أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - الانقراضات الجماعية الكبرى على الأرض















المزيد.....

الانقراضات الجماعية الكبرى على الأرض


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 28 - 23:42
المحور: الطب , والعلوم
    


تبدو قصص الانقراضات الجماعية وكأنها نصوص محفورة في سيناريوهات أفلام الكوارث التي حلت بالأرض. والمعروف منها جيدًا من عصور ما قبل التاريخ؛ قصة اختفاء الديناصورات. والحقيقة التي يصعب تخيلها هي أن الانقراضات الجماعية هي من شكلت الحياة على الأرض طوال عصور ما قبل التاريخ. ولكننا، كبشر، من الصعب علينا تصور حدوث مثل تلك الكوارث وهي تقع في حياتنا.
والانقراضات الجماعية هي "أحداث اختفاء سريعة" تحدث في فترة وجيزة جدًا من تاريخ الأرض. وتشمل كل من الحياة البحرية والبرية؛ والمرتبطة بالتأثيرات الكونية والتغيرات البيئية الضخمة. وتشمل هذه الظروف المناخية القاسية والنشاط البركاني والتغير المناخي السريع على مدى فترات طويلة من الزمن. والمتفق عليه في المجتمع العلمي؛ أن لمثل هذه الانقراضات أدوارا ازدواجية (أي ذات وجهين) في تأثيراتها على مسيرة التطور، يطول شرحها.
وعلى وجه العموم؛ وثق العلماء أن من بين جميع أنواع النباتات والحيوانات التي عاشت على الإطلاق، انقرض منها 99.9٪ حتى الآن. ما يعني بأن الأرض قد شهدت انخفاضًا حاداً في أشكال الحياة وأحيائها على الأرض. وأشهر هذه الانقراضات الجماعية هي:
أولاً: الانقراض الأوردوفيشي- السيلوري (قبل 440 مليون سنة)، وفيه قد ماتت الكائنات الحية البحرية الصغيرة، وفقدت الأرض 86٪ من أنواعها. وترجع أسبابه للانجراف القاري وتغير المناخ اللاحق.
ثانياً: الانقراض الديفوني: (قبل 365 مليون سنة)، وفيه انقرضت العديد من الأنواع البحرية الاستوائية، وفقدت الأرض 75٪ من أنواعها. ويحتمل بأن يكون نقص الأكسجين في المحيطات، التبريد السريع لدرجات حرارة الهواء، الانفجارات البركانية و/أو ضربات النيزك؛ أسباب وقفت من وراء الانقراض الديفوني.
ثالثاً: الانقراض البرمي- الترياسي:(منذ 250 مليون سنة)، وفيه تأثرت الأرض بأكبر حدث للانقراض الجماعي في تاريخها، وأدى إلى اختفاء مجموعة من الأنواع، بما في ذلك العديد من الفقاريات وقضى على 95 ٪ من الحياة من الكوكب. وربما تكون ضربات الكويكبات والنشاط البركاني وتغير المناخ والميكروبات أسباباً لهذا الانقراض.
رابعاً: الانقراض الترياسي- الجوراسي: (منذ 210 مليون سنة)، ومع نهاية الترياسي (قبل 200 مليون سنة)فقدت الأرض 80٪ من أنواعها؛ ما سمح لانقراض الأنواع الأخرى من الفقاريات من ناحية، وأتاح الفرصة للديناصورات بالازدهار على الأرض، من ناحية أخرى. والأسباب التي وقفت وراء هذا الانقراض: النشاط البركاني الرئيسي مع الفيضانات البازلتية وتغير المناخ العالمي وتغير الأس الهيدروجيني ومستويات البحار في المحيطات.
خامساً: انقراض الطباشيري الأعلى: (منذ 65.5 مليون سنة)، ويعدأكبر انقراض في تاريخ الأرض؛ حيث اهتزت عصور ما قبل التاريخ بحدث الانقراض الذي كاد ينهي جميع أشكال الحياة على الأرض. فاختفى حوالي 50 في المئة من النباتات والحيوانات. ما يشير إلى نقطة تحول رئيسية في تاريخ الأرض.
ولفترة طويلة، لم يعرف العلماء ما الذي تسبب في انقراض الديناصورات. تضمنت النظريات البراكين، وتِكتونية الصفائح. وكانت كلها لها دلائلها. حيث خلقت الظروف الكارثية؛ جواً منخفضًا من الأكسجين، ودرجات حرارة عالية، وحرائق شديدة، وأمطارًا حمضية. في هذه المرحلة.
وعلى مدى مليون سنة، تفجرت الانفجارات البركانية فرشت أكثر من 300 مليون كيلومتر مربع بالحمم البركانية. ما دفع بالأرض إلى الدخول في فترة من الاحترار العالمي المكثف، مع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما أدى إلى ذوبان الميثان المتجمد تحت سطح البحر. مع انتشار غاز الميثان الذي أدى إلى تسريع الاحترار العالمي أكثر 20 مرة من غاز الدفيئة(ثاني أكسيد الكربون). مما أدى حتمًا إلى انقراض 85 ٪، أو أكثر من الحياة البحرية، وكذلك 70 ٪ من الفقرات البرية.
ومع العثور على حفرة شبه جزيرة "يوكاتان" الشهيرة بخليج المكسيك، والتي يرجع تاريخها إلى 65 مليون سنة. وربطها مباشرة مع طبقة "الإيريديوم" (عنصر فضائي نادر) ذات الأصول الكونية للرواسب الغنية بالإيريديوم. والتي توافقت طبقاتها مباشرة مع العديد من أحافير الديناصورات التي تم الكشف عنها بالفعل. وكلها أكدت السبب الرئيسي لانقراض الديناصورات والذي أدى إلى حدوث مثل هذه التأثيرات الكارثية؛ وهو اصطدام الأرض بالنيزك؛ ما أدى إلى حجب أشعة الشمس؛ وتغيير المناخ؛ وإشعال حرائق الغابات العالمية؛ والتغيرات في مستوى سطح البحر. بالإضافة للقوى الأخرى التي ذكرناها من الثورات البركانية الضخمة التي أسهمت في التدهور البيئي العام لكوكب الأرض.

والآن يحدث أمام أعيننا "الانقراض الأنثروبوسيني" السادس. إذ يجادل العديد من علماء الحفريات في أننا نشهد حاليًا أعلى معدل لانقراض الأنواع منذ فقدان الديناصورات. وإن كان من السابق لأوانه الجزم بحدوث ذلك على وجه اليقين، ولكن المؤشرات والعلامات موجودة من حولنا في كل مكان: فالضفادع تموت بمعدلات تنذر بالخطر في جميع أنحاء العالم، والتغير المناخي يقضي على موائل عدد لا يحصى من الأنواع، وسيكون لانخفاض الملَقِحات (بعض الحشرات من الخنافس وطيور الطنان وبعض الخفافيش) عواقب بعيدة المدى. ولهذا الاتجاه المقلق بشأن الانقراضات التي للإنسان دورٌ فيها، ما يبرره؛ إذ أنها سوف تتسب في تهديد النظم البيئية التي نتشاركها جميعًا؛ ويمكن أن تتسبب في هلاكنا نحن البشر بلا شك. وتشير بعض الدراسات إلى أن ما يصل إلى 50٪ من عدد الحيوانات الحيوانية التي كانت تعيش على الأرض قد انقرضت بالفعل، وأهم أسبابها المباشرة: الصيد الجائر أو الإفراط في الصيد (لأنواع معينة من الحيوانات والطيور والأسماك) أو بسبب الأنواع الغازية، التي ينقلها الإنسان من بيئة لأخرى، أو فقدان الموائل بسبب توسع البشر في استغلال الموارد الطبيعية كالغابات.
ويذهب البعض إلى القول: بأنه يمكننا الانتظار لمعرفة ما إذا كان "الانقراض الأنثروبوسيني" سيضعنا جميعاً في صفوف "الانقراضات الخمسة الكبرى". وما يتبقى لنا سوى اتباع النهج الأكثر عقلانية ونغير من عاداتنا.
وينظر أغلب العلماء نظرة تشاؤمية إلى المخاطر ومستقبل الحياة على الأرض، وأنا على العكس من ذلك، وانطلاقاً من معرفتي بتاريخ الأرض ودرايتي بالسجل الجيولوجي، على قناعة بأن أمنا الأرض قادرة على إعادة تدوير طبيعتها وأحيائها؛ حتى ولو على المدى الطويل.
وأهيب بالمتخصصين وبغيرهم من المثقفين المهتمين أن يبحثوا في الشبكة العنكبوتية الرائعة عن حفريات لفصائل "التريلوبايتس" trilobites "ثلاثية الفصوص"، مثلاً؛ والتي كانت من أكثر أشكال الحياة شيوعًا على كوكب الأرض، ولكن تم القضاء عليها ضمن العديد من الأنواع التي انقرضت خلال "الانقراض الأوردوفيشي" منذ 445 مليون سنة وغيرها من حفريات. وأنصح بالبحث في المواقع الأجنبية للحصول على معلومات صحيحة ودقيقة وموثقة أكثر بكثير من هرطقتانا ومهاتراتنا باللغة العربية.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والوضعية الصحية/الصحيحة للنوم
- السباحة السهلة/الشاقة
- برنامج -اخلع نفسك من نفسك- (تجربتي الشخصية في الانعتاق من بر ...
- سؤال كان محط خلاف
- أسلافنا البدائيين كانوا على دين الدُهاةِ منهم
- الميكروبيولوجي بلا تهويل أو تهوين
- سطوة هرمون
- -مشروع تثقيفي- لتطهير الذهنية البرلمانية
- الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن
- مختبرات في حياتي
- عندنا المخطِطون مُحَنطون
- -الكامات- تحكم الأرض
- أنا والأنا
- تأملاتٌ فكرية حيرى بين التقدمية والرجعية
- تعرف على طبيعة فِكرك
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟


المزيد.....




- “وحش الهواتف وصل”.. هاتف iPhone 15 Pro Max ذات الأداء القوي ...
- “دلوقتي نزله واتفرج على الطبيعة وجمالها” .. تردد قناة ناشيون ...
- نزل تردد قناة الرشيد الجديد Al Rasheed على الأقمار الصناعية ...
- توتر في معهد العلوم السياسية بباريس: الشرطة تخلي المبنى من ا ...
- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- إذا اجتاحت إسرائيل رفح الفل ...
- ناسا تتحدث عن مشاكل خطيرة قد تؤخر رحلة أرتميس-2
- “Huawei P60 Pro: الرفاهية والتقنية في جهاز واحد – تجربة لا م ...
- -بوليتيكو-: الولايات المتحدة لم تتعلم الدروس من جائحة كورونا ...
- باستثناء سرطان الدم.. الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية ...
- بأعلى جودة استقبل تردد قناة سبيستون للأطفال على القمر الصناع ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - الانقراضات الجماعية الكبرى على الأرض