عقارات ورقية

كامل الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 23:50
المحور: الادب والفن
    

عقارات
ورقية

عندما توفي والدي ترك لنا ورقة تعج بالكثير
من العقارات التي رسمها بمهارة فائقة الدقة
حتى اتذكر انه في الجهة الجنوبية منها كانت هناك زريبة فيها عدد من الابقار الحلوبة
قد رسمت
بتأن شديد
ومعها خمسة حقول دواجن
وضعت فيها مشارب من النوع
المستورد ، وحقل صغير لتربية
ارانب الزينة
ومنذ
تلك
الفترة
ونحن نضعها في خزانة حديدية
محكمة الاقفال ، خشية عليها
من
لصوص
دوائر
التسجيل
العقاري
وكنا كلما نجتمع نفرشها
على بلاط غرفة المعيشة
وندس
عيوننا
وانوفنا
وجميع حواسنا في
ثنايا اروقتها الجميلة .
في
بداية
الامر
نقوم بالمسح الجوي من خلال رمقها
بنظرة فاحصة من ارتفاعات مختلفة
كأن تكون
اثنتا عشر بوصة
او عشرة بوصات او تزيد او تنقص تبعا
لوضوح الرؤيا ، ليستطيع كلا منا ان يحدد
الوجهه
التي
تعجبه
فبعضنا
يقصد
جرف احدى بحيرات تربية الاسماك ليستمتع بشواء لذيذ ، والبعض الاخر يذهب الى معارض بيع السيارات ليستبدل
مركبته
باخرى
اكثر
جاذبية ، والبعض الاخر يمارس هواية الصيد وسط حقول الحنطة التي تمتد مسافة من السطور الشاسعة ،
اما النسوة فيذهبن لصناعة اللبن الزبادي والاطفال لم ينفكوا طوال فترة النزهة
وهم يطاردون الأرانب دون جدوى

وقبيل الغروب
اي في حوالي الساعة السادسة
والنصف مساء ، وقبل ان لا نستطيع
تميز الخيط الابيض من الخيط الاسود
نذهب للمسجد الذي
رسم قريبا من باب الخروج
لنصلي فيه ركعتين هدية لروح والدي
الذي كان بارعا في فنون الرسم وخصوصا
بالالوان
المائية
والاكريلك
والتخطيط بقلم الرصاص والا لما خلف
لنا مثل تلك العقارات الباهضة الجمال
والفتنة
وبعد ان نفرغ من صلاتنا
نطفيء الانارة
ونطويها برفق
من ثم نعيدها الى تلك الخزانة بأعتناء
شديد

كامل الغري
بغداد - العراق

#كامل_الغزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل