أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - زهدى الشامى















المزيد.....

زهدى الشامى


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 10:10
المحور: سيرة ذاتية
    


دكتور زهدي الشامي تجمعني به سنوات عمر ممتد منذ أن تعرفت عليه عندما تم تأسيس إتحاد الشباب التقدمي كجناح شبابي لحزب التجمع ، وكان هو أول أمين للإتحاد بمحافظة البحيرة ، وكنت أنا لصغر سني قد تم تصنيفي في عضوية التجمع ضمن أعضاء إتحاد الشباب التقدمي بلجنة البحيرة ، فكان زهدي الشامي هو أول قيادة تنظيمية لي في إتحاد الشباب التقدمي ، وهذا ماساهم في تقاربنا وجعل منه أول صديق لي خارج بلدتي الصغيرة ، كنت أزوره في منزله ، واستمع إلي تحليلاته للأوضاع السياسية علي اعتبار أنه كان مصدر المعلومات القادمة من القاهرة بالنسبة لي كواحد من أبناء الأرياف ، وكانت مكتبة زهدي الشامي العامرة بمجلدات لينين وماركس وكتابات المفكرين اليساريين العرب مصدراً مهماً لقراءاتي وقتها باعتباري كنت لم أمتلك بعد إلا مجموعة محدودة من الكتب التي ابتاعها من أرصفة الكتب القديمة ..
كنا في منتصف السبعينيات وكان بيت زهدي الشامي وقتها ملتقي الشباب المثقف في مدينة دمنهور ، لكونه أحد قيادات الشباب الهامة في المدينة ، ولما يتمتع به من تفوق معرفي وثقافة وطنية عميقة علي نحو كان سابقاً بشكل كبير لسنه وقتها ، كما أنه تمتع بخصال المناضل الحقيقي سواء من حيث التواضع أو من حيث القدرة علي التعامل مع الجميع بلا نزق أو حذق المثقفين رغم ماكان يمتلكه من ذكاء وعقل معرفي رصين .. ولذلك فقد تعرفت في بيته علي صداقات لازالت حتي الآن تشكل لي قيماً ومعان ساهمت في كثير من عمق تجاربي ، وبلوغ أدواتي المعرفية قدر ما من التشكل والنضج بدرجة ساعدتني في الإحتفاظ بصلابتي وتماسكي القيمي ..
سافر زهدي إلي روسيا ليكمل دراسته ويحصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية ، وأعادت لجنة محافظة البحيرة تأسيس إتحاد الشباب التقدمي ، ولأنها لم تجد غيري من أعضاء لجنته الذين ينطبق عليهم شرط صغر السن .. فقد اختارتني لأخلف زهدي الشامي في موقع أمانة شباب البحيرة ، وكانت هذه هي البداية الفعلية لمسيرتي في العمل النضالي العام ..
علاقة الإخوة والرفاقية التي تجمعني بزهدي الشامي وتجمعه بي ترجمت نفسها فور علمه بتواجدي في الإتحاد السوفيتي في اغسطس 1985 ضمن وفد اتحاد الشباب التقدمي ، حضر زهدي - الذي كان لايزال في دراسته في موسكو - إلي مقر إقامة الوفد ، في أول يوم لوصولنا إلي الإتحاد السوفيتي ، وقابلني باعتباره قد عثر علي جزء منه ، لم بتركني طوال إقامتي ، اعتمدت عليه في كل جولاتي خارج الأنشطة الرسمية للمهرجان ، قام بتقديمي للعديد من المصريين الدارسين بالإتحاد السوفيتي اتذكر منهم المرحوم أحمد نصر ، والأستاذه شهرت محمود أمين العالم ، وآخرين ربما لاتسعفني الذاكرة الآن بذكرهم ..
ثم تزاملنا في قيادة حزب التجمع في البحيرة بعد أن أنهي دراسته في موسكو ، وعاد منها بالدكتوراه ..
وعندما قرر خوض انتخابات مجلس الشعب عام 1990 عن دائرة دمنهور اختارني لأكون أحد أعضاء اللجنة التنظيمية الضيقة لإدارة المعركة الإنتخابية ، ودبر لي حجرة للمبيت في منزله فظللت طوال مايقترب من شهر كامل ، أخرج من عملي إلي دمنهور ، واتناول معه غذائه ثم نبدأ في مراجعة الملف التنظيمي للمعركة ثم نتوجه إلي حيث يعقد لقاءه أو ندوته هنا أو هناك ، ولاننتهي إلا آخر الليل حيث نتسلل إلي بيت المرحوم حمدي عقده حيث يكون قد سبقنا إليه المثقف والناقد الأدبي سيد إمام والمرحومين فاروق الحديني والمثقف والروائي والمناضل السياسي الراحل إبراهيم العشري والأستاذ محمد وهبه والدكتور محسن يونس ، والشاعر والمثقف الدمنهوري الكبير وصديق عمري الذي كان وقتها أحد القيادات الشبابية اليسارية المهمة مصطفي الحديدي ، وذلك لعقد إجتماعات يومية للوقوف علي تصورات وخطط ومجريات المعركة ومجريات آدائنا فيها ، ومعالجة سلبياتها ، والإستفادة من نجاحاتنا للبناء عليها ومناقشة مدي التقدم الذي يتم إحرازه وماينبغي عمله في الأيام القادمة ، وهكذا لم نكن نفترق إلا للنوم عند اقتراب فجر اليوم التالي ثم اهرول إلي عملي في مدينة المحمودية إلي أن أعود ظهراً ، وهكذا ..
