أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و الهمم !














المزيد.....

شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و الهمم !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 21:23
المحور: المجتمع المدني
    


حملت أوراقي وكاميرتي ذات وجع لأجري تحقيقا صحفيا عن مسارح وسينمات بغداد أيام زمان، وبخبرتي المتواضعة في هذا المضمار بدأت رحلتي سيرا على الأقدام إنطلاقا من ساحة حافظ القاضي،وما هي سوى أمتار قليلة حتى صعقت، أين سينما الوطني؟ بح، أين أورزدي باك، سينما الرشيد، المقهى البرازيلي، مكتبة مكنزي؟ بح، سينما الشعب، روكسي، دنيا، بدالة السنك العملاقة؟ بح، اين سينما الخيام، غرناطة، السندباد، النجوم، أطلس، سميراميس، النصر، بابل ..بح؟! أين السلالم الكهربائية في ساحة التحرير، كانت هنا نسرح ونمرح فوقها صعودا ونزولا أيام الصبا، أين محال نفق التحرير الجميلة؟ أين الهواتف العمومية في شارع السعدون بغرفها الأنيقة، كنا نهاتف بها بعضنا بعضا ذات سلام قبل ان تقرع الحروب المتعاقبة أبوابنا وأجراسنا وتحرق أخضرنا ويابسنا كل عقد من الزمان وآت؟
لا أكتمكم سرا لقد أصابني الإحباط يومها ، وأخذ اليأس مني كل مأخذ وانا أتساءل كيف السبيل الى إصلاح كل هذا الدمار والخراب، كيف؟!
يومئذ جلست القرفصاء على جانب الطريق مقابل أطلال بابل ..سينما بابل.. بعد تحولها الى محال مخصصة لبيع قطع الغيار وأخذت أعبث بهاتفي النقال وأتصفح الفيس بوك واذا بصفحة صبية عراقية جميلة لا تفارق البسمة البريئة محياها، فتاة إسمها "جنات الرسامة " أخذني الفضول مدفوعا بنظرتها الواثقة لأواصل تصفح صورها ولوحاتها ونشاطاتها واذا بها تعاني من ضمور العضلات وتكلس العظام وتقوس العمود الفقري، بنسبة عجز تبلغ 100 % !
واذا بها فنانة ترسم بقدمها اليمنى مذ كان عمرها خمس سنين لتواصل إصرارها وترسم بقدمها مستخدمة برنامجpaint ومن ثم طورت مهاراتها لترسم على الحاسوب تارة وعلى الورق تارة أخرى بأقلام الماجك والرصاص والخشبي والمائي والزيتي والاكريليك، وبدأت بتصمم الأزياء لتحقق حلمها في ذلك، لم يقف طموحها عند هذا الحد بل تعداه الى إقامة معارض وحضور مؤتمرات عدة مكنتها من الحصول على شهادات تقديرية ودروع تشجيعية وميداليات ملونة لتتوج تألقها بمعرض شخصي حظي بإعجاب الحضور واستدر دموعهم وألهب حماسهم فوقفوا لها مصفقين على هامش مؤتمر "تيداكس بغداد "، هنا لم أتمالك نفسي بعد شحنة أمل منحتني إياها تلكم الصبية ذات الـ 15 ربيعا "جنات الرسامة " وكأنني نشطت من عقال .
سألني أحدهم وكان يرقبني عن كثب من دون ان انتبه اليه، أراك ابتهجت بعد طول قنوط؟
قلت، كيف لا أنشط وتسري في جسدي النحيل شحنات الأمل وتجتاح أعماقي رغبة الجد والعمل والمثابرة وهؤلاء الخارقون الذين يرفعون شعار "impossible is nothing" قد أعلوا فينا الهمم، يعد تسلقهم بعناد سفوح المستحيل نحو القمم برغم اعاقاتهم فلقنوا البشرية عبر التأريخ دروسا في قوة الإرادة الفولاذية التي لاتلين، الألمان يفتخرون ببيتهوفن وسيمفونياته التسع التي ألف أروعها وهو أصم لا يسمع ! محمد بن سيرين المعروف بتأويل الرؤى وتفسير الأحلام كان مصابا بالصمم ايضا ، مصطفى الرافعي الملقب بمعجزة الأدب العربي كان اصما، ، العداء الأفريقي أوسكار بيستوريوس، كان مبتور القدمين حين شارك في دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة، ا النجم المصري إبراهيم حمدتو، الذي أذهل العالم بقدراته في منافسات دورة الألعاب البارالمبية 2016 في العاصمة البرازيلية ريودي جانيرو وهو يلعب تنس الطاولة بفمه وقدمه، بعد فقدانه ذراعيه بحادث قطار فيما حقق الفيديو الذي أظهر طريقة لعبه المذهلة على اليوتيوب أكثر من مليوني مشاهدة !
ابداعات جنات دفعتني لأعيد النظر في عشرات البرامج الانتخابية التي طرحها مرشحو الكتل والائتلافات خلال الحملات الانتخابية المتتالية فلم أجد من بينها برنامجا واحدا يعد الناخبين برفع الحيف والظلم الذي وقع على شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعددهم يربو على 2,5 مليون من الذكور والإناث في بلد مزقت أوصاله الحروب المتتابعة وشوه أجنته التلوث البيئي والإشعاعي، فضلا عن 25 مليون لغم ارضي تقتل وتعيق سنويا بين 13- 16الفا فهل هؤلاء خارج نطاق التغطية، أم ماذا؟
لم اسمع ببرنامج انتخابي واحد يتعهد بتأهيل ذوي الإعاقة البدنية وتشمل بتر الأطراف وتشوهها، والشلل النصفي او الرباعي، ولا اصحاب الإعاقات الحسية وتشمل الصم والبكم والمكفوفين، ولا اصحاب الإعاقات الذهنية وتشمل الشلل الدماغي، والأمراض العقلية، ومتلازمة داون (المنغول)، ولا اصحاب الإعاقات النفسية وتشمل الأمراض العصبية والذهانية بكل أشكالها والتوحد ولا شديدي العوق وهؤلاء يجمعون بين الإعاقات البدنية والإعاقات الذهنية، مع ان المادة 32 من الدستور العراقي تنص على، ان " الدولة ترعى المعاقين وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع" .

