أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن














المزيد.....

فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


شاهدت الفيلم الوثائقي " مراثي السماوة " للمخرج العراقي هادي ماهود ، الفيلم يوثق التفجيرين اللذين وقعا في مدينة السماوة في عام 2016 وراح ضحيتهما عراقيون أبرياء من مدينة السماوة ، مسقط رأس المخرج . سبق لي أن شاهدت له فيلم فيلم روائي قصير من تأليفه وإخراجه و يحمل عنوان "العربانة"، والذي تم تصويره في مدينة السماوة وسط العراق، وكان من بطولة جمال أمين وطه المشهداني والشاعر نجم عذوب وعدد آخر من الممثلين ، هو يمثل متابعة لرحلة عربة يجرها حصان يقودها مجنون وتحمل جندياً تشير ملامحه وأزياؤه إلى أنه خارج من معركة خاسرة ، وهذه العربة تقطع طرقات ومن خلال هذه الطرقات نكتشف الكثير من المشاهد التي تشكل العراق بوضعه الحالي المتمثل بالاضطرابات والانقسامات والقتل والمفخخات، جسّد شخصية سائق العربة الممثل والمخرج جمال أمين، وكان أداءه عظيم وهو صاحب تجربة عريضة في مجال الاخراج و التمثيل السينمائي . أفتتاحية فيلم" مرثية السماوة" في أحدى الاسواق في مدينة السماوة ، و ينساب صوت المطرب حسن نعمة وهو يغني : /

نخل السماوة يكول طرتني سمرة

سعف وكرب ظليت مابية تمرة

ثم ينساب صوت الاذاعي الرائد انور عباس يذكرنا بمقطع من قصيدة الشاعر سعدي يوسف ( سيدة النهر) التي كتبها في سبعينيات القرن الماضي، والمقطع الشهير في أشارة الى السماوة المكان والمنفى

تتوهّمْتُ نخلَ السماوةِ ، نخلَ السماواتِ
حتى حسِبـْتُكِ عاشقةً ،
فانتظرتُ النهارَ الذي يَطْـلُـعُ النجمُ فيهِ .
توهّمْتُ
أَوْهَمْتُ

ومن ذكريات نكرة السلمان ياتي وجه السماوة ، حيث تسجل خواطر السجناء على الجدران ، ذالك السجن الذي كتب سعدي يوسف على جدراه قصائده ، ورسم عبد الله كوران الشاعر الكردي أناشيده الكردية المتخومة بالحنين الى كردستان وجبالها ووديانها واغاني الرعاة ، السماوة تلك المدينة التي تحضن احلام الفرات ، في مرثية السماوة البطل هم فقراء السماوة الذين ظلوا يشيدون أحلامهم بمن ينصفهم بخبز حافي لبطونهم الجائعة . ثم تنقل الكاميرا بحديث الرجل البسيط الذي يفتي بان لعبة الدومينو حرام وزنا لأن رجل الدين (السيد) اقنعه بخرافة ان الزنا مرة واحدة في حين لعب الدمينو مثل اللاعب على فرج امه 40 مرة في باب الكعبة فتبطل صلاته؟، بهذه العقول البسيطة يتحكم رجال الدين في تمرير خرافاتهم وهذه الحالة شائعة في جميع محافظات العراق ، الم اقل لكم ان مرثية السماوة هي مرثية وطن اسمه العراق ينهشة الساسة بفسادهم ورجال الدين بإفساد العقول بخرافاتهم ، هذه المدينة صاحبة التاريخ العريق لم يخدمها المسؤول او الحاكم وغرقت بالاهمال والتصحر في كل شئ، ؟؟، يتنتاقل الاهالي الناس حكاية ، وهي ان محافظاَ للسماوة لديه اكبر مزرعة لتربية الغزلان في بستان له في قضاء الرميثة وقد نشر أعمدة الكهرباء على جانب الطريق الصحراوي الواصل بين السماوة ونقرة السلمان كي تصل الطاقة الكهربائية الى مزرعته ، في حين تعاني احياء السماوة من شحة الكهربائية الوطنية!! .
السماوة التي قصفتها الطائرات الاطلسية وسرقت الحروب ابناءها واكل الجوع في بطون فقراءها !!،وفوق كل هذا الاسى تاتي السيارات المفخخة لتحصد المزيد من الارواح البريئة ، اقصاءها تلك السيارة التي انفجرت في الكراج الموحد؟؟، وبعدها يظهر لنا احد أعضاء مجلس النواب وهو من اهالي السماوة (على لفته الشمري) ، في تصريح عن الانفجار والملفت للنظر ظهور صور ة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران (علي خامنئي) خلفة بدلا من صورة مسؤول عراقي وهذه اشارة واضحة الى تبعية النطام والاحزاب وأعضاء البرلمان الى النطام الايراني وهذه اشارة ذكية من المخرج، وبتقديري ان تلك اللقطة و التي مدتها لم تصل الى الدقيقة لكنها تعادل الاف من المقالات وثرثرة السياسين في الكشف عن تبعية الاحزاب الشيعية وممثليها في البرلمان، وينتهي الفيلم بصور الشهداء مع صور مكان التفجير والذي يختلط الدم بعجلات السيارة ، فيلم "مرثية السماوة" مرثية الى مدينة أعطت للوطن أربعين روحا فقيرة وطيبة تبحث عن رزقها طارت الى السماء .
الفيلم الوثائقي " مرثية السماوة" عمل يستحق المشاهدة و الثناء للكاتب و المخرج والمنتج لهذه الوثيقة المثابر هادي ماهود ، تحية لك وانت تخط وتحفر أسمك بالصخر في حجر الابداع العربي والعراقي .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزه ...
- -اللعبة العادلة - فيلم يكشف زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة ...
- -الأوديسة العراقية- - فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
- فيلم - نأسف، لم نجدكم - صرخة بوجه النظام الرأسمالي وتحذير من ...
- (عدوى) - فيلم صدر قبل 9 سنوات لكنه يحاكي ما يعيشه العالم مع ...
- نساء تشرين علامة مشرقة في تاريخ العراق
- حرب التيارات الكهربائية بين توماس أدسون و نيكولا تيسلا في في ...
- فيلم ( 6 ايام)، يعيد الى الذاكرة حادثة اقتحام السفارة الايرا ...
- شجاعة المرأة الكردية وبطولتها في محاربة داعش ينقلها الفيلم ا ...
- المسلسل البريطاني - بغداد سنترال - يعيد الى الاذهان مأساة ال ...
- وداعا لينين الرملي ، الكاتب الذي سخرت اعماله الفنية من الواق ...
- الفيلم السينمائي الايراني -هس!.. البنات لا يصرخن- يطرح قضيةً ...
- الفيلم الالماني (بالون) دراما تجسد لحقبة زمنية من الحرب البا ...
- اليخاندرو خودوروسكي يستلهم سيرته الذاتية ويبني عليها عوالمه ...
- ألثنائي لوريل وهاردي يعود الى الاضواء بعد ستة عقود في فيلم ( ...
- -الحرب التي لا تراها - تحدي لدور وسائل الاعلام في الصراع في ...
- فيلم ( الباباوان) The Two Popes صراع بين التقاليد والتطور، و ...
- فيلم -حارس المرمى- حكاية حامي الهدف الالماني النازي الذي صار ...
- فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نو ...
- دور المرأة العراقية في الحراك الشعبي والانتفاضة العراقية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن