أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - حراك 22 فيفري بالجزائر ... خلفيات وتحديات















المزيد.....

حراك 22 فيفري بالجزائر ... خلفيات وتحديات


مصطفى صامت

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 23:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان إعلان ترشيح رئيس الجمهورية الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة بمثابة الصفعة التي أيقظت الجزائريين وأشعرتهم بالخطر المحدق بمستقبلهم واستقرار بلدهم ، وقد تيقن الشعب بعد أن كان بعضهم في ريب بأن الجماعة التي تحكم البلد قد صممت على جعل مصالحها الشخصية والحزبية فوق كل اعتبار بل حتى على مصلحة البلد ومن عليه .
وفي خضم هذا الجو المشحون بالغضب والاحتقان ، قٌدم للشعب خياران وتم إيهامه ان لا خيار ثالث له ، فإما الطاعون أوالكوليرا، لكن الشعب اختار ان لا يمرض ، وهذا بكسر حاجز الخوف الذي سكن القلوب والجوارح لعقود و خرج الى الشارع مطالبا بإلغاء العهدة الخامسة وبالتغير الشامل في سلمية وممارسة حضارية لم نشهدها حتى في حراك السترات الصفراء بفرنسا الحضارة والتقدم والقدوة كما تصور دائما . وقد خرج مئات الآلاف من المتظاهرين الى الشارع في كل مناطق الوطن تقريبا دون ان نسمع عن جرح أو سقوط أي متظاهر بسبب التزاحم الشعبي في الطرقات في حين أننا شهدنا النساء والرجال تدهسهم أرجل الحشود التي تم حشدها في القاعات الكبرى لدعم الرئيس في عهدته الخامسة . للرد على استفزازات المسؤولين بتهريجاتهم البوليتيكية فحطم المتظاهرون الذين كانت اغلبيتهم الساحقة من الشباب ، كل التوقعات في حراك 22 فيفري ، وكان الحراك خارج كل تحليلات المحللين الذين ركزوا على معطيات سابقة كادت أن تكون سمة الشعب لعقود على شاكلة ، لا أمل في هذا الشعب ، شعب خنوع ، شعب الكاشير ، شعب يعشق الذل والهوان ، شعب مستقل عن السياسية ، شعب عنيف لا يميت بصلة بالثقافة والتحضر ...
لكن ما يلاحظ في شعارات هذا الحراك هو أن أغلبية المتظاهرين طالبوا بإلغاء العهدة الخامسة للرئيس المريض كشرط وحيد للعودة الى البيوت والسكوت فغاب على الكثير منهم أنه ليس الرئيس من لازمه المرض فقط إنما البلد كله ، وأن التغيير لن يأتي بتغيير الرئيس فقط ، بل بتغيير كل منظومة الحكم ، فقد غاب على البعض كذلك أو انه تناسى أن لا وجود لعهدة خامسة ولا رابعة ولا ثالثة ... بل هي مجرد عهدة واحدة لجماعة وجدة التي بدأت بعد انقلابها على الحكومة المؤقتة الشرعية في صائفة 1962 ، ولأن هذه الجماعة الإنقلابية كانت ولازالت فاقدة للشرعية الشعبية والسياسية و التاريخية فقد حكمت بالوهم والنفاق وخدعت الشعب ، بالإستثمار في الشعبوية والمتاجرة بالدين والرموز الوطنية ، فليس من الغريب أن تسكت فرنسا أو تزكي العهدة الخامسة للرئيس المريض إذا علمنا أن شكوك كثيرة تحوم حول علاقة فرنسا بجماعة وجدة الانقلابية التي كانت تقود جيش الحدود الذي بقي خارج المعارك التي كان يخوضها ثوار الداخل ضد فرنسا بالجبال والمدن الكبرى ، فالغريب هو أن جيش الحدود المتمركز على الحدود الشرقية والغربية في غارديماو التونيسية ، ووجدة المغربية تحت إمرة جهاز المالج MALG ، كان يتكون من 31 ألف جندي عام 1960 (01) بينما كان جيش ثوار الداخل الذي يخوض المعارك التحريرية لا يتعدى 9 ألاف مقاتل يفتقد الى السلاح والمعونة . فما منع 31 جندي من جيش الحدود للدخول الى البلد للمشاركة في المعارك ؟
وإذا كانت أسلاك شال وموريس هي السبب فما هي الخدمة التي قدموها للثورة غير انتظار الاستقلال الذي حققه ثوار الداخل للانقضاض على البلد ؟ وكيف نفسر استلام جماعة وجدة بقيادة بومدين لأموال من طرف فرنسا كانت قد صادرتهم من فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا ، كما قامت فرنسا بتموين جيش الحدود بالبنزين والمازوت اللازم أثناء عملية اقتحامه للعاصمة من الغرب (02) ، كما تحدث توفيق الشاوي في مذكراته عن حجم الاموال الفرنسية التي كانت تتدفق على جماعة وجدة؟ (03) ، فكيف نفسر كذلك تسخير فرنسا لطائرة عمودية في خدمة بن بلة في تنقلاته الى مناطق البلاد للبحث عن مؤيدين له لبلوغ منصب الرئاسة وهذا في خضم الصراع السياسي بين جيش الحدود وثوار الداخل ؟ (4)
إن الأزمات الوطنية المتكررة في كل عقد من الزمن ، وطغيان البهتان والكذب ببيع الوهم للشعب من طرف النظام الحاكم طيلة نصف قرن وظهور أوليغارشية مالية متحكمة في مؤسسات صنع القرار ، وخلق تحالفات حزبية سياسية لدعم النظام مقابل تقاسم الريع كما لم يحدث في أي بلد غير الجزائر هو نتيجة الإعاقة التي ولدت بها الدولة الوطنية من رحم انقلاب صائفة 1962 لجيش الحدود على الشرعية ،وإقصاء ثوار الداخل من مراكز القرار ومؤسسات الدولة ،رغم أنهم نواة الحرب التحريرية ، وهو ما فتح علينا باب الصراع السياسي و الأيديولوجي إلى يومنا هذا، فما بني على باطل فهو باطل ،ولا يمكن للدولة أن تستمر على ذلك المنوال ، وقد آن الأوان لشعبنا أن يعلم أن معالجة الامور لا بد ان تمس المسائل الجوهرية بالانتقال الى الجمهورية الثانية عبر جمعية عامة وتوافق وطني ثم تصحيح ومعالجة كل مشاكل الجمهورية الأولي الفاقدة للشرعية والتي تم بنائها على أساس غير متين .
وهذا لن يكون عبر صناديق الاقتراع بتقديم مرشح منافس للنظام الحاكم كما يتوهم البعض ، بل بمقاطعة الانتخابات والتحرك في الشارع لفرض الامر الواقع بدل الاكتفاء بالمقاطعة من أجل المقاطعة فقط ، فالمشاركة في العملية الانتخابية تحتاج الى جو ديمقراطي وحرية سياسية وتساوي الفرص والعدالة وهي الشروط التي سحبها النظام الحاكم ومنعها عن غيره ، فما الغرض من المشاركة في انتخابات مزورة مسبقا إلا إذا كان الغرض منها إعطاء الشرعية لمرشح النظام ؟
لن يتحقق التغير الإيجابي في الجزائر إلا بالحراك السلمي الموحد لكل الشرائح وبالصبر والعزيمة ورفع درجة الحيطة وروح المسؤولية والوعي لدى كل فرد جزائري .وجعلها ثورة سملية حتى النصر لبناء جزائر لكل الجزائريين.


