أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - المثقف الفاعل والوعي














المزيد.....

المثقف الفاعل والوعي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع لثورة تشرين العراقية يدرك جيدا ان الشباب المنتفضين ضد حكامهم ، والمحرومين من التعليم ومن ابسط المسلزمات الحياتية لديهم وعي عال بضرورة الثورة والانقلاب على الواقع المؤلم وعلى المفاهيم الطائفية والدينية المشوهة ، وهم بذلك يتفوقون على المتثقفين او المتعلمين الذين يدعون الثقافة وهم  بعيدين عن هموم الوطن ،  وغارقين بالتعصب الديني او القومي . فنجد مثلا صحفيين وادباء ومعلمين ونقابات وجمعيات مهنية مازالوا بعيدين عن مواكبة الثورة وتعضيدها ، كما نجد كثير من ادعياء الثقافة وكتاب المقالات ينقصهم الوعي ، وهم يرددون مفاهيم بالية ومتعصبين لافكار طائفية او قومية ، وكثير منهم اضاعوا بوصلتهم فتراهم تارة يدافعون عن افكار شوفونية او رجعية عفى عنها الزمن ، وتارة يتعاطفون مع الثوار دون فعل حقيقي يساندهم ويعزز مطاليبهم العادلة ، وهم لا يخفون مشاعرهم وخوفهم من الخطر على الطائفة ، او المكاسب القومية المزعومة ، وهم يعلمون جيدا ان المكاسب المشروعة محفوظة ، كما ان الطائفة لاخوف عليها وهي قديمة وراسخة ، ولايمكن ان تذهب الى زوال . وكان عليهم ان يدركوا بان الثورة تحرر الناس من العقليات المتحجرة والمتزمتة وتبعدهم عن اوهام التعصب ، وهي صمام امان لكل المواطنين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم واثنياتهم ، فالثورة هي حالة تمرد على واقع فاسد وراكد ، لايمكن تغيره بالطرق التقليدية ، ويتوجب الانقلاب عليه باساليب ثورية حاسمة، ولذلك على المثقف ان يعي محيطه ومجتمعه ويتحسس مشاعر والام الناس وطموحاتهم 

 ان من اولى شروط المثقف الحقيقي ، الوعي الكامل بماجريات الامور في بيئته ، فالمثقف يتوجب عليه ان يكون واعيا بالضرورة. ولكن الانسان الواعي ليس بالضرورة ان يكون مثقفا حتى يدرك وعيه 

ولذلك فان الوعي هو اول خطوة في التطوير الثقافي للفرد ، وبعدها يستوعب الافكار والسلوكيات الايجابية ، حتى يصل الى درجة من الارتقاء التعليمي والثقافي من خلال المدرسة او عن طريق المؤسسات التعليمية والثقافية الاخرى ، وهو بذلك يزيح ما علق في ذهنه من افكار وترسبات تعيق نموه الثقافي ليحل محلها قيم ومبادئ تنويرية تنقله من واقع متخلف الى مرحلة متقدمة من المعارف والمفاهيم تنير طريقه الى حيث التصحيح والرقي بالنفس والمجتمع 


ولكن يبدو ان هناك ظروف طارئة قد تدفع بالمثقف الهش غير المحصن ، للنكوص وتبني افكارا بالية نتيجة التاثير الاعلامي او الاجتماعي او الخوف من قوى بشرية او ميتافيزيقة تؤدي الى غسل دماغه فيتبنى افكارا ومواقف دينية او طائفية متزمتة 


اننا لايمكن ان نرى شخصا مثقفا لايعترف بالاخر ، او يعتقد بانه يمتلك كل ادوات المعرفة دون غيره ، ويرفض غيره لمجرد كونه مختلف عنه ، فالمثقف الفاعل هو ابن المجتمع وهو يعلم ان هناك ثقافات وعقائد اخرى قد لا تتطابق مع مفاهيمه ، ولكنه يجب ان يتقبلها ، مثلما يتقبله الاخرون


 ان المثقف الحقيقي هو قدوة المجتمع وهو محط تقدير واحترام الاخرين ، نتيجة الوعي العالي الذي يتمتع به، وهو بهذه الصفة يكون اول من يعي الظلم وينقلب عليه ، لا ان يكون مع الظالم لمجرد كونه من اثنيته او طائفته ، فيسقط في مستنقع الولاء الطائفي او الشوفوني 


ولذلك يتوجب على المثقف المساهمة في حل مشاكل المجتمع ، لا ان يكون هو المشكلة ، وعليه التماهي والمشاركة مع الحركات الثورية الهادفة الى تصحيح الاوضاع البائسة وغير الانسانية ، وان يخلع عنه رداء الولاءات القبلية والطائفية او القومية ، فالوطن لايحتاج الى متعصبين ومتخلفين ، فقد اصبحوا ورما يجب استئصله ، بل هو بحاجة الى مثقفين حقيقيين وثوار ينتشلونه من الكبوة التي سقط فيها ، ليلحق بركب التطور والتقدم قبل فوات الاوان وضياع الوطن في متاهات التعصب والتخلف اللا انساني 

ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضمور الفكر العربي
- سياسة خلط الاوراق
- النفوذ الايراني في العراق الى اين؟
- سقوط شرعية النظام العراقي
- التهديد بالفوضى والحرب الاهلية في العراق
- بعد استقالة عبد المهدي. . اصبح القرار بيد الشباب المنتفض
- نظرة على الوثائق الايرانية المسربة
- الاساليب الفاشية لن تقمع انتفاضة اكتوبر العراقية
- وقت الحوار قد ولى يابلاسخارت
- مستقبل العراق بين النظام الرئاسي والبرلماني
- ثورة تشرين ماضية حتى النصر
- نداء عاجل حول الاوضاع الماساوية في العراق
- الجيل الجديد ينتفض
- ردود الفعل على انتفاضة اكتوبر العراقية
- ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة
- ثورة اوكتوبر العراقية
- لماذا لم يتم الرد على ضرب ارامكو في السعودية
- السياسة وحماية الدين والمذهب
- ميليشيا الفساد تطال صاحبة الجلالة
- الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة


المزيد.....




- بعد ثلاثين عامًا في السجون الفرنسية: مصير بوعلام بن سعيد معل ...
- -يأكل مما نأكل-.. القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي في ...
- من رام الله - وزير خارجية ألمانيا يحذر إسرائيل من ضم الضفة ا ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض والضمانات قبل المفاوضات
- التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا
- بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي ...
- إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا ...
- ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة ...
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
- محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - المثقف الفاعل والوعي