أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جميل النجار - نفسية التشفي














المزيد.....

نفسية التشفي


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 01:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نهلل -كعادتنا- ونحن لا ندري بأن الاقتصاد العالمي قد بدأ رحلة التصدع وأن عددا من الدول تمهد المسرح لتحولاتٍ اقتصادية قد تكون درامية على كافة شعوب العالم. قاصدا بهذا التمهيد أصدقائي المثقفين المستنيرين؛ موضحاً لهم بأنني لستُ من "الشمتانين" بما هو آتٍ للدولار أو اليورو أو الين أو اليوان، في المرحلة الراهنة أو التي تليها على أقل تقدير، رغم نقدي للقائمين على الاقتصادات العالمية. فلا يفرح في بلاء الآخرين سوى العاجز المريض الجاهل.
وصحيح بأنني من بين ملايين البشر الذين ينتقضون الكثير من السياسات الأمريكية حول العالم، وليس في منطقتنا المنكوبة بأدمغتها فقط، لكن الفرق بيني وبين هذه الملايين أنني لا أتمنى زوال أمريكا؛ كما يتمنى الجميع؛ فأنا لا أنكر الكثير من أفضالهم، خاصة؛ في المجالات العلمية والتقنية واستكشاف الفضاء، ولكي نحصر بعضاً (أقول بعضا وأعنيها) من انجازاتهم في هذه المجالات سنحتاج إلى مئات المجلدات (أقول مئات المجلدات وأعنيها أيضا)، وسأكتفي هنا بدواء فيروس "سي" الذي أنهك الكبد المصري، ودواء "الفياجرا" الذي حافظ على ماء وجه "الرجولة العالمية" وهذا "النِت" الذي نتواصل من خلاله، أما عن أبحاث الفضاء وأهميتها المصيرية للجنس البشري كله؛ فاسمحوا لي أنا لن أستطع الحديث عنه البتة؛ لأنه يحتاج إلى أدمغة غير أدمغتنا بالكلية، هذا بخلاف تطبيقات "النانو" الثورية في جميع المجالات الحياتية والبيئية وغيرها الكثير والكثير. كما أنني على دراية بالآثار الكارثية للبشرية جمعاء ومستقبلها من جراء انهيار أمريكا قبل أن تنجز الإنسانية مشاريعها البحثية في جميع المجالات بدءً من الرعاية الصحية حتى استكمال مرحلة الاستطلاع المخصصة لاكتشاف الفضاء. ويكفي أن الدولار مع أصحابه الحالين أفضل بكثير مما لو كنا نحن أصحابه؛ وإلا كان مصيره هو البعثرة على بطوننا وما أسفل بطوننا في حانات الشرق والغرب، فعلى الأقل ينفقه أصحابه الحاليين على الأبحاث العلمية ودعم المؤسسات الخيرية، في أغلبه؛ فلك أن تعلم بأن أمريكا كانت تدعم منظمة الصحة العالمية وحدها بمبالغ سنوية تتراوح بين 400-500 مليون دولار!
ويمكن أن ينحصر اعتراضي على بعض سياسات أمريكا في: توسعها المفرط في استخدام أسلوب "الفتونة" والبلطجة السياسية ضد معارضيها في كثير من الملفات الموسومة بحقوق أصحابها، ودعمها للجهاديين الإسلاميين/الإرهابيين في أكثر من بقعة حول العالم؛ فمكنتهم، مثلاً؛ من معادلة ميزان الرعب ضد السوفييت (بصواريخ ستينجر)؛ ليتحكموا في مصير الشعب الأفغاني؛ وباتوا كورم سرطاني يصعب استئصاله من هذه المنطقة الموبوءة بهم حتى الآن وأطاحوا بها في غياهب التاريخ الماورائي، ولازالت تدعمهم في منطقة الشرق "الأوسخ" وشمال أفريقيا.
وما يثير الاشمئزاز ويبعث على القيء؛ ما انتشر مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أضحت تنشر الجهل وتكرس للخرافة عندنا، بدلا من تعليم هذه الشعوب النقد الموضوعي البنَاء والمدعوم بالبيانات والحجج والبراهين؛ وتركها لأسلوب الشماتة والتشفي الذي لا يليق بالأنفس الذكية. فما أن تواترت بعض الأخبار عن عزم أكثر من 20 دولة بإعداد خطوط مقايضة تتجاوز الدولار؛ إلا وراح مؤمني منطقتنا -كعادتهم- يغرقون في أفراحهم؛ كما فرح أسلافهم بنصر الروم؛ ومثل هذه المشاعر السلبية التي تجعلنا نقف لنراقب الناس (بمنتهى الجهل) بدلا من مراقبة أنفسنا؛ لهي بالخصال غير السوية الناتجة عن تفاقم حالاتنا المرضية الناشئة عن إحساسنا بالعجز الذي لازال يغذي عقدة النقص فينا؛ فبدلا من انشغالنا بعُملتنا الغارقة في أوجاعها الاقتصادية؛ نراقب الدولار أو اليوان أو الروبل؛ بشيء مَرَضيّ من الشماتة والتشفي وربط هذه المشاعر بـ "مكر الله!" وبدلا من أن نتعلم أصول علم الاقتصاد وربطه بقواعد "الجيوبولتيك" وأن نفهم حتى أبجديات الجغرافيا السياسية البديهية أو حتى أي شيء عن أي شيء آخر؛ حتى يتثنى لنا أن نكتب الحقائق ونتناقش بحرفية ووعي! ولكن كيف؟ فهذه هي خصالنا الدونية؛ ولن تتغير ما بقيت مثل هذه الأدمغة؛ وبقيَ معششاً بها هذا الفكر العدواني "الغِللاوي" البشع.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جميل النجار - نفسية التشفي