أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصة الكلاسيكية في مجموعة -خبز الآخرين- محمود شقير















المزيد.....

القصة الكلاسيكية في مجموعة -خبز الآخرين- محمود شقير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


القصة الكلاسيكية في مجموعة
"خبز الآخرين"
محمود شقير
هناك مجموعة ميزات في مجموعة "خبز الآخرين"، بداية على صعيد الفكرة، فهناك حضور للريف الفلسطيني، إن كان من خلال الشخصيات التي تجد في المدينة/القدس متنفس لها على الصعيد الاقتصادي، لكن على الصعيد الاجتماعي كانت المدنية مكان للشقاء والضياع والذل، ونجد تفاوت المفاهيم الأخلاقية بين سكان الريف وسكان المدينة، خاصة في قصة العنوان "خبز الآخرين" التي تتعرض فيها "خديجة" لمحاولة اغتصاب من أحد السكان، بعد أن يستدرجها لبيته بحجة شرائه العنب، ونجد العديد من العبارات التي اطلقها سكان المدينة والتي تحتقر الفلاح، جاء في القصة: "خبز الآخرين":
"ـ انصرفي ..هيا ...انصرفي...اخرجي... صحيح فلاحين بقر" ص31، هذا ما قاله الرجل بعد فشله في محاولة اغتصاب خديجة واستدراجها لمآربه، والنظرة الدونية لفلاحين لم تقتصر على رجال المدينة فحسب، بل طالت النساء أيضا: "، فلاح مصدي، دائما تسعل" ص37، هكذا تم مخاطبة "أبو إسماعيل" من قبل صاحبة البيت، التي يعمل عندما جنائني، والصراع بين الريف المدينة لم يقتصر على الناس فحسب، بل طال المدينة كمدينة والأفراد، فالمدينة كانت سبب (ضياع) الفلاحين وأموالهم، وهذا ما نجده في قصة "الفتى الريفي"، الذي (يبعزق) أربع دنانير على الملابس والطعام في يوم واحد، علما بأن أسرته كانت بأمس الحاجة إليها لشراء الطحين وسداد ما عليهم من دين لصاحب الدكان، وفي قصة قصية "اليوم الأخير" يعود زوج امينة، أبو طاهر" إلى بيته جثة هامدة بعد أن انقطع به الحبل وهو معلق على جدران العمارة، وفي قصة "متى يعود إسماعيل" نجد فقدانه "إسماعيل" وقتله بعد أن الاشتباكات التي حدثت أثناء زيارة أمه للمدينة، فكانت المدنية مكان قاس وسبب الموت والشقاء لأبطال المجموعة.
الصراع الطبقي
القاص ينحاز للفلاحين الفقراء، فالقصص التسعة التي تتشكل منها المجموعة تحدثت عن أشخاص فقراء وحتى معدومين كما هو الحال في قصية "والنار ذات الوقود":
"...وملأ له التنكة حتى كادت تفيض، استغرب العامل: ملأتها كثيرا يا رجل... العمارة عالية!
ـ أمش.. هذا بدل الحليب يا مغفل" ص46.
وفي قصة "نجوم صغيرة" فالأسرة لا تملك الأسرة "عشرة قروش ثمنا لشراء مصباح نمرة اثنين:
"ـ أبو موسى، أمي تقول لك اعطني مصباح نمر اثنين.
أ هاتي عشرة قروش.. يلله
ـ أبي سيدفع لك.
ـ الدين ممنوع، امشي يلله...أمش يا بنت، اسعروا على ضوء النجوم الليلة" ص56، فالمجموعة تتحدث عن الفقراء (والصراع الطبقي) وكيف ان الأغنياء يعاملون الفقراء بطريقة غير سوية، وإذا أضفنا الطريقة السيئة التي عومل بها أبو إسماعيل من قبل صاحبة البيت: "ـ أنت فلاح سافل" ص42، وفي قصة "اليوم الأخير" عندما: "ـ انقطع الحبل وسقط عن العمارة" ص81، نكون أمام مجموعة تقدم الفئة الريفية الفقيرة والتي لا تقدر على تأمين متطلبات الحياة الأساسية.
اسماء الشخصيات ودلالتها
يركز القاص على اسم "إسماعيل" في اكثر من قصة، كما هو الحال في قصية "متى يعود إسماعيل، بقرة اليتامى" وهذا له دلالة على حالة الظلم الذي وقع لإسماعيل (أبو العرب) من قبل (إبراهيم) والذي قدمه قربانا بعد ان جاءته الرؤيا، ونجد القاص يسمي الشخصيات بأسماء شعبية.
في قصة "أهل البلد" تتحدث عن "عزيزة" التي تتهم بأنها عرضت نفسها على حسين أبو صفة، بينما كان الشخصيات السلبية "أبو ماجد، المختار، وزوجها مجهول الاسم، وهذا يشير إلى أن القاص (يمتعض) من الشخصيات السلبية ويتجاهل ذكر اسمائها.
