أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - ملاحظات اوليه على كتاب يزيد صايغ الجديد: أولياء الجمهورية: تشريح الإقتصاد العسكري المصري.














المزيد.....

ملاحظات اوليه على كتاب يزيد صايغ الجديد: أولياء الجمهورية: تشريح الإقتصاد العسكري المصري.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"تحتّل المؤسسة العسكرية في مصر شطراً من الاقتصاد الوطني أقل بكثير مما يُعتقد عموماً. بيد أن استيلاءها على مقاليد السلطة في العام 2013 وما تلاه من صعود نجم الرئيس عبد الفتاح السيسي، غيّرا دوره على صعيدَي النطاق والحجم، وحوّله إلى طرف اقتصادي فاعل يحظى باستقلالية تمكّنه من إعادة تشكيل الأسواق والتأثير على سياسات الحكومة واستراتيجيات الاستثمار".
يزيد صايغ.






فى الدراسه القيمه "أولياء الجمهورية: تشريح الإقتصاد العسكري المصري."(1) للباحث المرموق يزيد صايغ يخلص الى استنتاج هام رئيسى ".. أن أي حكومة مصرية لن تستطيع ممارسة الإدارة الاقتصادية الفعّالة، إلى أن يتم وضع حد لشبكات الضباط غير الرسمية في كلٍ من الجهاز البيروقراطي المدني، وشركات القطاع العام، ودوائر الحكم المحلي.".

الا ان هذا الاستنتاج الهام الرئيسى، لم يكن موفق تماماً، ففى سياق الدراسه، اورد الصايغ ثلاث نقاط متصله غير دقيقه، ادت الى هذا الخلل فى الاستنتاج الرئيسى .. حيث رأى الصايغ ان المسؤولين المصرين والغربين، يغضوا الطرف عن مشاكل الاقتصاد المصرى ويصدرون التقديرات الوردية حول المؤشرات الاقتصادية الكبرى في مصر، ذلك لانهم يأملون بأنه سيكون بمستطاع السيسي، بطريقة ما، بناء دكتاتورية تنموية ناجحة وهو ما قد يفسّر، وفقاً لصايغ، أسباب قفزهم فوق القمع العنيف للحريات السياسية والاجتماعية، ولخروقاتها الفادحة لحقوق الإنسان. كما يرى الصايغ، أن الاتجاهات الراهنة تشي بأن السيسي سيبقى أسير شركائه الأساسيين في الائتلاف الحاكم، ورهينة الاندفاع العسكري إلى زيادة وتيرة الانخراط في الاقتصاد.

اولاً، بالنسبه للنقطة الاولى، عندما يكون التجاهل "غض الطرف" عن مشاكل الاقتصاد المصرى، واطلاق "التقديرات الوردية حول المؤشرات الاقتصادية الكبرى في مصر"، عندما يكون هذا التغاضى عن مشاكل الاقتصاد المصرى، مقصوداً، يصبح سياسه ممنهجه، وليس مجرد انتظار بغض الطرف!. ذلك لانه عندما يكون ما يتم من سياسات اقتصاديه فى مصر، هو بالضبط السياسات المطلوبه عالمياً من حكام عالم اليوم، الشركات العملاقه والمؤسسات الماليه الدوليه، العابرتان للقوميات، المجسده للنيوليبراليه الاقتصاديه، لذا فلا يكون هناك مجال لافتراض انه مجرد تجاهل "غض الطرف"، بل الصحيح هو انه ترويج متعمد من الاقتصاديين البرجوازيين الليبراليين، واحيانا اليساريين، خدم الرأسماليه الدائمين، انه "تضليل"، دعائى لهذه السياسات الاقتصاديه النيوليبراليه المتحيزة لقله ثريه، بنتائج ورديه "مضلله".

ثانياً، بالنسبه للنقطه الثانيه، "يأمل هؤلاء المسؤولون بأنه سيكون بمستطاع السيسي، بطريقة ما، بناء دكتاتورية تنموية ناجحة"، ليس هناك تأمل "يأمل"، انما هناك، رؤيه واضحة للانجازات التى تتم فى مصر، لصالح حكام عالم اليوم، ووكلائهم المحليين، وهو فى نفس الوقت ما يفسر قفزهم على، "يتغاضون" عن، القمع العنيف للحريات السياسية والاجتماعية، ولخروقاتها الفادحة لحقوق الإنسان. اى انه ليس الامل فى "أنه سيكون بمستطاع السيسي، بطريقة ما، بناء دكتاتورية تنموية ناجحة"، هو الذى يجعلهم يقفزون "يتغاضون" عن هذه التجاوزات، انما كونهم يروا بأم اعينهم مصالحهم وهى تتحقق، هذا هو الذى يجعلهم يقفزون على، "يتغاضون" عن، القمع العنيف للحريات السياسية والاجتماعية، ولخروقاتها الفادحة لحقوق الإنسان.

