أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة














المزيد.....

الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6508 - 2020 / 3 / 8 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن انتفاضة تشرين العراقية ضد حكومات رجعية فاسدة حدث عابر ، بل كانت ثورة تقدمية شاملة ضد التخلف وقوى الظلام الذي جسدته احزاب دينية متخلفة لطمس حضارة العراق وتاريخه المجيد ، واختزالها بمفاهيم طائفية عفى عنها الزمن . . ومع اننا نفهم الدين باعتباره قيم إيمانية وأخلاقية حميدة . الا اننا نرفض تشويه الدين بالسياسة . . ولذلك فان مايجري في العراق من احتجاجات وانتفاضات ماهي الا ثورة حضارية متمدنة يقودها الجيل الجديد في وجه التخلف والتدين الزائف القائم على طقوس شكلية لا علاقة لها باقامة سلطة العدل بين الناس .

لقد شارك في هذه الانتفاضة قطاعات واسعة من الشعب من ذوي الشهادات العليا وخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل والفقراء والأرامل ، وكل من له مصلحة في الثورة على النظام الثيوقراطي الفاسد ، وكان من الطبيعي أن ينظم إليها العديد من فئات الشعب ومنها التيار الصدري الذي يضم أعدادا كبيرة من المحرومين والمتضررين . إلا أن السيد مقتدى الصدر أراد تجييرها باسمه للتحكم بها على وفق مصالحه كما كان يفعل في كل مرة عندما كان يخدع جماهيره البسطاء من أنه ضد الفساد الحكومي وداعيا للإصلاح . وما أن تصل المظاهرات إلى نقطة التهديد الحقيقي للنظام القائم حتى يقوم بسحب المتظاهرين لقاء مناصب ومواقع إضافية تعزز من سلطته .

مقتدى الصدر أصبح الان حصان طروادة لإيران ، استغلته في اللحظة الأخيرة لقمع الانتفاضة بعد أن عجز ازلامها من الميليشيات المجرمة من إيقافها رغم استخدام كل وسائل القتل والتعذيب والاختطاف والترهيب ، وقد أصبح بعد عودته من قم الحاكم الاول في العراق وهو الذي رشح توفيق علاوي لرئاسة الوزارة ، وهدد بضرب كل من يعارضه، وبذلك أصبح الخادم المطيع لايران ، فهل هناك حجة لأنصاره بعد الان للدفاع عنه واعتباره المقدس المخلص !

لقد خدع جمهوره كثيرا وهو يعلن عداءه لإيران ودعوته للإصلاح ، حتى انكشفت الاعيبه عندما قام ازلامه بضرب وقتل الثوار في بغداد والناصرية والنجف وكربلاء وغيرها من المدن المنتفضة .
فاصبح مقتدى الصدر يد إيران في العراق بعد أن تمكن من استخدام المساكين من أنصاره في خدمة اسياده .

ان مقتدى الصدر جزء من العملية السياسية الفاسدة وقد حاول قمع الانتفاضة الجماهيرية بالقوة بدسيسة وتواطئ مع الميليشيات التي سبق وأن وصفها بالوقحة ، وهكذا يتضح جليا ان حكم الكتل والاحزاب الدينية المستبدة في العراق أخطر بكثير من الحكومات الدكتاتورية . فالاستبداد الديني سمة الدول المتخلفة، باعتباره مظهرا من مظاهر التخلف والعبودية في ظل مفاهيم التقديس لاناس تافهين باسم الدين والطائفة . .

إن تخلف الحكم الثيوقراطي في العراق قد حوّل المجتمع إلى مؤسسات دينية طائفية خالية من كل تطور علمي أو تقدمي . وجعل المواطنين مجرد أفراد معطلين فكريا وثقافيا ، وهم يجترون حكايا تاريخية وقصص عفا عنها الزمن ، حيث جاءت الطغمة الحاكمة بعقلية العصور الوسطى ، فعطلت الحياة الفكرية والثقافية ، وحاربت كل ماله علاقة بالحضارة والتمدن ، مثل المسرح والموسيقى، وكل أشكال الفنون الإبداعية ، واوقفت عجلة التنمية الإنسانية والاقتصادية . وأدخلت البلد في صراعات وحروب لانهاية لها ،
في وقت يتطلع فيه الشباب من جيل الحادي والعشرين إلى العيش الكريم في ظل بيئة حضارية سليمة ، ودولة قائمة على أسس مدنية حديثة ، تؤمن بالانسان كقيمة عليا خصوصا بعد أن فتحت أمامهم نوافذ الشبكة المعلوماتية والاطلاع على التقدم الهائل غير المسبوق في العالم المتمدن .
إن هذا الواقع من الاغتراب المتبادل بين الفكر الرجعي المتخلف للأحزاب الدينية الطائفية الحاكمة، مع الجيل الواعي الجديد ، قد احدث بينهما قطيعة دائمة لا رجعة فيها .

وهكذا أعادت هذه الثورة ثقة الشعب بنفسه مرة أخرى، ليتخلص من الخرافات وتقديس الافراد ، ومنطق الأبوة في إدارة الحكم .

إن الشباب الواعي المتحضر يصر على تحقيق التغيير المنشود وجعله واقعاً لا مناص منه للوصول إلى أهدافه من خلال ثورته المستمرة ، الثورة التي لم يستوعبها الحكام الفاسدون والتي ستطيح بهم عاجلا ام آجلا .
وبناء عليه فمن المستبعد، إلى حد بعيد، العودة إلى اوضاع ما قبل ثورة تشرين العراقية. والرجوع عن أهم مكسب من مكاسب هذه الثورة والذي تمثل في الوعي الوطني ونبذ التفرقة الدينية والطائفية والاثنية .

إن في مقدور ثورة الشباب هذه فتح الأبواب نحو حياة ومستقبل باهر وسعيد لكل الشعب بقومياته واديانه وطوائفه وتوجهاته الفكرية والسياسية على وفق مبدأ المواطنة العراقية . ومن ساحات الانتفاضة هذه سيخرج قادة العراق الجديد ، قادة يؤمنون بالعلم ويرفضون الخرافة والأفكار البالية .

وهناك أجيالا جديدة تلتحق يوميا بالثورة وترفدها بعناصر شبابية أكثر إيمانا بالمستقبل ونبذ الافكار المتخلفة ، وليس بإمكان السلطة ومن وراءها ايقاف عجلة التقدم والتطور الذي رفع لوائها هذه الكوكبة من الأجيال الصاعدة أمام حرس قديم لايملك سوى الافكار العتيقة التي عفى عنها الزمن . فلا مقتدى الصدر ولا سلاح السلطة وميليشياتها، ولا أفكارها البالية ، اومقدساتها الزائفة ستوقف زحف الجيل الجديد في ثورته للنهوض بهذا البلد إلى مصاف الدول المتحضرة . والنصر حليف الثورة ومستقبل العراق الزاهر



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب السلوكية
- الانسان والموت
- المستضعفون في الارض
- لم يعد الوقت في صالح السلطة
- ليبيا وصراع المصالح
- المثقف الفاعل والوعي
- ضمور الفكر العربي
- سياسة خلط الاوراق
- النفوذ الايراني في العراق الى اين؟
- سقوط شرعية النظام العراقي
- التهديد بالفوضى والحرب الاهلية في العراق
- بعد استقالة عبد المهدي. . اصبح القرار بيد الشباب المنتفض
- نظرة على الوثائق الايرانية المسربة
- الاساليب الفاشية لن تقمع انتفاضة اكتوبر العراقية
- وقت الحوار قد ولى يابلاسخارت
- مستقبل العراق بين النظام الرئاسي والبرلماني
- ثورة تشرين ماضية حتى النصر
- نداء عاجل حول الاوضاع الماساوية في العراق
- الجيل الجديد ينتفض
- ردود الفعل على انتفاضة اكتوبر العراقية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة