سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6229 - 2019 / 5 / 14 - 02:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الطريق الى "صفقة القرن" مر عبر 25 يناير!
سعيد علام
القاهرة، الاثنين 13/5/2019م
بعيداً عن السذاجة المزمنة المصنعة تصنيعاً. وفقاً للنجاحات المنقطعة النظر، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، التى يحققها حكام عالم اليوم، تحالف الاحتكارات العالمية من فرض السياسات النيوليبرالية الاقتصادية، لم يكن لمسألة فتح "فشخ" منطقة الشرق الاوسط على مصراعيها امام هذه السياسات، لم يكن لها الا ان تتم، كانت المسألة فقط تتعلق بمعدلات تحققها، لذا فأن المعدلات المتسارعة "البجحة" لتصفية القضية الفلسطينية، بأهدار كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، "صفقة القرن"، لم يكن لها ان تتحقق بهذه الصفاقة، بدون التخلص من المعدلات البطيئة التى كان يتسبب فيها الرئيس المعمر لواحدة من الدول الاساسية فى الشرق الاوسط، مصر، مبارك، حيث لن يفتتح السوق الكبير، الشرق الاوسط الكبير، بدون "التخلص" من "العائق" المركزى، القضية الفلسطينية، به يتم تثبيت الاستقرار الامن للـ"كتيبة القتالية" المتقدمة "اسرائيل"، وتثبيت وضعها كقوة مسيطرة قائدة للشرق الاوسط الجديد.
ايضاً، بعيداً عن السذاجة، لم تكن مماطلة مبارك، رغم الضغط الامريكى، من مسألة تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى، وتحولها الى عقيدة ما يسمى بـ"الحرب العالمية على الارهاب"، نابع من موقف ثورى للرئيس الاسبق مبارك، دفاعاً، مثلاً، عن حق الشعوب المحتلة فى المقاومة المسلحة للتحرر من الاحتلال، مثل، حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاستعمارى الاستيطانى الاسرائيلى، لقد كان مبارك، بحكم ثقافة عسكرية "سابقة"، حريصاً على وحدة الجيش وتماسكه، فى مواجهة احتمالات مفزعة تستحضرها الـ"عقيدة" الامريكية للـ"الحرب العالمية على الارهاب"، التى تدافع عن مفهوم مضلل عن الارهاب يتضمن المقاومة المسلحة ضد الاستعمار، بأعتبارها ارهابً، لان هذا الاستعمار تولت قيادته امريكا ذاتها، من بعد الحرب العالمية الثانية، وما يستتبعه هذا المفهوم للارهاب من تداخل بين المدنى والعسكرى، مما يورط قواته العسكرية فى معارك مدن وشوارع وازقة وقرى، وهو ما يمثل تهديداً خطيرا لوحدة وتماسك جيش تتشكل قاعدته الاساسية من مجندين من بين ابناء الشعب.
"بالاضافة الى ذلك، تأتى النتائج السلبية المحتملة، حال الاحتكاكات الواردة بين بعض وحدات الجيش وبعض قطاعات من السكان، حال انخراط الجيش فيما يسمى بالحرب على الارهاب، وهى مهام شديدة الحساسية تقع ضمن نطاق اختصاصات وزارة الداخلية، المهيأة وفقاً لدورها الوظيفى ولتركيبتها ونوعية اسلحتها وتدريباتها، لمثل هذه النوعية من المهام، والاهم، هو امتلاكها لخبرات ومعلومات على مدى عشرات السنيين من التعامل مع مثل هذه المهام، فى حرب تمثل فيها المعلومات السلاح الناجز فى الانتصار."(1)
"ورحل مبارك فى 11 فبراير 2011، لحظة "الاعلان الرأسمالى العالمى" عن انتهاء مرحلة الممانعة المباركية لتغيير العقيدة العسكرية المصرية، والتحول الى عقيدة "الحرب على الارهاب"، والانخراط فيما يسمى بـ"الحرب العالمية على الارهاب"، تجلياً للارتباط العضوى النافذ بأتفاقية كامب ديفيد، التى اخرجت اسرائيل من خانة عدو مصر، وافترضت بـ"الضرورة"، انتقال العقيدة القتالية للجيش المصرى الى الجهة الاخرى من الجبهة، جهة "الحرب العالمية على الارهاب"، وفقاً للمفهوم الرأسمالى العالمى بقيادة امريكية، وهو الامر الذى ماطل مبارك طويلاً فى قبوله."(2)
ليس من الضرورى تصنيع الاحداث، يمكن الاكتفاء فقط، بتوظيفها !
خرج ملايين المصريين فى 25 يناير 2011، الى الشوارع والميادين، بدعوة صادقة من شباب نبلاء، خرجوا ضد القهر والفساد الذى استفحل خاصة فى السنوات المتأخرة من حكم مبارك. عندها، كما فى كل وقت، امكن تطبيق القاعدة التى تقول انه "ليس من الضرورى تصنيع الاحداث، يمكن الاكتفاء فقط بتوظيفها"، - هذا لا يعنى، الامتناع عن تقديم ولو بعض الدعم او المساعدة او حتى غض الطرف، عن هذه الاحداث مرحلة تشكلها -، ليدخل المجلس العسكرى على خط الاحداث فى 11 فبراير 2011، ليحقق بضربة واحدة، بالانقلاب الناعم، انقلاب القصر، بنك اهدافه، اولاً: التخلص من مشروع التوريث لنجل الرئيس المدنى، ثانياً: التخلص من مسار اقتصادى يصعد فيه رأس المال الخاص، رأسمالية المحاسيب، بسرعة الصاروخ مما يهدد البعد الاقتصادى لسلطة يوليو العسكرية، ثالثاً: عودة المكانة المحفوظة على القمة للقوات المسلحة منذ 1952، بعد ان كان قد تم تصعيد جهاز الشرطة، كجهاز مدنى، تهيأة للرئيس المدنى، الوريث.
ووفقاً لنفس القاعدة، "ليس من الضرورى تصنيع الاحداث، يمكن .. " تدخل الولايات المتحدة الامريكية، على خط الاحداث، باعتبارها رئيس مجلس ادارة حكام عالم اليوم، لتحصل على نصيبها من "غنيمة" 25 يناير، ليتحقق لها ما ارادت بانخراط الجيش المصرى فى "الحرب العالمية على الارهاب"، ثمناً للاعتراف الدولى بـ"ثورة" 30 يونيه 2013، و"في عهد السيسي، استغرق الأمر مايقرب من أربع سنوات قبل أن يكون الجيش مستعدا لشن حملة من حجم عملية سيناء 2018، والتي لم يشارك فيها الجيش وقواته الخاصة وحسب، بل أيضاً القوات البحرية والجوية. في السابق، قام الجيش والقوات الجوية بتوفير الدعم لقوات وزارة الداخلية التي كانت تواجه المتطرفين في وسط وصعيد مصر في منتصف التسعينيات، وكانت مصر قد شاركت في العام 2016 في مناورات "رعد الشمال" في شمال السعودية، وهي تدريبات مشتركة لمكافحة الإرهاب ضمت قوات من عشرين دولة، لكن عملية سيناء كانت أول عملية مشتركة من هذا النوع تجري على الأراضي المصرية.".(3)
"كان مبارك ضابطاً في سلاح الطيران، ولم يكن له أي دور يذكر في الجيش الأكثر حيوية من الناحية السياسية. لذلك، لم يكن بمقدوره فرض سيطرة مباشرة عليه. أما السادات فكان في الأساس ضابطاً غير متفرغ، وخدم بشكل متقطع في الجيش لأنه سُجن مرتين بسبب أنشطته الوطنية قبل العام 1952. وبينما لم يكن للسادات ولا لمبارك خلفية أو روابط مؤسسية تجعلهما يثقان بقدرتهما على مراقبة الضباط، خاصة في جيش لديه طاقة كبيرة، فإن السيسي حائز على مثل هذه الأمور، لذلك هو أكثر استعداداً للمخاطرة بتمكين جيشه إلى درجة كبيرة، ليس فقط من الناحية السياسية والاقتصادية، بل أيضاً في مهامه الأمنية الحيوية."
فى يناير 2018، وقّعت مصر على اتفاقية "مذكرة التفاهم في مجال الأمن وقابلية تبادل الاتصالات" والمعروفة بـ "سيزموا" (CISMOA) مع واشنطن. وتُعتبر هذه الاتفاقية شرطاً قانونياً من الولايات المتحدة لتزوّد الدولة الحليفة الموقّعة بأجهزة ونظم اتصالات مشفّرة، مايمكّنها من استخدام وسيلة الاتصال المباشر خلال الوقت الحقيقي والفعلي. ويتطلّب هذا الأمر من الدول الموقّعة أن تسمح بدخول أفراد وعناصر من الجيش الأميركي إلى مرافقها ونظم الاتصالات الخاصة بها. وكانت مصر قاومت سابقاً التوقيع على هذه الاتفاقية لمدة ثلاثين سنة، وتأخرت في الإعلان أنها قامت بذلك الأمر لمدة شهرين.".(4)
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
المصادر:
(1) "القياس المضلل": تعديلات السادات ومبارك الدستورية، ليست معياراً للقياس !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=633088
(2) المصدر السابق.
(3) الجيش المصرى: العملاق المستيقذ من ثباته.
https://carnegie-mec.org/2019/02/28/ar-pub-78462
روبرت سبرنغبورغ أستاذ متقاعد في شؤون الأمن القومي في كليّة الدراسات العليا البحرية، وحالياً زميل باحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية في روما.
أف. سي. "بينك" وليامز لواء متقاعد عمل كمسؤول دفاعي بارز، ورئيس مكتب التعاون العسكري، وملحق عسكري في السفارة الأميركية في القاهرة من 2008 إلى 2011
(4) المصدر السابق.
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