أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - - شبكة واسب - فيلم يعكس جانب من التوترات الكوبية -الأمريكية















المزيد.....


- شبكة واسب - فيلم يعكس جانب من التوترات الكوبية -الأمريكية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


" شبكة واسب " فيلم يعكس جانب من التوترات الكوبية -الأمريكية

FILM - WASP NETWORK
علي المسعود
عملت وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة على مدار الأعوام الستين الماضية وفق أهداف السياسة الخارجية الإمبريالية لإنشاء رواية مضللة ومنحازة ضد الثورة الكوبية . الصحفي" كيث بولندر " يكشف في كتابه (الحرب ألاعلامية ضد كوبا) ، كيف أن الصحافة الوطنية الأمريكية صنعت تاريخاً معادياً لكوبا ، ويقدّم أمثلة مستفيضة، بما في ذلك التغطية التاريخية لما قبل الثورة . يناقش الكاتب في هذا الكتاب العديد من المحطات التاريخية في التغطية الإعلامية الأمريكية تجاه كوبا، بدءاً من تغطية خليج الخنازير، وأزمة الصواريخ الكوبية، وقضية الكوبيين الخمسة المعتقلين (أطلق سراحهم مؤخراً) ، ومحاولة إعادة العلاقات في فترة " باراك أوباما " عام 2014 ، إلى تجدد العداء في ظل إدارة ترامب . عندما نجح فيدل كاسترو ومجموعته من الرفاق الثوار منتصرين في الأيام الأولى من عام 1959 ، سرعان ما قررت الولايات المتحدة أنه لا يمكن التسامح مع هذه الحركة الثورية . ومع بدء فيدل كاسترو في تطبيق نظامه الاجتماعي والاقتصادي الجديد، تم تنفيذ سياسات أمريكية لتغيير النظام في كوبا مع إطلاق مجموعة متنوعة من الأساليب لتدمير الثورة . فقد تم فرض العزل والقيود التي تمنع المواطنين الأمريكيين من السفر إلى كوبا ، إضافة إلى مئات من الأعمال الإرهابية ضد الأهداف المدنية والتجارية ، والحصار الاقتصادي، ومحاولات اغتيال كاسترو وشخصيات قيادية أخرى ودعم شبكات التجسس . وهناك الكثير من الافلام التي تناولت موضوع التجسس ، ربما لأن أفلام الجاسوسية تعتبر من أكثر الفئات رواجًا لدى صناع السينما ، كونها تحظى بإقبال كثيف من جانب الجمهور وتحقق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر العالمي، ولعل الصورة الذهنية لدى المشاهد تتعلق بنمط معين من أفلام الجاسوسية (المرتكزة على الخيال) كأعمال «جيمس بوند» وسلسلة «المهمة المستحيلة» للنجم توم كروز، وأفلام «جيسون بورن» لمات ديمون، وغيرها، إلا أن هناك عددًا ضخمًا من الأعمال المهمة- تستند على وقائع حقيقية- والتي ربما لا تكون قد حققت نجاحًا في البوكس أوفيس، لكنها تحظى باهتمام واسع من جانب النقاد والجمهور بسبب جودتها الفنية، مثل فيلم (الراعي الصالح ) ، للنجم " روبرت دى نيرو" الذي يلقي الضوء على العملية العسكرية الفاشلة التي حدثت في 17 أبريل 1961 في كوبا، وكانت تهدف إلى الانقلاب العسكرى على الرئيس فيدل كاسترو من قبل 1500 من المعارضين الكوبيين . ويبدأ الفيلم بشكل فعلى برغبة الـ (C.I.A) في معرفة هوية الشخص الذي سرب المعلومة او المخطط بالقيام بالانقلاب على نظام الحكم في كوبا، أما مايخص ملحمة عملاء المخابرات الواقعية المعروفة باسم "الكوبيون الخمسة"، الذين تسللوا إلى الجماعات الكوبية الأمريكية المناهضة لكاسترو في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ، هي قصة معقدة وكثيفة بشكل لا يصدق ، تم تحويلها الى فيلم سينمائي بعنوان ( شبكة واسب ) ، الفيلم مقتبس من كتاب فرناندو مورايس (آخر جنود الحرب الباردة )، الصادر في عام 2011 ، الفيلم من انتاج شبكة نتفليكس عام 2019، وفي أفتتاحية الفيلم يشيرالمخرج الفرنسي "أوليفييه أساياس" في عنوان افتتاحي بأن الفيلم مبني