أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟














المزيد.....

..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تستوحشوا الصحافة الحرة لقلة مُريديها، فبيننا وبين الحق عهد قطعناه على أنفسنا بيمينٍ مغلظةٍ لا كفارة لها بألا نحيد عنه.
من ثوابت الكلم، أن الحقيقة لو نقلها ألف رسول ستظل كما هي، أما الكذب ففيه مليون رواية والعدد يقبل الزيادة في الصحافة "المكرمية والسلامية والعباسية".
في عالمٍ موازي، نطق مسئولون حكوميون بـ"أم ألسنتهم"، بأن هناك امتيازات للمحافظة والبلدة والقرية والمدينة التي تصوت بكثافة في الانتخابات الرئاسية أو بالأحرى الاستفتاء، وهناك من وعد علنًا الإبراشية الأكثر تصويتًا بـ100 ألف جنيه، إلا أنه عاد ولحس كلامه، وليس ببعيد مندوب التعليم الذي ظهر يحذر المعلمين من مغبة عدم التصويت وضرورة المشاركة في العملية الاستفتائية للهروب من المساءلة، وهذا كله إلى جانب الرشى بالزيت والسكر وشراء الصوت، وحينما حاولت صحيفة "المصري اليوم" ملامسة المهنية ونقل الواقع بمانشيت الدولة تحشد للانتخابات، وكشف موقع "مصر العربية" شراء الأصوات بتقارير مترجمة من صحف أجنبية، انطلق الطبالون والحكاكون والعباسيون وغيرهم يتهمون المنبرين الإعلاميين بالمؤامرة، فما كان من المجلس الأعلى للإعلام إلا أن تجاوز نقابة الصحفيين بأن أحال رئيس تحرير "المصري اليوم" وأحد الصحفيين للتحقيق مع فرض غرامة 150 ألف جنيه، وإلزام الجريدة بنشر اعتذار على نفس المساحة، مع تغريم موقع مصر العربية 50 ألف جنيه.
ظهر المزايدون يسكبون الزيت على النار ليزيدوا الأمور اشتعالًا، فهبت ريح صرصرٍ عاتية على المنابر الصحفية التي لازالت تُمسك بتلابيب الكلمة المسئولة.
البداية من موقع "مصر العربية"، بأن داهمت مباحث المصنفات الفنية مقر الجريدة بحي الدقي وطالبوا في البداية بتحصيل الغرامة، ثم فجأة تحول الأمر إلى البحث عن تراخيص الحي، وكأنهم في مطعم الشبراوي وليس مؤسسة صحفية، وفجأة تم إلقاء القبض على الزميل عادل صبري رئيس التحرير بحجة عدم وجود التراخيص، وتم تشميع المقر، مع العالم أن مخالفات الأحياء تنتهي بالتصالح.
أصدرت وزارة الداخلية بيانًا عن اقتحامها مقر الموقع، تقول فيه: "أنه فور ورود معلومات عن إقامة موقع بدون تراخيص"، متناسين أن الاقتحام الأخير هو الرابع على التوالي في 3 سنوات، في النهاية تم إلقاء القبض على الزميل عادل صبري بتهمة "تراخيص" الحي، وبعد يومين في سراي النيابة فوجئنا بقرار حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات ذمة اتهامه بـ"نشر أخبار كاذبة"، و"التحريض على التظاهر"، و"الترويج لمذاهب ترمي لتغيير الدستور"، وفي الوقت ذاته، نادى 60 نائب في البرلمان بتعديل الدستور لإلغاء محدودية مدد الترشح لرئاسة الجمهورية، لكن النواب على دين ملوكهم.
في "المصري اليوم"، كان التضييق على أشده، فلم يكتفوا بالعقوبات والتحقيقات، بل اضطرت الإدارة إلى إبعاد رئيس التحرير الزميل محمد السيد صالح عن منصبه، دون أن تسميها إقالة أو استقالة، بل اسمتها "إنهاء تكليف"، ليظهر للقاصي والداني أن الخطة هي "تطويع المصري اليوم"، بدليل حجب موقع المؤسسة.
بين هذا وذاك يأتي إلقاء القبض على الزميل محمد أكسجين، ولا حاجة لنا بمعرفة الاتهامات المعروفة مسبقًا، لأنها نسخة مقلدة.
هنا يجب أن يترسخ في وجداننا أن الأيام القادمة لجيل يناير سيكون المتمسك بمبادئ ثورته كالقابض على الجمر.
وسط هذا الزخم الذي يجعل الصورة سوداوية، ترى صورة أخرى تدعو لإثارة الشفقة لمن يقولون أن الصحفي لا يعلن آراؤه السياسية، ناسين أو متناسين أن الأستاذ صلاح حافظ –على سبيل المثال وليس الحصر- أحد عباقرة المهنة كان شيوعيًا مطاردًا من الأمن وعضوًا في حركة "حدتو" السياسية الشيوعية.
مهما قُصفت أقلام، هناك حقيقة راسخة يدركها يقينًا كل من تحمل عناء أن يكون له قلم، أنه في كل نهاية لا يصح إلا الصحيح، لذلك هناك جيل من الشباب أقسم ألا ينجرف يومًا إلى الصحافة "المكرمية" أو "العباسية" أو "السلامية"، ويظل الشاب يكتب وينقل الواقع بصدق حتي يسجله التاريخ صحفيًا.
محاولات إخصاء الأقلام لن تفلح، وإلا لكانت نجحت محاولات الترهيب التي شُنت بقتل الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف.
الفجوة والهوة بين المدرسة المهنية التي نريدها والمدرسة التطبيلية تتسع كل يوم بمعدلات غير مسبوقة، والفرق بيننا وبينهم، أننا نريدها مدرسة كلمة الحق لا لسان هذا ولا كلمة ذاك.
شكا رجل لأحد الأئمة علماء السلطان، فقال له: "بيننا وبينهم الجنائز"، وجنازتكم كانت في الراحل إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام الأسبق الذي حشدتم الناس جبرًا لتوديعه، وجنازتنا كانت في الراحل الموهوب خريج مدرسة "المصري اليوم"، رضا غنيم، الذي جاء الناس له من كل فجٍ عميق ليقولون له الوداع على ما تركت لنا، مع الفارق أن العمر الذي قضاه إبراهيم في المهنة وهو 50 عامًا هو ضعف سن رضا غنيم عند وفاته.
الآن نجد تفسيرًا لحالة الصراع التي أصابت الأذناب من التوديع المهيب للعراب أحمد خالد توفيق.
أما وإن كان من بيننا الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف ورضا غنيم فهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقلو الفسحة ..عيطي يا بهية على القوانين
- إلى الموهوب إبراهيم عيسى: -حمرا -
- في حب النيل وشيرين
- -عبدالناصر- .. كبيرهم الذي علمهم النصب


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