المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر
(Gamil Alnaggar)

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 23:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المعنى الغــــــائب
(للعدميين والعبثيين)

الوجود موجود، شئنا أم أبينا. موجود كمفهوم وكواقع، سواء أحببتم ذلك أم لا. والغاية من الوجود هي مجرد وجوده (أي كامنة في كينونته) ومرادفة له، وجزء لا يتجزأ منه ودالة عليه. ونحن وكل الموجودات من حولنا لسنا مجرد ديكور كوني لهذا الوجود، بل عناصر أساسية في المنظومة بمصفوفتها العامة. ويمكن ألا يكون للوجود معنى بالنسبة للبعض؛ نتيجة لإحساسهم بأنهم عالقون في نقطة باهتة متناهية الصِغر، ومحكومةٍ بأبعادٍ غير محسوسة/منطوية على نفسها، لا يدركون منها سوى الزمكان بأسئلته الأكثر من أجوبته؛ ولأنهم يرون ظلال الحقيقة، التي رسمتها مخيلتهم ومعتقداتهم الحبيسة/المُكبلة في كهف أفكارهم المحدودة وإدراكهم المنقوص ومعرفتهم التي لا تستند على التجربة، كل هذه الظلال يرونها الحق الحقيقي للحقيقة؛ فظروف "زمكانهم" هي من أحالت الوهم حقيقة والواقع وهماً في اعتقادهم؛ ولأن كل ما هو خارج حدود تجربتهم بعيد المنال؛ فهم لا يستطيعون معرفة أي شيء خارج تجربتهم الخاصة. لكن بما أنني مدرك – بوعيٍ تام ومجسم- لوجودي، وبأنني استنتاج وانعكاس لواقع حقيقي، واقعٌ، بناهُ منطقي العقلاني، ومؤمن بفكري الذي تعبر عنه أفعالي، التي ميزت حضوري خلال رحلتي بين مولدي ومماتي، واستيعابي لحكمة البشر بماضيها ومستقبلها؛ فوجودي والوجود من حولي، والذي يختال بإجاباته المزهوّة عن أصل كل الأشياء، حتما سيكون له، عندي، معنى!

#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل