أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الانتهازية، تُجبر على إعادة مناقشة البديهيات! الحقوقى نجاد البرعى نموذجاً.















المزيد.....

الانتهازية، تُجبر على إعادة مناقشة البديهيات! الحقوقى نجاد البرعى نموذجاً.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا مطلوب حماية الاطقم الطبية بالذات؟!
ببساطة، لان هناك وباء "صحى" "طبى"، وباء فيروس كورونا المستجد، وليس هناك وباء من اى نوع آخر، اى ان الاطقم الطبية "الصحية" هى المؤهلة علمياً ووظيفياً للتصدى لهذا الوباء، بما انه وباء "صحى"، ولو كان هناك وباء "جنائى"، لوجب توفير الحماية للقانونيين بالذات!، ولكن بالصدفة، ولسوء حظ الاستاذ المحامى الحقوقى المخضرم نجاد البرعى، ليس هناك وباء "جنائى"، الموجود "صحى"؟!، فماذا نفعل يا استاذ نجاد؟!

وكما فى الصناعات الخطره هناك وسائل حماية خاصة تسمى بـ"الامن الصناعى" تلائم نوع المخاطر المرتبطه بهذه الصناعة او بهذه الاعمال، فى البر فى البحر فى الجو .. وكما يحتاج رجال الشرطة والقوات المسلحة لوسائل حماية خاصة تتلائم مع طبيعة المخاطر المحتمل تعرضهم لها اثناء ادائهم لمهامهم، كذلك الاطقم الطبية عندما تواجه وباء قاتل، لابد لها من وسائل حماية خاصة تتلائم مع هذه المواجهة الخطرة لدرجة الموت، الموت ليس فقط لعضو الفريق الطبى، بل ايضاً لاسرته وزملائه فى العمل والمرضى الذى يتعامل معهم، اى انه يمكن ان يتحول الى مركز متنقل لنشر الوباء فى المجتمع .. طبعاً، كل ذلك بديهى، لكن ماذا نفعل، فكما قلنا، الانتهازية، تُجبر على اعادة مناقشة البديهيات!.

فى يوم 25 مايو الحالى، كتب الاستاذ نجاد البرعى المحامى والحقوقى المخضرم، مقال على صفحته فى الفيس بوك، وقد ذكر فى سياق مقارنه له، مجحفة ومغرضة، مقارنة مع المخاطر التى يتعرض لها المحامون فى مهنتهم، مع ما تتعرض له الاطقم الطبية فى ظل حالة وباء كورونا القاتل الحالى!، وليقطع الشك باليقين، يأتى البرعى بمثال، لا اقل منه توفيقاً: ".. محامون ماتوا من كورونا ..."، ان هذا المثال بالذات، يثبت بالضبط ما اراد البرعى ان ينفيه، اراد ان ينفى ضرورة توفير وسائل حماية خاصة للفرق الطبية، لان هذا المثال بالذات يثبت من حيث لا يدرى البرعى، انه لا احد يحتاجه المحامى الذى اصيب بكورونا، سوى الاطقم الطبية!.

وطبعاً، الخلاف ليس عما اذا كان المحامون يتعرضون لمخاطر مهنية ام لا، فلكل مهنة مخاطرها النوعية، لكن الخلاف حول التوظيف الا مبدئى للمخاطر النوعية لمهنة المحاماة، فى مواجهة مغرضة مع موجبات توفير اكبر قدر من الحماية لاصحاب مهنة اخرى، الفرق الطبية، والذين يواجهون خطر الموت هم واسرهم بشكل مباشر ولحظى بحكم اختصاصهم بالتعامل المباشر مع المصابين بفيروس كورونا، او المحتمل اصابتهم، فى ارتباط عضوى بين خطر الموت ومهمتهم الحالية، مهمة "مواجهة وباء كورونا القاتل بشكل مباشر ودائم"، والاهم، انهم خط الدفاع الاول والوحيد لحماية الشعب من هذا الوباء القاتل، فاذا ما انهارت الاطقم الطبية، فمن الذى سيعالج من يصاب من الشعب بكل فئاته، بمن فيهم فئة المحامين بالطبع؟!، انه التحريض والتعصب الفئوى وتقليب الفئات ضد بعضها، وزرع الشقاق بينها، وللاسف من محامى وحقوقى ومدافع عن حقوق الانسان!

ثم يعدد الاستاذ البرعى، بشكل مبدع، باقى المخاطر التى يتعرض لها المحامون بسبب ممارستهم لمهنتهم ".. يقفون في الشمس في الشارع امام ابواب نيابه امن الدوله العليا انتظارا لمناداه اسمآء موكليهم للحضور معهم ...ويقف غيرهم علي ابواب زملائهم اعضاء النيابه العامه يتوسلون ليس لحق لهم ولكن لمحاوله استخلاص بعض حقوق الناس ...وغيرهم يقفون في الشمس امام ابواب السجن انتظار لموعد زياره موكليهم ...وغيرهم يتم الاعتداء عليهم في اقسام الشرطه او كمائن الشرطه ..وبعضهم يضربهم موكليهم هربا من سداد اتعابهم ...". لا تعليق من جانبى!.

ثم يصل الاستاذ البرعى، الى الهدف من المقال مباشرة، بعد ان قدم الاسانيد والدفوعات شديدة الاقناع بان المحامون يعانون كما الاطقم الطبية، وربما اكثر، فلا داعى لـ"تدليع" الفرق الطبية!، ليضيف: "...هل سمعنا عن محام واحد قال انه لن يعمل للاسباب المبينه اعلاه ؟ ابدا ..لماذا ...اليسوا هم ايضا الجيش الاسود ...نسبه للرداء الذي يرتدونه"!، فى مقارنه غير لائقة، وفى توقيت غير مناسب، يتنمر المحامى الحقوقى، على الوصف الذى اطلقه الناس على الاطقم الطبية، افتخاراً، بـ"الجيش الابيض" الذى يدافع عنهم فى واجهة خطر قاتل، هذا الافتخار الشعبى الذى يبدو قد اثار غيرة اخرين!.

ثم يستطرد البرعى "...اليسوا من الاهميه بمكان (يقصد المحامون) ..علي العكس يستطيع المحامون ايقاف عجله العداله ..فلا محاكمه صحيحه دون حضور محام عن المتهم ...لماذا لا يفعلون ؟ لانهم لا يريدون الا ان يكونوا خُدام للعداله لانهم رجال وبحق يقفون حيث يخشي الناس الوقوف ..وهم اول من يتصدر الصف عند الخطر وآخر من يقف فيه عند توزيع الغنائم ..."، انه تحريض صريح من حقوقى مدافع عن حقوق الانسان، واتهامات مبطنه، بالجملة، على ابطال الفرق الطبية، وامخزى، فى لحظة تصديهم فى الصفوف الاماميه للوباء القاتل، على طريقة "الكلام اليك يا جارة"، طريقة التغميز والتلميز!.

ثم يختتم البرعى قصيدته ببيتين من الوزن الثقيل ".. ولو كل مهنه استغلت الظروف الحرجه للمطالبه بما تعتقده حق لها ...لكان علي المحامين الابطال ان يكونوا اول المطالبين ...ولكنهم كما قلت رجال المواقف الصعبه ...فتمثلوا ان لم تكونوا مثلهم ...ان التمثل بالرجال فلاح .."، ختامه مسك، لقد وصلنا من فسحة الانتهازية والحقوق المعتقده واستغلال الظروف، الى باب الذكوره، شرف الرجال فى المجتمع الذكورى، ودلفنا منه الى نُصب تمثال القدوة والمثل والنموذج "رجال المواقف الصعبة"، فى حياتى لم اسمع او ارى من البرعى او غيره، مثل هذا الحديث الشعبوى القميئ.

لم يكن ذلك سوى مجرد نموذج، للدلالة على حالة متعددة فى توقيت واتجاه واحد، من محاولة التشكيك والتشويه الغير مبرر، والغير مواتى، للفرق الطبية، خط الدفاع المدنى الاول والاخير عن الشعب المصرى، بكل فئاته فى مواجهة وباء قاتل، حقيقى وليس محتمل، لمحاولة فهم مغزى هذه الحملة فى هذا التوقيت بالذات، فلا يمكن فهم اى هدف الا فى علاقته بتوقيته، وبالرغم من كل شئ فان هذه الحملة، بالتأكيد، وفقاً لكل التجارب التاريخية السابقة، ستأتى بنتائج عكس ما يخطط لها .. ومازال الحوار مفتوح و"بدون رقابة".


ويظل الجرس معلق فى ذيل القطة؟!
ويظل السؤال الكاشف معلقاً ..
ما مغزى انكار البديهيات، ومحاولة تشويه الفرق الطبية فى هذا التوقيت القاتل بالذات؟!


احموا الفرق الطبية من الانهيار،
سلمت مصر، وسلم خط دفاعها الاول، فرقها الطبية،
عاش وعى ووحدة الشعب المصرى.




المصادر:
1- صفحة المحامى الحققى نجاد البرعى على الفيس بوك.
https://www.facebook.com/negad.elborai/posts/10156944105486603



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو استراتيجية هجومية: الصراع على السُلطة المدنية فى مصر!
- تحديث: انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!. -اللى اتلسع فى مصر، ين ...
- تحديث: خلطة -الهوية المشوهة- للسلطة المصرية! عسكرية / دينية ...
- تحديث: ثلث التنظيمات الإسلامية الاصولية فى العالم، خرجت من م ...
- تحديث: دستور مصر، دستور دولة دينية بامتياز!
- مجدداً، صندوق النقد ليس بنك تسليف!
- موسم كورونا، الموسم الامثل للصفقات المفاجأة! الخلاف على من ي ...
- عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف! صندو ...
- السيسى موافق من حيث المبدأ، مختلف فقط، على جهة التنفيذ!
- بل بسبب كورونا، وليس بالرغم من كورونا! وباء كورونا، هو التوق ...
- اللوبى الجديد لـ-صفقة القرن- فى مصر! الصراع على صفقة الـ-صفق ...
- بمناسبة نجيب ساويرس!
- عولمة كورونا!* الكوارث والحروب واعادة الاعمار، اسواق الرأسما ...
- لم يكن هناك رئيس لمصر اسمه محمد مرسى!
- ليه بيقطعوا عن مصر -الميه والنور-؟! اهداء الى الملهم د. نايل ...
- سيناريو خطة سلام الشرق الاوسط، مسلسل -صفقة القرن-. -2- ترامب ...
- سيناريو خطة سلام الشرق الاوسط، مسلسل -صفقة القرن-. -1-
- الصراع على السُلطة المدنية، فى مصر!
- ملاحظات اوليه على كتاب يزيد صايغ الجديد: أولياء الجمهورية: ت ...
- رؤيه يساريه مبتسره للموجه الثانيه من -الربيع العربى-!


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الانتهازية، تُجبر على إعادة مناقشة البديهيات! الحقوقى نجاد البرعى نموذجاً.