أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - -من غير كلام كتير يا ضيا-.. الدرس الأخير لمحمد منير














المزيد.....

-من غير كلام كتير يا ضيا-.. الدرس الأخير لمحمد منير


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك منّ يعيش من أجل أفكاره ومبادئه، وهناك منّ يموت في سبيلها، لكن الأسعد هو من يجمع بين الحُسنيين، فيعيش ويموت في سبيل مبادئه، وعلى رأس هؤلاء الزميل محمد منير أو "موني الجميل" كما في رواية الزميل محمد مصطفى موسى.
لـ"منير" تاريخ نضالي في كل الاتجاهات، وظل طوال حياته صاحب مواقف يُستعان بها حينما تتوه أي من البوصلتين النقابية أو اليسارية.
في "يناير" كان صاحب موقف واضح لم يتغير، إذ ظل ابنًا بارًا بالثورة، وفي الأزمات النقابية لم يغب أبدًا ويكفيه موقف يوم الاقتحام الأسود لنقابة الصحفيين، فبعد الاقتحام بدقائق خرج في فيديو به موقفه مما حدث وانتصر فيه للجماعة الصحفية، ويوم رفض نادي الزمالك دخول أعضائه من الصحفيين كان أول المتصدين.
هو الخط الفاصل بين اليساري واليسارتجي، وأينما حل صاحبته مبادئه، وحينما ضيّق عليه البعض آثر صومعته مفضلًا "البيجامة الكاستور" عن أن يُملى عليه ما يكتب، رغم أن ما رفضه يلهث خلفه كثيرون.
بقى "منير" متمسكًا بقداسة الحبر، شاهرًا القلم أمام كل تهديد، رافضًا الخضوع، صادحًا بالحق، مستنكرًا المساومات قائلًا: "مطلوب عبيد.. آسف مش هيحصل وأنا حر فى حياتي أعيشها زى ما أنا عايز وهنهيها زى ما أنا عايز، هقابل ربنا وأنا مراضيه هو، مش مراضيكم أنتم".
حينما احتدمت المعركة المُنتصر فيها بحقه قال: Game over طالما أنتم مصرين على النهاية دي، الموت أفضل من الحياة بنفسية عبد عاجز، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بعد الإفراج عنه وقبل الرحيل بأيام خرج في فيديو الخلاصة فيه كانت جملة واحدة وهي: "من غير كلام كتير يا ضيا"، والآن رحل "منير" وكأنه يسأل ضياء رشوان ويقول له:
من غير كلام كتير يا ضيا هل أستحق الحبس؟
"من غير كلام كتير يا ضيا" هل يمكن أن تقول أنني ظُلمت؟
"من غير كلام كتير يا ضيا" ما سبب إصابتي بكورونا؟
"من غير كلام كتير يا ضيا" هل محمد منير يصح أن يُتهم بالانضمام لجماعة إرهابية؟
"من غير كلام كتير يا ضيا" إذا كان "منير" يستحق هذا الاتهام فماذا يستحق نقيب الصحفيين الذي قال سابقًا إنه كان عضوًا في جماعة الإخوان؟
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" الذي لم يدافع عن أشخاص وإنما دافع عن مبادئه فقط.
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" بعدما طمأننا على نفسه في النيابة قائلًا: "أنا ثابت على مواقفي.
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" بعدما كان رحيمًا بنا فأخبرنا باقتراب أجله، وطمأننا عليه قبل الرحيل قائلًا: "أنا مش خايف من الموت".
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" الذي عَلِم أنه سيتم القبض عليه فأعطى إنذارًا شديد اللهجة: "اقبضوا عليّ أنا لا أخاف".
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" بعدما رفض الإملاءات وأصر على استمرار قلمه والكتابة أينما أراد طالما لم يرسم إلا كلماته.
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" بعدما أعطانا دروسًا عن كيفية العيش والموت من أجل ما نؤمن به.
"من غير كلام كتير يا ضيا".. مات "منير" بعدما أتاح للجماعة الصحفية رمزًا من حقها أن تفتخر به.
بطولة "منير" أنه رغم يقينه باقتراب الأجل اختار طريق النهاية لنفسه وبنفسه، كان حرًا حتى في اختيار الموت، ترك لنا درسًا جديدًا: "من شب على الحرية شاب ومات عليها".



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة النصف السفلي
- دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة -النصف السفلي-
- محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني
- أمنيتي رصاصة
- بسم الجوكر والتتش وروح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- بسم الجوكر والتتش ورح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- لا تبكِ على بيض -ممشش- ولا -غنيم- محشش
- -صلاح- اللاعب من صلاح الرعية
- -سيرة أبو شمام-
- -الممر- ضاق علينا.. نظرة ومدد يا وطن
- إلى الدكتور خالد منتصر: -إنما للهبد حدود-
- مروة قناوي ..-يتيمة الابن-
- -نبيهاليا- ..رايحين على أرض النخيل
- -ياسر رزق ..اغسلها وتوكل-
- ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-
- -السيسي والطيب- ..ومعركة -أنت عارف وأنا عارف-
- القول المفيد في جرائم -تركي والخطيب- ..الأزمة في السياسة
- ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟
- معتقلو الفسحة ..عيطي يا بهية على القوانين
- إلى الموهوب إبراهيم عيسى: -حمرا -


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - -من غير كلام كتير يا ضيا-.. الدرس الأخير لمحمد منير