أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - في حب سيدة ميتة














المزيد.....

في حب سيدة ميتة


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 01:26
المحور: الادب والفن
    


يمكن للمرء ان يشعر بقيمة الأشياء من خلال تجربتها،و لكن في الحب الإمر قد يختلف قليلا.ليس لأن الحب هو الرمز الأساسي في الحياة الانسانية،بل لانه الجمال النقي الذي لا نستطيع التعبير عنه البتة بواسطة الكلمات،فالكلمات كما اقول احيانا تصبح عاجزة عن ان تعبر عما نشعر فيه.و حين جربتُ جهذا الشعور كان شعورا فضيعاََ و هذا الامر قد غَيَّر نظرتي لكل مشاعر العاطفة و الحب ،فكانت تلك التي وقعت في حبها امراة ميتة معنويا.

فلم يكن اي شيء غريب،فكل ما كان، يبدو اعتيادي نوعاَ ما،فعلاقتي بهذه السيدة الميتة لم تكن اكثر من مجرد علاقة،بل هي كذلك في الكثير من الإحيان.و دائما ما أقول لها نصوص شعرية،و ترنيمات ادبية،لكنها لا تستمع للنداء الذي يخرج من شغاف القلب إليها،فحاولتُ ان اقول و ان احاول،حاولتُ مراراََ ان اعبر لها عن حبي و عظيم محبتي،لكنها لم تكن تفهم،فقد بدى عليها إمارات الغباء و الضلال.فماذا حدث بها،لقد كانت بالأمس ذكية،محبوبة و غاية الجمال،كانت كلماتها تنبض بالحياة،و سطورها لا تخلو من الورد و اخضرار الطبيعة،فما حل بها بعد ان إعترفتُ لها،ماذا حل بها،هذا هو السوال الذي اوجهه دائما الى السيدة التي اسميتها بالسيدة الميتة.

قلت لها مراراََ حبيبتي انني لا ارى سواك على هذه الخليقة،حتى العلماء الذين أبجلهم قد نسيت ذكرهم،نسيت قصصهم،و حرتُ فيك انت التي اخذت كل شيء معك حيث لا احد يعلم،فهل ضعنا انا و انت،بعد ان أخذتني معك،او انك ترومين الى ما لا يُتوقع.لا اعرف،فالتخمين صعب و شديد المراس،و انت و بهذا الصمت تجعلين كل شيء اسود بلا حياة،مظلما بلا نور.

فلطالما أهديتك نصوصي و انا ممتن،و لطالما أعطيتك حبي و انا ممتن،لكنك قابلتيني بالصمت،يا للفجاجة و الوقاحة،انك تلوذين بالصمت فرارا من قول الحقيقة،ألا ترين الحقيقة،انطقيها اذن فان الكفن الاسود سيكون ملبسي ما دمتِ تفعلين ذلك.فالصمت يا عزيزتي ليس اكثر رهبة من القلق و الخوف في ذواتنا،نعم انه ليس اكثر رهبة و لكنه اكثر ألما،و مرارة.هل تعرفين ما يسببه الحزن للأحباء،انه يدمر ذلك النسيج العظيم بينهم و يجعلهم بلا روابط نفسية،فهو يقتلهم من كل جانب،يود ان يدمر كل شيء.هذا هو الصمت هذا هو مشروعه العظيم،و قد تتسائلين في داخلك الذي لابد ان أصفه بالملعون،ان الصمت قد يكون اعظم وسيلة لاشعال لهب الحب،و لكني هنا اعترض،اعترض،بل و اقارع كل شيء مرتبط بهذا التساؤل.فالصمت لن يوقد اي شيء،انه يحرق كل المحبة التي نزرعها معاََ او لاقل تلك المحبة التي زرعتها فس قلبي انا.

هل يكفي انك صامتة،هل يكفي وقوفك امام شباك غرفتك للتإمل البغيض،او الجلوس على كرسيك الذي اكرهه لكي تقرأي.انني اتفهم كل هذا،اعرف انه مزعج جدا ان اتفهم هذا الكم من اللاهتمام و المبالاة لكن ما لاافهمه هو ذلك الكم من التغيير الذي حصل لك.فانت منذ ان تعارفنا منذ ذلك اليوم الذي أُصبت فيه بالشؤم الشديد،كنتِ رائعة و جميلة،كشجرة الرمان وقت النضج.هذا التغيير اصابني بالجنون،جنون غير منطقي،بعيدا عن ان يكون له اية علاقة بالمنطق،لقد اصابني حين رايت ما حدث لك،من تغيير جعلك تفقدية كل شيء أحببته فيك يا للاسف،انني لا اعرف مالذي أقوله.

و بعد كل أمنياتي بأن تعودي الى رشدك لم يكن هناك أي تقدم في المضي قدما في علاقتنا،لم يعد هناك ما يجعلها قائمة،لانك انت ايتها السيدة جعلها بلا حياة،كالموت الذي يهاجم دون رحمة،كانت قدوتك اكثر من هذا الموت اللعين.لكن اقول هل انت حقا تلك التي عرفتها في الطفولة،حين كنا نلعب في الأرجوحة بالقرب من بيتكم الصغير،هل هذه انت التي كنتُ تحبين العلكة،هل هذه انتِ التي كنتِ تتلفظين الكلمات مع تفخيم اللام،لا أصدق،كلا لن أصدق.أنت الآن بلا قلب،فالذي يملك قلبا رؤوفا لا ينتظر التوسلات و لا يقبع في غرفته يقرء خوفا من مواجهة الحقيقة.

هل ستكون هذه رسالتي الأخيرة،رُبما.لكن و بما إنك كنت بهذه القسوة،فانني لا يمكن اتوقع انك ستتخلصين منها و ان عدتِ الى صوابك.فما فائدة رسائلي هذه كلها ما فائدتها على الإطلاق و أنت بلا إجوبة،بلا اية تلميحات،انك تدفنين حبنا معا،في مقبرة بلا مكان،في منطقة بلا أوصاف.و العتب كل العتب ليس لانك تفعلين كل هذا،بل لانك لم تكوني يوما ما على هيئتك هذه،بكل هذه القسوة و الوقاحة.فطوال تلك الفترة لم أعهدك بهذا الشكل،كلا لم أعهدك ابدا.

فإلى للقاء على أمل ان تجدي بديلا مناسبا،فإنني أُعلن الإستقالة..



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (تأوهات غريبة ...قصيدة مُتأوهة
- (إتركوا الكره و غنوا للحياة ...قصيدة ثائرة
- موتي و أنا...قصيدة ميتة
- دستُ على الآلام...قصيدة مُداسة
- أيتها العشق المصون..قصيدة تجمعنا كأحبة
- نُصح إلى السيدة إبليس...قصيدة ناصحة
- سيدي القاضي أعترض ..قصيدة مُعتَرِضة
- هروب بلا تجربة.. قصيدة هاربة
- عام بعد عام.. قصيدة مكفنة
- خطيئة الكاهن ..قصة قصيوة
- كانت صورتنا هناك مقدسة
- غريس كيلي...الأميرة الهولوويودية
- ( نصوص ترقص حزناََ )
- ( الأفكار حولنا من وجهة نظر تطورية )
- ( عالم بلا وجود )
- ( عالم بلا وجود )
- قصيدة ( سرنا سوية )
- ( قراءة في قصيدة أُنثى شرقية )
- (نحن و كورونا و غرابة الظروف )
- معنى الوجود في ظلام المعركة:تأملات عن الحياة و الصراع من اجل ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - في حب سيدة ميتة