أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - السيسى منتصراً ..!















المزيد.....

السيسى منتصراً ..!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وبعد الليل يجينا النور
وبعد الغيم ربيع وزهور
اهو من ده وده
الحب كده
بيرم التونسى




بلا جدال، "فريق السيسى" الحاكم، يعى مسار السياسة العالمية، مصالحها واستحقاقاتها، فى اللحظة التاريخية الراهنة، والتى يحددها حكام عالم اليوم، الرأسمال العابر للجنسيات، لتحقيق مصالحهم الانانية الجشعة والمتوحشه، والتى هى ضد مصالح شعوب الارض، يدرك "فريق السيسى" الحاكم، ذلك، افضل من الغالبية العظمى من المعارضة، "النخبة"، المصرية.

ففى الوقت الذى ينفذ فيه "فريق السيسى" الحاكم، هذه الاستحقاقات التى تحقق مصالح حكام عالم اليوم، والتى هى بالقطع ضد مصالح الشعب، ولكنها فى نفس الوقت، هى الضمانة لاستمرار سلطة الحكم فى موقعها، الا اذا .. ؛ فى هذا الوقت الذى يحقق فيه "فريق السيسى" الحاكم، "الانتصار" تلو الاخر، مازالت الغالبيه العظمى من المعارضه، "النخبة"، المصرية، ترى ان "فريق السيسى" الحاكم، ينتهج سياسات فاشلة، فاشلة فى تحقيق الاهداف التى يرون هم انفسهم انها الاهداف التى يجب ان يحققها "فريق السيسى"، ولكنه فاشل فى تحقيقها!، ولا يدركون ان "فريق السيسى" الحاكم، ناجح فى تحقيق الاهداف التى تحقق مصالحه، الاهداف التى يحددها "فريق السيسى" الحاكم، بنفسه لنفسه، وفقاً لمصالحه!.

من هنا يأتى الخلل المنهجى القاتل لهذا النوع من المعارضه، "النخبه"، حيث تبدأ فى نقد سياسات السلطة الحاكمه من موقع "الناصح الامين"، حتى لو لم تعترف بذلك، الا انها موضوعياً، تلعب من حيث الجوهر دور "الناصح الامين"، الذى يخلص فى النصح، من اجل وجه الله او الوطن او الشعب!، وكأن المشكله ان "فريق السيسى" الحاكم، لا يعلم حلول المشكلات التى خبرها العالم من عشرات وربما مئات السنين، على الاقل، مثلاً، كحلول مشكلات فى التعليم او الصحة او .. الخ، وان كل المطلوب هو محاولة اقناعه بهذه الحلول العبقريه التى يجهلها!.

هذا الخلل المنهجى يرجع بالاساس لعدم ادراك الغالبية العظمى من المعارضة، "النخبة"، المصرية بالاحدث من تطورات اشكال الاستغلال الذى تمارسه الرأسمالية الحاكمة لعالم اليوم، النيوليبرالية الاقتصادية، الشركاتية، حكم الشركات العابرة للجنسيات، وبالتالى عدم ادراك التفاصيل الدقيقة لخريطة وسيناريو تحقيق اهدافها فى المرحلة التاريخية الحالية (منذ منتصف القرن الماضى)، بتطبيقات متنوعة بلا نهاية، ولكنها جميعاً فى النهاية تسير فى اتجاه تحقيق مصالح حكام عالم اليوم، وفقاً للاوضاع النوعية لكل منطقه جغرافيه من العالم، على حده.

ووفقاً لهذا الخلل المنهجى، فان هذه الغالبية العظمى من المعارضة، "النخبة"، المصرية، تنحصر رؤيتها فى تحديد قدر "غباء" السلطة، وبالتالى فشلها، هكذا، وليس فيما تحققه السلطة من "نجاحات" فى علاقاتها بحكام عالم اليوم، وهو ما ينعكس بالسلب على رؤية هذه الغالبية العظمى من المعارضة، "النخبة"، المصرية من سيناريوهات الخروج من الازمة المستعصية التى تعيشها مصر منذ منتصف القرن الماضى، ازمة مرتبطة بطبيعة السلطة الحاكمة، ليس بمعنى درجة غبائها او ذكائها، وبالتالى مدى فشلها فى تحقيق الاهداف المفترضة من قبل هذه الغالبية العظمى من المعارضة، "النخبة"، المصرية، وليس بالقياس المنطقى بطبيعة الاهداف التى تحددها هذه السلطة لتحقيق لمصالحها، بما يتناسب مع طبيعتها الطبقية والوظيفيه، الانانيه الضيقة، فى عداء تاريخى مع المجتمع المدنى المصرى.


نماذج ادراك "فريق السيسى" الحاكم، لمتطلبات اللحظة التاريخية الراهنة !
شروط صندوق النقد، الناطق الرسمى بأسم حكام عالم اليوم، هى الشروط الاقتصادية التى تحقق مصالح الشركاتية، حكام عالم اليوم، والتى لا يمكن لها ان تكتمل او تستقر بدون تحقيق وجهها الآخر، وجه الشروط السياسية التى يحددها ويمثلها اليمين الرأسمالى العالمى، بشكل عام، واليمين الامريكى واليهودى الاسرائيلى، بشكل خاص، ووجهى العمله، الشروط الاقتصادية والسياسية، نتائجهما بالضبط، ضد مصالح الشعب المصرى، ولكنهم فى نفس الوقت هما الشروط التى حال تحقيقهما يمثلان الضمانة للاستمرار فى احتفاظ الحاكم بالحكم، .. الا اذا ..