الهوامش :
01- Histoire de la guerre d Algérie, Bernard Droz, Evelyne Lever,1982,p268

02- Algeria: A Revolution That Failed. By Arslan Humbaraci. (New York: Frederick A. Praeger. 1966. P117
03- توفيق محمد الشاوي، مذكرات نصف قرن من العمل الاسلامي (1945-1995) ،القاهرة ،دار الشروق ،2000
4- R .Malek,L’algerie a Evian ,p267



#مصطفى_صامت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتربع ولاية تيزي وزو على قائمة الناجحين في شهادة البكا ...
- أسئلة غير بريئة في فرضية الأصل المشرقي للامازيغ
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما يدعون ويعدون فإن ت ...
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما تدعون وتعدون فإن ت ...
- ظاهرة الماك (MAK) في الجزائر ليست إرهابا إنما تعبير صارخ ودل ...
- لمذا تدفع منطقة القبايل الجزائرية ثمن تضحياتها كل مرة ؟
- مشكلة عثمان سعدي مع رأس السنة الامازيغية .
- صراخ المدرسة الجزائرية بعد وضع الوزيرة بن غبريت يدها على الج ...
- الاكاديمية البربرية بباريس والطابور الخامس للعربواسلاميين .


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - حراك 22 فيفري بالجزائر ... خلفيات وتحديات