أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - حمدى عبد العزيز - حكاية لاتصلح للحكي قبل النوم ..














المزيد.....

حكاية لاتصلح للحكي قبل النوم ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 17:13
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


لمن لم يتوغل في ادغال التاريخ الإنساني الموحلة بالدم .. ماأحكيه هنا ليس أسطورة ، ولامروية من المرويات الملحمية الدرامية الشعبية القديمة
.. إنما هو حقائق تاريخية حدثت بالفعل علي أرض العالم الجديد ، أو أرض الأحلام كما أطلق عليها الأوربيون الذين استقلوا سفن الرحيل إلبها ..
الأوربيون الذين أسسوا امريكا جلبوا الجد الأول لجورج فلويد ضمن ملايين الصبية الأفارقة كعبيد مقيدين في السلاسل ، في الدور الأول من السفينة حيث توضع البضائع ، والمواد الخام والمعادن النفيسة التي كان يتم نزحها من أراضي أفريقيا (في سياق النهب الذي مارسه المستعمرون الأوائل) وفوق هذا هؤلاء المجاليب الأفارقة الذينأوقعتهم أقدارهم كعبيد تتم معاملتهم قانوناً كبضائع لابشر ، بحيث تكون حياتهم ملكاً لمشتريهم السيد الذي كانت تعطيه التشريعات القانونية حق الحفاظ علي حيواتهم أو إزهاقها سواء عن طريق العمل لبل نهار أو بالقتل لأي سبب يراه السيد ..
وكانت إذا ما اضطربت الأمواج وتطلب الأمر في عرض المحيط أن تخفف السفينة حمولتها .. كانت أول حمولة يتم اللجوء إلي تخفيفها هي أرخص البضائع .. وأرخص البضائع كان هؤلاء الصبية الأفارقة فيتم إلقاء العشرات منهم في المحيط قبل أن تصل الرحلة إلي شواطئ القارة الأمريكية ..
ثم يقضي من يصل منهم إلي أمريكا حياته في العمل لقاء لاشئ سوي تنفس الهواء الذي لايمكن شراءه أو بيعه أو مصادرته .. أو الحد اللازم الغير مكلف لبقاء قوة عمله من الماء والطعام الذي لم يكن السيد يرضي أن يلقي به لكلابه الحارسة ..
كان الأفريقي العبد الذي جلب للعمل ليل نهار في المزارع الامريكية صبياً لاتتجاوز مدة بقاءه علي قيد الحياة من 5 إلي 15 عاماً ..
فإما أن يموت نتيجة العمل المضني وسوء التغذية ، أو يمرض فيتركه السيد الأمريكي (الجد الأوربي الأمريكي الأبيض) ليموت لإن شراء صبي أفريقي جديد أرخص بكثير من تكلفة علاج العبد المريض ..
هكذا كانت أحوال أجداد جورج فلويد الأوائل علي أرض الأحلام منذ القرن السابع عشر وحتي القرن الثامن عشر حيث تم إقرار تشريعات إلغاء العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو الإجراء الذي لم ينهي معاناة الأمريكيين من أحفاد هؤلاء الأجداد الأفارقة الذين قضوا نحبهم علي الأراضي الأمريكية بعد حياة لاشئ فيها سوي المهانة والإزهاق البدني والروحي ..
نتحدث عن عشرات الملايين من الأفارقة الذين كانوا يتم جلبهم إلي أرض الأحلام خلال مالايقل عن ثلاثة قرون ، قتل منهم تحت سياط الضرب والعمل علي حسب تقدير المؤرخين مايزيد عن ثمانية مليون إنسان ، هذا بخلاف ماتم إلقاءه منهم في مياه المحيط للتخفيف من حمولة السفن وقت التعرض لهجمات الأمواج العاتية ..
هذا ليس حكي لأساطير أو حكايات من حكايات التراجيديا الشعبية ..
إنه حديث لما جري بالفعل علي أرض الواقع كفصل من فصول التوحش الإنسان في لحظة من لحظات الذروة الدرامية لقصة إستغلال الإنسان للإنسان
تلك القصة التي لم تصل البشرية إلي صفحتها الأخيرة بعد ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ، وبقيت لنا روح العاشق الجميل (ركبة القرداتي) ..
- زهدى الشامى
- على هامش المشاهدات ..
- لانريد مزيداً من الشهداء ..
- عبد المجيد الدويل الذى لم يمت ..
- مشاهدة للحب في زمن الكوليرا (من أمام شاشة الحجر المنزلي ، في ...
- أمام شاشة الحجر المنزلي
- الأول من مايو .. أعياد الألفية الثالثة ..
- يكاد المريب أن يقول خذوني !!!
- العالم يتغير ..
- أعياد الدكتور سينوت حنا
- مطلوب علي وجه السرعة
- مصادفة الوباء لعالم يمر بأزمة مناعة ..
- ضرورة احترام العلم والحقائق الموضوعية ..
- وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..
- نحن لانتوضأ باللبن ...
- يا مولانا ..
- الوباء الحقيقي
- ماينبغي أن تجيب عليه يامولانا ..
- طابور المساجين .. لفان جوخ


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - حمدى عبد العزيز - حكاية لاتصلح للحكي قبل النوم ..