه أساء الأدب في حقي؛ وقال بنفس اللفظ: " دا احنا على كدة لازم نِقفل كلية التربية" فقلتُ له: لا يا سعادة الدكتور أنا لا أقبل بهذا الكلام، لو سمحت اسحب كلامك؛ فقال مُسوِّفاً – كما هي عاداتهم القميئة - مُخاطبا الدكتورة: " شوفي أخد الكلام على نفسه" فعرفت بأنه لن يرعوي وسيزيد من "قلة أدبه"، وهو الجاهل بقُدراتي العلمية والفكرية، فهو لا يدري بأنني قد أحطتُ علما باللاهوت وبما ينعتوه بعلم الكلام، وهو أبعد ما يكون عن العلم، ولا يعلم كذلك بأنني أحطتُ بعلم الجيولوجيا (تخصصه) لمستوى درجة الدكتوراه؛ فالتزمتُ رباط الجأش، احتراماً للبرينسية الموجودة معنا؛ رغم أن مرارتي لم تعد تحتمل هذه الزُمرة الجاهلة، وحاولت أن أُنهي هذا الحوار السُفسطائي، خاصة وأن سعادة المستشار ينتظر كريمته الدكتورة بالخارج، لكن هذا الأستاذ أصر على أن يواصل "رغيُه وهرتَلتُه" وأنا أردُ عليه مُصوِباً باقتضابٍ وأدب؛ فيتجاهل بــ "قِلة ذوق وجَلْيَطة" معهودة في بني جنسه.
المهم، لاطَفْتُه وانصرفنا، وكان خطأي الوحيد كان في حق الكلاب حين علّقتُ ونحن في طريقنا للانصراف، بعبارة واحدة: " آه يا ولاد الكلب يا مجانين" وأستميحكم عُذراً في بعض الألفاظ غير اللائقة، لكن أقسم لكم بأننا نحن المُستنيرين قد فاض بنا وطفح الكيل من هؤلاء الإسلامين المتخلفين، الذين ساهموا بالقدر الأكبر في تخلف هذا الوطن، وأنا على يقين من أن الدكتورة التي حضرت الموقف، ستُعَلِق على المنشور – إذا قرأَته- بأنها تشهد على صدق ما أقول، كما نقلته لكم بمنتهى الأمانة والشفافية. والمعروف بأن أساتذة الجامعات في كل البلدان المتقدمة هي رأس المجتمع، وهي بمُفكِريها من تأخذ بأيادي شعوبها إلى الأمام، وهؤلاء الماضويين يأخذوننا من نواصينا - بسيف الدين- إلى الخلف المتخلف. وحتى لا أُطيلَ عليكم؛ رجعت إلى مراجعي العلمية الأوروبية الحديثة، ففي مرحلتي العُمرية الأخيرة اعتمد فقط على المصادر الأجنبية، ولا أعتمد ولا أثق بأي مصدر أعرابي مهما بلغت مصداقيته، وقمتُ بتحميلها على " فلاشة" وأعطيته إياها قائلا له: وهو في طريقه لصلاة العصر، تفضل سعادة "البروف" هذه هدية بسيطة، لكنها عظيمة القيمة، ولن أُعاتبكُم على هذيانكم وإهانتكم لي، لأنكم قد أخطأتم - بجهلكم- في حق هذا المجتمع واستبحتموه من قبلي، ومع الوثائق الفلكية والجيولوجية المُعطاة بالفلاشة ذاك المقطع الخاص بالنافورة الرملية، وطلبتُ منه تفسيراً علمياً لها، بما أنها ضمن تخصصكم الجليل، وانصرَفت.
وفي المساء وأنا عائد من قضاء بعض مصالحي، تعثرت قدماي به على البوابة، فاستوقفني، عندها ظننتُ بأنه سيعتذر عن خطأه في حقي؛ وخاب ظني، وراح يرغي مدافعاً عن أمور الإعجاز العلمي للقرآن المهوس به حد الجنون؛ فقاطعته قائلاً: " يا دكتور القرآن كتاب إعلام لا عِلم، فعوالم القرآن ومعه كل الكتب المقدسة، كلها عوالم غيبية كالآلهة والجنة والنار والكرسي والعرش والملائكة والشياطين والجن... الخ، وكلها كيانات لا يمكن رؤيتها أو إدراكها بأي حاسة من حواسنا، بل يستحيل رصدها أو قياسها بوسائلنا العلمية فائقة التطور، وكلها في حُكم المجهول، فكيف تُزَيْفونَ الحقائق وتَلْوونَ ذِراع المنطق ورقبة اليقين؛ وتجعلوا من المجهولِ معلوماً، أي من العِلم، ولم ولن نعلم بها أبداً؟ وذلك على عكس الموضوعات العلمية التي لها أَدِلَتِها وآثارها وحفرياتها وشواهِدها؛ وعليه؛ لا حيلة لنا الآن في تتبعنا لموضوعات الغيب الماورائية هذه؛ سوى الإيمان بلا عقلٍ أو منطق!
ومحتوى القرآن – بعيدا عن النقد والتجريح- عبارة عن موضوعات مُتفرقة بسوره وهي: القَصص الديني أولاً، وثانياً: العبادات والمُعاملات، وثالثاً: قصة الخلق التي دحضها العِلم، ورابعاً: التحريض على القتل والاقتتال تحت راية الجهاد، وخامساً: حياة محمد في علاقته بزوجاته الأكثر من عشرة وما مالكت يمينه من الأيامى وخلافاته مع من حوله من ناحية، وعلاقته بالله وبالمؤمنين من ناحيةٍ أخرى، وسادساً: التمييز بين البشر (دار الكُفر ودار الإيمان) وصب اللعنات على الكفار والمشركين والإكثار من الدعاء وذِكر صفات الله السميع العليم والشكور الصبور والرحمن الغفور... الخ. ومكتوب بأسلوبٍ أدبي تحيطه الألوان البلاغية البديعة والمشوقة والجذابة والمحببة إلى النفس من سجعٍ وسجعٍ فسجعٍ وجناس وبعضاً من الاستعارات والمجازات وتشبيهاتها. فأين العِلمية في مثل تلك الموضوعات؟ فدَعوا القرآن بمرقدِه، لأنه أبعد ما يكون عن العِلمية والعَلمانية التي تَشتهونها سِراً وتمقتونها جهاراً. أم تُرانا لا نقرأ؟ لا، فنحن نقرأ ونفهم ما نقرأ؛ لأننا نُفكر ونتأمل وندرُس ونبحث بمنهجية التقصي الواعية، ونمتلك أدواتنا السحرية في التمحيص؛ بُغية الوقوف على حقيقة الأمور، ولدينا قُدرات هائلة في الربط والمقارنة والتحليل والتفسير... الخ. فيا دُعاة الخُرافة والجهالة والكرب وأرباب التلبيس والتدليس والتسويف والترغيب والترهيب، نحن أكثر قدرة على التفريق بين الغَث والثمين والخير والشر، يا أغبى وأشر كائنات الأرض، القرآن هو كتاب ثيوقراطي/سيسيولوجي/بولوتيكي، لا يمت للعِلم بادني صلة يا أجهل الكائنات عِلما. واعلموا، بأن لكل عقلٍ بنيته؛ وعلى العاقل أن يختار، وعلى المجنون أن يحتار، وعلى "اللاأدري" أن يلزم الدار، ولم يتبقى لنا سوى القول: "حدِث المرء بما لا يُعقل؛ فإن صدَّقَ؛ فلا عقل له"!
واسترسلت في شرحي وتوضيحي قائلاً: أبلغ ما جاء في هذا الصدد ما قاله بن أبي طالب بأن - القرآن حمَّال أوجه- بمعنى أن عباراته الإنشائية البلاغية تعُجُ بالاستعارات والمجازات التي تحمل أكثر من معنى، فلا هي بالكيمياء أو الفيزياء أو الأحياء وخلافه من الأمور العلمية الأوضح من أن تُعَرَّف، وتجسدت في السيارة والطائرة والثلاجة والغسالة وآلات المصانع والمدن بمرافقها وبنيتها التحتية والفوقية، ونظرياتٍ تحققت وأخرى في الإمكان، أما الأمور الغيبية فيستحيل عليها ذلك؛ فدعنا من "دين أُم" الأمور الدينية التي لن تُفضي إلى شيء، وخلينا في الأمور العلمية" فراغ مني في البداية، ولما حاصرته في النقاط العلمية التي اختلفنا فيها، واحتكمتُ فيها للمراجع العلمية التي أعطيته إياها، ولما سألته عن تفسيره للفيديو المرفق؛ فأعطى تفسيراً سطحياً لا يقترب حتى من تُسْع الحقيقة، فأعطيته تفسيري الذي أبْهرَه، وعاتبتُه على خطأه وزدته علماً في تخصصه، وقلت له وقررت من يومها: بأنني يمكن أن أتسامح مع البسطاء الأُميين وأنصاف المُتعلمين وأشباه المُثقفين؛ لأنهم من ذوي الرُخَص، أقصد رخصة الجهل أو التعليم المُتدَني، لكن لن أتسامح مع أمثالك ممن حاذوا على أعلى الدرجات العلمية؛ ورُحتُ أكيل له بعباراتٍ تحمل في ظاهرها وباطنها أقذع النعوت، التي أستحي من ترديدها على مسامعكم مرةً أُخرى، ولم أتركه – بالوثائق العلمية المحترمة - حتى تَغَوَّط على رأسه الغبية؛ فقال على مضضٍ وهو يتصبب عرقاً: أعترف وأشهد لسعادتك بأنك رَجلُ عِلم، لأنك أطلعتني على معلوماتٍ لم أكن أحلم بمعرفتها إطلاقاً، وزاد بـ "هرتلته العبيطة": ربنا يجعله في ميزان حسناتك، وجعلك الله زُخراً للإسلام ومُدافعا عنه ضد أعدائه الذين يزدادون يوما بعد الآخر؛ فابتسمتُ من فرط غبائه، لكنه استمر في غَيّه الأبله، فقاطعته سائلاً: هل يُعقل يا دكتور بأنه لا يوجد بين أكثر من مليار مُسلم "عبداً ربانيا يقول للشيء كُنْ فيكون؟ “ ومنذ أن وعينا ندعوا (نحن المسلمين) من وراء سادتنا من الأئمة والشيوخ الأكثر ورعاً وخشوعاً منذ قرابة الأف عامٍ ونيِّف: بدعاءٍ واحدٍ مُكرر هو: " اللهمَّ أعِز الإسلام وانصر المسلمين، واهلِك بفضلِكَ الكفرة أعداء الدين" ولا مُجيب.. لا مجيب.. لا مُمجيب.. لا مجيب! وإذا كان يستجيب فبالحتم المنطقي الذي يُقِره العقل والواقع؛ فإنه يستجيب بالعكس، لأن مَنْ نُعاديهم ونَنْعتهُم دوماً بالغرب الكافر في خُطبنا، يزدادون عِزَّاً على عِز، ونحن نزدادُ جَرَباً وفقراً وتَخلُفاً وإذْلالا، أليس ذلك المنطق يؤشِرُ، ولو من بعيد بأننا أمة بَلْهاء؟ فلم يرُدْ ورحتُ أستنطِقهُ فلم ينطِق، حتى قاطعنا أحد إخوانه من أساتذة الجامعة الذين حضروا لقضاء صلاة العشاء؛ فسارع بتقديمي إليه قائلا: "هذا البروفسير عالِمٌ من طرازٍ فريد، إِوْعَى تقِل عقلك في يوم من الأيام وتناقشه حتى في تخصصك، مهما كنتَ مُلِماً به"، فقال له: "ياه للدرجا دي" وكَثُر اللغط؛ فاعتبرتُ كلامه ذاك اعتذراً مَهيبا، واستأذنتُ وانصرفت.
وسامحوني على الإطالة، لكن الموضوع كان يستحق؛ لتعرفوا إلى أين نحن ذاهبون بأفكارنا؛ وقد جاء السرد لتعليم أبنائنا من الشباب الأَغَر شيئاً من الفِطنة؛ حتى لا يُغرَّر بهم ويقعوا فريسة للجهل والتخلف وينساقوا خلف الجماعات الإسلامية الموتورة برعايتها للجهل والخرافة، فجميعهم أجهل من أي دابة؛ حتى ولو كانوا في مستوى الأستاذية بالجامعات؛ صدقوني فأنا بخبراتي الأكثر احتكاكاً بهم، وعلى يقين من ضحالة أرصِدَتِهم العلمية والفكرية والثقافية. والأدرى بنفسيتهم العدوانية – التي أعلم أسبابها ومنابعها- وواعٍ لمخطتاهم المبنية على ما يُعرف بــ "الإسلام السياسي"، واعتقد أن الجميع على دراية بإرهابهم بكل عواصم العالم، ولماذا نذهب بعيداً وما يجري في سيناء من قتل لجنودنا "المصروف عليهم" ليس ببعيد.
وإذا لم ندرك حقيقة أننا نحن العرب المسلمين "مجرد حاصل ضرب الجهل في التعصب" فلن نفلح أبداً في علاج مشاكلنا الفكرية المزمنة؛ وسنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة. وعليه؛ قولوا معي "على البلد السلام".
وإليكم التفسير العلمي ببساطة: الرمال التي تخرج من تلك الفتحة الأرضية هي بمثابة زفير الأرض، فكل فتحة أو شق في القشرة الأرضية، بدءً من ينابيع المياه الحارة أو الفورات geysers وحتى البراكين، هو بمثابة أحد مناخير الأرض التي تتنفس من خلالها؛ تخفيفاً من ضغط الباطن الناريّ المُستعِر، والذي يَغْلي ويَمورُ بالصخور والمعادن الأرضية الذائبة، والمُحرك الأساسي لمثل هذه الأنفاس، سواء كانت جافة – كما في حالة مَقْطعنا هذا- أو مصحوبة بالمياه الساخنة أو المصهورات، يُعرف علمياً باسم "التيارات الصاعدة convection currents" وهي – تبسيطاً للقُراء- كالرياح الساخنة التي نَبتَتْ من رَحِم الباطن الواقع تحت وطأة الضغط الهائل والحرارة الشديدة؛ التي تسببت في تفاعل عنصر الراديوم الموجود بصخور القشرة الأرضية؛ فأحالها إلى مفاعلٍ نووي ينفثُ تياراته تلك من آن لآخر في مناطق الضعف الجيولوجية المنتشرة على سطح الأرض، ومثل هذه القوى هي المسؤولة عما يُعرف بالحركات التكتونية، التي تؤسس للعديد من الظواهر الجيولوجية والجيومورفولوجية. ومن كان منكم عاشقاً للعلم وأراد الاطلاع على النقاط الخلافية، بيني وبين هؤلاء المتخلفين: للمعرفة والعلم؛ فليتواصل معي وأنا أُزيدُكم.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل النجار - مصر بإسلامييها إلى أين؟