أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حمدى عبد العزيز - جورج فلويد تجسد لبعض الحقائق العنيدة














المزيد.....

جورج فلويد تجسد لبعض الحقائق العنيدة


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 19:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لست مع البعض ممن يسرعون باستخدام آدوات تحليل باتت من المعلبات السياسية المصرية إذاء الإحتجاجات المتفجرة في أمريكا .. كتلك التناولات التي تصل إلي حد تفجير الطرافة والفكاهة مثل أن الإخوان غير بعيدين عما يحدث في أمريكا ، أو أن الدولة الأمريكية العميقة تفجر الأحداث في وجه ترامب لكي تزيحه ، أو تلك التناولات التي تنم عن طابع تفكير مغرق في الغيبية والإستسهال المرتبط بالكسل والجدب الذهني مثل القول بأن هناك أبدان سلطها الله علي أبدان اخري .
لا أميل لاستخدام مثل هذه الأدوات التي تستهدف إزاحة البعد الإجتماعي والتاريخي من ساحة التحليل السياسي ، رغم مايحتويه هذا البعد من حقائق عنيدة لابد من احترامها وعدم تجاهلها ..
مثل حجم التهميش والإضطهاد الإجتماعي في أمريكا كجزء من سياقات أزمة النظام الرأسمالي في مرحلة النيوليبرالية ذات النزوع الأكثر توحشاً ، وكذلك كأحد تجلياته الأهم صعود يمين شعبوي يؤمن بالدور المركزي للرجل الأبيض في صنع الحضارة الإنسانية ، وبتصدير خطاب يكرس لفكرة أن المهاجرين من أصول غير أوروبية قد أصبحوا عالة علي إقتصاد الرجل الأبيض ، وخصم من أولوية تمتعه بحق العمل وحصده للرفاهية التي ينتجها المجتمع الرأسمالي ..
كذلك لايمكن إزاحة اعتبار أن هناك آثار لتاريخ من الوحشية والدموية والإبادة التي أرتكبها الأجداد الأوربيون في طريقهم لاستيطان القارة الأمريكية وتأسيس الولايات الأمريكية المتحدة سواء بحروب الإبادة ضد السكان الأصليين ، أو بعد ذلك بالنسبة للأفارقة الذين تم جلبهم كبضائع لاتتمتع بأي قيمة إنسانية سوي قيمتها الإستعمالية كسلعة بكل ماتعنيه الكلمة ، وبحرفية السياقات القانونية التي صاغت التعامل مع الأفارقة في هذه اللحظة الزمنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة قرون شهدت ذروة من التوحش الإنساني ، والإستخدام المدمي للضمير الإنساني للأفارقة العبيد في العمل الزراعي والمنزلي الغير مشروط بأية حقوق إنسانية حتي بلوغ عصر الحداثة علي حساب هؤلاء الأفارقة الذين تم إهدار كرامتهم الإنسانية ، ودمائهم وأعمارهم القصيرة بفعل حياة العبودية لأزمنة ممتدة كأكبر وأوسع جرم إنساني أزهقت فيه أرواح مايقترب من أو يزيد عن 15 مليون أفريقي كان يتم جلبهم وهم صبية ليموتوا في غضون مدد تتراوح خمس إلي خمس عشرة عاماً فقط هي أسقف أعمارهم في ظل ظروف هذه العبودية ..
يبقي الأهم
وهو وصول النظام الرأسمالي في مرحلة النيوليبرالية إلي سقف غير مسبوق من التوحش والنهب والإستغلال والعدوانية وتفجير النزعات الشعبوية العنصرية يهدد بدخول العالم إلي مرحلة مابعد الإنسانية ، وهو مااستلزم مظاهر المقاومة الشديدة لهذا النظام داخل أعمق مراكزه الرأسمالية والتي تلازم وضوحها مع اشتداد الأزمة المالية للنظام الرأسمالي في 2008 ، بالتلازم مع ظهور نزعات اليمين الشعبوي العنصرية الطابع والتي تعودت قوي الرأسمالية المأزومة علي إطلاق وحشها علي العالم كلما استحكمت أزمة النظام الرأسمالي ، مثلما حدث وأطلق وحش النازية الألمانية ، ووحش الفاشية الإيطالية مع تعمق أزمة الثلاثينات الشهيرة .
ماحدث تجاه المواطن الأمريكي ذو الأصل الأمريكي ليس جديداً فقد حدث من قبل ، ويحدث ويتكرر حدوثه بين آن والآخر في الولايات المتحدة الأمريكية ، ويتسارع حدوثه علي نحو أكثر منذ اندلاع الأزمة المالية 2008 ، وهاهو يتصاعد الآن مع صعود تيارات اليمين الشعبوي الذي يمثلها ترامب لقمة السلطة في أمريكا ..
الجديد هو أن هذا يحدث في لحظة تطور وتعمق لاستخدام وسائل المعلومات والتواصل الإجتماعي المستقل (جزئياً ونسبياً) وهو ماجعل الملايين من البشر في شتي بقاع العالم متابعة ظهور فيديو يصور لحظة مقتل جورج فلويد علي يد شرطي أمريكي بطريقة غاية في البشاعة والوحشية والتجرد الكامل من الإنسانية يبدو فيها رجل أسود مقيد اليدين وملقي علي الأرض أسفل جسد رجل البوليس الأبيض في حين استمع الملايين في العالم جيداً لتوسل جورج فلويد مواطن الدولة النموذج الليبرالي الأعلي بالنسبة للكثيرين في بلاد العالم من أجل الحصول علي شئ من الهواء في حين يضغط رجل البوليس بقوة وبثقل جسمه المركز في إنثنائة ساقه علي عنق جورج فلويد ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية لاتصلح للحكي قبل النوم ..
- ، وبقيت لنا روح العاشق الجميل (ركبة القرداتي) ..
- زهدى الشامى
- على هامش المشاهدات ..
- لانريد مزيداً من الشهداء ..
- عبد المجيد الدويل الذى لم يمت ..
- مشاهدة للحب في زمن الكوليرا (من أمام شاشة الحجر المنزلي ، في ...
- أمام شاشة الحجر المنزلي
- الأول من مايو .. أعياد الألفية الثالثة ..
- يكاد المريب أن يقول خذوني !!!
- العالم يتغير ..
- أعياد الدكتور سينوت حنا
- مطلوب علي وجه السرعة
- مصادفة الوباء لعالم يمر بأزمة مناعة ..
- ضرورة احترام العلم والحقائق الموضوعية ..
- وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..
- نحن لانتوضأ باللبن ...
- يا مولانا ..
- الوباء الحقيقي
- ماينبغي أن تجيب عليه يامولانا ..


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حمدى عبد العزيز - جورج فلويد تجسد لبعض الحقائق العنيدة