أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الأول)















المزيد.....

الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الأول)


مصطفى صامت

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 04:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد حافظ الحراك الوطني على نوع من التوازن بين تياراته الفكرية منذ بدايته، وقد ساهم القمع الذي مارسه النظام القائم على جميع الحراكيين دون استثناء الى خلق نوع من الوحدة و التوازن بين تيارات الحراك الى درجة بعث احساس واعتقاد جماعي لا شعوري بضرورة تجاوز كل ما يمكنه زعزعة هذه الرابطة والتجانس، فقد شهدنا في مسيرات الحراك صور جميلة ومعبرة، غير معهودة، جمعت الجزائري الاسلامي بقميصه ولحيته بالجزائرية العلمانية بلباسها العصري الغربي... ، لكن سرعان ما تسببت الاستراحة المؤقتة للحراك التي فرضها الحجر الصحي بعودة الصراع العلماني/ الاسلامي في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ معه تلاشي تدريجي ونسي لذلك الشعور الجماعي الاول حول ضرورة تجاوز الخوض في الايديولوجيات.

وقد بدأ مباشرة بعد الإعتداء الذي تعرض له عراب التيار العلماني بالجزائر الدكتور سعيد سعدي في فرنسا من طرف شخص يحسب على التيار الاسلامي حسب أفكاره التي روج لها على النت. الاعلام المأجور استغل القضية وروج لها بقوة لغرض تقسيم الحراك الشعبي، وسعيد سعدي ادان سكوت فصيل من التيار الاسلامي الممثل في حركة رشاد عن ذلك الفعل واتخذ من ذلك الصمت دليل ادانة وتواطؤ ، وبعد سلسلة من المقالات التي وجه فيها سعدي سهامه الى هذه الحركة خرجت رشاد وأتباعها للرد عليه.

يرى بعض من التيار العلماني أنه من الضروري وضع حد لتوغل الفكر الاسلامي الذي تروج له حركة رشاد، التي هي فرع من تنظيم الإخوان ويكون الفيس جزء منه كذلك، في اوساط الشباب خاصة من الجيل الجديد الذي لم يعش العشرية السوداء ولا تأثيرات ما سمي بالصحوة الاسلامية على المجتمع الجزائري الذي كانت له صورة عصرية جميلة في اوائل السبعينيات قبل أن يحل عليه السواد في الثمانينيات، فالتاريخ يذكر كيف استغل الفيس أحداث 5 أكتوبر وركب موجتها حتى وان كان جزء منها. وان كان تيار سعيد سعدي الذي بادر بقصف خصومه عبر مقالاته يدعم حتى الآن الحراك الوطني و منذ بدايته ، بل يُشهد له أنه كان من المفكرين القلائل الذين كانوا يخلقون ويغذون الحراك بالافكار السياسية العميقة والتنويرية ، يوجد هناك تيار آخر بتوجه علماني أكثر تطرفا قاطع حتى الحراك الوطني بحجة أن نتيجته ستكون احلال الدولة الاسلامية محل النظام القائم وهو ما سينقل حالهم من السيئ الى الأسوء، حسبهم، ويعتمدون في طرحهم هذا على فكرة أن اغلبية الشعب على ثقافة وتوجه اسلامي وأن الديمقراطية في نظهرهم هي حكم الاغلبية للاقلية وليس الحكم الذي يرعى ويصون حرية وحقوق كل الشرائح الاجتماعية دون اقصاء .

التيار الاسلامي من بقايا الفيس ورشاد ، حسب ما يعرف عن تاريخهم وفلسفتهم يمكن أن نقول أنهم اعتمدوا استراتيجية التقية (كتمان النوايا الحقيقية الى حين بلوغ الهدف ) التي تعتمد عليها كل التيارات الاسلامية لما تكون في موضع الضعف، أو أن ثقافة المجتمع الجزائري اليوم الأكثر تفتحا من سنوات التسيعينات لا تسمح لهم بالكشف عن أفكارهم الاسلامية الحقيقية، فقد حاولت تجنب الدخول في هذا الصراع قدر الامكان، حتى وإن قامت مؤخرا بالدفاع عن نفسها لكن عن طريق ممارسة اسلوب التخوين والتشويه والتسفيه المعروف عنها ضد خصومها بوصف سعيد سعدي مثلا بعميل الجنرالات وأن ما يقوم به تياره هو لحساب النظام قصد تحطيم وحدة الحراك . بدل مناقشة أفكاره خاصة من موضعها كحركة سياسية.

رغم هذا فيشهد للتيار الاسلامي، الذي هو تيار معارض، أنه اعتمد على خطاب وسطي منذ بداية الحراك قبل عودته الى اسلوب التخوين مؤخرا من بعض رواده . وقبل ذلك تسائل البعض إن كان علي بلحاج قد تَعَلْمَنَ بسبب تصريحاته الوسطية وهو الذي كان يكفر بالديمقراطية في التسعينات. فهل هو تغيير حقيقي تطوري أم مجرد خطاب سياسي مؤقت فرضته الظروف والمعطيات الراهنة سرعان ما سيتراجعون عنه بعد تغيير المعطيات ؟