واقول لجنات بعد ثلاث سنين من وفاتها ، شكرا جنات فلقد ألهمتني بإصرارك وتألقك وإبتسامتك اصرارا مماثلا لأجراء تحقيقات صحفية متواصلة بمعية زملائي في مهنة المتاعب والسلطة الرابعة عن معاهد الرجاء المتخصصة برعاية المعاقين ذهنيا وعددها 17 معهدا في عموم العراق، ومعاهد الأمل المتخصصة برعاية الصم والبكم وعددها 22 معهدا، ومعاهد النور وعددها 5 معاهد لرعاية المكفوفين إضافة الى معهدي السعادة والمنار لرعاية الأطفال المعاقين حركيا، ومعهدي الحنان التي تتولى رعاية الأطفال شديدي العوق، احدهما في بغداد والآخر في كربلاء عسى ان يتحرك الخيرون وذوو الضمائر الحية لتوفير المستلزمات الطبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة مجانا أو بأسعار رمزية (كراسي المشلولين، العكازات الابطية والمرفقية، سماعات خلف الأذن، الأطراف الصناعية، الوسائد المضادة للتقرحات) فضلا عن بناء ورش لتأهيل المعاقين كورش النجارة والسيراميك والرسم والخط والزخرفة والخياطة وتصليح الأجهزة الكهربائية والموبايل وشمولهم بمخصصات الرعاية الاجتماعية اسوة باقرانهم، اضافة الى أنشاء النوادي والمراكز الرياضية لتأهيلهم وزجهم في البطولات العربية والمحلية والبارالمبية .اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و الهمم !