أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-














المزيد.....

..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة ومن دون مقدمات، خرج علينا الصحفي جابر القرموطي ليصرخ قائلًا: "معلش إحنا بنتبهدل"، شاكيًا في ذلك البطالة التي يُعانيها منذ شهور وأنه خلال هذه الفترة عاطلًا عن العمل في الفضائيات.
الثابت إنسانيًا أن البطالة شعور قاسي، قد يُضاهي الموت حرقًا خاصة مع عزيزي النفس، لكن في الوقت ذاته كانت كتابة "القرموطي" فرصة للتندر والسخرية لا التعاطف، وهذا ليس عجزًا في أسلوبه، لكن الكذب لا يستحق الشفقة.
ادعى "القرموطي" أنه عاطلًا عن العمل في الـ53 من عمره، وربما فاته أن يقول إن الرأس اشتعل شيبًا، ولا أحد يعرف كيف لرجل بقى على خروجه على المعاش بضع سنين يقول إنه عاطلًا، فهو نائب رئيس تحرير الأهرام، ويكتب مقالًا أسبوعيًا في مجلة الأهرام العربي التي ترعرع فيها، ولمن لا يعرف فإن مؤسسة الأهرام هي الأعلى في رواتب الصحفيين بين جميع المؤسسات الصحفية القومية، ومع درجته كنائب لرئيس التحرير فيمكن بسهولة ويُسر أن يعرف الجميع أنه من الفئة "أ" في الرواتب.
"ومن شر حاسدٍ إذا حسد"، راتب "القرموطي" لا يقل عن 10 آلاف جنيه، ولن نحسب له بدل التكنولوجيا الذي تقدمه نقابة الصحفيين لأعضائها، وبعيدًا عن حسابات الدخل، فإنه كيف لـ"جابر" أن يقول أنه عاطلًا وهو على ذمة أكبر جريدة في الشرق الأوسط ومن أكبر صحف العالم، لهذه الدرجة يحتقرها؟!
نسى أو ربما تناسى قدره ومكانته كـ"صحفي" في المقام الأول والأخير ولم يتحرج في أن يكتب عن نفسه كمتسول يطرق الأبواب ليتسول عملًا إضافيًا، عارضًا في ذلك خدماته كما البهلوان: "أنا الذي أدخلت الحمار وأحضرت الخراف، وخاطب المسئولين لعلاج مريض وحركت إسعاف لتنقذ حالة وفعلت كذا وكذا وأنا الذي واللذين ..، وربما كتب بين سطور المقال: "فرصة عمل لله يا محسنين" وحذفها القائمون على الجريدة حتى لا يتسخ ثوب المهنة أكثر.
"جابر" يُعدد علينا مآثره، وأنه رغم كل هذا لا يجد فرصة عمل، في حين أنه لم يتحرك حينما فصلت القنوات التي يعمل فيها شباب الصحفيين وألقت بهم في الشارع، كما أن رجال الأعمال أصدقاءه شردوا المئات منهم، فلم يبد اهتمامًا، وهل يعلم "القرموطي" أن هناك صحفيين يعملون بنظام المكافآت التي لا تتجاوز 500 جنيهًا؟، هل يعلم أن هناك صحفيين مرتباتهم لا تتجاوز 1200 جنيهًا؟، هل يعلم أن معظم شباب الصحفيين يحاولون العمل في "شفتين" صباحًا ومساءً من أجل قوت يومهم فقط؟ هل يعلم أن هناك حالات فصل بالجملة للصحفيين حدثت ولم يتحدث عنها برنامجه بسبب علاقاته برجال الأعمال؟.
المهنة تتقزم على لسان "جابر" ومن قبله "الغيطي" الذي خرج ليعدد مآثره في الكذب وأنه ساند السلطة في صدقها وكذبها وحقيقتها وزيفها، فلم يقل أي منهما أنهما نقلا للناس الحقيقة وواجهوا السلطة، بل كل منهما كان يفخر بالتأييد المطلق فقط.
حينما كانت الصحافة لا تعرف "القرموطي" أو "الغيطي"، دار حوار بين نقيب الصحفيين الأسبق ونقيب النقباء كامل الزهيري والرئيس الأسبق أنور السادات حول الصحافة، وتهكم السادات قائلًا: "شوف لنا صحفيين يمكن ينفعوا يكونوا وزراء"، فرد عليه النقيب قائلًا: "في وزراء لا يصلحون صحفيين من الأساس".
الغريب أن مهنة القلم الحر تقزمت لدرجة أن جابر القرموطي لم يستطع أن ينطق صراحة بمنّ الذي منعه، في حين أن الممثلة غادة عبدالرازق فعلتها وجهرت بها، وما زال "جابر" يُغازل لعل هناك من يمنّ عليه بفرصة عمل ولو في الإذاعة.
الرعب الذي أصاب "القرموطي" جعله يغازل بطريقة "خلوا بالكم في دفة تانية"، ليختتم مقاله بأن رئيس قناة تبث من الخارج اتصل به ليعمل في القناة، لكنه رفض لأنه يعشق البلد، هل العمل بالخارج دون أن تمس الوطن بسوء أصبح عيبًا؟.
بعيدًا عن المزايدة فإن "جابر" الذي يُذكرنا بأنه تخطى الـ53 من عمره، ظل طوال هذه السنوات في المهنة، لكنه لم يُدرك أو يعرف أن المهنية إذا حكمت قواعد العمل فإنها يُمكنها أن تجعل أي منظومة خلية نحل، دون أن تتداخل الاختصاصات.
"جابر" على طريقة جحا لم يتحرك لسانه إلا حينما أتته الفاحشة، بدليل أنه لم ينطق إلا بعد محاولات فشلت، وقال: أتحدث عن حالة عامة نلمسها جميعا، لكن نستحى أو نخاف من الكلام عنها"، أي أنه ظل خائفًا إلى أن أصابته النيران.



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السيسي والطيب- ..ومعركة -أنت عارف وأنا عارف-
- القول المفيد في جرائم -تركي والخطيب- ..الأزمة في السياسة
- ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟
- معتقلو الفسحة ..عيطي يا بهية على القوانين
- إلى الموهوب إبراهيم عيسى: -حمرا -
- في حب النيل وشيرين
- -عبدالناصر- .. كبيرهم الذي علمهم النصب


المزيد.....




- تقرير: ترامب يقترح تشكيل لجنة يمكنها إقالة جنرالات في الجيش ...
- مؤيد قوي لإسرائيل ودعا إلى تدمير غزة.. ترامب يرشح -صقر الحرب ...
- مشروع قرار لمجلس الأمن حول -وقف فوري- لإطلاق النار في غزة.. ...
- ترامب يسمي مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط
- الولايات المتحدة.. انفجار هائل بمصنع في كنتاكي وإصابة 11 عام ...
- روسيا.. ابتكار طائرة مسيرة للعمل في حقول النفط والغاز والمنا ...
- ترامب يعلن اسم الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية
- روسيا تعتزم فتح سفارات في عدد من الدول الإفريقية
- مشجعو باناثينايكوس اليوناني يرفعون الأعلام الفلسطينية ويرددو ...
- نيبينزيا: الولايات المتحدة وإسرائيل مذنبون بقتل أكثر من 43 أ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-