أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.















المزيد.....

ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس صدفة:
الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى،
وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.



الجيش، وبداية مرحلة الجهاد الاعظم ؟!

اعلان الرئيس السيسى "النية" عن طرح شركات تابعة للجيش فى البورصة، هو بمثابة اعلان عن تدشين مرحلة جديدة من تاريخ مصر المعاصر، لقد كان كل ما مضى سير سريع الخطى، فى سياق المرحلة الاولى، مرحلة تسليم اقتصاد المجتمع المدنى، مرحلة دمج مصر "المدنية" دمجاً كاملاً فى العولمة، - بعد الانفتاح الخجول 1974 -، تنفيذاً لشروط حكام عالم اليوم، عن طريق ناطقهم الرسمى ومراقبهم، صندوق النقد الدولى، بفتح سوق المجتمع المدنى المصرى فتحاً كاملاً غير منقوصاً "تسويقاً وتملكاً" امام شركات رأس المال العابر للقوميات، ممكلائهم المحليين والاقليميين، دون قيد او شرط، مقابل استمرار سلطة نظام يوليو الحاكم، والتغاضى عن تجاوزاتها فى مجالات الحريات وحقوق الانسان.


لقد تم انجاز الكثير وباقى الكثير من استحقاقات هذه المرحلة الاولى، الا ان اعلان السيسى هذا، هو بمثابة اعلان موافقة "رضا" "خضوع" السلطة المحلية، للانتقال الى المرحلة الثانية، مرحلة تسليم اقتصاد الجيش، تسويقاً وتملكاً، وايضاً، من اجل ضمان استمرار السلطة فى الحكم، واياً كانت المدة التى ستستغرقها هذه المرحلة، فى ستسير بالتوازى مع الانتهاء من باقى استحقاقات المرحلة الاولى، ان هذه المرحلة بهذا الاعلان، قد بدأت بالفعل من حيث المبدأ، بالنسبة لاقتصاد الجيش، مرحلة الجهاد الاعظم.




عندما تزول اوهام متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة ؟!

العولمة هى مصدر كل الشرور لشعوب الارض، شيطان العصر، تستنزف ثرواتهم الطبيعية، ومنتوج جهدهم البشرى، وتنزح الارباح لتراكم ثروات بالمليارت فى ايدى عدد محدود من الاسر، وتترك الفقر لملايين الاسر، الاصحاب الحقيقين للثروة الطبيعية والجهد البشرى، انه ظلم لا يستثنى منه احد، حتى شعوب الولايات المتحددة الامريكية واوروبا الغربية والصين وروسيا .. الخ. تحت راية متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة، قد استطاعت العولمة، وتعبيرها الايديولوجى الليبرالية، ومولودها الجديد الاكثر بشاعة، النيوليبرالية، ان تراكم نواتج النهب لتضخم من ثرواتها بشكل غير مسبوق فى تاريخ البشرية، لدرجة ان 26 شخصاً من الاثرياء يملكون خلال 2018، ما يملكه 3,8 مليار نسمه فى العالم من الفقراء، اى ما يعادل ما يملكه نصف فقراء البشرية. وتقلص عدد الاغنياء الى 26 بعدما كان يصل عددهم 42 العام الماضى. (التقرير السنوى 2018 لمنظمة اكسفام انترناشونال). وبهذه الثروات الهائلة تزداد قدرة الاثرياء على فرض سيطرتهم وشروطهم من اجل مزيد من النهب.(1)

فى مصر، مثلاً، بعد مرور حوالى نصف قرن، الا قليلاً، على الانفتاح الاقتصادى 1974، "عولمة السادات"، لابد وان الشعب المصرى قد افاق من غيبوبة اوهام الرخاء/السلام، الذى روج لها نظام السادات فى شلال من مخدرات "الفن والثقافة" والمواد المخدرة من كل صنف ونوع. فى الطريق الى الخلاص من ميراث الذل، احتلال الارض، الذى تركه عبد الناصر لخلفه السادات، أعلن الاخير عن اكتشافه التاريخى بان "99% من اوراق اللعبة فى يد امريكا"، اعلن اكتشافه ومضى، مضى بمصر نحو مزيد من الفقر الى الاسفل، ومزيد من الثراء الى الاعلى، ثم مضى هو بنفسه فى يوم عرسه، 6 اكتوبر، وسط حرسه الذى لم يحرك ساكناً، فى مشهد تراجيدى نادر. كانت غيبوبة المخدرات، وحلم الرخاء، هما قنبلة الدخان التى احتاجها السادات للتغطية على مرور قطار "السلام"، اتفاقية كامب ديفيد، ببنودها المعلنة والغير معلنة، لتقييد سيناء سياسياً/عسكرياً، وفتح مصر سياسياً/اقتصادياً، امام العولمة بقيادة الحاصل على الـ99%. فى كل الاوقات، ترتبط الاوهام الاقتصادية بالاوهام السياسية، ارتباط عضوى، انها متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة.

ان زوال الاوهام لدى شعب مصر، كما الكثير من شعوب الارض، عن متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة، لليبرالية الاقتصادية، ومولودها المشوه، النيوليبرالية الاقتصادية، اعلى مراحل العولمة، هو المغزى العميق لكل الحركات الاحتجاجية التى تقودها اشكال تنظيمية شعبية جنينية، - وليست النخب السياسية التقليدية -، الحركات الاحتجاجية التى تشهدها بعض الدول المتقدمة كما المتأخرة، - فرنسا، الارجنتين، تشيلى، السودان، المغرب، تونس، الجزائر، لبنان .. الخ، - وهى فى جانب منها، تفسر مغزى صعود التيارات الشعبوية فى الدول الرأسمالية، منبع العولمة ومرتعها الاول، تمرداً على العولمة، كما ان العودة المتعسرة الى الحمائية، احد اهم مرتكزات العولمة، بقيادة امريكا ترامب، ام العولمة ومصدر قوتها، لهى ارهاصات الهروب الى الامام من النتائج المآساوية للعولمة، وانسداد الآفق.
ان زوال الاوهام يفتح الباب لتغيرات جذرية.




اخيرا،ً تقطيع وجبة "ارامكو" الدسمة، حتى يسهل التهامها !

اخيراً، خضعت العربية السعودية، واعلنت عن بدء طرح اجزاء من "ارامكو"، - اكبر شركة بترول فى العالم -، فى البورصة، بعد سنوات من محاولة التملص من الاستحقاق الذى يفرضه حكام عالم اليوم، وكما هى القاعدة، تحت ضغط "تفعيل ازمة متعددة، يمكن قبول ما لا يمكن قبوله"، تحت ضغط مستنقع الجشع الاانسانى فى اليمن، وفضيحة القتل الوحشى الدولى لخاشجقشى، خضع سيلمان ومن قبله ابنه للضغط واعلن الطرح الذى تراوح سنوات.


لن يكون من المبالغة فى شئ القول بان، دول الخليج لن تعود الى ما كانت عليه بالامس، ابداً. ان الانظمة الاستبدادية، ملكية وجمهورية، التى تعمل جاهدة على تدجين شعوبها على مدى عقود طويلة، وتنكل بقادتها، بالقمع والاعتقال والاخفاء القسرى والقتل، لم ولن تجد الظهير الشعبى الذى تحتاجه بشدة فى حال معركتها كـ"مستغل محلى"، مع المستغل الاجنبى عندما يسعى بكل الطرق للاستحواذ على اكبر قدر من ثروات هذه الاوطان؛ لقد ازاحت هذه الانظمة المستبده من الطريق، القوى الوحيدة التى من مصلحتها الدفاع عن ثروات اوطانها فى وجه اى طامع خارجى.(2)


هكذا كل نظام استبدادى، لا يقمع ويدمر طاقات شعبه، وخاصة فئاته النشطة، فقط، بل هو يدمر فى الطريق، وطنه. ان الجشع الذى يتملك كل مستبد، لا يوقفه سوى الدمار الشامل. ان وضع شعب الجزيرة العربية وثرواته الوطنية تحت مقصلة حكام عالم اليوم، اسياد النهب والاستبداد، ومدرائهم التنفيذيون من رؤساء الدول، الذين لن يترددوا للحظة فى التهام هذه الاوطان؛ هكذا قدم النظام المستبد للعائلة "المالكة" السعودية، "بئر النفط العميق"، شعب الجزيرة وثرواته على طبق من ذهب لحكام عالم اليوم، فقط، من اجل اعفاء فرد واحد من عقوبة ما عن واحدة من جرائمه المتعددة. انه النموذج الاسطع عن مآلات النظام الاستبدادى القمعى.

من يعتقد ان الفورة الحالية فى الضغط على النظام السعودى، هى بدوافع اخلاقية وانسانية، عليه ان يعلم انه، ليس فى هذا العالم. الكلام هنا ليس عن المشاعر الانسانية، وانما عن توظيف هذه المشاعر الانسانية ذاتها.


ليس هناك من هدف للضغط على النظام السعودى الاستبدادى، من قبل القوى الحاكمة لعالم اليوم، سوى الحصول على تنازلات وقبول ما لم يكن من الممكن قبوله قبل الضغط، لا اوهام حول استيقاظ مفاجئ للضمير العالمى فى مواجهة الجرائم التى يرتكبها النظام الفاشى السعودى منذ عشرات السنوات، لا فى اليمن ولا فى خاشقجى، انها بالنسبة اليهم، هى مجرد فرصة يجب استغلالها لمزيد من السيطرة والنهب ونزح الثروات.


ان مراجعة سريعة للمليارات التى انفقها بنك فيصل الاسلامى فى مجاهل افريقيا واسيا، لتشكيل كيانات وجماعات "اسلامية" متطرفة، يدرك جانب من الجرائم التى ارتكبها، ومازال يرتكبها النظام السعودى، والتى يعلمها جيداً وبالتفصيل الدقيق، ومن زمن طويل، حكام عالم اليوم. النظام المستبد للعائلة "المالكة" السعودية ، لم يكتفى بنزح ثروات شعب الجزيرة العربية الى حسابات خاصة فى المؤسسات المالية الغربية، المملوكة لحكام عالم اليوم، والتى تقدر بالترليونات، بل ومثلها، كرشى على مؤسسات صنع القرار فى الغرب، عند نفس الحكام، من اجل استمراره فى الحكم والنهب المحمى بالاستبداد.


المصادر:
(1) هل يمكن الافلات من "قدر" العولمة ؟!
متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة.
الاشتراكية الديمقراطية & العولمة النيوليبرالية.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=630389
(2) الخليج الذى ذهب ؟!، بدءاً بنزع ريش "الديك" السعودى، استعداداً لألتهامه.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618441



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
- ثمن المنصب! (2) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد الن ...
- ثمن المنصب ! (1) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد ال ...
- الاستثناء التونسى: بهجة الوداع ؟! بين رحيل مرسى ورحيل السبسى ...
- السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة !
- 30 يونيه وفن صناعة الغضب !
- الرئيس الوسيلة: من الترشيح الى الترحيل !
- لماذا العدوان الامريكى على ايران، حتمى ؟!
- ثلاثية التشوش: يناير، الشرعية، الاصطفاف !
- الحرب على الارهاب، وجدت لتبقى! اهدار غير مبرر لنتائج مفترضة ...
- فى مصر، لا يرحل الرؤساء وفقاً للدستور! هل يرحل -السيسى- بعد ...
- الطريق الى -صفقة القرن- مر عبر 25 يناير!
- فوق النخبة: -جمهورية- ايمن نور فى تركيا !
- قراءة من -الخارج-، اكثر قرباً ! بهى الدين حسن من الخارج، يحر ...
- انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!. -اللى اتلسع فى مصر، ينفخ فى ا ...
- من يحكم من فى مصر، المدنى ام العسكرى ؟!
- على هامش سيرة -العليمى- الذاتية: هؤلاء الاشتراكيون الطيبون، ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.