اولاً، اقتصادياً: الهدف الاقتصادى الاساسى الشامل، هو فتح السو ق المصرى على مصراعيه، "الانفتاح البجح"، بعد الانفتاح الخجول الذى كان قد بدأه السادات فى 74، (لاحظ الارتباط الزمنى لهذا الوجه الاقتصادى بالوجه السياسى، حرب 73 وم ثم "اتفاقية السلام" مع اسرائيل)، وهو الانفتاح الخجول الذى اكمله مبارك على مدى 30 عاماً، (لاحظ الخضوع الخجول سياسيا بالتوازى)؛ ثم جاءت 25 يناير 2011، لتزلزل ما تبقى من شرعية نظام يوليو 52 الممتد، شرعية هشة بعد الفشل المزمن عدى مدى اكثر من ستة عقود، على المستويين الاقتصادى والسياسى، امام هذه الحالة من الضعف الشديد لم يكن امام النظام المصرى(وفقاً لطبيعته الطبقية والوظيفية)، سوى ان ينتقل الى "الانفتاح البجح" اقتصادياً وسياسياً.

اقتصادياً، داخلياً: تمهيداً لخصخة السوق المصرى كاملاً، استهلاكاً وتملكاً، المدنى والعسكرى، .. تعويم الجنيه المصرى، رفع الدعم عن الطاقة، بترول وغاز وكهرباء، رفع الدعم عن وسائل النقل العام، رفع الرقابة على الاسعار، خفض الدعم على المواد التموينيه، طرح شركات قطاع الاعمال، ثم شركات القوات المسلحة فى البورصه .. الخ.

اقتصادياً، خارجياً: توقيع اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بما سمح بان تصبح حقول غاز شرق المتوسط خارج الحدود البحرية المصرية، عقد صفقة بـ 15 مليار دولار لاستيراد الغاز من اسرائيل بالرغم مما يعلن عنه من اكتشافات لحقول غاز عملاقة داخل الاراضى المصرية، او التصريحات بوجود فائض من الغاز عن الاستهلاك المحلى، توقيع اتفاقية سد النهضة بما يهدد مصالح مصر فى مياه النيل .. الخ.

ثانياً، سياسياً: الهدف السياسى الاساسى الشامل، هو تمكين اسرائيل من قيادة الشرق الاوسط الكبير الجديد، المفكك دوله العربية، كقائد ميدانى لجيش الرأسمالية العالمية العابرة للجنسيات، وحارس كشرطى ضمان لتحقيق مصالحها فى المنطقة.

سياسياً، داخلياً: لضمان تحقيق الاهداف الاقتصادية والسياسية المتناقضة مع مصالح الشعب لابد من بعض الاجراءات القاسية على المستوى السياسى الداخلى مثل، اغلاق المجال السياسى العام، قمع الحريات العامة كالحق فى التظاهر والاضراب السلميان، مصادرة حريات التعبير، العداء لنشطاء ومنظمات حقوق الانسان .. الخ.

سياسياً، خارجياً: لضمان تحقيق الهدف السياسى العام والشامل، اتخذت بعض الخطوات، ومازال بعضها فى الطربيق مثل، التنازل عن تيران وصنافير ومن ثم تحول ممر تيران الى ممر دولى، تفريغ الشريط الحدودى بشمال سيناء، وتفعيل ازمة سد النهضة لتوصيل ماء النيل لاسرائيل، تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى، لتصبح "الحرب على الارهاب" بما يحمله تعريف الرأسمالية العالمية للارهاب ليشمل كل قوى المقاومة المسلحة ضد الاستعمار فى جميع انحاء العالم عموماً، وضد اسرائيل خصوصاً .. الخ.


الا اذا .. !
عدم الاستقرار، هو العدو الاول للاستثمارات الاجنبيه، "الاستنزاف الاجنبى للثروات الوطنيه"، لذا اذا ما شكل اى حاكم مصدراً للتهديد بعدم الاستقرار وجب رحيله، اياً كان حجم "الخدمات" التى قدمها، والتى مازال يمكن ان يقدمها، هذا الحاكم للرأسمال العالمى العابر للجنسيات، حكام عالم اليوم، واياً كانت اسباب التهديد بعدم الاستقرار، وفى مقدمتها بالطبع الغضب والاضطرابات الشعبيه.

اذاً سيظل السيسى يحكم طالما توفر الشرطان الحاسمان، الاول، ان السياسات التى ينتهجها "فريق السيسى" الحاكم، تحقق فى المقام الاول، مصالح حكام عالم اليوم، اما الثانى، الا تتحقق "الا اذا .." اى لا يقوم الشعب المصرى بأنتفاضة واسعة ومستمره ضد سلطة الحكم، اى ان الاستثمارات الاجنبية، "الاستنزاف الاجنبى للثروات الوطنيه"، تظل مستمره وامنة. عندها يستمر حكم السيسى، الا اذا ...



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفعيل ازمة يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله ! خطوات الانزلاق الى ...
- أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة ا ...
- يسقط حكم المصرف ! شيطان الصندوق فى انتظار القنص. سوليدير سور ...
- إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-2-* الموت القادم من المنطقة ...
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-1-* اين سيقضى -بوش-، سهرة ل ...
- ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودي ...
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
- ثمن المنصب! (2) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد الن ...
- ثمن المنصب ! (1) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد ال ...
- الاستثناء التونسى: بهجة الوداع ؟! بين رحيل مرسى ورحيل السبسى ...
- السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة !
- 30 يونيه وفن صناعة الغضب !
- الرئيس الوسيلة: من الترشيح الى الترحيل !
- لماذا العدوان الامريكى على ايران، حتمى ؟!
- ثلاثية التشوش: يناير، الشرعية، الاصطفاف !
- الحرب على الارهاب، وجدت لتبقى! اهدار غير مبرر لنتائج مفترضة ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - السيسى منتصراً ..!