في قصة خبز الآخرين" يتحدث عن "خديجة" التي تتعرض لمحاولة الاغتصاب من أحد الرجال دون ذكر اسمه أيضا، تأكيد على أن القاص لا يريد أن يذكر اسماء الاشخاص السيئين.
وفي قصة "بقرة اليتامى" نجد شخصية "أبو إسماعيل" الذي يتعرض لمعاملة قاسية من سيدة البيت دون أن يذكر اسمها.
وفي قصة "والنار ذات الوقود" يتحدث عن "فايز، حليمة" وهما كانا ايجابيين في القصة.
وفي قصة "نجوم صغيرة" هناك، أبو وليد، وليد، خميسة" وصاحب الدكان السلبي "أبو موسى" أبو موسى" له دلالة سلبية عند الفلسطينيين حيث أن اليهود يعتمدون على تاريخه وسيرته لاحتلالهم لفلسطين.
في قصة "الفتى الريفي" تتحدث عن "توفيق الفار" الذي يتمرد على واقعه الاقتصادي في القرية، فيقرر الذهاب إلى المدينة والحصل على ما يفتقده في القرية، ورغم (ندمه) وعدم قناعته فيما أقدم عليه، يبقى للاسم معنى مختلط "توفيق الفنار" معنى ايجابي، توفيق" وآخر سلبي "الفار".
وفي قصة "اليوم الأخير" هناك الأم "أمنية" والابناء "زينب وطاهر" وهذا الاسماء انعكست بمعناها في القصة، فالأم امينة كانت امينة على اسرتها أثناء غياب زوجها العامل في المدينة، ونجد ابناء "الطاهر" النقي من الشوائب والسلبيات، أما "زينب" فيعطي دلالة على الظلم الذي ستتعرض له بعد أن فقدت ابيها.
في قصة " البلدة القديمة" نجد أيضا اسم مختلط، يتداخل فيه ال"إيجابي "فرح" مع السلبي "الحافي" وهذا ما كان حالة البطل الذي أصر على الصلاة في المسجد الأقصى رغم دخول جيش الاحتلال للمدينة ومحاصرتها وتجميع المواطنين والتحقق من هواتهم.
في قصة "متى يعود إسماعيل" تتحدث عن فقان إسماعيل (العربي) وموته أثناء زيارة أمه للقدس، "دير الراهبات".
وإذا ما توقفنا عند المجموعة نجد حضور المرأة في غالبة القصص، وأيضا حضور لافت للأطفال، وهذا يعكس اهتمام القاص بهذه الفئة من المجتمع، وما تعرضوا له من أذى، فغالبة الشخصيات النسائية كانت تتعب وتشقى وتصبر، إذا ما استثنينا شخصية "عزيزة" وشخصية صاحبة الدار التي يعمل فيها أبو إسماعيل" أما الاطفال فكانوا أطفال، بمعنى حتى مشاكستهم كانت تقدم بطريقة (ناعمة) كما هو الحال في قصة (الفتى الريفي".
وما يميز المجموعة سلاستها وبساطة لغتها وهذا أحدث المتعة للقارئ، من هنا نقول أننا أمام موجوعة قصصية تعكس بدايات القصة الفلسطينية، إن كان من خلال المضمون الذي تناولته أو من خلال البساطة والسلاسة اللغة التي جاءت بها.
المجموعة من منشورات دار راية للنشر، حيفا، طبعة 2012.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية القصيدة في -فوضى وضياع-/ -خرابيش- وجيه مسعود
- ما زن دويكات وحجم السواد
- كميل ابو حنيش -البرزخ-
- أثر المكان في ديوان -لحن في حنجرة الريح- للشاعر سميح محسن *
- الثقافة والكتابة وجيه مسعود -خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-
- التقديم الناعم في - دار شهله- وجيه مسعود
- منهل مالك الكتابة والأنثى
- الاتحاد والتماهي في نصّ -كل ذاك السِّوى- ل -فراس حج محمد-
- السلاسة في -جلد على وهن- وجيه مسعود
- المعرفة والروح في قصيدة -دلني يا حلم- كميل أبو حنيش
- محمد مشية وعالم الومضة
- وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-
- الفلسطيني في رواية كلام على مصطبة ميت خالد أبو عجمي
- التغييرات الفلسطينية في رواية -اغتراب- أسامة المغربي
- اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية صبحي فحماوي
- خرابيش وجيه مسعود
- الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصة الكلاسيكية في مجموعة -خبز الآخرين- محمود شقير