أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حبه - يوميات ايرانية 7















المزيد.....

يوميات ايرانية 7


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البحث عن ملجأ

في ظل الأوضاع الداخلية الإيرانية المتوترة كنا نتحاشى رجال الشرطة والمخابرات إضافة إلى الإبتعاد عن التنظيمات السرية المعارضة لكي نتفادى أخطار رجال الشرطة والمخابرات الإيرانية.

ومع كل خطوة كنا نخطوها ومع إتساع نشاطنا، كان علينا إتخاذ المزيد من التدابير الإحتياطية والإحترازية. وبدأت أفكر في العثور على مكان سكن آخر مستقل غير السكن في بيت الخال لتجنيبه اية عواقب سلبية محتملة. فعلى الرغم من إحتضان الخال ولطفه معي إلاً أن نظرات التساؤل كانت بادية على وجوه أفراد عائلته جراء إستمرار إستقراري عندهم وخاصة الموقف غير الودي لإبن الخال الأصغر الذي كان يستشعر الغرض من قدومي إلى طهران، وهو السياسي السابق في التيار القومي اليميني الإيراني الذي لا يكن الود للتيار اليساري. فقد فاجأني في أحدى الليالي وأنا أكتب الرسائل الحزبية بالحبر السري ودخل غرفتي ليراني منكباً على الكتابة دون أن أنتبه لدخوله المفاجئ مما عزز من شكوكه. بعد هذا الحادث كثرت أسئلته المحرجة لي مما إضطرني إلى التفكير بشكل جدي أكثر للتفتيش عن محل آخر للسكن. وكان من الصعب علي إستئجار بيت بالإعتماد على جواز سفري العراقي، فقد يثير ذلك أنظار وشكوك رجال الأمن. لذا شرعت بالتفتيش عن هوية إيرانية مزورة أو غير مزورة.

ولجأت إلى المرحومة سهام ( توفيت في بغداد عام 2005)، وهي أحدى نجلات الخال الأكبر المرحوم الحاج حسن محسن الصفار، الذي كان هو الآخر متزوجاً للمرة الثانية من أمرأة إيرانية عاشت معه في الكاظمية ثم إستقرت في طهران في ذلك الوقت بعد وفاة زوجها في العراق. كانت سهام جريئة وشجاعة وتحب المغامرة ولديها حلول فطرية لأية مشكلة قد تجابه المطاردين من البوليس، علماً إنها كانت بعيدة كل البعد عن النشاط السياسي سواء في العراق أو في إيران. ولكن سهام كانت تتابع السياسة من خلال صالون الحلاقة الذي تديره في بيتها في طهران. ومن المعروف ان صالون الحلاقة، رجالياً كان ام نسائياً، هو المكان المفضل لتعاطي السياسة والتحريض وتداول الاخبار والاشاعات والاسرار الرسمية والشخصية وتداول النميمة والقشب والعثور على اسهل الحلول للمشاكل والتعرف على ذوي النفوذ في جميع أنحاء العالم. ولا يستثنى صالون حلاقة بنت الخال من بعض هذه الخصائص. إنها كانت على علم بنشاطنا السياسي خاصة وإن جميع أفراد العائلة تقريباً كانوا قد إنخرطوا فيه سواء قبل ثورة تموز أو بعدها. و"تشرف" غالبيتهم "زيارة" السجن بعد ردة شباط وبعضهم من تعرض للتعذيب على يد الجلادين في قصر النهاية بعد الإنقلاب. كاشفت سهام بحاجتي إلى جنسية إيرانية أو أية هوية إيرانية.

وما ان مرت فترة قصيرة حتى طلبت صورة فوتوغرافية صغيرة لي لكي يتم تثبيتها على الهوية الإيرانية عبر أحدى معارفها التي تتردد على صالون الحلاقة. وما أن مرت بضعة أيام حتى فاجأتني سهام بجنسية إيرانية مناسبة و"كاملة العيار" تعود لأحد المواطنين الإيرانيين كان قد توفي صاحبها حديثاً في حادث سير. ولمحت سهام إلى سهولة الحصول على جواز سفر ايضاً بالاستناد الى هذه الجنسية. كان من الممكن الحصول في إيران في ذلك الوقت على أية وثيقة لقاء مبالغ معينة بسبب إنتشار الفساد والرشوة في الإجهزة الإدارية الإيرانية. فالتزوير وبيع الهويات والجنسيات والجوازات أمر ميسر لمن يدفع المبالغ المالية اللازمة، وهوتقليد ملازم للاجهزة الايرانية الفاسدة. كان إسم حامل الجنسية السابق على ما أتذكر المرحوم محمد حسين كوشنده، ومن حسن الصدف إنه شخص إيراني من ولادة الكويت وهذا مناسب جداً بالنسبة لي لأنني لم أكن أتقن الفارسية وكانت لكنتي العربية واضحة عندما أتلفظ بضع كلمات فارسية تعلمتها بعد قدومي إلى طهران.