على قصة حقيقية مع إلاشارة التالية "يحكم كوبا نظام شيوعي منذ عام 1959 ، وتتعرض لحصار صارم تفرضه عليها الولايات المتحدة ، ونتج عن هذا ضائقة هائلة للسكان هرب الكثير من الكوبيين من النطام الاستبدادي، واستقر معظمهم في ميامي ، حيث تناضل مجموعات ناشطة كثير لأجل تحرير كوبا" . ويبدا المشهد الاول من كوبا ومن العاصمة (هافانا)، ويظهر لنا بطل الفيلم "رينيه غونزاليس" ويقوم بالدور الممثل (إدغار راميريز) ، وهو يقوم برياضته الصباحية ، الجري في شوارع هافانا ، ثم على مائدة الافطار نتعرف على عائلته (زوجته أولغا) وتقوم بالدور "بينلوبي كروز" وأبنتهم الصغيرة ( إيرما) . وبعد توديع وتقبيل زوجته وابنته يتوجه الى عمله ، وهو يعمل طيار للطائرات الشراعية ومدرب الطيران والذي عاش في هافانا في أواخر الثمانينيات مع زوجته المحبة أولغا (بينيلوبي كروز) والتي تعمل في مدبغة صغيرة . في الشارع تظهر صعوبة الحياة من خلال الزحمة في وسائل النقل وصعوبة المواصلات وباصات النقل المتهالكة التي اراد منها المخرج الى لفت إنتباه المشاهد الى معاناة الناس وصعوبة الحياة في كوبا. يقرر" رينيه غونزاليس" الانشقاق والفرار الى الولايات المتحدة ، وبعد أن اقتحم برج المراقبة ، وعطل أجهزة الراديو ، طار بطائرته الصغيرة عبر المحيط إلى ميامي ، في الولايات المتحدة الامريكية ، يعقد الطيار " رينيه غونزاليس" مؤتمر صحفي ، وفي هذا المؤتمر الصحفي يوضح "رينيه غونزاليس" أسباب إتخاذه قرار الهروب و اللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية " أستغرق قرار فراري ثلاثة اشهر للاستعداد والتخطيط له ، ولكني قررت الرحيل من كوبا قبل سنوات طويلة" ، وعند سؤاله عن اسباب إنشقاقه من النظام الكوبي أجاب "رينيه " في كوبا كل شئ شحيح ، الكهرباء و الطعام ، كل شئ ، البطاطا و ألارز ، وحتى السكر يجري تقنينه ، ونحصي كل قطرة وقود في طائراتنا ، انا طيار، وانا لا أريد الاستمرار بالعيش هكذا". وفي كوبا ، تٌصدم زوجته "أولغا سالانويفا "حين يبلغها ضابط من وزارة الداخلية بأن زوجها إنشق وسرق طائرة وهبط في قاعدة جوية امريكية في ميامي ، وتواجه الزوجة صعوبة في تدبير حياة الاسرة التي تركها "رينيه" وكذالك صعوبة في إبلاغ ابنتها عن أسباب غياب ابيها . تعاني الزوجة (أولغا) كثيرا من تبعات وأثار فرار زوجها سواءاّ في العمل أو في البيت حين تعود أبنتها الطفلة ( إيرما) من المدرسة بعد نعتتها (إبنة الخائن) من قبل الطالبات في مدرستها .
عدد قليل جدًا من أفلام التجسس التي تمنح الفرصة لابراز ألاثار المترتبة لعائلات الجواسيس ، ناهيك عن إنعكاس ذالك في تربية ورعاية الأطفال . في ميامي يتعرف "رينيه غونزاليس" على اصدقاء جدد وجميعهم من الفارين من النظام الكوبي، يحصل على شقة جديدة مدفوعة الايجار من قبل منظمة " كانف" وهي المؤسسة الوطنية الكوبية الامريكية ورئيسها ( خورخي ماس كانوسا) الكوبي المنشق والتى ترعى المنشقين والمعارضين لنظام فيدل كاسترو. ويحصل على عمل كمدرب للطيران ، ويصبح عضوا في منظمة سرية تعمل ضد النظام الكوبي ، وتقوم بدوريات في المياه بين كوبا وفلوريدا وغالبًا ما يسقط الإمدادات إلى المنشقين والهاربين بواسطة الطوافات ، ومن خلال عمله كطيار في تلك المنظمة التي تعمل تحت إدارة المخابرات المركزية الامريكية( سي. أي أيه)، يصبح رينيه متورطًا مع عناصر منشقة تعمل على تخريب واسقاط النظام الاشتراكي في كوبا . هناك حبكة فرعية رائعة وهي نقطة أخلاقيةً ، حين طلب من الطيار" رينية " مساعدة مهربي المخدرات الذين يمكنهم تمويل الثورة المناهضة لكاسترو ، رفض "رينيه غونزاليس" هذا الاسلوب والعمل في تجارة المخدرات .
بعد عامين من انشقاق رينيه ، يرتدي الطيار "خوان بابلو روكي" ويقوم بالدور الممثل البرازيلي (واغنر مورا) بدلة غوص في كايمانيرا كوبا ، ويسبح إلى قاعدة جوانتانامو العسكرية الأمريكية ، ويطلب اللجوء ، يتحدث قائلاً إنه "يعتقد أن النظام الشيوعي في كوبا سوف لن يدوم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والذي كان السند القوى لحكم فيدل كاسترو" ، كان لديه الكثير من المقومات لكي يصبح مركز جذب لشركات الاعلان و النساء ، فقد كان وسيما ، وجذابا ومغرور في نفس الوقت ، يبدأ خوان بابلو نشاطه أيضًا في ميامي ، يلتقي خوان بابلو روكي " آنا مارجريتا مارتينيز " والتي تقوم بالدور الممثلة الكوبية (آنا دي أرماس) المرأة العاشقة والتي تحب الحياة ومباهجها والخارجة لتوها من تجربة زواج فاشلة، يسحرها خوان روكي الوسيم والذي يشبه نجوم السينما . ويتزوجا في حفل باذخ و كبير يصبح حديث المجتمع الكوبي في ذالك العام ، بينما يتكيفان كل من خوان روكي و آنا مارغريتا مع الحياة في الولايات المتحدة الامريكية. يتصارع رينيه ويوجعه ضميره على مغادرة عائلته لحماية بلاده ، بينما يتمتع خوان بابلو برفاهية الرأسمالية ويتزوج من أنا مارغريتا (أنا دي أرماس) الجميلة في حفل فخم . يبدو خوان روكي ساحر ووسيم ويعيش في وسط مترف مما يثير الشك لدى زوجته عندما تلاحظ البدلات التي تبلغ قيمتها 2000 دولار وكذالك ساعة الرولكس الثمينة فتصارحه بشكها في عمله بتجارة المخدرات، يرفض خوان روكي التدخل في شؤونه، ولكن بعد 10 أشهر ، تستمع إلى نشرة الأخبار وتعلم منها زوجها " خوان روكي" عاد الى كوبا تاركا في قلبها جرح عميق . كانت " أولغا" تعتقد أن زوجها "رينيه" هوخائن، لكن جايل جارسيا برنال جيراردو هيرنانديز، الذي يرأس حلقة تجسس كوبية تُعرف باسم "شبكة واسب"، يشرح لها في النهاية أن زوجها رينيه هو في الواقع ثروة وطنية كوبية عظيمة تحاول العمل لصد اعمال التخريب التي يقوم بها عملاء المخابرات الامريكية ، وتجمع المعلومات حول العدد المتزايد من الجماعات الإرهابية التي تخطط وتنفذ تلك الهجمات الدامية في الوطن . إنها قصة حقيقية في زمن شهد الكثير من الاحداث التاريخية التي طبعت القرن الماضي بعلامة مميزة ،منها سقوط جدار برلين و كذالك تهاوي الاتحاد السوفيتي ، وأفترض الكثيرون أن النظام الشيوعي في كوبا سيسقط وينهزم الرئيس فيدل كاستر بعد ذلك بوقت قصير . حقيقة أن الكثير من المشاهد تم تصويرها في المواقع ألحقيقية في هافانا الصاخبة والمزدحمة وهو سبب كافي يجعل كل شيء عند المشاهد يبدو واقعي وحقيقي وذا مصداقية كبيرة.
في منتصف الفيلم تقريبًا من زمن الفيلم ( 123 دقيقة) من وقت التشغيل، تظهر على السطح الشخصية الغامضة (جيراردو هيرنانديز) – كايل كارسيا بيرنال- وبالتحديد بعد تفجيرات الفنادق الكبرى في كوبا التي حدثت في عام 1997 من قبل عملاء وكالة المخابرات المركزية ، وتصبح خيوط المؤامرة أكثر تعقيدا ، ملحمة الكاتب والمخرج الفرنسي" أوليفييه أساياس" المليئة بالحقائق ومليئة بالمؤامرة والمواقف الشخصية لتتحد معًا ككل لتشكل مجموعة مشاهد مثيرة للإعجاب - وحتى مذهلة. يحاول المخرج " أساياس" معالجة الكثير من القضايا في هذا الفيلم ، ولذا ياخذ الفيلم الكثير من المسارات من تسليح اعداء النظام الكوبي ، الى تجارة المخدرات وحتى إغراء الشباب بالمال لغرض تجنيدهم للقيام بالاعمال الارهابية وزرع القنابل في الفنادق السياحية الكبير من اجل ضرب السياحة في كوبا ، والتي هي العصب الاساسي لأقتصاد كوبا الاشتراكية . وبعد انكشاف أمر "رينيه غونزاليس" ورفاقه يتم اعتقالهم وتجري محاكمتهم وتنفيذ الحكم عليهم ، وتقوم السلطات الامريكية بأبعاد" اولغا " زوجة رينيه من الولايات المتحدة بعد سجنها فترة من الزمن . بعد وضع الطفلة الصغيرة عند جدتهما الامريكية و توديعها من قبل أولغا ، وفي النهاية أظهر لنا المخرج مصائر أبطاله ، حيث جرى ترحيل " أولغا سالانويفا " الى كوبا بعد ثلاثة اشهر في السجن، وأجتمعت مجددا بأبنتها الكبرى التي ارسلتها الى كوبا قبل عام من ترحيلها ، وقامت بعدها بحملات للأفراج عن زوجها ، في حين أمضى زوجها "رينيه غونزاليس "- 12 عاما في السجن ، واطلق سراحه في 7 أكتوبر من عام 2011 ، وكذالك نال ( جيراردو هيرنانديز) المعروف ب ( مانويل فيرامونيز) حكمين بالسجن المؤبد ، ولكن أطلق سراحة بعد مضى 15 عاما في صفقة تبادل الجواسيس في عهد الرئيس براك أوباما بعد زيارته التاريخية الى كوبا ، والتي حدثت بعد تسعين عاما على آخر زيارة لرئيس أميركي لكوبا، حين حطت الطائرة الرئاسية في مطار هافانا وعلى متنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، في زيارة دشن فيهاعهدا جديدا في العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دبلوماسية زادت على ستين عاما. أما بالنسبة الى" أنا مارغريتا مارتينز" زوجة خوان بابلو روكي ، فقد رفعت دعوى ضد الحكومة الكوبية ، ونالت 27 مليون دولار كتويضات عن الاضرار الذي سببها لها زوجها الجاسوس ( خوان بابلو روكي) الذي عاد الى كوبا ، ولكنها لم تستلم سوى 200 الف دولار حتى يومنا هذا ، لم يتابع خوان بابلو روكي العمل كطيار ، بعد مواجهته لمشاكل مالية تواجهه إضطر لبيع ساعته الرولكس على موقع (أيباي)، وأما ( راؤول كروز ليون ) المتهم بالتفجيرات في الفنادق السياحية في عام 1997 لايزال يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما .
كانت فيلم الشبكة المسمى( شبكة واسب). عبارة عن قصة مجموعة المنشقين والفارين من النظام الشيوعي في كوبا ولكنهم في حقيقة ألامر هم مجموعة من الجواسيس الممولين من الدولة والمكلفين بالتسلل إلى الجماعات المناهضة لكاسترو ونظامه في الولايات المتحدة ونقل المعلومات إلى الوطن مما أدى إلى إحباط الهجمات الإرهابية على بلدهم .
يشير الكاتب - كيث بولندر- وهو صحفي مستقل عمل لأكثر من 10 سنوات مع (تورنتو ستار)، مؤلف كتاب (أصوات من الجانب الآخر.. تاريخ شفهي للإرهاب ضد كوبا)- (بلوتو، 2010). وهو خبير عام في الشؤون الكوبية، ويحاضر في كلية الدراسات المستمرة بجامعة تورنتو- في الفصل الثالث من الكتاب إلى الحملة الإعلامية الأمريكية تجاه المعتقلين الخمسة الذين قبعوا في السجون الأمريكية ، قائلاً: "في ال 12 من سبتمبر 1998، تم القبض على خمسة رجال في ميامي بتهمة التجسس ضد الولايات المتحدة. تبين أن جيراردو هيرنانديز، وأنطونيو غيريرو، ورامون لابينينو، وفرناندو غونزاليس، ورينيه غونزاليس كانوا عملاء مخابرات غير مسجلين يعملون لحساب الحكومة الكوبية . على الرغم من أن القضية ساعدت في تمكين الأجواء السياسية المعادية للكوبيين المشحونة للغاية في جنوب فلوريدا، لكن تبين أن القصة كانت أكثر إقناعاً عندما تم الكشف عن أن عدداً من الصحفيين البارزين في ميامي باعوا نزاهتهم إلى الحكومة الأمريكية لضمان ألا يحصل الرجال «الكوبيون الخمسة» على محاكمة عادلة" . ولأن الفيلم مبني على قصة حقيقية ، لذا إستخدم المخرج " أوليفيه اساياس" في بعض المشاهد جانب توثيقي و ارتكز على الصور الوثائقية ، على سبيل المثال ، حين ظهر الرئيس الامريكي" بيل كلنتون" بعد اسقاط كوبا لطائرتين أمريكيتين مصرحا: "أمر مأساوي كنا نحشاه منذ زمن طويل حدث اليوم حسب إعتقادي ، أعتقد إننا فقدنا أول طيارينا ، كانت كانت هذه الطائرات الصغيرة غير مسلحة وكان هذا جليا وواضحا ، وكانت السلطات الكوبية تعرف ذالك ، الطائرات لاتشكل اي خطر حقيقي على أمن كوبا"، ورد عليه وزير الشؤون الخارجية في كوبا (روبرتو روبينا): "أريد ان أسال العالم ، أي بلد يحترم نفسه ، على استعداد للقبول بالجريمة ، أن ترتكب على أراضيه ألانتهاكات الكبرى التي ترتكب ضد بلدنا؟. وفي مشهد اخر يظهر الرئيس الكوبي "فيدل كاسترو" في حديث لأحدى وكالات الانباء عقب الحكم على الجواسيس الكوبيين وفي سؤال للمذيعة( لوسيان نيومان) مديرة المكتب في هافانا:" سيدي الرئيس كما تعلم 10 امريكيين كوبيين ، من أصل كوبي ، جرى اعتقالهم وأتهامهم بالتجسس لحساب حكومتكم ، ماذا يمكنك القول بشان ذالك؟، يرد الرئيس الكوبي فيدل كاسترو كعادته الثورية في فضح وسائل الاستفزاز الامريكي المتواصلة في ضرب واسقاط النطام الاشتراكي في كوبا :" كم كان مذهلا أن اكبر جاسوس في العالم يلقي بتهم الجاسوسية على أكثر بلد يتعرض للتجسس ، نعم لقد أرسلنا مواطنيين كوبيين لأختراق منظمات مناهضة للثورة ولتقديم تقارير عن نشاطات بمنتهى الاهمية بيالنسبة لنا ، واظن لدينا الحق بالقيام بذالك ، طالما تتساهل الولايات المتحدة مع التخريب المنظم والغارات المسلحة وألاعتداءات على المنشأت السياحية وتهريب الاسلحة والمتفجرات وألاعتداء على أقتصادنا و السياحة لدينا ، كل هذه الامور والتي تم استنكارها" .
الممثل الفنزويلي (إدغار راميريز) والذي قام بدور رينيه غونزاليس قدم أداءّ رائعا وممتعاّ، وكذالك الممثلة "بينلوبي كروز " في دورها زوجة رينيه " أولغا "كانت مذهلة و أدت الدور بقوة متناهية ، وبالمثل ، تثبت الممثلة الكوبية الاصل "أنا دي أرماس " أنها ممثلة قديرة وقد سبق إن شاهدناها في فيلم (سيرجيو ) مع النجم البرازيلي " واغنر مورا" الذي لعب دور "خوان بابلو روكي " - سبق وأن كتبت مقالة عن الفيلم في موقع - الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 ، وكانت بعنوان(سيرجيو- قصة مثيرة للاهتمام لمن يريد متابعة حكاية مندوب الأمم المتحدة في بغداد )، تمكنت "أنا دي أرماس " من إضافة عمق مدهش لشخصية بسيطة لكنها متطلعة بصفتها زوجة خوان بابلو البريئة والمجروحة ، وهما قدما دورا متميزا و أثبتا انهما ثنائي ناجح ، أما المخرج الفرنسي - التركي الاصل- أوليفييه أساياس هو ساحر وذو بصيرة حقيقية ، وأساياس يعد من المخرجين الفرنسيين المتميزين . في نهاية المطاف ، يقدم الفيلم من خلال نظرة متعاطفة لكوبا (شيء من المؤكد أن يزعج الأمريكيين وهذا هو السبب بالتأكيد في كون إنتاج الفيلم مشترك ( فرنسي / برازيلي / إسباني / بلجيكي) ، ويطرح هذا الفيلم نظرة مثيرة للاهتمام للغاية للتوترات الكوبية الأمريكية في فترة تاريخية غالبًا ما يتم تجاهلها. الكثير منا على علم بأزمة الصواريخ الكوبية في الستينيات ، ولكن كم منا يعرف كيف استمرت تلك التوترات حتى التسعينات ، وبلغت ذروتها في تفجيرات الفنادق عام 1997 . عرض الفيلم في مهرجان فينسيا السينمائى الدولى فى دورته الـ76، ، وخلال مؤتمر صحفي وقبل عرض فيلم (واسب نتوورك) ندّدت بطلة الفيلم " بينلوبي كروز" بضيق حرية التعبير في كوبا ـ وقالت الممثلة الإسبانية ردًا على سؤال بشأن كوبا حيث صوِّر الجزء الأكبر من الفيلم " لم أشعر بحرية كبيرة في ما يتعلق بحرية التعبير والإفصاح عن المشاعر" ، وأردفت " إنه أمر يقلقني لأنني أعتبر أنه حان الوقت في العام 2019 كي يعبّر الناس عن آرائهم بكل حرية في كل أنحاء العالم"، وصرّحت الفنانة الإسبانية، الحاصلة على جائزة أوسكار في التمثيل " بأنها وجدت الكوبيين رائعين خلال إقامتها في الجزيرة، مشيرة إلى أنهم (يتحلّون بقلب كبير وقيم وتواضع). وعندما سئل المخرج " أوليفيه أساياس" عن التصوير في كوبا، رد مؤكداً أنه " كان في وسعنا أن نفعل ما يحلو لنا، لكنني لن أقول إننا لم نتعرّض للمراقبة، غير أن ذلك لم يؤثر على التصوير وهم وفوا بوعودهم وأنجزنا الفيلم الذي كنّا نتطلع إليه". والخلاصة ، فيلم" شبكة واسب "، هو فيلم ممتع ومسلي وفي كثير من المشاهد الرائعة ، االمؤثرة كلها رائعة ، وتقدم رؤية نادرة لما يمكن أن يكون عليه الحال عندما تكون وكيلًا سريًا أو جاسوسا .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم - ألف مرة ليلة سعيدة -حيرة أم بين واجبها كأم وزوجة وإيم ...
- -ماتشوكا- فيلم يجسد لحظة إنكسار براءة الاطفال أمام عنف السلط ...
- (العودة الى البيت ) فيلم صيني يعري مرحلة عاصفة من تاريخ الصي ...
- - الشاب أحمد- فيلم يناقش تأثير الجماعات الاسلامية المتطرفة ع ...
- -موفق محمد - الراوي لشاعرة إسمها ( الحلة)
- -فرط التطبيع- فيلم وثائقي يؤرخ لمرحلة قلقة من تاريخنا المعاص ...
- (المنصّة) فيلم يتمحور حول الجشع البشري وإساءة إستخدام الموار ...
- -سيرجيو- قصة مثيرة للاهتمام لمن يريد متابعة حكاية مندوب الأم ...
- معتقلوا الراي في السجون العربية في خطر وباء كورونا .؟؟؟
- فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن
- الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزه ...
- -اللعبة العادلة - فيلم يكشف زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة ...
- -الأوديسة العراقية- - فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
- فيلم - نأسف، لم نجدكم - صرخة بوجه النظام الرأسمالي وتحذير من ...
- (عدوى) - فيلم صدر قبل 9 سنوات لكنه يحاكي ما يعيشه العالم مع ...
- نساء تشرين علامة مشرقة في تاريخ العراق
- حرب التيارات الكهربائية بين توماس أدسون و نيكولا تيسلا في في ...
- فيلم ( 6 ايام)، يعيد الى الذاكرة حادثة اقتحام السفارة الايرا ...
- شجاعة المرأة الكردية وبطولتها في محاربة داعش ينقلها الفيلم ا ...
- المسلسل البريطاني - بغداد سنترال - يعيد الى الاذهان مأساة ال ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - - شبكة واسب - فيلم يعكس جانب من التوترات الكوبية -الأمريكية