أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - العالم يتغير ..














المزيد.....

العالم يتغير ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاحتساب عمق أضرار انخفاض أسعار البترول علي الولايات المتحدة الأمريكية ، وعلي قطاع رأس المال المالي أحد أهم القطاعات المهيمنة علي اقتصاديات أمريكا والعالم (هذا خلاف قطاع الطاقة) ..
وبالتالي مدي تأثير مايحدث الآن علي مدي قوة الهيمنة الأمريكية .
.. علينا أن نعاين طبيعة العلاقة التاريخية بين البترول والدولار ..
فنتيجة للخسائر الأمريكية في حروبها الإستعمارية في الهند الصينية (فيتنام - لاوس - كمبوديا) وخروجها بهزيمة كبري في مفتتح سبعينيات القرن الماضي .. تخلي الدولار - لأول مرة ، ونهائياً - عن غطائه الذهبي فيما عرف تاريخياً ب(صدمة نيكسون) عندما أعلن الرئيس الأمريكي عن عدم مقدرة الولايات المتحدة الأمريكية علي الإلتزام بالغطاء الذهبي في طبع الورقة الدولارية كعملة عالمية رئيسية طبقاً لتفاقيات (بريتون وودز) التي ابرمت كنظام نقدي ، وتجاري جديد للعالم قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها ..
، ولإسباب متعددة ابتلعت أوربا والعالم هذا القرار كأمر واقع ..
ووجدت الإدارة الأمريكية أن مقتضي الإنقاذ الوحيد للدولار كعملة عالمية مهيمنة ينبغي أن يتمثل في رفع الطلب العالمي عليه رغم تخليه عن الذهب كغطاء ..
وبالفعل تم التحرك علي الفور في هذا الإتجاه كان اتفاق الولايات المتحدة مع السعودية قبل حرب أكتوبر 1973 علي بيع بترولها بالدولار ، وأن يكون الدولار هو وحدة التسعير الرسمية لبرميل البترول ، مع التعهد بوضع عائدات بيعه كودائع في البنوك الأمريكية ، وبالتالي تم فرض ذلك علي دول منظمة (أوبك) بواسطة السعودية وحلفائها من الدول الخليجية المنتجة للبترول ، وبحكم الهيمنة الخليجية علي المنظمة أصبح الدولار هو عملة التسعير المعتمدة لوحدة البرميل عند البيع ..
، ثم قدمت معركة أكتوبر 1973 الفرصة الذهبية لرفع الطلب علي الدولار ، بعد أن قررت الدول العربية المنتجة للبترول وقف بيع البترول إلي دول أوربا والعالم المؤيدة لإسرائيل بمجرد اندلاع نيران المعارك العسكرية فارتفع سعر البترول من 1.8 دولار للبرميل عام 1970 إلي مايتجاوز العشر دولارات في الشهور الأولي بعد حرب أكتوبر ثم ارتفع مرة أخري ثم وصل إلي 20 دولاراً للبرميل في أعقاب الثورة الإيرانية ، ثم قفز إلي أن تجاوز الثلاثين دولاراً في بداية الثمانينيات ..
وهكذا بدأت مرحلة البترودولار التي شكل فيها البترول الغطاء الفعلي للدولار ، ومصدر لتدوير الأموال في البنوك الأمريكية عبر تدفق أرباح بيع البترول لتلك البنوك ، بمايكفل إعادة ضخها في الإقتصاد الأمريكي ، طبقاً للإتفاقات الذي أبرمتها أمريكا مع دول الخليج كشرط لحماية وتأمين العروش والممالك الخليجية ..
وهكذا أدي ذلك إلي تعميق الهيمنة الدولارية علي أسواق العالم ، وبالتالي تعميق الهيمنة الأمريكية سياسياً بعد ضمان التفوق المالي والإقتصادي ..
لعلنا ندرك الآن أن استمرار أزمة انهيار أسعار البترول قد تعني في النهاية إنهيار الدولار الأمريكي كعملة دولية رئيسية ، ولعلنا ندرك مغزي تقدم الصين هذه الأيام بشراء عقود بترول آجلة ..
يبدو أن وباء الكرونا يقترب من أن يكون القشة التي قصمت ظهر بعير قطاعات المال والطاقة ، وبالتالي السياسات المالية والتجارية التي كانت تحكم العالم قبل ظهور وباء الكرونا قد لاتكون هي السياسات التي تحكمها بعد انتهاء الوباء ، وغير ذلك ربما تشتعل صراعات دولية جديدة ، علي نحو لم نشهده من قبل مرحلة تفجر الوباء ..
علي كل الأحوال ..
علينا أن نتابع الأحداث .. حتي نري ماذا سيكون عليه الغد ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد الدكتور سينوت حنا
- مطلوب علي وجه السرعة
- مصادفة الوباء لعالم يمر بأزمة مناعة ..
- ضرورة احترام العلم والحقائق الموضوعية ..
- وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..
- نحن لانتوضأ باللبن ...
- يا مولانا ..
- الوباء الحقيقي
- ماينبغي أن تجيب عليه يامولانا ..
- طابور المساجين .. لفان جوخ
- اسمحوا لي بالإختلاف مع هذا السياق
- عينك حمرا ياغوله
- تنويه للأصدقاء وللكافة ..
- التوظيف اللاأخلاقى للخوف من وباء الكرونا - جماعات الكهنوت ال ...
- نساء علي رصيف الهامش ..
- كيف عثرت (نرجس علي ريحان) علي أرض الأحلام ؟
- تدليس روسي يراقص التدليس الأوربي والأمريكي علي الأرض الفلسطي ...
- روسيا لاتعرف سوي مصالح روسيا
- شاهدت لكم (عودة الغائب) ..
- توجهات تركيا المعادية تاريخيا


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - العالم يتغير ..