ثالثاً، بالنسبه للنقطة الثالثة، بـ"أن السيسي سيبقى أسير شركائه الأساسيين في الائتلاف الحاكم، ورهينة الاندفاع العسكري إلى زيادة وتيرة الانخراط في الاقتصاد."، لن يظل السيسى رهينه للجيش بسبب ازدياد وتيرة الانخراط فى الاقتصاد، ببساطه لان حكام عالم اليوم، الرأسماليه العالميه، لن يسمحوا بان يظل الجيش يستحوذ على الاقتصاد، وهذا ما كتبت عنه حتى قبل ان يعلن السيسى عن طرح شركات الجيش فى البورصه فى مقال "أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم."(2).


وبالتالى، ووفقاً للنقاط الثلاث السابقة، فان الاستنتاج الرئيسى "وضع حد لشبكات الضباط غير الرسمية في كلٍ من الجهاز البيروقراطي المدني، وشركات القطاع العام، ودوائر الحكم المحلي."، لن يتم لكى تستطيع "أي حكومة مصرية لن تستطيع ممارسة الإدارة الاقتصادية الفعّالة"، وانما سيتم لان حكام عالم اليوم يريدون ان يسيطروا بأنفسهم على السوق المصرى، استهلاكاً وتملكاً، مدنياً وعسكرياً، سواء بأنفسهم او عن طريق وكلاء محليين، وهم فى سبيل ذلك، وهو الاهم، لا يريدون دوله قويه، "حكومة مصرية .. تستطيع ممارسة الإدارة الاقتصادية الفعّالة"، بل يريدون دوله فى حدها الادنى، دورها الاساسى الاول، جباية الضرائب، الذى سيسخر جزء كبير منها للبنيه التحتيه، اللازمه لاستثمار المستثمرين، وعلى ان يكون الدور الاساسى الثانى للدوله، هو حفظ الامن، لضمان قدر الاستقرار، الشرط اللازم للاستثمار، وبالطبع ميزانية الامن ستقطتع من حصيلة الضرائب التى تشكل نسبة مساهمة المواطن (غير المستثمر) فيها نسبه لا تقل عن 80% منها، كل ذلك من ناحية، ومن الناحية الاخرى، امام هذه الدوله الضعيفه تواجهها شركات عملاقه متوحشه، اما فروع للشركات العملاقه العابره للقوميات، او شركات محليه مدمجه عضوياً فى دولاب الشركات العملاقه الام، وهو ما يتناقض مع استنتاج الصايغ الرئيسى من وصفة الطريق الى "حكومة مصرية .. تستطيع ممارسة الإدارة الاقتصادية الفعّالة".



المصادر:
(1) "أولياء الجمهورية: تشريح الإقتصاد العسكري المصري."، مركز كارنيجى للشرق الاوسط، يزيد صايغ.
https://carnegie-mec.org/2019/12/04/ar-pub-80489
(2) "أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم."
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655458



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيه يساريه مبتسره للموجه الثانيه من -الربيع العربى-!
- بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-!
- محمد على معارضاً ! ...
- السيسى منتصراً ..!
- تفعيل ازمة يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله ! خطوات الانزلاق الى ...
- أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة ا ...
- يسقط حكم المصرف ! شيطان الصندوق فى انتظار القنص. سوليدير سور ...
- إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-2-* الموت القادم من المنطقة ...
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-1-* اين سيقضى -بوش-، سهرة ل ...
- ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودي ...
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
- ثمن المنصب! (2) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد الن ...
- ثمن المنصب ! (1) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد ال ...
- الاستثناء التونسى: بهجة الوداع ؟! بين رحيل مرسى ورحيل السبسى ...
- السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة !
- 30 يونيه وفن صناعة الغضب !


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - ملاحظات اوليه على كتاب يزيد صايغ الجديد: أولياء الجمهورية: تشريح الإقتصاد العسكري المصري.