أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب














المزيد.....

الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور ثلاثة عشر عاما على الانقسام البغيض أو " النكبة الفلسطينية الثانية "، يبدو أنه قد يستمر لسنوات قادمة تزداد خلالها معاناة الشعب الفلسطيني، ليس فقط لأن معظم الدول العربية تخلت عن اعتبار قضيته الفلسطينية قضية الأمة الأولى وتوقفت عن مساعدته وهرولت لتل أبيب طالبة ودّها، بل لأن هذا الانقسام الذي انتجته الخلافات الفصائلية، وخاصة بين الفصيلين الرئيسيين فتح وحماس، عزز منذ حدوثه الخلافات البينية الفلسطينية، وعطل العملية الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة ومشاركة الشعب في الحكم عن طريق الانتخاب، وساهم في تعقيد توحيد القرار السياسي المعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وعرقل إمكانية الاتفاق على برنامج وطني مبني على رؤية وطنية جامعة قادرة على تبني استراتيجية موحدة لمقاومة الاحتلال، وساهم إلى حد بعيد في تراجع المقاومة في الضفة الغربية، وأثر سلبا على الدعم الدولي للحق الفلسطيني، وشجع المستوطنين وبدعم من حكومات اليمين المتطرف على التغول في سرقة الأرص والتوسع الاستيطاني؛ فقد كشف الجهاز الاحصائي الفلسطيني أن عدد المستوطنين بلغ 483,453 مستوطنا في نهاية عام 2007، لكنه تضاعف تقريبا منذ الانقسام ووصل إلى ما يزيد عن 900000 في نهاية عام 2019.
ولهذا يمكننا القول إن خذلان الفلسطينيين الأكبر لأنفسهم حدث عندما بدأ انقسامهم؛ فبغض النظر عن أسبابه ومسبباته، ومحاولات حماس تبرير إقدامها عليه ومحاولات فتح التنصل من مساهمتها بحدوثه، لا يمكن إنكار الحقيقة المرّة وهي ان قادة فتح وحماس أضافوا خيبة أمل جديدة، وخذلوا الفلسطينيين مجددا من خلال فشلهم في منع وقوعه وإنهائه، وتمسكهم بالسلطة، ورفضهم الشراكة السياسية في الوقت الذي تستعد فيه حكومة إسرائيل لضم المستوطنات والأغوار وتصفية قضيتهم.
قادة حماس وفتح يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية عما حدث، ونستطيع أن نقول بأسف وألم انهم بتصلبهم وفشلهم في توحيد صفوفهم والاحتكام لإرادة الشعب الذي يرفض انفصالهم وخلافاتهم الحزبية قد فقدوا الكثير من مصداقيتهم، وأضعفوا الموقف الفلسطيني عربيا واسلاميا ودوليا، ومنحوا إسرائيل فرصة ذهبية لتهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية، وشجعوا عددا من الدول العربية على اعتبار انقسامهم وخلافاتهم .. منفذا للتطبيع .. مع الدولة الصهيونية، ومبررا للتملص من التزاماتها تجاه قضيتهم.
إسرائيل التي نكذب عن رغبتها في تحقيق سلام لا تريده وتفعل ما بوسعها لإفشاله، استغلت الانقسام الفلسطيني، والضعف العربي، والكذبة القائلة إن " التهديد الإيراني أخطر على العرب من إسرائيل " لإقامة علاقاتها مع عدد من الدول العربية، وغيرت استراتيجيتها لحل النزاع؛ فقبل أوسلو والانقسام واتفاقيات السلام مع مصر والأردن كانت الاستراتيجية الإسرائيلية قائمة على أن تحقيق السلام يأتي من الداخل، أي إن حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي .. يأتي أولا.. وبموافقة الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد ذلك يتم الاتفاق على حل النزاع بين إسرائيل والدول العربية الأخرى وتحقيق السلام والتطبيع معها؛ لكن إسرائيل غيرت تلك الاستراتيجية واستبدلتها بنهج الحل من الخارج، أي تحقيق السلام والتطبيع مع الدول العربية .. أولا..، وتجاهل الفلسطينيين، وعزلهم عن محيطهم العربي لإرغامهم على قبول سلام زائف مؤقت بمواصفات إسرائيلية توسعية!
معظم الأنظمة العربية التي تعاني من الضعف والتدخلات الأجنبية لن توقف " هرولتها " إلى تل أبيب وستستمر في التطبيع معها، وإسرائيل لن تغير سياساتها التوسعية الا إذا أنهى الفلسطينيون انقساهم، ووحدوا صفوفهم وقرارهم السياسي، وأوقفوا هرولتهم وراء سراب الحل السلمي، واعتمدوا المقاومة الجماهيرية الطويلة الأمد في الضفة وغزة كأولوية وقدّموا المزيد من التضحيات بتصديهم للاحتلال؛ هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولن ينسحب من شبر واحد من أرضنا المحتلة إلا بالقوة.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية ومحاولات الخروج من مأزق حرب اليمن
- اجتماع - منظمة التعاون الإسلامي - بشأن ضم أجزاء من الضفة الغ ...
- العنف ضد العنصرية الأمريكية ..: بداية ثورة على الظلم وصفعة م ...
- ضم الأغوار والمستوطنات ينهي أحلام قيام دولة فلسطينية ويهدد م ...
- لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واع ...
- ردود الفعل الرسمية العربية الانهزامية على نوايا إسرائيل بضم ...
- الإجراءات التقشفيّة السعودية...محاولات بائسة لإصلاح ما أتلفت ...
- أموال العرب السائبة في دول الغرب وتداعيات كورونا
- - أم هارون - وأخواتها ومحاولات الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيت ...
- السعودية والإمارات وتقسيم اليمن
- المصالحة الفلسطينية... اتفاقيات لا تنفذ وتصريحات ووعود مضللة
- انهيار أسعار النفط على الرغم من اتفاقية دول - أوبك +- لخفض ا ...
- ترامب يوجه سهامه لمنظمة الصحة العالمية
- ضم الأغوار الفلسطينية لدولة الاحتلال
- كورونا يعري جشع وعنصرية ترامب وعدم اهتمامه بحياة الآخرين
- فشل محاولات بعض رجال الدين في الشرق والغرب في أدينة كورونا!
- تيريز الهلسة أيقونة أردنية مسيحيّة من أيقونات النضال العربي
- فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم
- لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وما ...
- العالم العربي بعد كورونا!


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب