أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيد طنطاوي - دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة -النصف السفلي-














المزيد.....

دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة -النصف السفلي-


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 20:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كل عام نرى واقعة تحرش جديدة وربما اغتصاب، كأن أكثر الناس شرًا لا يعرف إلى أين سيصل مؤشر الإجرام.
من فتاة العتبة إلى فتاة المنصورة وفتاة ميدان التحرير والقائمة تطول، لتأخذنا إلى قائمة طويلة من التبريرات من نحو لبس الفتاة هو السبب، "إيه اللي وداها هناك"، خرجت دون داعٍ".
رغم فظاعة كل الحوداث التي ظهرت إلى السطح بداية من حادثة فتاة العتبة عام 1992، إلا أن الجرائم تأخذ منحنى السواد تصاعديًا، وكل ما اعتبرناه نهاية، ما كان إلا بداية لما هو أسوأ.
مسلسل الأسوأ يمكن أن تراه واقعيًا في تصاعد ردود الفعل، ففي حادثة فتاة العتبة 1922، ذهبت الممثلتان أمينة رزق ونادية لطفي إلى منزل الضحية وخرجتا بها إلى المجتمع، وكان ذلك إعلانًا بأنه لا لوم على الضحية، والذنب كله على المجرم أيً كان موقعه.
الآن في 2020 الوضع أكثر سوءً، فالشيوخ من أمثال أبو إسحاق الحويني ونجله حاتم، وعبدالله رشدي، وآخر يُدعى سعد عرفات قد جعلوا الفتاة مشاركة في الجريمة، وتبعهم في ذلك جمهور عريض من رواد السوشيال ميديا بعضهم قد وقع في الجريمة ذاتها ويبحث عن من يُشبع رغبته التبريرية.
البداية من عند عبدالله رشدي الذي قال في يوليو 2019- وهو ما تمسك به في الواقعة الجديدة للمتحرش بسام أحمد زكي: "ليس من الطبيعي أن تخرج فتاة بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش، لا أجعل ذلك قطعًا مبررًا للتحرش ولا أعفي المتحرش من العقوبة، ولا أبُيح التحرش بمن تلبس كذلك، حتى لا يؤول ضعاف العقول كلامي، لكنني أعتقد أن من تصنع ذلك جزء من المشكلة وإذا أردنا علاج المرض لا بد من قطع كل أسبابه ومحاسبة الجميع، فمن تستعرض جسدها بزي فاحش أمام شباب تملؤه الرغبة ويمنعه الفقر فهي شريكة في الجرم".
كلام "رُشدي" لا يمكن أن يُقرأ بعيدًا عن دائرة التلاعب بالألفاظ، فمثلًا حينما تقول لشخص أنت حمار، لكني أحبك، هل هذا ينفي الإهانة عنه، بالقطع لا، هذا ما فعله عبدالله رشدي، قال جملة مكتملة الأركان وهي: "ليس من الطبيعي أن تخرج فتاة بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش"، لم يقتطع أحد الجملة أو يُخرجها عن سياقها، ولم يحذف أحد الاستثناء عن النفي الذي يسبقه لتكون على طريقة "لا تقربوا الصلاة"، المعني الحقيقي للجملة أنه ليس من حق الفتاة التي يرى هو- من وجهة نظره- أنها ترتدي ملابس للنوم أن تشكو من التحرش.
يعود بعد ذلك ليقول: "لا أجعل ذلك مبررًا للتحرش"، ليكون هنا قد قال الشيء ونقيضه، وهو هنا بين أمرين الأول أنه يُدرك- يقينًا- أن ما يقوله هو حض على جريمة التحرش، فيحول أن يخلق بابًا للنفي، وفي ذات الوقت يُعبر عن نفسيته التي ترى أن المرأة هي السبب وتلك جريمة أخرى.
إحدى مُتابِعاته على السوشيال ميديا وجهت له سؤالًا بأنه بنفس المنطق ليس من حقه أن يرتدي ثيابًا تبرز رجولته طالما أن الخطأ هنا على الطرف الآخر، فكان رده عليها بمنطق تحرشي: "إيه فتنتك"، إذًا نحن هنا أمام رجل يلوي الحقائق بناءً على نفسيته التي لا تحتاج إلى توصيف.
منطق "رُشدي" يلقى رواجًا لدى رواد السوشال ميديا من غير المتخصصين فيما يكتب، ,يفرح هو بإشاداتهم ولا يعرف الفرق بين إشادات العامة وإشادات المتخصصين، ولذلك صنع لنفسه "دراويش" يقولون إن القول ما قال "رشدي"، ففي مرةٍ علق على شيء مثار على السوشيال ميديا فقال أحد متابعيه: "أعطه يا شيخ"، فرد عليه قائلًا: "سأصلي المغرب وأزيد في إعطائه"، ليدغدغ مشاعر متابعيه فتعلو أصوات التكبير الفيسبوكي التي يُرهب بها خصومه، وبالمناسبة هي لا تساوي عندي جناح بعوضة.
المنطق ذاته عند أبو إسحاق الحويني، الرجل الذي يرى أن ملابس النساء سببًا للتحرش، فقال إن بعض الشباب اشتكوا له من أن النقاب يُفتن أكثر من المرأة المتبرجة، لأن الشاب يصور المرأة المنتقبة كما يُريد، ونجله "حاتم" اتفق مع عبدالله رشدي في كل ما ذهب إليه.
إذا نحن هنا أمام معضلة، فملابس النوم والنقاب يفتنان، فماذا نفعل؟ هل نطلب استيراد زي رواد فضاء لعله يكون المانع؟
هذا الاقتراح لم يُجد نفعًا، إذ خرج علينا الداعية السلفي سعد عرفات، ليقول إن السبب في التحرش هو المرأة ذاتها وليس لبسها، لأنها خرجت من الأساس دون مبرر.
كل تبريرات الأربعة تأخذنا إلى اختراع جديد هو "الملابسية"، بمعنى أن نُصنف النساء بناءً على الملابس ونحدد لهن شوارع يسرن فيها، فنخصص شارع للمنتقبات، وشارع لمن ترتدي العباءة، وشارع لمن ترتدي البنطال الواسع، وآخر لمن تلبس البنطال الضيق، وكل ذكر يختار الشارع الذي لا يُفتنه ويسير فيه، وبعد سنتين نترك مواجهة الطائفية والتصنيف، لنبحث عن حلول لـ"الملابسية" التي ضربت المجتمع.
إذًا ما الحل؟
عبدالله رشدي قال: "إذا أردنا علاج المرض لا بد من قطع كل أسبابه ومحاسبة الجميع، فمن تستعرض جسدها بزي فاحش أمام شباب تملؤه الرغبة ويمنعه الفقر فهي شريكة في الجرم".
إذا كان هناك مبرر ولو بنسبة 1% في أن الشباب لا يمكنه أن "يُمسك نفسه" في ظل ملابس المرأة التي تثيره، كما ذهب الأربعة عبدالله رشدي والحويني الكبير والصغير وسعد عرفات، فإن هذه دعوة لتقنين البغاء لا لتبرير التحرش بزي المرأة، ولو تقدم أحد بطلب لذلك فليس من حقهم الاعتراض عليه لأن الشباب تملؤه الرغبة فماذا يفعل؟



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني
- أمنيتي رصاصة
- بسم الجوكر والتتش وروح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- بسم الجوكر والتتش ورح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- لا تبكِ على بيض -ممشش- ولا -غنيم- محشش
- -صلاح- اللاعب من صلاح الرعية
- -سيرة أبو شمام-
- -الممر- ضاق علينا.. نظرة ومدد يا وطن
- إلى الدكتور خالد منتصر: -إنما للهبد حدود-
- مروة قناوي ..-يتيمة الابن-
- -نبيهاليا- ..رايحين على أرض النخيل
- -ياسر رزق ..اغسلها وتوكل-
- ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-
- -السيسي والطيب- ..ومعركة -أنت عارف وأنا عارف-
- القول المفيد في جرائم -تركي والخطيب- ..الأزمة في السياسة
- ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟
- معتقلو الفسحة ..عيطي يا بهية على القوانين
- إلى الموهوب إبراهيم عيسى: -حمرا -
- في حب النيل وشيرين
- -عبدالناصر- .. كبيرهم الذي علمهم النصب


المزيد.....




- الداخلية الكويتية تعتقل متهما من الأسرة الحاكمة هاربا من تنف ...
- رويترز: العراق ملجأ اللبنانيات البديل للولادة
- السحر ينقلب على الساحر.. نجم ميلان يفند ملابسات اتهامه بالاغ ...
- تفاصيل جديدة بعد مقتل مصري في أستراليا على يد زوجته على طريق ...
- علاجات سرطان الثدي الشائعة وعلاقتها بشيخوخة النساء
- استفيدي بالدعم .. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت با ...
- سن التقاعد الجديد للنساء في الجزائر! وزارة المالية تُعلن تعد ...
- ناشطة في حقوق المرأة والطفل تندد بتعديلات قانون الأحوال: تتع ...
- تايلور سويفت تصبح أغنى امرأة في عالم الموسيقى
- جرائم الرفض.. فتاة مصرية تتعرض للاغتصاب الانتقامي


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيد طنطاوي - دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة -النصف السفلي-