واستطاع زهدي الشامي عبر تصاعد آداءه السياسي إلي أن يصبح هو ظاهرة هذه الإنتخابات ويلتف أبناء مدينة دمنهور حوله ، وينجح بالفعل في الوصول إلي جولة ثانية للإعادة بينه وبين مرشحة الحزب الحاكم رغم وقوف كافة أجهزة الدولة معها وتسخير كافة إمكانات الدولة رهن إشارة حملتها الإنتخابية ، بينما نحن لم نكن نمتلك إلا إلتفاف الشباب حول زهدي الشامي ، ولم يكن لدينا إلا مبلغاً محدوداً من المال لم يكن يتجاوز الستة الآف جنيهاً حتي انتهاء الجولة الأولي من المعركة الإنتخابية التي ازدادت شراستها وزاد معها انفاق العديد من المرشحين بحيث تجاوز مئات الآلاف من الجنيهات للمرشح الواحد بين بعض المرشحين ، واعلنت النتائج ولم تستطع السلطة السياسية الحاكمة وقتها إسقاط زهدي الشامي في الجولة الأولي ، وامام اكتساح شعبية زهدي الشامي للشارع الدمنهوري ، حشدت السلطة السياسية أجهزة الدولة ، وموظفيها ، ورجال الأعمال التابعين للحزب الوطني وقتها بالتحالف مع تيارات الإسلام السياسي التي وجدت - رغم خروج جميع مرشحيها في الجولة الأولي - ان زهدي الشامي سيشكل خطراً داهماً علي آمالها في الهيمنة السياسية علي أحد أهم مراكزها في الوجه البحري لمصر ..
وبالفعل تم إسقاط زهدي الشامي وباتت مدينة دمنهور يومها في حزن شديد ..
وفي بدايات العقد الثاني من القرن الحالي ترك كل منا حزب التجمع ، وانتقل زهدي الشامي إلي حزب التحالف الإشتراكي وأصبح أحد أهم قياداته ، وانتقلت أنا للحزب الإشتراكي المصري لكن العمل السياسي المشترك بيننا لم يتوقف ، خضنا كثير من المعارك في الميادين وفي الشوارع وفي القاعات المختلفة كتفاً بكتف ويد في يد ..
زهدي الشامي الذي لم يتخل يوماً عن حماسه وإيمانه الوطني الشديد بأبناء شعبه سواء في أحلك اللحظات أو في اللحظات المواتية لتحقيق خطوات علي مستوي العمل النضالي ..
أسس زهدي الشامي بالمشاركة مع عدد من مثقفي ومناضلي البحيرة جريدة البحراوية في تسعينيات القرن الماضي ، وتحمل أعباء وتبعات إستمرارها كمنصة سياسية وثقافية وإعلامية لأبناء البحيرة ، وقدم تضحيات جمة من أجل هذا الإستمرار ، مثلما واجه من الصعاب والمتاعب مالايتحمله أحد من أجل مشروعه الوطني الذي حمله علي عاتقه منذ أن كان أحد أبناء الحركة الطلابية الوطنية المصرية إلي أن تجاوز العقد السادس من عمره عبر مسيرة عمر شاقة ومجهدة
ظلت علاقتنا الأخوية علي عمقها ، في مدي زمني يقترب من الخمسة عقود إلا قليلاً ، وظل زهدي الشامي علي حاله مناضلاً من طراز محترم منح شبابه وعمره للوطن وقضايا أوسع شرائحه الشعبية ، ولازال يواصل عطائه النضالي سواء علي الصعيد الديمقراطي العام أو الصعيد الفكري أو الصعيد التنظيمي والسياسي ، وكل مايتعلق بالقضايا الأوسع في ارتباطها بمستقبل مصر والمنطقة والشعوب العربية ، وكل الشعوب المستضعفة في العالم ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش المشاهدات ..
- لانريد مزيداً من الشهداء ..
- عبد المجيد الدويل الذى لم يمت ..
- مشاهدة للحب في زمن الكوليرا (من أمام شاشة الحجر المنزلي ، في ...
- أمام شاشة الحجر المنزلي
- الأول من مايو .. أعياد الألفية الثالثة ..
- يكاد المريب أن يقول خذوني !!!
- العالم يتغير ..
- أعياد الدكتور سينوت حنا
- مطلوب علي وجه السرعة
- مصادفة الوباء لعالم يمر بأزمة مناعة ..
- ضرورة احترام العلم والحقائق الموضوعية ..
- وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..
- نحن لانتوضأ باللبن ...
- يا مولانا ..
- الوباء الحقيقي
- ماينبغي أن تجيب عليه يامولانا ..
- طابور المساجين .. لفان جوخ
- اسمحوا لي بالإختلاف مع هذا السياق
- عينك حمرا ياغوله


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - زهدى الشامى