أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واعتبروها تطبيعا خبيثا وإهانة؟














المزيد.....

لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واعتبروها تطبيعا خبيثا وإهانة؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 05:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة منذ اغتصاب فلسطين وإقامة الدولة الصهيونية، حطت طائرة شحن تابعة لشركة طيران " الاتحاد " الإماراتية قادمة من أبو ظبي مساء يوم الثلاثاء 19/ 5/ 2020، في مطار " بن غوريون " شرقي تل أبيب، وعلى متنها 14 طنا من المعدات الطبية المخصصة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتم ترتيب الرحلة بين السلطات في الإمارات وإسرائيل بدون علم السلطة الوطنية الفلسطينية؛ ولهذا رفض الفلسطينيون استلامها وبرروا ذلك، وهم محقون، إلى كون الإمارات لم تنسق مع الحكومة الفلسطينية التي ترفض أن تكون تلك المساعدات جسرا للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وقالت وزيرة الصحة مي كيلة " لم ينسّق معنا بشأن المساعدات الطبية الإماراتية، ونرفض استقبالها دون التنسيق، نحن دولة ذات سيادة يجب أن ينسق معنا."
نحن نتساءل لماذا لم ترسل الإمارات هذه المساعدات إلى القاهرة وعمان وتنقل من هناك برا إلى الضفة الغربية وغزة؟ وهل إرسالها إلى تل أبيب على طائرة إماراتية في الوقت الذي يعلن فيه الصهاينة عن نيتهم لضم المستوطنات والأغوار للسيادة الإسرائيلية كان عفويا أم مقصودا؟ وهل لهذا التصرف الإماراتي علاقة بتنفيذ بنود صفقة القرن؟
هذه الحادثة تدل دلالة واضحة على تعدد وتنوع وتغير أساليب بعض الأنظمة العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية بطرق وتكتيكات ملتوية وخادعة وخبيثة؛ وبما أنه من الواضح أن معظم الأنظمة العربية، وخاصة الخليجية منها، باستثناء الكويت، تتآمر وتنسق مع الولايات المتحدة وإسرائيل لتمرير " صفقة القرن"، وتصفية القضية الفلسطينية رغم معارضة الفلسطينيين والأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العربي، فلا غرابة إذا في أن الامارات تجاهلت السلطة الوطنية الفلسطينية حيال كيفية تسليم هذه المساعدات، وفضلت أن تستغل الأوضاع الحالية التي يشهدها العالم، ويعاني منها الفلسطينيون بشدة بسبب جانحة كورونا للقيام بخطوة رسمية وعلنية كهذه لتحقيق اختراق في عملية التطبيع مع الصهاينة وكسب ودهم، وإرضاء إدارة الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب، لإتمام عملية التصفية!
الهرولة الإماراتية لتل أبيب ليست جديده! فقد بدأ التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الصهيوني يخرج من خلف الأبواب المغلقة في شهر يناير عام 2010 عندما حضر وزير البيئة الإسرائيلي عوزي لانداو مؤتمرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي، وفتحت إسرائيل في عام 2015 بعثة دبلوماسية رسمية في دبي لتمثلها لدى تلك الوكالة التي تتخذ من أبو ظبي مقرا رئيسيا لها، وزارت وفود سياسية ورياضية ودينية وإعلامية إسرائيلية عديدة الإمارات منذ ذلك التاريخ.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهبط فيها طائرات إماراتية في تل أبيب؛ فقد ذكرت قناة 12 الإسرائيلية قبل أيام أن الخطوط الجوية الإماراتية نقلت عددا من الإسرائيليين العالقين في المغرب إلى تل أبيب بطلب من الجانب الإسرائيلي؛ وذكرت صحيفة " ذي ماركر" الإسرائيلية في شهر سبتمبر من العام الماضي أن طائرة مدنية إماراتية قادمة من دبي هبطت ثلاث مرات في مطار بن غوريون، وذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال " الأمريكية ان أبو ظبي وتل أبيب أقامتا علاقات عميقة خلال السنوات الماضية، وإن مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين يتحدثون عن توثيق وتطبيع العلاقات.
الفلسطينيون يدركون أن التصريحات العلنية الكاذبة التي يدلي بها الحكام العرب، ويعلنون فيها عن دعمهم لفلسطين وتمسكهم بالثوابت ومن أهمها دحر الاحتلال وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لا قيمة لها، وموجهة لخداع وتضليل الرأي العام في الأقطار العربية؛ فمعظم " أولياء الأمر " أذعنوا للإملاءات الأمريكية الصهيونية، وتخلوا عن القدس وفلسطين، والجولان، ومزارع شبعا، وعن السيادة على سيناء وغيرها من الأراضي العربية المحتلة، ورفعوا راية الاستسلام لكل غاز معتد يهدد وطننا، فلا غرابة إذا أن تحط طائرة إماراتية في تل أبيب.
ولا غرابة أيضا في رفض الشعب الفلسطيني استلام شحنة الأدوية الإماراتية من مطار بن غوريون، واعتبارها تطبيعا خبيثا وإهانة له ولسلطته الوطنية! الشعب الفلسطيني يكن الاحترام لإخوانه أبناء الشعب العربي، ويقدر مساعداتهم له، ووقوفهم إلى جانبه في خندق نضالي واحد برفضهم للتطبيع والتنازل عن فلسطين وقدس الأقداس. هذا الشعب العظيم الذي مضى عليه ما يزيد عن 90 سنة وهو يكافح ويضحي من أجل وطنه، ودفاعا عن الوطن العربي، وصمد في أرضه وبنى وعمر وأبدع على الرغم من المؤامرات العربية ووسائل البطش والقتل والتدمير والتهجير التي مارسها الصهاينة ضده، لا يقبل الظلم والإهانة، ولا يحتاج للحصول على أدوية الإمارات من مطار بن غوريون، وسيتمكن من إفشال مؤامرات " أولياء الأمر "، وسينتصر حتما بإمكانياته ودعم أبناء الشعب العربي رغم أنف الصهاينة وحكام الانبطاح والخذلان العرب!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردود الفعل الرسمية العربية الانهزامية على نوايا إسرائيل بضم ...
- الإجراءات التقشفيّة السعودية...محاولات بائسة لإصلاح ما أتلفت ...
- أموال العرب السائبة في دول الغرب وتداعيات كورونا
- - أم هارون - وأخواتها ومحاولات الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيت ...
- السعودية والإمارات وتقسيم اليمن
- المصالحة الفلسطينية... اتفاقيات لا تنفذ وتصريحات ووعود مضللة
- انهيار أسعار النفط على الرغم من اتفاقية دول - أوبك +- لخفض ا ...
- ترامب يوجه سهامه لمنظمة الصحة العالمية
- ضم الأغوار الفلسطينية لدولة الاحتلال
- كورونا يعري جشع وعنصرية ترامب وعدم اهتمامه بحياة الآخرين
- فشل محاولات بعض رجال الدين في الشرق والغرب في أدينة كورونا!
- تيريز الهلسة أيقونة أردنية مسيحيّة من أيقونات النضال العربي
- فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم
- لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وما ...
- العالم العربي بعد كورونا!
- فيروس كورونا كشف تراجع أمريكا علميّا وسياسيا وأخلاقيّا وفضح ...
- نجاح المقاومة الجماهيرية المنظمة للاستيطان الصهيوني... جبل ا ...
- أردوغان وقضية اللاجئين والعلاقات التركية الأوروبية
- حكّام السلام الزائف والتطبيع والاستسلام العرب وفوز نتنياهو ف ...
- المرشح الرئاسي الأمريكي السناتور بيرني ساندرز واللوبي الصهيو ...


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واعتبروها تطبيعا خبيثا وإهانة؟