أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية














المزيد.....

الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية


علي المسعود

تفتخر الحلة بانها المدينة التي انجبت العديد من المبدعين على مدى الازمان من شعراء وكتاب القصة وفنانين تشكيلين ومسرحيين ونقاد ورياضيين ، وحامد الهيتي ( الذي تصادف هذه الايام الذكرى السادسة لرحيله ) هو واحدا من هؤلاء المبدعيين الذين تركوا بصماتهم الابداعية على المشهد الثقافي الحلي و العراقي ، حامد الهيتي في شخصيته الفريدة من نوعها ، هو مجموعة من المواهب ، فهو فنان تشكيلي رسام وخطاط وقاص وشاعر وناقد ، وحتى مارس الرياضة حيث كان بطلا في كمال الاجسام . كان متعدد المواهب لذا يمكن أن نتحدث عنه وعن إنسانيته ومواهبه التي يمنحها لمن حوله من الفنانين والمثقفين ومن الناس البسطاء الذين كان يتعايش معهم عن طريق الحب والتفاهم ، لقد أشتهر أسم حامد الهيتي في الأوساط الثقافية من كونه كاتباً متمرساً لأدب القصة القصيرة في السبعينيات وكذلك اهتمامه الجاد في عملية الإعداد الفني لكتابة المسرحيات العالمية وتعريقها، والتي أخرجها مجموعة كبيرة من أصدقائه المسرحيين وشاركت في أكثر من مهرجان داخل وخارج الوطن، كما كان يمتلك قدرة فائقة عند كتابته للنقد الفني في التشكيل والمسرح كونه كتب العديد من البحوث والدراسات النقدية التي كانت تتحدث عن منجزات العديد من الفنانين والأدباء من العراق، فلقد نشرت له العديد من انجازاته الفنية والثقافية في مجال القصة والرواية والمسرحية المكتوبة، وفي بعض الأحيان كتاباته في الشعر الحديث، وبلغة بسيطة وجميلة فكانت أغلب موضوعاته النقدية تنشر في الصحف والمجلات العربية منها الأديب البيروتية ومجلة الثقافة العربية ومجلة الطليعة الأدبية ومجلة الف باء ومجلة فنون البغدادية ، وفي اغلب الصحف العراقية التي كانت تصدر آنذاك وفي مقدمتها طريق الشعب ، أما في مجال الفن التشكيلي فقد برع في رسم اللوحة التشكيلية الحديثة والمعاصرة كما انه يعتبر من المصممين المبدعين لأعمال فن الديكور المسرحي ، فقد عمل العديد من الديكورات لمسرحيات كانت تقدم في الحلة او خارجها وخاصة للمسرحيات التي كان يكتبها ، كما ان له لونا خاصا به في عملية تصميم"غلاف الكتاب"، فقد عمل العديد من التصميمات لأغلفة المجاميع القصصية ودواوين عديدة لشعراء عراقيين وعرب وطبعت في بغداد وبيروت ، وأتذكر بأنه صمم غلاف مجموعة شعرية للقاص خالد الخميسي وكانت بعنوان" القذرون" وصمم غلاف مجموعة القصصية بعنوان " أغنية في قاع ضيق" للكاتب ناجح المعموري وفي بداية تأسيس نقابة الفنانين فرع بابل عام 1975 وكان أحد مؤسيسها ، اخذ نشاط حامد الهيتي الفني يزداد عند مشاركته في المعارض الفنية التي كانت تقام في النقابة او خارج المحافظة فكان هذا ليس على صعيد اللوحة التشكيلية فحسب وإنما مارس الخط العربي كونه احد المبدعين في رسم الخط العربي وتشكيلاته الفنية ، وكذلك إعجابه في عملية الخط الفني الحديث الذي عرف ايام السبعينيات وقد عرف من خلاله بانه خطاط ماهر. كما لا يمكن لنا ان ننسى قدراته وإبداعاته في مجال الرسم الكاريكاتيري، فكان كثيرا ما يترجم النكتة برسمه الخاص به حيث نشرت رسوماته في العديد من الصحف والمجلات فلقد كان رساما ذكيا أثناء اختياراته لعناصره الفنية . بعد تخرجه في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1960 عين معلما لتدريس الرسم في مدينة كربلاء وبعدها حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من مؤسسات ومنظمات جماهيرية متعددة ومنها جوائزه في الأدب خاصة في مجال القصة من وزارة الثقافة العراقية ، وحصوله على جوائز وزارة التربية لمشاركته في المعارض التي كانت تقيمها الوزارة وكذلك حصوله على جوائز متعددة من نقابة الفنانين العراقيين المركز العام ووزارة الشباب والاتحاد العام للأدباء والكتاب المركز العام . القاص والشاعر والفنان حامد الهيتي، اشتهر بتألفيه النكتة كنوع من السرد الذي يجيد اطلاقه وتأليفه”، وهو رجل يحمل من البساطة الشيء الكثير كما انه صاحب النكتة الشعبية والتي يعرفها عنه العديد من محبيه وأصدقائه من أبناء الحلة البسطاء . وأثناء ما كان يجلس في مقاهي مدينة الحلة المعروفة آنذاك واغلبها كانت خاصة لمجالس الأدباء والمثقفين والسياسيين ومنها على سبيل المثال مقهى"حساني" ومقهى"أبو سراج" ومقهى "ابو وهاب" القريبة من بلدية الحلة، ومقهى" الجندول" وغيرها .
بقي حامد الهيتي طيلة السنوات العجاف في التسعينات وما بعدها يعاني من المرض والعزلة ، في حين كان قامة ثقافية ورمز من رموز مدينة الحلة الابداعية وهو الذي قدم الكثير من الإبداع في عدة مجالات : الرسم ، والنحت ،والخط ، والكرافيك ، والمسرح والتصميم ، والديكور، والكتابة في القصة والشعر والمقال النقدي مما يؤكد مواهبه المتعددة في مجالات الثقافة الإنسانية ، وعلى الرغم من عطائه الكبير هذا الا إنه لم ينل عن جهده أي استحقاق أو تقدير يذكر من الدولة ومؤسساتها ؟؟!!.
انه الواقع المؤلم والحقيقة الموجعة التي تتكرر دائما في العراق أزاء المبدعين دون أن نتخذ من ذالك درسا في الوفاء أو القدير . ومما يؤسف حقا بان الكثير من رموزنا الإبداعية يموتون على هامش الحياة . ويبقى السؤال متى تلفت الدولة الى مبدعيها؟؟.
حامد الهيتي الذي وافاه الاجل المحتوم مساء يوم امس السبت الموافق 12 نيسان 2014 بعد مرض عضال اقعده الفراش طويلا . حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية سامقة تبقى بصماتها الإبداعية في مشهديه الإبداع البابلي والعراقي مضيئة مؤثرة واضحة بشهادة كل الذين عرفوه عن قرب وقدروا الظروف التي واجهها بشجاعة رغم كل شيء. الذكر الطيب للفنان الخالد(حامد الهيتي) الإنسان والمربي والمبدع وسيبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اللعبة العادلة - فيلم يكشف زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة ...
- -الأوديسة العراقية- - فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
- فيلم - نأسف، لم نجدكم - صرخة بوجه النظام الرأسمالي وتحذير من ...
- (عدوى) - فيلم صدر قبل 9 سنوات لكنه يحاكي ما يعيشه العالم مع ...
- نساء تشرين علامة مشرقة في تاريخ العراق
- حرب التيارات الكهربائية بين توماس أدسون و نيكولا تيسلا في في ...
- فيلم ( 6 ايام)، يعيد الى الذاكرة حادثة اقتحام السفارة الايرا ...
- شجاعة المرأة الكردية وبطولتها في محاربة داعش ينقلها الفيلم ا ...
- المسلسل البريطاني - بغداد سنترال - يعيد الى الاذهان مأساة ال ...
- وداعا لينين الرملي ، الكاتب الذي سخرت اعماله الفنية من الواق ...
- الفيلم السينمائي الايراني -هس!.. البنات لا يصرخن- يطرح قضيةً ...
- الفيلم الالماني (بالون) دراما تجسد لحقبة زمنية من الحرب البا ...
- اليخاندرو خودوروسكي يستلهم سيرته الذاتية ويبني عليها عوالمه ...
- ألثنائي لوريل وهاردي يعود الى الاضواء بعد ستة عقود في فيلم ( ...
- -الحرب التي لا تراها - تحدي لدور وسائل الاعلام في الصراع في ...
- فيلم ( الباباوان) The Two Popes صراع بين التقاليد والتطور، و ...
- فيلم -حارس المرمى- حكاية حامي الهدف الالماني النازي الذي صار ...
- فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نو ...
- دور المرأة العراقية في الحراك الشعبي والانتفاضة العراقية
- حضورالفنان التشكيلي (محمود عبود فهمي) في الحراك الشعبي و في ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية