|
الخيارات المتاحة امام الكاظمي
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 11:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تواجه السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحديات عديدة في مستهل حكمه ليس اقلها فيروس كورونا المتفشي على نطاق واسع ، ولا ضعف ايرادات الخزينة ، ولا تهديدات الدواعش . بل التحدي الاهم هو حصر السلاح بيد الدولة وتصفية البؤر المسلحة من عصابات الجريمة المنظمة . وتلك التي تدعي انتمائها للحشد الشعبي ، ومازلنا نسمع وبشكل دوري انبثاق فصائل مسلحة بتسميات عديدة ، تفتك بالناس بدعاوى مختلفة . والكاظمي مازال يقف ازائها حائرا او عاجزا او متمهلا . ولعل التحدي الاكبر الذي واجهه هو عودة فصيل مسلح الى مقره في البصرة بعد اخلاءه بسبب قيام منتسبيه بقتل متظاهرين سلميين .
ان رئيس الوزراء الجديد قد بدأ عهده بتطمين الشباب المنتفض على تحقيق مطالبهم ، ومعاقبة كل من ساهم بقتل المتظاهرين السلميين . الا انه مازال اسير التفاهمات مع الاحزاب والكتل الحاكمة بمختلف اتجاهاتها ، ويراوح مكانه دون ادنى تقدم اللهم الا الوعود .
صحيح ان السيد الكاظمي قد جاء بموافقة هذه الاحزاب ، الا ان العامل الاكبر في تقديمه كمرشح لرئاسة الوزراء هو الشباب المنتفض في ثورة تشرين العظيمة ، فلولا تضحياتهم واستمرار انتفاضتهم لم يجد الكاظمي اي فرصة لتبوء مثل هذا المنصب ، فالواجب يقتضي منه اتخاذ مواقف قريبة من الانتفاضة وليس في محاباة الاحزاب الحاكمة الفاسدة التي لا تضمر الخير لهذا الشعب الابي .
كما يتوجب عليه في هذه المرحلة ان لايكرر تجربة المالكي الذي بدد موازنات الدولة لثمان سنوات دون ان يبني مدرسة واحدة او مستوصف . ولا ان يكون رجل اقوال دون افعال مثلما كان حيدر العبادي الذي طلب تفويض الشعب لمعاقبة الفاسدين ، ولما حصل عليه جبن وتخاذل . ولا ان يعيد تجربة عادل عبد المهدي الذي حابى دولة اجنبية على حساب الشعب ، وقطع لقمة عيش الارامل والايتام والفقراء دون وازع من ضمير او دين ، وقسم الميزانية المتبقية قسمة ضيزى تخلوا من ابسط مبادئ العدالة والمساواة بين قطاعات ومكونات الشعب المختلفة . ومازالت اصابعه ملطخة بدماء الشعب المنتفض ، وتطارده لعنات الأمهات الثكالى .
ان على السيد الكاظمي ، وهو الذي يقف خلفه شباب انتفاضة تشرين البواسل ، ان ينهج طريق الصواب . طريق الشعب ، الذي يطمح في رؤية قائد شجاع يحقق مطاليبه ، لا متخاذلا بيد حفنة من الفاسدين تساندهم الدولة العميقة ، ويحميهم الحرس الثوري ، وبلطجية الاحزاب والكتل المتخلفة .
ان امامه فرصة تاريخية في انقاذ الشعب العراقي من جور الطغمة الحاكمة وميليشياتها المارقة بالاعتماد على حركة الشباب المنتفض الذي ينتظر منه اشارة واحدة لتعضيده والسير الى جانبه . فهو في موقع المسؤولية العليا ولا يحتاج الا ان يكون قائدا في هذه المرحلة التاريخية من عمر العراق الممتد لالاف السنين . والقيادة لاتحتاج الا للعزيمة والارادة .
يصنف ماكس فيبر القيادة إلى ثلاث نماذج . . القائد التقليدي سواء بالسن او بالمكانة الاجتماعية .
والقائد ذو السمات ، وهي كاريزما شخصية .
والقائد العقلاني القادر على بناء المؤسسات . والسيد الكاظمي له بعض السمات القيادية ، كما انه قادر على بناء الدولة كمؤسسات ،
ومن خلال القرارات الشجاعة يستطيع جمع كل قوى الشعب العراقي ، وقواته المسلحة الباسلة والخيرين من ابناء الوطن ، وهم كثر ويمثلون قوة فاعلة لايمكن الاستهانة بها . اما الذيول والفاسدون فهم في اضعف حالاتهم ، فلا تغرنكم اسلحتهم ولا كثرتهم فهم خوارون يرتجفون من قرب ساعة المواجهة والحسم .
ان اي مطلع للوضع السياسي في العراق يجد امام السيد الكاظمي ثلاث مسارات . .
اما ان يهادن ويوالي الاحزاب الفاسدة ومن يقف ورائها . وبذلك سيكون كسابقيه في ادارة الحكم وكأنك يابو زيد ماغزيت .
او يقف على الحياد بين مطالب الشعب المنتفض ومطالب الاحزاب والكتل الحاكمة . . وبذلك سيخسر الاحزاب ، ويخسر الشارع المنتفض في آن واحد .
او يتخذ موقف الزعيم والقائد الجماهيري ويقف مع المنتفضين الثوار . ليكون في خندق واحد مع قوى الشعب وقواته المسلحة الباسلة في مواجهة اعداء الشعب والوطن من الحكام الفاسدين .
اننا ابتلينا بقيادات خائنة كثيرة في زماننا الاغبر هذا . . ونطمح في قائد وزعيم وطني يليق بعراق التاريخ والموقف .
فهل سيكون الكاظمي ابن العراق البار والقائد الوطني الملهم . ام سيكون كسابقيه ممن لفظهم الوطن والشعب والتاريخ . هذا ماستجيب عليه قابل الايام .
.
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زراعة الشرائح الالكترونية والاخ الاكبر
-
سمات المجتمع العراقي . . وعودة الوعي
-
سياسيو السلطة بين الأقوال والافعال
-
اسباب انتشار covid19 في مناطق دون اخرى
-
مصطفى الكاظمي وكابينته الوزارية
-
الحب اساس الأمن الانساني
-
الحجر الصحي في زمن كورونا
-
مستقبل التعليم مابعد كورونا
-
ترشيح عدنان الزرفي والمستقبل المجهول
-
نظرية اجنحة الفراشة . . الكورونا انموذجا
-
المرأة العراقية نخلة شامخة
-
الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة
-
الحرب السلوكية
-
الانسان والموت
-
المستضعفون في الارض
-
لم يعد الوقت في صالح السلطة
-
ليبيا وصراع المصالح
-
المثقف الفاعل والوعي
-
ضمور الفكر العربي
-
سياسة خلط الاوراق
المزيد.....
-
مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال
...
-
هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي
...
-
رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي
...
-
رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
-
الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز
...
-
الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا
...
-
البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف
...
-
السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل
...
-
هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
-
أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|