أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ادهم ابراهيم - المستضعفون في الارض














المزيد.....

المستضعفون في الارض


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 15:26
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ان الانسان اجتماعي بطبعه ، ولديه حاجات عديدة لايستطيع تلبيتها لوحده ، ولذلك نشأت المجتمعات والدول والحضارات ، الا ان الافراد مختلفين بالشكل او اللون او الجنس وكذلك بالثقافات والاديان ، ومن هنا نشأت مفاهيم التمييز والاغتراب 

وللاغتراب اشكال متعددة ، فقد يكون اغترابا عن الذات ، او اغترابا عن البيئة الاجتماعية او عن الوجود والطبيعة 

 ومايهمنا هنا هو حالة اغتراب الانسان عن المجتمع الذي يعيش فيه ، حيث يعجز الفرد عن مجاراة مجتمعه ، فيعزل نفسه عن المشاركة في نشاطاته ، نتيجة ظلم المجتمع له لتفرده في حالة او اكثر او اختلافه عن هذا المجتمع ، وحالات الاختلاف كثيرة ليست فقط باللون والعقيدة والثقافة بل بالغنى والفقر ايضا ، مما يجعل كثير من بني البشر مستضعفين في الارض 


وينظر المجتمع الى الانسان المستضعف نظرة دونية تؤدي الى اهماله في الحياة العامة اواعطاءه اعمالا دنيا، نتيجة اختلافه عن المجتمع ، لذلك لايستطيع المستضعف التاقلم مع بيئته،  ويعيش في حالة عزلة وانطواء ، مع شعور عميق بالغبن والحيف وفقدان العدالة ، التي تؤدي به الى احساسه بعدم الثقة بالنفس والعجز والاغتراب ، وبالتالي ينتابه الشعور بالاحباط نتيجة عدم منحه  الفرصة المناسبة له لتحقيق الذات 


فقدان العدالة و"التمييز" بين البشر قضية متأزمة في جميع المجتمعات ، ولكنها تتفاوت في الشدة  من بيئة لاخرى، ولذلك نشاهد  حالات من التمييز والاغتراب في كل مكان تقريبا مع اختلاف المظاهر وتنوع الأشكال 


ان هناك علاقة جدلية بين التمييز والاغتراب في المجتمع . حيث ينشأ الاغتراب من التطرف العنصري والتمييز الناتج عن الاحساس بالتفوق والافضلية على سائر البشر ، سواءً باللون أو الجنس أو الدين، أو على مستوى الخصائص الإنسانية، ويتبع هذا الشعور سلوك عدائي في بعض صوره ، للسيطرة على بقية الافراد على اساس انه افضل منهم ، فتتشكل عندئذ  نظرة غير انسانية ضد الاجناس او الافراد الاخرين ،تدفعه الى انكار الاخر وقهره ومحاولة الانتقاص منه والحط من قيمته وكرامته، وربما يصل الأمر إلى الاعتداء والهجوم على الطرف الآخر بمختلف الطرق والوسائل


   ان الشعور بالغربة وسط المجتمع هو قمة الاحساس بالانكسار ، مثل ذوي البشرة السوداء في امريكا ، او المهاجرين في اوروبا . او الاقليات الدينية والاثنية في اسيا وافريقيا ، الذين لايستطيعون التاقلم او الاندماج مع المجتمع نتيجة العرق اوالدين اواللغة 

والاحساس بالاضطهاد قد يدفع الشخص الى العدوانية او الانسحاب والتقوقع ، او يكون دافعا الى الابداع والسمو 

وقد كتب الاديب الروسي دوستويفيسكي رواية مذلون مهانون الذي يتحدث بها عن الشعور بالمهانة والالم ، بعد خروجه من السجن واحساسه بمرارة الاضطهاد والاذلال خلال مدة حبسه 

 في كتابه الانسان المغترب يعرض ايريك فروم  مجموعة من الصفات خاصة بالاغتراب، وهي الحالة التي لا يشعر فيها الإنسان بأنه المالك الحقيقي لنفسه وطاقاته ؛ بل يشعر بأنه كائن هزيل يعتمد كيانه على قوى خارجية، لا علاقة لها بذاته ، فيجعله غير قادر على تغيير الوضع الاجتماعي، الذي يتعامل معه

ولذلك فان المغترب لا يستطيع توجيه سلوكه ومعتقداته الى تحقيق اهدافه الحقيقية نتيجة شعوره بالعزلة، وبأنه غريب عن السلوكيات  الحضارية لبيئته


إنه لأمر محبط حقا شعور الانسان بعدم الاحترام الذي يستحقه. وان عليه اثبات نفسه  مرارًا وتكرارًا 


ان الاستسلام لهذا الاحساس دون مقاومته بالابداع والتميز او الاندماج بالمجتمع سيؤدي به الى الاضطراب  النفسي والتقوقع . ان الطاقات الانسانية اللامحدودة قد تدفع الفرد للخروج من حالة الاستضعاف الى فرض نفسه وشخصيته على المجتمع ، فيصبح عنصرا فاعلا متميزا بالابداع والخلق بدل الاستسلام للتمييز والشعور بالمظلومية 


وعلى العموم فاننا نواجه اليوم هجمة عنصرية جديدة تجاه فئات عديدة من البشر المختلفين ، تدفع احيانا الى مواقف عدوانية ضارة ومنافية للانسانية . مما يتوجب اعادة النظر بالمناهج التربوية وكذلك بالقوانين التي تساعد على تغيير الفكر الجمعي للمجتمعات باتجاه المبادئ الاخلاقية التي تكفل الحقوق الاساسية للانسان . ونشر روح التسامح وتقبل الغير ، ويستوي في ذلك المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد سواء 

ادهم ابراهيم 


Sent from Yahoo Mail on Android



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعد الوقت في صالح السلطة
- ليبيا وصراع المصالح
- المثقف الفاعل والوعي
- ضمور الفكر العربي
- سياسة خلط الاوراق
- النفوذ الايراني في العراق الى اين؟
- سقوط شرعية النظام العراقي
- التهديد بالفوضى والحرب الاهلية في العراق
- بعد استقالة عبد المهدي. . اصبح القرار بيد الشباب المنتفض
- نظرة على الوثائق الايرانية المسربة
- الاساليب الفاشية لن تقمع انتفاضة اكتوبر العراقية
- وقت الحوار قد ولى يابلاسخارت
- مستقبل العراق بين النظام الرئاسي والبرلماني
- ثورة تشرين ماضية حتى النصر
- نداء عاجل حول الاوضاع الماساوية في العراق
- الجيل الجديد ينتفض
- ردود الفعل على انتفاضة اكتوبر العراقية
- ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة
- ثورة اوكتوبر العراقية
- لماذا لم يتم الرد على ضرب ارامكو في السعودية


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ادهم ابراهيم - المستضعفون في الارض