أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - لم يكن هناك رئيس لمصر اسمه محمد مرسى!














المزيد.....

لم يكن هناك رئيس لمصر اسمه محمد مرسى!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




جنازة مبارك العسكرية فى مقابلة مع جنازة مرسى السرية، كانت بمعنى من المعانى، كاشفة عن حقيقة موقف سلطة يوليو الفعلى من سيناريو الخروج من "المآزق الثلاثى" التى واجهته فى 25 يناير 2011، والذى مثل تسليم حكم مصر لممثل الاخوان المسلمين، حجر الزاوية فى سيناريو الخروج منه ..

لابد وان يكون مجنوناً من يعتقد ان سلطة يوليو "المكلبشه" فى حكم مصر منذ حوالى سبعة عقود، يمكن ان تسلم لغريمها التاريخى حكم مصر، لانه فاز فى انتخابات هى من خططت لها ونظمتها واشرفت على اخراجها واعلنت نتائجها!.

لقد واجهت سلطة يوليو "مآزق ثلاثى" فى 25 يناير تمثل فى التقاء ثلاث عناصر فى وقت واحد، العنصر الاول، تمثل فى الخروج الغاضب لملايين المصريين الى الشوارع والميادين واصرارهم على عدم العودة الى البيوت بدعوه ملحة مبتكرة من شباب يناير الانقياء، وبتراث من تراكم وعى وخبرات معارضة مستمره منذ سنوات، اما العنصر الثانى، فقد تمثل فى اعتلاء جماعة الاخوان المسلمين لحركة هذه الملايين بعد ان اطمئنت لامكانية استمرارها ومن ثم تحقيق حلمها التاريخى فى حكم مصر، اما العنصر الثالث فى "المآزق الثلاثى" فكان التواجد الخفى، والكمون المؤقت المتحفز لنظام لم يسقط بعد، نظام مبارك "الاب/الابن"، وفى القلب منه مشروع التوريث لوريث مدنى وليس عسكرى على النسق المستمر منذ 52 من القرن الماضى، هذا النظام الذى لم يسقط بعد والمتحفز للعودة واستعادة وضع السيطره والتمكن الذى كان قائماً قبلها بـ18 يوم فقط، بتراث مباشر ممتد الى ثلاثون عاماً.

لم يكن العنصريين الاول والثانى، كلً منهما منفرداً، يشكل معضله لنظام مبارك، كانت المعضلة فى اجتماعهما معاً، فقد كان يمكن دائماً التعامل مع العنصر الاول "الجماهير" بالقمع او انزال الجيش كما حدث فى 18 و 19 يناير 1977، او بارضائه ببعض الاجراءات كعزل وزير الداخليه حبيب العادلى، مثلاً، كما كان التعامل مع العنصر الثانى "الاخوان" منفرداً، امر يجيده نظام يوليو تماماً، بالعصا والجزره، وكانت قنوات الاتصال متصله بشكل دائم بين الجماعة وامن الدوله.

اذا كانت المشكله فى التقاء العنصرين الاول والثانى، فى اجتماعهما معاً، فى المقابل جاءت الخطه العبقرية لدهاة النظام العتيق، ليس فقط بالتخلص من مآزق الالتقاء بين الاخوان وملايين الغاضبين فى الشوارع والميادين، بل وايضا بالتخلص من العنصر الثالث من عناصر "المآزق الثلاثى"، عنصر مشروع التوريث لوريث مدنى بكل ما يحمله من مخاطر على نسق السلطة والثروة المستقر من 52 من القرن الماضى، فكانت الضربه الثلاثية بالتخلص من كلً يناير والاخوان (الى حين)، والوريث المدنى فى ضربه واحدة، على طريقة "عسى ان تكرهو شيئاً وهوخيراً لكم"، فكان الالتفاف على يناير عن طريق حصان طرواده "الاخوان"، او بتعبير ادق عن طريق الانتهازية السياسية المعهودة لدى الاخوان، ثم التخلص من الاخوان عن طريق رأس الرجاء الصالح "رأس الاخوان" بتوظيف الانتهازية السياسية لدى المعارضة المدنيه المروضة على يد النظام، وبالتخلص من يناير والاخوان اصبح الطريق مفتوحاً للتقدم للاستيلاء على مواقع السلطة والثروة بشكل مباشر، اى بمعنى آخر، زوال مشروع الوريث المدنى.


هى، يا ثوره يا بلاش؟!

من الغريب انه مازال هناك العديد من مخلصى النخبه المصرية، المقدرة، يصر على وصف 25 يناير 2011 بانها ثورة، بالرغم من انهم اكثر من غيرهم يدركون ان التغيير الجذرى فقط هو ما يوصف بالثورة، الا انهم لا يستطيعوا على المستوى النفسى ان يتقبلوا ان 25 يناير كانت انتفاضة وليست ثورة، حتى لو لا تغيير جذرى قد حدث، ولا حتى الشباب كانوا قد دعوا لتغيير جذرى، بل كانت دعوتهم ضد الممارسات الوحشية لحبيب العادلى بمباركة مبارك، وكان هؤلاء الشباب منظمين تنظيم جنينى لافراد او جماعات من مشارب فكرية وسياسية وتنظيمية، مختلفة، اى لا يملكون خريطة طريق ثورية موحدة، وهو سرعان ما ظهرت اثاره مبكراً عند اول مفترق طرق فى استفتاء "التفريق" 19 مارس 2011، الدستور ام الانتخابات اولاً، والذى اطلق عليه الاسلامويين "موقعة الصناديق".


ايضاً، تعلم هذه النخبه انه لا ثورة بدون نظرية ثورية "خارطة طريق"، يحملها ويتبناها تنظيم ثورى متمرس عليها ومكتشفها ومصححها فى العمل السياسى والجماهيرى بالتوازى مع انتاجه الفكرى والفلسفى ..، هذا التنظيم الذى بدونه تصبح الجماهير مشتته متضاربه، فريسة لصراعات القوى السياسية المختلفة، سرعان ما يستغلها اعداء الثورة، وفى 25 يناير لم يكن مثل هذا التنظيم غير متوفراً فقط، بل ايضاً كان مصدراً للفخر!.


لابد وان الصورة الذهنية لرتبة الانتفاضة كرتبة ادنى من رتبة ثوره، هى احد عوامل الموقف النفسى الرافض لتسمية الاشياء باسمائها الحقيقية، بتسمية 25 يناير انتفاضة وليست ثورة، هذا الاختلاف فى التوصيف ليس مجرد اختلاف شكلى فى الاسماء، وانما هو ذو دلالات شديدة الاهمية للواقع والمستقبل على حد سواء، فعلى سبيل المثال، اذا ما اعتبرناها ثوره فنحن نقر ضمنياً بمكوناتها، والتى هى بالضبط مكونات الاثورة، مثل غياب خارطة الطريق المتفق عليها، وغياب التنظيم، وانتشار الفكرة الخرقاء باعتبار غياب القيادة هو احد مزايا "ثورة" 25 يناير .. الخ،!.


من المفهوم ان تتمسك نخبة الاسلام السياسى، خاصة الاخوان المسلمين، بوصف 25 يناير بالثورة، فهى الدليل المادى، وفقاً لمفهومهم، الذى لا يمكن التنازل عنه، على امتلاكهم شرعية حكم مصر بـ"الانتخابات"، وعليه تتم الدعوة للاصطفاف كخطوة اولى فى اتجاه الشرعية المسلوبة، كل ذلك مفهوم، ولكن الغير مفهوم ان تصر النخبة المدنية على وصف 25 يناير بالثورة!.


مجدداً، الانتفاضه، كما كل اشكال النضال، من اجل انتزاع كيانات مجتمع مدنى مستقلة، هو طريق شاق وطويل مليئ بالتضحيات، ولكن، بدون هذا المجتمع المدنى المنظم والقوى والمستقل، من الممكن ان يحدث اى شئ، انتكاسة، فوضى .. الخ، الا ان يحدث التغيير الايجابى المنشود.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليه بيقطعوا عن مصر -الميه والنور-؟! اهداء الى الملهم د. نايل ...
- سيناريو خطة سلام الشرق الاوسط، مسلسل -صفقة القرن-. -2- ترامب ...
- سيناريو خطة سلام الشرق الاوسط، مسلسل -صفقة القرن-. -1-
- الصراع على السُلطة المدنية، فى مصر!
- ملاحظات اوليه على كتاب يزيد صايغ الجديد: أولياء الجمهورية: ت ...
- رؤيه يساريه مبتسره للموجه الثانيه من -الربيع العربى-!
- بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-!
- محمد على معارضاً ! ...
- السيسى منتصراً ..!
- تفعيل ازمة يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله ! خطوات الانزلاق الى ...
- أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة ا ...
- يسقط حكم المصرف ! شيطان الصندوق فى انتظار القنص. سوليدير سور ...
- إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-2-* الموت القادم من المنطقة ...
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-1-* اين سيقضى -بوش-، سهرة ل ...
- ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودي ...
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - لم يكن هناك رئيس لمصر اسمه محمد مرسى!