|
امريكا … نار تحت الرماد !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
امريكا … مثل مشمشة حلوة النسيج مرة النواة !
تعيش امريكا اسوء ايامها ، والمصائب لا تاتي فرادا … فمن كورونا ، والضحايا الاعلى في العالم الى ازدياد اعداد العاطلين بشكل قياسي الى حافة الانهيار الاقتصادي الذي اثار قلق ترامب ، والقائمين على حملته الانتخابية المصيرية في نوفمبر القادم ، واخيرا وليس اخرا مقتل جورج فلويد من اصول افريقية غيلةً ، وكأنها ذرات نفط سقطت على جمر مكنون … ! فاثارت موجة احتجاجات واعمال عنف ، وشغب في العديد من الولايات الامريكية بما فيها العاصمة … تضعضعت على اثرها الصورة الهوليودية التي رسمتها السينما الامريكية ، والقائمين عليها مغلفة بآيات انسانية يرتلونها على اسماع الناس ليل نهار بان امريكا هي بلد الاحلام والحريات والديمقراطية ، وحقوق الانسان بلا أدنى شائبة ! لامريكا والعنصرية حكاية طويلة تطول جملها وتتشعب على امتداد التاريخ الامريكي منذ التاسيس الاول لهذا البلد … عندما قام ملاك الاراضي البيض باستقدام العمال والمزارعين السود من افريقيا ، واستعبادهم في فصل عنصري من اسوء فصول التاريخ الطويل ماساويةً ، واكثره عارا وذلا ، والذي امتد الى عقود طويلة ذاق فيها السود أذى وأي أذى من سوء المعاملة والاضطهاد والمهانة ! وعلى الرغم من انتهاء هذا الفصل من الحياة الامريكية نظريا باعلان لنكولن بان الناس احرار بغض النظر عن لونهم ، او عرقهم … الا ان جرثومة العنصرية بقيت معشعشة في صدور البعض من ذوي الاحساس المرضى بتفوق عنصرهم الابيض على بقية الاعراق . كما عند هذا الضابط الذي فارت جراثيم العدوان والعنصرية لديه والموروثة من اسلافه الاقطاعيين العنصريين ! واجهز على المواطن جورج فلويد بطريقة قاسية ومهينة ولا انسانية خرجت عن مالوف ما يفترض ان يقوم به رجل القانون ، وبقي ضاغطا على رقبة فريسته لمدة تقرب من التسع دقائق ، وهو مقيد اليدين الى الخلف … يتلوى كدجاجة مذبوحة في عملية وصفت بانها اشبه باعدام على الهواء وامام الملأ ! اما كونها مقصودة او لا فهذا ما سيخرج به التحقيق مع الضابط المتهم ، وحتى لو كان فلويد مخالفا للقانون فلا يفترض ان يُعامل بمثل هذه الطريقة في دولة ديمقراطية عريقة مثل امريكا ، وهي ان دلت على شئ فانها تدل على ان المجتمع الامريكي لم يبرء تماما من هذا الوباء ، ولن يفعل في القريب المنظور على الاقل … ! فماذا تتوقع من دولة يقول المقربون من رئيسها انه في حياته الخاصة عنصري حتى النخاع ، وينظر الى السود نظرة دونية ، وكثيرا ما يصفهم بالاغبياء ، وقد يكون هذا سر من اسرار تحامله على الرئيس الامريكي السابق اوباما ، وربما يصفه بالغبي ايضاً في سره ! امريكا بلد مهاجرين بامتياز من راس الهرم الى ادناه … اقيمت وأنشأت على أكتاف الخبرة الانكليزية والالمانية بشكل رئيسي ، وبمشاركة بقيت الشعوب من اجناس ، واعراق مختلفة بنسب متفاوتة على امتداد الكرة الارضية دون استثناء ، فمن المنطقي والبديهي ان لا يتعالى او يشمخ احد على غيره فالكل ذابوا في بوتقة واحدة … امريكا ، ولا زيادة لاحد على احد في المواطنة ، ويفترض ان لا فرق بين اسود وابيض الا عند من يحمل جراثيم الاحساس بتفوق عرقه الابيض ، واعتبار الاجناس الاخرى منحطة او لنقل دونه عراقةً ! اكيد سيُستغل هذا الحدث ايما استغلال كما استُغل غيره داخليا من الحزب الديمقراطي العدو اللدود لترامب وادارته ، وقد جاء كرشة ماء بارد القيت في وجه وسنان ( بايدن ) ، وخارجيا من الصين مثلا وغيرها فالعلاقات الامريكية الصينية ليست على ما يرام ، وقد ظهرت فعلا بعض الغمزات من مسؤولين صينيين يشيرون الى الاحداث ، وما رافقها من فوضى وارتباك من قبل الادارة الامريكية في اشارة شماتة ان صح التعبير الى تباكي امريكا على حقوق الانسان في هونك كونگ ، ولسان حالهم يقول ما حد احسن من حد ! وكأننا امام مشهد احتفالي تتبادل فيه القيادة الصينية الانخاب فرحا !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاخوان عصا في الدولاب … الغنوشي نموذج !
-
القضية الفلسطينية … وقبلة الحياة !
-
يكاد المريب ان يقول خذوني … !
-
الأخوان … وأطروحاتهم الجديدة للوصول إلى الحكم !
-
هل كورونا آخر المطاف … ؟!
-
كورونا … درس باهض الثمن !
-
من سيحسم الانتخابات الامريكية المقبلة لصالحه … ؟
-
اخيرا تمخض الجبل فولد حكومة : ( ليس بالإمكان أفضل مما كان )
...
-
جريمتي … انني رايت جريمة الاخر !
-
التنين وقع … هاتوا السكاكين !!
-
العراق … بين كورونا ، ونخبه السياسية الفاسدة !!
-
ترامب … يهجر بعلاج جديد لكورونا !!
-
هل كورونا غضب الاهي ام نتاج بشري … ؟!
-
من المسؤول عن مأساة كورونا … !!
-
كورونا … ونظرية المؤامرة !
-
ترامب يفقد البقية الباقية من اعصابه … !
-
خبر ، وتعليق … !
-
ترامب في وضع لا يحسد عليه … !
-
هل عاد أم أُعيد احمد حرقان إلى الإسلام … ؟
-
ما زاد حرقان في الاسلام خردلة … ولا الملحدون لهم شغل بحرقان
المزيد.....
-
جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك
...
-
احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي
...
-
هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام
...
-
الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست
...
-
استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ
...
-
-رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب
...
-
بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
-
روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
-
رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
-
هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|