كان يوم حصولي على الجنسية الإيرانية هو يوم السعد بالنسبة لي. فهذه الوثيقة ستمكنني من إستئجار مسكن من ناحية، ومن ناحية أخرى تمكنني من الإقامة في إيران دون الحاجة إلى تمديد الإقامة على جواز سفري العراقي خاصة وقد طاله التزوير بما فيه الكفاية. إن الإقامة السابقة أخذت تقترب من موعد النفاذ وأصبح من الصعب علي تمديدها. رحت أبحث عن بيت بعيد نسبياً عن مركز المدينة. وبعد البحث الطويل عن مسكن للإيجار عثرت على ضالتي في قبو في شارع فرانكلين روزفلت في شمال العاصمة. كان صاحب البناية يدير صالوناً للحلاقة في نفس المنطقة ويسكن مع عائلته في الطابق الأول من العمارة. ولم يكن لدي فكرة عن الموقع بشكل دقيق. حيث إكتشفت لاحقاً إن السفارة الأمريكية كانت تقع في الجهة المقابلة من البناية وكان معاون مدير المخابرات الإيرانية (الساواك) يسكن في فيللا في نفس الزقاق. على أي حال لم يكن ذلك كل ما أفكر فيه. طلب صاحب القبو الوثائق الرسمية وحدق في الجنسية الإيرانية وسأل عن سبب عدم إجادتي اللغة الفارسية. وإختلقت قصة مفتعلة وأوضحت له إنني ولدت في الكويت وعشت فيها سنوات عمري ولم أدرس الفارسية وإضطررت إلى مغادرة الكويت بعد تعرض الوالد والوالدة إلى حادث مؤسف أخيراً!!!. وإقتنع الرجل بروايتي وسلمني مفتاح القبو بسرعة بعد أن قبض الشئ المهم بالنسبة له وهو مبلغ إيجار ثلاثة أشهر مقدماً.
بعد أن أدركت غايتي في الحصول على سكن مستقل لي، ذهبت فوراً إلى خالي في محل عمله في شارع "جراغ برق". كنت في الطريق إليه أفكر في صياغة "كذبة بيضاء" أبرر بها إنتقالي من بيته وأتحرر من الإحراج أمامه وهو الذي كان كريماً للغاية في إستضافتي. بدأت الحديث معه حول إحتمال حصولي على عمل في إحدى المنشآت الإيرانية المختصة بحفر الأنفاق خارج طهران وضرورة الإنتقال للسكن قرب محل العمل....الخ من روايتي المفبركة. قبل الخال العزيز روايتي على مضض وبريق عينيه يؤكد إنه لم يكن يصدق حرفاًً واحداً بما تفوهت به. كان الخال بطبيعته محباً للإستقلال والإعتماد على النفس والمغامرة ولذا لم يحاول ردعي عن تحقيق مشروعي في مغادرة البيت. ولكنه وبعبارات مفعمة بالحنان والحرص أشار إلى المصاعب والمتاعب التي ستواجهني في مجتمع بالغ التعقيد ولم أتعود عليه وعلى لغته وتقاليده لحد الآن. تأثر الخال العزيز الحاج مصطفى الصفار أو ما يطلق عليه أولاده "آقا جان"،أي السيد العزيز، أيما تأثر من قراري بترك بيته. فقد كنت بالنسبة له مصدر أنس وإستذكار لأيام الطفولة والشباب في بغداد. رحت أتدبر تأمين متطلبات السكن الجديد في هذا القبو من سرير مستعمل وبساط قديم رث وطباخ نفطي صغير وقدر ومقلاة وهو كل ما إستطعت تدبيره بمساعدة سعيد المسعودي. ولم يكن لدي في البيت سوى هذه الحاجيات إضافة إلى حقيبة ملابسي.

أحسست بحرية أكثر في السكن المستقل بعيداً عن الإحراج الذي قد أسببه لبيت الخال رغم عنايتهم وإهتمامهم الفائق بي خلال المدة التي مكثت خلالها عندهم. كنت أكثر حرية في البقاء في البيت أو الخروج منه. ونظمت مواعيد لقاءاتي تبعاً لذلك. وغالباً ماكنت أقضي النهار في البيت وأقوم بإنجاز العمل واللقاءات خارج البيت مساءً. وتطلب الأمر التعود على الأسم الجديد المدون في الجنسية الإيرانية المزورة ولو بصعوبة بالغة. أذكر حادثاً عندما دعاني صاحب البيت عدة مرات بالإسم الإيراني دون أن أنتبه لذلك، مما سبب لي الكثير من الاحراج. لقد إستطعت بحرية أكثر في السكن الجديد كتابة التقارير التي تردنا من العراق أو فعالياتنا في إيران على ورق الحبر السري وأرسلها إلى مقر قيادة الحزب في الخارج وكان آنذاك في براغ. أما التوجيهات والوثائق التي تردنا منهم فكنت أستلمها بواسطة ترتيب خاص كنا قد إتفقنا عليه قبل مغادرتي جيكوسلوفاكيا. فالموظف الجيكوسلوفاكي العامل في السفارة الجيكوسلوفاكية في طهران كان يضع بريد الحزب المرسل لي في سيفون تواليت أوتيل رويال بارك في شمال العاصمة الإيرانية وأستلمه بعد لحظات من وضعه البريد لكي لا يتم كشفه. وبدوري كنت أضع البريد المرسل إلى قيادة الحزب والذي يتعذر إرساله بواسطة الحبر السري في نفس المكان. وهكذا كان يتم تبادل الرسائل بين الداخل والخارج وكنت أستخدم هذه الوسيلة طيلة عملي في العاصمة الإيرانية دون أن تتنبه لها أجهزة الأمن الإيرانية. ولعبت إذاعة صوت الشعب العراقي دوراً هاماً في إرسال التوجيهات لنا أو لتنظيمات الداخل بواسطة شفرة إتفقنا عليها مسبقاً. أما تأمين حاجات تنظيم الداخل سواء في المناطق الجنوبية أو في بغداد فكان يتم عبر مراسلينا الذين يخترقون الحدود في منطقة الشلامجة متجهين إلى البصرة أو عبر جبال بشتكوه للمتجهين إلى بغداد. ويقوم الرفاق المراسلون أيضاً كما أسلفت بنقل الرفاق إلى داخل العراق أو تهريب ممن تعرض للتعذيب إلى خارج العراق للتداوي أو اللجوء.
كان مراسلنا إلى بغداد هو طيب الذكر المرحوم محمد حسن عيدان، أبو ثائر. وكان أبو ثائرلا يفوت الفرصة في ملاحقة من قام بالتعذيب وتسبب في القتل في إنقلاب شباط. وصادف أن هرب بعد إنقلاب عبد السلام عارف على حكم البعث في تشرين الثاني عام 1963 المجرم المدعو جبار الكردي الذي كان ضمن فريق التعذيب في قصر النهاية. جبار الكردي هو شخص من الأكراد الفيلية عرف بالإجرام و شارك في قتل المعتقلين وتعذيبهم في فترة الإنقلاب، كما شارك في التعذيب والقتل ضمن جهاز حنين الذي أسسه صدام حسين في الستينيات. إلا أن هذا الشخص قتل في وضح النهار في عرصات الهندية في ضاحية بغداد الجنوبية في أوائل السبعينيات على يد نفس أجهزة صدام حسين شأنه في ذلك شأن الكثيرين ممن خدموه وتلطخت أيديهم بدماء العراقيين ثم إجهز عليهم كي يمسح آثار الجريمة. كان توجه جبار الكردي نحو جبال بشتكوه بعد إنقلاب عبد السلام عارف في خريف عام 1963 مثار إستنفار للمرحوم محمد حسين عيدان الذي راح يطارده في جبال بشتكوه لأيام عديدة. ولكنه لم يفلح في القبض عليه حيث أنه صادف أثناء ذلك ضبعاً شرساً في جبال زاكروس الوعرة وإستطاع أبو ثائر القضاء عليه بعد أن مزق الضبع أجزاء من جسم المرحوم. وصل أبو ثائر إلى طهران وهو في حالة يرثى لها، وإستطعنا أن نحجز له مكاناً للعلاج في المستشفى السوفييتي المشهور في طهران. وبقي في المستشفى لحين إسترداد عافيته ليعاود نشاطه ضمن فريقنا.


الشهيد محمد حسن عيدان

يتبع



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الوعي والعقل والتدين في البلدان العربية والاسلامية
- يوميات ايرانية ( 6 ) تنامي التيار الديني السياسي
- حزيران 1776 أول لائحة لحقوق الانسان وضمان الحريات الفردية
- يوميات ايرانية 5 الشعب الايراني ونظام الشاه ومحنة العراقيين
- يوميات ايرانية - 4
- يوميات ايرانية ( 3 ) التوجه نحو العاصمة طهران
- يوميات ايرانية - 2
- برتولت بريخت : أحد قمم اعمدة المسرح في القرن العشرين
- يوميات إيرانية
- حول رسالة كيانوري السكرتير الاسبق للجنة المركزية لحزب توده أ ...
- ايران تسعى الى سلاح نووي وليس الى طاقة نووية
- اليقظة ايها العراقيون...-الطالبان- يدقون ابوابكم
- 72 [عاماً على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي [ حزب العراقيين بك ...
- على هامش الاحداث الخطيرة في العراق
- حكومة مهنية وطنية وليس حكومة ولاءآت حزبية وطائفية
- الواجهات المذهبية مأزق لا يخرج العراقيين من محنتهم
- هل كل ما بني على باطل هو باطل؟
- -ديمقراطية- البلطجة
- علام هذا التستر على شرور حكام التطرف الديني في ايران!!
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حبه - يوميات ايرانية 7