لا ريب أن الخبرة قد جعلت التيار الاسلامي يدرك أن بلوغ السلطة في المرادية لا يمكن أن يتحقق إلا بتوحيد الصفوف وخاصة التحالف مع خصمه الايديولوجي من التيار العلماني الذي إن حدث وأن وقف في وجهه فلن يحصل على شيئ، وهو ما جعل تيار الفيس ورشاد يبالغ في مغازلة منطقة القبايل التي تعتبر معقل التيار العلماني بالجزائر بل وصل ذلك الى فتح قناة تلفزيونية بالقبائلية ( المغاربية2) . ويظن هذا التيار أن اسقاط النظام الحالي واجراء انتقال ديمقراطي بانتخابات شفافة مع الدعم المالي والسياسي الخارجي الذي تحضى به منظماته سيفضي دون شك الى حكم اسلامي اخواني في الجزائر يقدمه لهم الشعب الجزائري الذي يرون أن اغلبيته لازالت على القناعات السياسية في التسعينات.

من جانب آخر هناك تيار حراكي ثالث وهو الأكبر حجما والأكثر تأثيرا حتى الآن، اغلبية رواده من الجيل الجديد، مشكل من كل الشرائح الوطنية تقريبا، يرى أن حراكهم قد تجاوز هذه الحساسيات التي غالبا ما تكون المادة الدسمة التي يستثمر فيها النظام لنقل الصراع من الصراع العمودي (شعب/سلطة) الى الافقي (شعب/شعب) ، وأن السبيل الوحيد لبناء جزائر لكل الجزائريين هي توحيد الصف عبر حراك وطني سلمي يطالب بتغيير جذري يحقق دولة العدالة والمؤسسات المستقلة، جزائر الحريات والديمقراطية التي تصون حقوق وكرامة الجميع، جزائر الشعب والسيادة لا جزائر اللوبيات والجماعات والعمالة للقوى الأجنبية.
يرى هذا التيار أن اقامة دولة العادلة والمؤسسات المستقلة سيتقضي على مشاكل الهوية العالقة والأيديولوجيات المفتعلة لأغراض سياسية

وهذا التيار الأخير أصبح اليوم يحمل على عاتقه عبء ثقيلا يتمثل في ضرورة حل معادلة معقدة للرد على أسئلة التيار العلماني والاسلامي معا وأهم هذه الاسئلة هي:

- على أي أساس يطلب من الجزائريين تجاوز او السكوت عن هذه النقاشات الايديولوجية لحماية وحدة الحراك ونحن نعلم أن النظام الذي يناضل الحراك لعزله هو أصلا صاحب مبدأ تجاوز الحديث في الايديولوجيات والافكار المختلفة لحماية وصون الوحدة الوطنية، ثوابت الامة، الدولة، النظام، السلطة ... وكانت نابعة من فكرة احتقار لقدرات الشعب الذي قيل عنه " ميعرفش صلاحوا" ونتيجة ذلك كانت الحزب الواحد ونصف قرن من الركود . كما أن فكرة " ce n est pas le moment" التي تم اعتمادها في 1949 و 1962و 2014 ... هي سبب كل مآسي التيار التقدمي والديمقراطي ؟

- كيف يمكن أن تتحقق أهداف الحراك في ظل وجود اختلاف فكري عميق بين التيار العلماني و الاسلامي الاول يرى أن الدولة يجب أن تكون علمانية محايدة تحمي حقوق وحرية جميع الأفكار والتيارات بما فيها الافكار التي تعارض مبادئ الجماعات الاسلامية كحرية الضمير و فكرة المساواة بين الجنسين ... والحراكات الاسلامية التي ترى أن الديمقراطية هي حكم الاغلبية وبالمنظور الديني الذي لا يمكن للتيار الاسلامي أن يحكم دون أن يطبق أفكار الشريعة الاسلامية بما أنه يُعرف نفسه كحامي لهذه القيم الدينية كحزب اسلامي مثل التحكيم للشريعة وللفقه بدل الاحكام المدنية ؟

يتبع ...



#مصطفى_صامت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية ...
- أسماء حمبلي، أوراسية تخترق منطقة اللامفكر فيه بالقول أن الإن ...
- مؤرخوا البلاط أو مؤرخوا زوج دورو كما يسميهم الجزائريون ، محم ...
- القومية العربية والفينيقية في لبنان والدور الفرنسي لإسقاط ال ...
- بلغاريين في الجزائر دون علم المؤرخيين ؟؟
- خرافة عروبة الفينيقيين والدجل التاريخي للعروبيين في الجزائر
- حراك 22 فيفري بالجزائر ... خلفيات وتحديات
- لماذا تتربع ولاية تيزي وزو على قائمة الناجحين في شهادة البكا ...
- أسئلة غير بريئة في فرضية الأصل المشرقي للامازيغ
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما يدعون ويعدون فإن ت ...
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما تدعون وتعدون فإن ت ...
- ظاهرة الماك (MAK) في الجزائر ليست إرهابا إنما تعبير صارخ ودل ...
- لمذا تدفع منطقة القبايل الجزائرية ثمن تضحياتها كل مرة ؟
- مشكلة عثمان سعدي مع رأس السنة الامازيغية .
- صراخ المدرسة الجزائرية بعد وضع الوزيرة بن غبريت يدها على الج ...
- الاكاديمية البربرية بباريس والطابور الخامس للعربواسلاميين .


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الأول)