أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - كتاب بولتون وعفن السياسة العنصرية الابتزازية الأمريكية














المزيد.....

كتاب بولتون وعفن السياسة العنصرية الابتزازية الأمريكية


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر العديد من الكتب التي تنتقد رئاسة دونالد ترامب، ولكن الكتاب الأخير وعنوانه " الغرفة التي شهدت الأحداث The Room Where It Happened" لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون أثار المزيد من الاهتمام لدى الرأي العام الأمريكي والدولي نظرا لمنزلة الكاتب، ولطبيعة وأهمية ما تضمنه الكتاب من معلومات أدت إلى المزيد من التساؤلات عن قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قيادة أقوى دولة في العالم؛ ولهذا حاولت إدارته وقف نشر الكتاب عن طريق اللجوء إلى القضاء مدعية بانه يحتوي على معلومات سرية سيلحق نشرها ضررا بمصالح الولايات المتحدة، لكن المحكمة رفضت الطلب وأصدرت قرارا يوم السبت 20/ 6/ 2020 سمحت بموجبه بنشر الكتاب، مما أغضب ترامب الذي نشر تغريدة على تويتر قال فيها" بولتون الذي كان فاشلا حتى قمت بإحضاره وإعطائه فرصة، خرق القانون بمعلومات سرية بكميات هائلة" وأضاف " بولتون يهوى إلقاء القنابل على الناس وقتلهم، والآن ستلقى القنابل عليه"، واتهمه بالكذب!
وبناء على ما تم تسريبه من محتويات الكتاب إلى الصحافة في الأيام القليلة الماضية، فإن بولتون وصف البيت الأبيض بأنه في حالة فوضى، و" مختل " تماما، والاجتماعات التي تجري فيه تشبه " معارك صبيانية " عوضا من أن تكون جهودا حقيقية لصياغة سياسات تخدم المصالح الأمريكية وتدعم مكانتها الدولية، ووصف ترامب بأنه رئيسا جاهلا غير مناسب للمنصب، ولا تتعدى قراراته رغبته في التمسك بمنصبة وإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، وفقد مصداقيته أمريكيا ودوليا إلى حد كبير، وإن حلفاء أمريكا في الغرب يسخرون منه، والرئيس الروسي بوتين لا يأخذه على محمل الجد، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون " يهزأ " من مفهومه لعلاقة الصداقة بينهما، وإنه جاهل بأبسط الحقائق الجغرافية حيث إنه سأل هل فنلندا جزء من روسيا، ولم يعلم أن بريطانيا دولة نووية، وكان على وشك الانسحاب من حلف شمال الأطلسي" الناتو"، واعتبر غزو فنزويلا شيئا جميلا، وطلب من الرئيس الصيني مساعدته في الانتخابات بشراء المزيد من المحاصيل الزراعية الأمريكية لإرضاء المزارعين الأمريكيين الذين يشكلون جزءا هاما من قاعدته الانتخابية، ورحب بالإجراءات الصينية ضد المسلمين الإيغور وقال بأنها الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله.
بولتون شخصية مخضرمة سياسيا ينتمي إلى الحزب الجمهوري، خدم في عدة إدارات جمهورية، وعمل سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة؛ وهو من هواة التشدد والحرب، ودعا إلى تغيير النظام في إيران وسوريا وليبيا وفنزويلا وكوبا واليمن وكوريا الشمالية، وكان وراء انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران وضغط لمهاجمتها عسكريا وتدمير منشآتها النووية، وأيد الحرب على العراق، ويعتبر من قادة المحافظين الداعمين لإسرائيل والمدافعين عن مواصلة احتلالها ورفضها لقيام دولة فلسطينية؛ ولهذا يمكن القول ان بولتون لا يقل سوأ عن ترامب الذي طرده من منصبه، فكلاهما عنصري حاقد يعتبر " أمريكا أولا " ويولي جل اهتمامه لمصالحه الشخصية.
وعلى الرغم من أن بولتون كان يدرك أن الرئيس الأمريكي تنقصه الخبرة والمعرفة والمصداقية وغير مناسب لمنصبه كرئيس للولايات المتحدة، إلا انه خذل الشعب الأمريكي عندما رفض أن يقول الحقيقة ويشهد ضد ترامب في التحقيقات التي أجراها مجلس النواب الأمريكي لعزله، ويبدو الآن أن بولتون لم يشهد ضد الرئيس لأنه كان يخطط لنشر كتابه وضرب عصفورين بحجر واحد؛ أي إنه بنشره للكتاب ينتقم لنفسه من ترامب بكشف جهله وفشله وتصرفاته التي لا تليق بقائد دولة عظمى، والتأثير سلبا على فرص إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، ويجني ثروة تقدر بمليوني دولار! أي ان ترامب وبولتون " باع " كل منهما الآخر من أجل مصلحته الشخصية!
ترامب وبولتون ومن لفّ لفيفهما من قادة المحافظين والعنصريين الأمريكيين يتشابهون في تفكيرهم اللاأخلاقي الابتزازي، ويرفعون شعارات الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة لخداع شعوب العالم، بينما هم في الحقيقة يدعمون سياسة الاستعلاء العنصري واضطهاد الأقليات العرقية وخاصة الأمريكيين السود، ويؤمنون بهيمنة أمريكا على معظم دول العالم، ولا يهتمون بمصالح وطموحات الشعوب الأخرى؛ فلا غرابة إذا في أن أمريكا التي كانت تفاخر بكونها حامية للحرية والديموقراطية بدأت تتراجع بسرعة، وستفقد المزيد من سمعتها ومكانتها الدولية!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب
- السعودية ومحاولات الخروج من مأزق حرب اليمن
- اجتماع - منظمة التعاون الإسلامي - بشأن ضم أجزاء من الضفة الغ ...
- العنف ضد العنصرية الأمريكية ..: بداية ثورة على الظلم وصفعة م ...
- ضم الأغوار والمستوطنات ينهي أحلام قيام دولة فلسطينية ويهدد م ...
- لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واع ...
- ردود الفعل الرسمية العربية الانهزامية على نوايا إسرائيل بضم ...
- الإجراءات التقشفيّة السعودية...محاولات بائسة لإصلاح ما أتلفت ...
- أموال العرب السائبة في دول الغرب وتداعيات كورونا
- - أم هارون - وأخواتها ومحاولات الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيت ...
- السعودية والإمارات وتقسيم اليمن
- المصالحة الفلسطينية... اتفاقيات لا تنفذ وتصريحات ووعود مضللة
- انهيار أسعار النفط على الرغم من اتفاقية دول - أوبك +- لخفض ا ...
- ترامب يوجه سهامه لمنظمة الصحة العالمية
- ضم الأغوار الفلسطينية لدولة الاحتلال
- كورونا يعري جشع وعنصرية ترامب وعدم اهتمامه بحياة الآخرين
- فشل محاولات بعض رجال الدين في الشرق والغرب في أدينة كورونا!
- تيريز الهلسة أيقونة أردنية مسيحيّة من أيقونات النضال العربي
- فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم
- لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وما ...


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - كتاب بولتون وعفن السياسة العنصرية الابتزازية الأمريكية