أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - رحم الله ضرير الفجر الذي فاق -المبصرين -إبصارا وبصيرة!














المزيد.....

رحم الله ضرير الفجر الذي فاق -المبصرين -إبصارا وبصيرة!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 23:24
المحور: المجتمع المدني
    


اليوم تحديدا كان لي مع بعض النفحات القرآنية مواقف عدة لفت إنتباهي منها موقفان ، نشر الأول منها الدكتور حلمي الفقي ، على صفحته الشخصية وأحببت أن أنقلها لكم ، عن كيفية تسجيل الختمة المرتلة لأول مرة من سورة الفاتحة الى سورة الناس برواية حفص عن عاصم في اسطوانات مسجلة مدتها 45 دقيقة ليتم بثها بداية ستينيات القرن الماضي من اذاعة صوت العرب من القاهرة منذ ذلك الحين والى يومنا هذا ، بمقترح تقدم به رئيس جمعية الحفاظ على القران الكريم فلقي المقترح صدى واسعا وتحول الى واقع حال وكانت التسجيلات قبلها مجرد تسجيلات محافل لسور قرآنية متفرقة - تجويدا - فحسب وبدأت الختمات المرتلة بصوت الحصري - من دون مقابل - لتثني بصوت عبد الباسط ومن ثم المنشاوي ، فمحمود علي البنا وانتهاء بمصطفى اسماعيل ، اللطيف أن صاحب شركة الاسطوانات والتسجيلات قد رفض أن يتقاضي ثمنها وله بذلك أجرالتلاوة الى يوم الدين.
اما الموقف الثاني فحدثني به أحد أبناء الاعظمية الفيحاء عن الشيخ الحافظ الضرير ملا سامي الاعظمي ، وقال وبالحرف ، إن "ملا سامي الضرير كان يخرج من بيته سيرا على الاقدام في أحلك الظروف التي مرت بالعراق وأشدها قتامة ورعبا عام 2004 من شارع عمر بن عبد العزيز حيث يقيم كل يوم قبل صلاة الفجر لوحده في الازقة والحارات بمسافة تصل الى نصف ساعة متواصلة تقريبا وصولا الى جامع الامام ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي متوكأ على عكازه ليؤم المصلين في صلاة الفجر وليختم المصحف كل شهر ختمة كاملة فيها - أي صلاة الفجر - في رمضان وسواه من الشهور القمرية ، وذات يوم أمسك الجنود الاميركان بتلابيبه وهو في طريقه الى المسجد وبعد أن علموا أنه ضرير أخذوا عصاه التي يتوكأ عليها وأخضعوها للفحص الدقيق ظنا منهم بأنها تحوي جهاز استشعار الكتروني أو جي بي اس وما شاكل ، فوجودوها مجرد عصا بسيطة من الخيزران ليس الا فعادوا وفحصوا ساعته - ساعة مخصصة للمكفوفين - واذا بها ساعة عادية جدا وقديمة ولاتقنيات حديثة فيها البتة ، فعادوا وفتشوه تفتيشا دقيقا بمعية المترجم لمعرفة سر قدرة رجل ضرير وكبير في السن على السير كل هذه المسافة الطويلة بمفرده ذهابا وايابا من والى المسجد الكبير وسط الامطار الغزيرة والأوحال وفي أزقة ضيقة لاحدود لأفرعها الجانبية التي يتيه فيها - المبصرون وبقوة إبصار 6/ 6- الا انهم لم يجدوا شيئا فألتقطوا له ولعصاه ولساعته صورا كثيرة بحثا عن السر الذي حير عقولهم وفات رعاة البقر وأعداء البشر قوله تعالى في محكم كتابه العزيز : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ، رحمك الله ياملا سامي الاعظمي ، لقد حفظت القرآن صغيرا فحفظك الله تعالى بالقرآن كبيرا وأنار بصرك وبصيرتك ببركاته " ولله در وليد الأعظمي القائل في فضل القرآن الكريم وهو جار لملا سامي وابن منطقته الغراء :
قرآن ربك يا محمد عِزُّنا ..ونظامنا الداعي لعيشٍ أرغد
الناس فيه على السواء جميعهم ..لافضل فيهم لأبيض أو أسودِ
ومن الجدير ذكره أن لكل قارئ من القراء المشاهير قصص وحكايا ومواقف وألقاب، فعبد الباسط عبد الصمد لقب يوما بـ" مارلون براندو العرب " وذلك لوسامته وأناقته ولفرط تأنقه في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وتنقلاته وإستعماله لأرقى العطور ولحضوره الطاغي في المحافل والمناسبات واللقاءات علما أن أولاده وبناته كلهم من حفظة كتاب الله العزيز وقد أسلمت أشهر مذيعة في اوغندا بعد انتهاء محفله تأثرا بصوته وأدائه وذهبت الى الحج بوساطة منه بل وأقامت هناك طوال حياتها وتحولت الى داعية الى الاسلام في أفريقيا الى وفاتها وقد اسلم بين يديه العشرات خلال المحافل التي أقامها في آسيا وأفريقيا ، فيما لقب محمد صديق المنشاوي بـ" الصوت الباكي " لتركيزه على مقام النهاوند الحزين ، وله موقف مشهود مع عبد الناصر حين أرسل في طلبه لقراءة القرآن في حفل يحضره الرئيس ليتشرف بذلك فرفض المنشاوي ذلك وقال قولته المعروفة " لقد أرسل عبد الناصر لي بأسوأ رسله ..لماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي بدلا من ان يكون الشرف لي شخصيا بحضور حفل يحضره الرئيس ؟"، وكاد أن يفقد حياته اغتيالا بالسم عام 1963 في حفل كبير حين قدم مبلغ مالي لكبير الطباخين مقابل دس السم في طعام المنشاوي الا أن الطباخ ذهب وأخبر الشيخ بذلك فأبى الأخير أن يأكل شيئا من طعام الوليمة ورحل متذرعا بعذر مقنع ، وكان عبد الباسط والمنشاوي صديقين حميمين شاءت الاقدار ان يتوفيا في نفس الشهر الهجري "ربيع الثاني" وكلاهما كان يطبق مقولة شيخهم الاكبر محمد رفعت الشهيرة ، إن " قارئ القرآن لايهان " والتي قالها رفضا لمساعدات الملوك والامراء وكبار التجار يوم أصيب بـ" مرض الزغطة" في حنجرته الذهبية والتي منعته من القراءة وكان فقيرا لايمتلك ثمن العلاج ولاتكاليف العملية ، أما مصطفى اسماعيل ، الملقب بـ" قارئ الامراء والفقراء " فقد ترك خلفه 1300 تلاوة مازالت وستظل تبث في كل الاذاعات والفضائيات العربية والاسلامية .
اما الشيخ الحصري وهو أول من سجل القرآن مرتلا برواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع ، ورواية قالون والدورى عن أبي عمرو البصري بالتتابع ، فكان أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة، وأذّن لصلاة الظهرهناك وهو أول من رتل القرآن في القصر الملكي البريطاني وأول قارئ للقرآن في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي!
وفي بعض هؤلاء العمالقة قال الشيخ الشعراوي :"من ناحية اتقان الاحكام فالشيخ الحصري ومن جهة الاداء والاتقان النغمي فمصطفى اسماعيل ، أما عن حلاوة الصوت فعبد الباسط ، بينما الشيخ محمد رفعت ففيه كل ذلك " .



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - فلسفة المااااع - جانب من المأساة على ألسنة الحيوانات !
- حكاية متقاعد .. بين مكرمة الكاظمي ولصوص الكيات!!
- حكاية كتاب …أذهلني !!
- حرية وهرج وتهريج الصحافة المحلية ..الى أين؟!
- يوميات رسام عربي إقتحم العالمية ..
- ملاحظات ونصائح مطبخية !
- هل سرق - الفيل - شعيل سندبادنا أم نحن كما العراق بعناه ؟!
- محمد ﷺ أبو الايتام والفقرا الداعي الى إغاثتهم في كل ا ...
- طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !
- شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و اله ...
- شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - رحم الله ضرير الفجر الذي فاق -المبصرين -إبصارا وبصيرة!